تلوث الهواء في إيران.. فشل جديد للنظام في احتواء الأزمة
- صحيفة إيرانية: المسؤولون لا يفعلون شيئًا تقريبًا سوى الإعراب عن الأسف وإغلاق المدارس”
- تُظهر جميع الأدلة أن الحكومة ليس لديها خطة محددة ومعينة لإعادة الهواء النظيف إلى الناس
أدى استمرار تلوث الهواء في إيران وتقاعس وفشل السلطات في احتواء الأزمة إلى احتجاجات واسعة من قبل المواطنين.
من جهة أخرى، استخدمت بعض وسائل الإعلام المحلية في إيران تشبيه “غرفة غاز بحجم مدينة” لشرح حجم التلوث، وأكدت أن الشعب يتنفس السم بدلًا من الأكسجين.
وقدم رئيس مركز أبحاث تلوث الهواء في إيران، محمد صادق حسن وند، إحصائية مروعة عن تداعيات تلوث الهواء في إيران. وقال: “هناك 45 ألف حالة وفاة بسبب تلوث الهواء كل عام، 7 في المائة منها يولدون أموات”.
وأضاف حسن وند أنه في الخمس سنوات الماضية سجل معدل تلوث الهواء رقمًا قياسيًا تاريخيا حيث ارتفع حجم الجسيمات العالقة 6 أضعاف، وشهدنا أيضًا “عودة ثاني أكسيد الكبريت” لمدة عامين.
كما انتقد فشل المسؤولين المعنيين بصحة الناس، وقال بسخرية: “تأثير الرياح كان أكبر بكثير من الإجراءات التي اتخذتها السلطات في الحد من تلوث الهواء”.
ومن جهتها، كتبت صحيفة “اطلاعات” الإيرانية، في تقرير لها بهذا الخصوص: “ليس لدى الحكومة خطة لإعادة الهواء النظيف إلى الناس، وظاهرة زيادة تلوث الهواء لم تتحول [فقط] إلى أزمة، ولكنها تؤدي أيضًا إلى كارثة، فالمسؤولون لا يفعلون شيئًا تقريبًا سوى الإعراب عن الأسف وإغلاق المدارس”.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من هذه الأوضاع، فإن السلطات ترفض منع استخدام السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل، وتستمر الشركتان الكبيرتان المملوكتان للدولة بالتنافس في عملية إنتاج “ضارة ومنخفضة الجودة” لصناعة “عربات الموت” [سيارات] وتسليمها للمواطنين بأسعار مرتفعة.
وجاء في تقرير الصحيفة أيضًا: “تُظهر جميع الأدلة أن الحكومة ليس لديها خطة محددة ومعينة لإعادة الهواء النظيف إلى الناس وتركت الناس تحت قبة زرقاء من السم والغبار وتعقد آمالها على الرياح والمطر” لتنظيف الأجواء.
وقد وصل عدد الأيام الملوثة في طهران خلال الشهر الماضي إلى 19 يومًا، منها 7 أيام كان الهواء فيها غير صحي للمجموعات الحساسة و12 يومًا في ظروف غير صحية لجميع الفئات.
ولا يقتصر تلوث الهواء على طهران وكرج فحسب، بل إن عددًا من المدن الإيرانية الأخرى، بما في ذلك تبريز وقم وأراك وأصفهان والأهواز ويزد وقزوين وغيرها، شهدت أيضًا أجواء غير صحية وملوثة في الأسابيع الماضية.
وعلى الرغم من استمرار تلوث الهواء الشديد، يتواصل استهلاك زيت الوقود في محطات توليد الكهرباء في إيران وارتفاع حجم الجزيئات العالقة وثاني أكسيد الكبريت.