قلة النوم تجعلنا أكثر أنانيةً وأقل كرمًا
- نظرية العقل هي القدرة على مراعاة احتياجات الآخرين وحالاتهم وعواطفهم
- كمية النوم وجودته تؤثر عادة على السلوك العاطفي والاجتماعي
أظهرت دراسات جديدة وجود تأثير “مفاجئ” على سلوك الإنسان جراء قلة النوم المعروف بأنه أحد أساسيات الحياة.
وأجرى باحثون من جامعة كاليفورنيا ثلاث دراسات في الولايات المتحدة تبحث في تأثير سلوك الإنسان “الأناني” ووجدوا أنه منتشر عند أولئك الذين حصلوا على ساعات نوم أقل.
قاد الدراسة التي نشرتها مجلة “PLOS Biology”، الثلاثاء، عالمة الأبحاث، إيتي بن سيمون، وأستاذ علم الأعصاب وعلم النفس بجامعة كاليفورنيا مدير مركز علوم النوم البشري بالجامعة، ماثيو ووكر.
وقالا لشبكة “سي إن إن” الإخبارية إن هذا الاكتشاف كان “مفاجئا للغاية”.
من خلال قاعدة بيانات تضم 3 ملايين تبرع خيري بين عامي 2001 و2016، لاحظ بن سيمون ووكر وزملاؤهم انخفاضا بنسبة 10 بالمئة في التبرعات بعد التوقيت الصيفي. ولم يُشاهد هذا الانخفاض في الدول التي لا تتبع انتقال الساعة إلى الأمام.
في الدراسة الثانية، استخدم الباحثون التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي للنظر في نشاط الدماغ لـ 24 شخصًا بعد ثماني ساعات من النوم وبعد ليلة من عدم النوم.
ووجدت هذه الدراسة أن الشبكة العصبية الاجتماعية الإيجابية – مناطق الدماغ المرتبطة بنظرية العقل – كانت أقل نشاطا بعد الحرمان من النوم.
ونظرية العقل هي القدرة على مراعاة احتياجات الآخرين وحالاتهم وعواطفهم، والتي تتطور عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة مع التنشئة الاجتماعية.
في الدراسة الثالثة، التي قاست نوم أكثر من 100 شخص خلال ثلاث إلى أربع ليالٍ، وجد الباحثون بشكل غير متوقع أن نوعية النوم كانت أكثر أهمية من كمية النوم عندما يتعلق الأمر بقياس سلوك “الأنانية”.
وقيم الفريق مستويات الأنانية بناءً على الردود على الاستبيانات التي تم إكمالها من قبل المشاركين في الدراسة.
وقالت إيتي بن سيمون إنه “حتى مجرد ساعة واحدة من قلة النوم كانت أكثر من كافية للتأثير على اختيار مساعدة شخص آخر”.
وأضافت: “عندما يفقد الناس ساعة واحدة من النوم، يكون هناك تأثير واضح على لطفنا البشري الفطري ودوافعنا لمساعدة الأشخاص الآخرين المحتاجين”.
في حديثها لشبكة “سي إن إن”، ذكرت أن كمية النوم وجودته تؤثر عادة على السلوك العاطفي والاجتماعي، لذلك كان الفريق يتوقع إيجاد تأثير لكليهما.
وأوضحت أن “هذه النتائج يمكن أن تشير إلى أنه بمجرد ارتفاع مدة النوم عن بعض المقدار الاسمي الأساسي، يبدو أن نوعية ذلك النوم هي الأكثر أهمية لمساعدة ودعم رغبتنا في مساعدة الآخرين”.