ما علاقة الصداع بشرب القهوة؟
يتمتع مركب الكافيين بخصائص مذهلة، إلا أن غيابه عن الجسم قد يكون السبب في معاناتك من الصداع خاصةً إن كنت من الأشخاص الذين يستهلكونه بانتظام، ونتيجة لطريقة استجابة جسمك لمادة الكافيين هذه، فإن وجوده قد يكون السبب في شعورك بالراحة والتخفيف من الآلام.
يُعد الصداع من الحالات المعقدة التي يصعب تحديد سببها بدقة، وحتى أنه من الصعب الكشف عن السبب الكامن وراءه من خلال الخضوع للتصوير المقطعي المحوسب.
بالنسبة للكافيين، فهو يعد مادة منبهة بشكل طفيف، كما أنها سهلة الامتصاص في الجسم. يختلف تأثير هذه المادة في الجسم حسب طبيعة كل شخص، إذ من الممكن أن تستمر لمدة 12 ساعة لدى البعض.
يعمل الكافيين على تحفيز الجهاز العصبي المركزي للجسم، ما يجعلك أكثر استيقاظًا وتنبهًا، كما أنه يمد جسمك بالطاقة الكافية؛ ويساعدك على التركيز، ويحسن مزاجك.
في المقابل، فإن الكافيين يساهم في تضييق الأوعية الدموية المحيطة بالدماغ، والذي قد يزيد من خطر الإصابة بالصداع.
إن تمدد أو تضخم الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ، قد تكون سببًا في الإصابة بأحد أنواع الصداع المختلفة، والتي غالبًا ما تتمدد باتجاه الأنسجة المحيطة بها مسببةً بذلك بعض الآلام؛ لذلك في هذه الحالات، فإن شرب الكافيين الذي يساهم في تضييق الأوعية الدموية يساعد على تخفيف أو حتى التخلص من الصداع.
من جهة أخرى، فإن التوقف عن تناول الكافيين بشكل مفاجئ قد يسبب حدوث مجموعة من التفاعلات داخل الجسم والتي تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وبالتالي الإصابة بالصداع!
تجدر الإشارة إلى أن هناك عدة عوامل أخرى قد تكون سببًا للإصابة بصداع الصباح، منها، قلة أو كثرة النوم، الشخير الليلي، انقطاع التنفس أثناء النوم، ارتفاع ضغط الدم، احتقان الجيوب الأنفية والجفاف.
إلى جانب هذا، لاحظ بعض الأشخاص أن تناول السكر بكمية كبيرة في وقت متأخر من اليوم، قد يسبب الصداع طوال الليل.
يمكنك أن تقوم بتجربة بسيطة إذا كنت تستطيع تحمل آثار انسحاب الكافيين من جسمك، وذلك من خلال البدء بتخفيف تناول الكافيين تدريجيًا على مدار أسبوع أو أسبوعين، إما عن طريق تقليل كمية القهوة التي تشربها يوميًا، أو باستبدالها بالقهوة منزوعة الكافيين.
وبعد أن يعتاد جسمك على عدم وجود مستويات الكافيين المعتادة، ستتمكن من ملاحظة الفرق في تكرار الإصابة بالصداع الصباحي الذي يصيبك في بعض الأحيان، الأمر الذي من شأنه أن يساعدك في تحديد كمية الكافيين المناسبة لجسمك في هذه الحالة، دون المعاناة من أي آثار جانبية ضارة.
لا تتفاجأ إذا لاحظت أن جسمك يفضل تناول كمية أقل من الكافيين؛ فمع التقدم بالعمر، تختلف قدرة الجسم على التعامل مع تأثيرات الكافيين؛ لذلك من الطبيعي أن يحتاج كبار السن إلى تعديل الكميات اليومية من الكافيين!