تغزو مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات منشورات تروّج لعلاج لمرض السرطان قائم على تناول الفاكهة على معدة فارغة.
يتحدّث المنشور عن طريقة “غير تقليديّة” في علاج السرطان يعتمدها طبيب اسمه “ستيفن ماك” لم تُحدّد جنسيّته أو اختصاصه. والعلاج، بحسب الادعاء، يعتمد على تناول الفاكهة على معدة فارغة.
ويسرد المنشور أموراً مثل كيفيّة تناول الفاكهة ومزايا بعضها، مشدّداً على أن فاعليّة العلاج تصل إلى 80%.
وبحسب ما وقع عليه صحافيو تقصي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ تداول هذه المنشورات في العام 2016 بلغات عدّة وحصدت منذ ذلك الحين مئات آلاف المشاركات والتفاعلات.
ادعاءات لا أساس لها من الناحية العلمية
الاختصاصيين يؤكّدون أن لا أساس علمياً لهذه الادعاءات حيث يعتبر السرطان ثاني مسبّب رئيسي للوفاة في العالم بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، وقد تسبّب في العام 2020 بنحو 10 ملايين وفاة غالبيتهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدّخل.
وكثيراً ما تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تروّج لعلاجات عشبيّة ووصفات غريبة يُقال إنها قادرة على القضاء على الخلايا السرطانيّة في وقت قياسيّ وتنصح بالابتعاد عن العلاجات المُعتمدة في الطبّ الحديث، الأمر الذي يحذر منه الأطباء والاختصاصيون.
ماذا عن الفاكهة على معدة فارغة؟
لا يشكّل أكل الفاكهة بعد الوجبات أو على معدة فارغة علاجاً للسرطان، بحسب الخبراء الذين يؤكّدون أن تناول الفاكهة من شأنه أن يساهم في الوقاية من المرض، ولا يعالجه.
وفي حديث مع وكالة فرانس برس، قال البروفيسور بيار باي الاختصاصي في الأمراض السرطانية والعلاجات بالأشعّة في جامعة لورين الفرنسية إن “استهلاك الفاكهة بشكل دائم دوراً في تقليل مخاطر بعض السرطانات، بحسب الدراسات” وخصوصاً “سرطانات الجهاز الهضمي وسرطانات الرئة”.
وأضاف أن الرابطة الوطنية الفرنسية لمكافحة السرطان تنصح بتناول “خمس حصص من الفاكهة والخضار يومياً”.
وشرح باي مفصّلاً “بعد أن يصاب جسم بالسرطان، يساهم تناول الفاكهة، ولا ريب، في تقليل مخاطر الإصابة بنوع آخر من السرطانات” لكنّه لا يعمل كعلاج للسرطان الحاليّ.
وأيّد سيربوس دوسو وهو طبيب أورام في مركز علاج السرطان في كوتونو ما قاله البروفيسور باي قائلاً إن “الادعاءات المتداولة لا أساس لها علمياً”.
وأضاف “تقوم علاجات السرطانات في العالم كلّه على الجراحة والعلاجات الإشعاعية والكيميائية والهرمونيّة ويضاف إليها اليوم العلاج المناعيّ”.
إضافة إلى ذلك، نفى سيدي كا وهو طبيب أورام جرّاح في مستشفى أريستيد لو دانتيك في دكار، وجود “تركيبة من المواد الغذائيّة معتمدة في علاج السرطان”.
وأضاف أن كثيراً من المصابين يصلون متأخرين إلى العلاج، لأنهم وثقوا بوصفات وخلطات يُروّج لها البعض.
نباتات وفواكه مضادّة للأكسدة لا علاجات للسرطان
وفي حديث سابق مع وكالة فرانس برس، قال ربيع تلحوق، الباحث في علم الخلايا في الجامعة الأميركية في بيروت إن “هذه المنشورات التي تروّج لعلاجات تعتمد على نباتات وفواكه لها خصائص مضادة للأكسدة مبالغ بها كثيراً”.
وأضاف “كثيرة هي الخضروات والفاكهة التي تتمتّع بخصائص مضادة للأكسدة، وقد يكون لها تأثير ولا ريب على جسم الإنسان ولكن هذا لا يعني أنه سيكون لها تأثير على الخلايا السرطانيّة عند الإنسان”.
وحذّر من أن الإفراط في تناول وصفات مماثلة مثل خلاصات الأعشاب قد يكون له آثار جانبيّة على الصحّة.
نمط حياة سليم
واعتبر تلحوق أن الاعتماد على عشبة لن يشفي أمراض السرطان، والأحرى اليوم هو اعتماد نمط حياة صحيّ متكامل لمكافحة السرطانات أو كبح نموّ الأورام، مثل التخفيف من تناول السكّر واللحوم التي قد توفّر بيئة حاضنة للخلايا السرطانيّة، والإكثار من تناول الخضار والفاكهة.