التنمر و تقويم الأسنان
تقويم الأسنان أحد الخيارات العلاجية التي تهدف إلى تحسين مظهر الأسنان وأدائها الوظيفي من خلال تحريكها أو تعديل استقامتها، لكن أيضا من أهداف التقويم هناك فوائد تجميلية وصحية هي أسباب نفسية للأولاد مثل منع التنمر.
للحديث عن هذا الموضوع استضافنا في الأستديو الدكتور محمد صالح فارس اختصاصي تقويم الأسنان والفكين عضو الجمعية الأمريكية لتقويم الأسنان والفكين والمدير الطبي لمركز المينا الطبي بمدينة العين دولة الإمارات العربية المتحدة، والمحاضر السابق في عدد من الجامعات والمؤتمرات الدولية والحاصل على شهادة البورد في تقويم الأسنان والفكين، وتحدث لنا عن تعريف التنمر وقال “تم تعريف التنمر على أنه ممارسة للسلوك العدواني أو الأذى المتعمد الذي يتعرض له الفرد مرارًا وتكرارًا في علاقة تتميز باختلال توازن القوى وعادة ما يتتشر في المدارس والجامعات ضمن نفس الفئة العمرية. ويختلف انتشاره اعتمادًا على الموقع والعمر وقد يصل إلى 88٪ و لقد تحول مؤخرا الى ظاهرة عالمية تثير القلق”.
سألنا د. محمد صالح فارس لماذا اخترت أن تتكلم عن موضوع التنمر و تقويم الأسنان اليوم وقال “في الواقع حدثت قصة مؤلمة جدًا الأسبوع الماضي في مصر حيث توفت فتاة تبلغ من العمر 16 عاما بسبب أزمة قلبية بعد عودتها من المدرسة و كان السبب هو تنمر زميلاتها عليها في المدرسة بسبب شكلها. نسأل الله لها الرحمة ولأهلها الصبر”.
كما تحدث د. محمد صالح فارس عن علاقة التنمر بتقويم الأسنان والفكين وقال “في الواقع فإن علاقة التنمر بتقويم الأسنان يمكن تقسيمها إلى قسمين، القسم الأول هو تعرض الأشخاص الذين يرتدون أجهزة التقويم للتنمر من أقرانهم بسبب شكل هذه الأجهزة.. و هذا ينطبق على الأجهزة التي كانت تستخدم قديما وتمتد من الفم إلى خارج الفم”.
وأضاف د. محمد صالح فارس “لحسن الحظ فقد انخفض معدل التنمر بسبب هذه الأجهزة نظرًا لتطور أجهزة التقويم والتي أصبحت اليوم تستخدم عادة داخل الفم، كما تحسن شكل الجهاز التقويمي وأصبح العديد من الأشخاص وخاصة المراهقين يرغبون في الحصول على الألوان المتنوعة التي يصل استخدامها إلى حد الموضة”.
و أشار د. محمد صالح فارس أنه على الجانب المقابل يتعرض العديد من الأطفال والمراهقين للتنمر بسبب شكل أسنانهم غير الصحيح فلقد أظهرت العديد من الدراسات العالمية وجود علاقة جوهرية ما بين مشاكل ارتصاف وإطباق الأسنان والفكين مع معدلات التنمر التي يتعرضون لها، كما أظهرت هذه الدراسات انخفاضا جوهريًا في معدلات التنمر بعد العلاج التقويمي لتصحيح مشاكل الأسنان و الفكين.
العلاج التقويمي للأسنان للطفل
سألنا أيضُا دكتور محمد صالح فارس اختصاصي تقويم الأسنان و الفكين ألا يجب الانتظار حتى تبديل الطفل لكامل الأسنان قبل البدأ بالعلاج التقويمي؟
وأجابنا “هذا للأسف اعتقاد خاطيء تماما !!! فحسب جمعية تقويم الأسنان و الفكين الأمريكية فإن أول زيارة لطبيب تقويم الأسنان والفكين يجب أن تكون بعمر الـ7 سنوات و أظهرت الدراسات أن طفلًا من أصل 3 أطفال يحتاجون لتدخل تقويمي مبكر قبل اكتمال بزوغ الأسنان وذلك بعمر الـ8 سنوات. وهنالك حالات متعددة تتطلب هذا العلاج المبكر ولا يتسع وقت البرنامج اليوم لتفصيلها ولكن أحدها هو تخفيف معدل التنمر على الطفل”.
وحول تأثير التنمر على الأطفال قال الدكتور محمد صالح فارس “يجب أن نعلم أن شخصية الأطفال والمراهقين حساسة جدًا و تتأثر بشدة بسلوك التنمر حيث أظهرت الدراسات أن للتنمر نتائج متعددة على الطفل تذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر: الخوف، الاكتئاب، الإنعزال، القلق، عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، انخفاض التحصيل العلمي، والرغبة في الانتقام كما حدث في الولايات المتحدة حينما قام مراهق بإطلاق النار على زملائه في المدرسة و أخيرًا التفكير في الانتحار في الحالات المتقدمة”.
ماهي الحلول برأيك لظاهرة التنمر ؟
يقول لدكتور محمد صالح فارس اختصاصي تقويم الأسنان و الفكين “برأي المتواضع يجب أن نقوم بدمج عدة خطوات مع بعضها البعض للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة فلا توجد خطوة واحدة فقط”
أولا: يجب علينا أن نعلم أطفالنا في المنازل أن التنمر والسخرية من الآخرين هو سلوك مرفوض تماما دينيا وأخلاقيا و مجتمعيا، وهذه هي الخطوة الأهم فالمنزل هو الأساس و يجب أن يكون الأب والأم قدوة صالحة للأبناء في هذا الموضوع.
ثانيا: يجب على المدرسة أن تقوم بدورها الأساسي في مراقبة حالات التنمر وأخذ الإجراءات المناسبة الرادعة لهذه الظاهرة فأغلب حالات التنمر تحدث داخل حرم المدرسة.
ثالثا: إجراء علاجات مبكرة تقويمية للأطفال لعلاج تشوهات الأسنان والفكين لتخفيف معدلات التنمر التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال بشكل كبير.