بعض من الأشياء التي يجب على السيدات معرفتها عن سكري الحمل
داء سكري الحمل يمكن أن يصيب أي امرأة في أي مرحلة من مراحل الحمل، والعديد من النساء قد لا يدركن أنه حتى إذا كانت عوامل خطر الإصابة بداء السكري من نوع 1 أو 2 منخفضة لديهن، فإنهن لا يزلن عرضة للإصابة بداء سكري الحمل أثناء فترة الحمل.
ووفقاً للاتحاد الدولي للسكري، حصلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على ثاني أعلى معدل انتشار لداء سكري الحمل على مستوى العالم.
إذ يعتبر سكري الحمل حالة شائعة بين كل من المجتمعات، و درجة الوعي الصحي مازالت منخفضة جداً، وذلك من واقع الكشف عن عدد الإصابة بهذا الداء في المستشفيات والمراكز الطبية يومياً .
ومن هذا المنطلق هناك خمسة أشياء يجب على كل امرأة أن تعرفها بخصوص هذا الداء، وهي:
1) فهم الداء وأعراضه
النساء المصابات بداء سكري الحمل هن النساء الحوامل اللاتي لم يصبن بداء السكري من قبل ونسبة الجلوكوز “السكر” في دمهن مرتفعة خلال فترة الحمل.
ولا يتسبب سكري الحمل في كثير من الأحيان في ظهور أعراض يمكن للأم ملاحظتها، في حين أن أنواعاً أخرى من مرض السكري “مثل داء السكري من النوعين 1 و2” قد يسبب أعراضاً مثل زيادة العطش. ومن الطبيعي لمستويات السكر في دم المرأة أن ترتفع قليلاً خلال الحمل بسبب الهرمونات التي تنتجها المشيمة.
ويرجع سبب ارتفاع مستوى سكر الدم في المصابات بداء سكري الحمل إلى الهرمونات الصادرة عن المشيمة أثناء الحمل. حيث تفرز المشيمة هرمون يسمى محفز الإلبان المشيمي البشري. وهو المسؤول الرئيسي عن رفع مستوى السكر في دم الأم، ويقلل من تأثر الجسم بالأنسولين، بمعنى آخر أنه يجعل الجسم غير قادر على الاستفادة المثلى من الأنسولين بالشكل الصحيح، وفي هذه الحالة يرتفع مستوى السكر في الدم.
ويرفع هرمون محفز الإلبان المشيمي البشري مستوى السكر في الدم حتى يحصل الطفل على ما يكفي من المواد الغذائية عن طريق السكر الزائد في الدم، سكري الحمل يتطور عندما يكون الجسم غير قادر على إنتاج ما يكفي من هرمون الأنسولين أثناء الحمل.
2) من هن المعرضات لخطر الإصابة؟
يزيد خطر الإصابة بسكري الحمل للنساء اللواتي لديهن زيادة في الوزن “مؤشر كتلة الجسم لديهن أعلى من 25″، أو تزيد أعمارهن عن 25 عاماً، أو من أصول عرقية معينة مثل الآسيويين، أو لديهن تاريخ عائلي يدل على الإصابة بداء السكري، أو أصبن بداء سكري الحمل من قبل، أو أنجبن جنيناً ميتاً، أو أنجبن في الحمل السابق طفلاً كبير الحجم “أكثر من 4 كلغ”، أو لديهن تاريخ طبي يدل على الإصابة بتكيس المبايض، أو يعانين ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول في الدم أو أمراض القلب.
3) التأثير في الجنين
يؤثر سكري الحمل في الأم في أواخر الحمل، بعد أن يتشكل جسم الطفل، ولكن حين يكون الطفل مشغولاً في النمو، سكري الحمل لا يسبب أي عيوب خلقية قد تصيب الأطفال الذين كانت أمهاتهم مصابات بداء السكري قبل الحمل.
أما فقد السيطرة على التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم “في الحالات التي تبقى مرتفعة جداً لفترة طويلة” فيمكن أن يسبب مضاعفات للطفل.
كما يمكن أن يؤثر سكري الحمل “غير المراقب” في الطفل عند الولادة وبعد الولادة.
فقد يصبح الطفل ضخماً جداً “العملقة”، ومن المرجح أن يولد هؤلاء الأطفال عن طريق الولادة القيصرية، أما الولادة المهبلية لطفل كبير الحجم فقد تؤدي إلى مضاعفات مثل عسر الولادة الكتفي مع احتمال إصابة الضفيرة العضدية .
والأطفال الذين كانت أمهاتهم مصابات بسكري الحمل هم أكثر عرضة لمشكلات في أطوار النمو، مثل تعلم اللغة وتنمية المهارات الحركية، كما أنهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع 2 في مراحل لاحقة من حياتهم .
ولذلك فان التحكم في مستويات السكر في الدم يقي الطفل من المشكلات التنموية المذكورة، نظراً لارتفاع معدل الإصابة بسكري الحمل في هذا الجزء من العالم.
4) كيفية التحكم في سكري الحمل
يهدف علاج داء سكري الحمل إلى الحفاظ على مستويات السكر في الدم لتصبح مساوية لتلك المستويات عند النساء الحوامل غير المصابات بسكري الحمل. ويتضمن العلاج وجبات غذائية خاصة ونشاطاً بدنياً وفقاً لجدول زمني.
كما قد يشمل العلاج الفحص اليومي للسكر في الدم وتناول بعض الأدوية عن طريق الفم مثل الميتفورمين، والحقن بالأنسولين.
ويمكن أن تساعد اختصاصية التغذية على وضع خطة غذائية متوازنة هدفها السيطرة على مستوى السكر في دم الأم وابقائه في المعدلات الطبيعية الصحية .
ويمكن لممارسة الرياضة أن تخفض مستويات السكر في الدم، وتقلل من مقاومة الأنسولين، وتعمل على التحكم في الوزن خلال فترة الحمل، والحفاظ على صحة القلب، وجعل نوم الأم أكثر راحة، ناهيك عن تحسن الحالة المزاجية لها . المواظبة على التمارين كل يوم مثل المشي أو السباحة لمدة 30 دقيقة تعود بالنفع على الأم.
5) ماذا يحدث بعد الولادة؟
عادة ما يتلاشى سكري الحمل بعد الحمل نظراً لاستئصال المشيمة، والتي كانت تنتج الهرمونات الزائدة التي تسبب مقاومة عمل الأنسولين. ومع ذلك، فقد يصاب عدد قليل من النساء بعد الحمل بداء السكري من نوع 1 أو 2. وهؤلاء النساء سوف يحتجن إلى مواصلة العلاج من داء السكري بعد الحمل، حيث يتم بعد مضي نحو ستة أسابيع من الولادة اختبار الجلوكوز عن طريق الفم لمعرفة ما إذا عاد إلى المعدل الطبيعي مرة أخرى.
والنساء المصابات بسكري الحمل أثناء الحمل الأول لديهن فرصة للإصابة بمرض السكري في الحمل التالي بنسبة تتراوح من 35% إلى 50% . ولذلك يفضل قبل التخطيط للحمل مرة أخرى، أن تعمل المرأة على تعديل أنماط الحياة اليومية الضرورية التي تحتاج إلى التغيير.
كما ينبغي فحص السكر للنساء في المستقبل، فالنساء اللاتي أصبن بداء سكري الحمل هن عرضة للإصابة بداء السكري من النوع 2 في المستقبل بنسبة تصل إلى 60%. بيد أنه من خلال المحافظة على وزن الجسم المثالي، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، يمكن للمرأة أن تقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2.