أول مريضة تتلقى لقاح سرطان الثدي تشارك رحلتها العلاجية
خلال يوم عادي في العمل، تلقت جينيفر ديفيس مكالمة غير متوقعة غيرت حياتها. أبلغت ممرضة على الطرف الآخر من الخط جينيفر بإصابتها بسرطان الثدي الثلاثي السلبي. وبعد سماع خبر إصابتها بسرطان الثدي تقول جينيفر وهي أم لثلاثة أطفال: “شعرت بالرعب، فلم أكن أعرف كيف سأتمكن من إخبار عائلتي بهذا الخبر”.
بعد تلقي التشخيص، أدركت جينيفر أنها تريد الاستفادة من كل خيار علاجي متاح. ومن خلال بحثها الحثيث عن الإجابات، أصبحت أول شخص يشارك في دراسة جديدة في كليفلاند كلينك حول لقاح يهدف في نهاية المطاف إلى الوقاية من سرطان الثدي الثلاثي السلبي.
وأعربت جينيفر عن سعادتها بالانضمام للبرنامج حيث قالت: “عندما علمت أنني أول شخص يتلقى اللقاح، شعرت بسعادة غامرة”.
وأتبعت: “لقد أعطتني التجربة الكثير من الأمل”.
بدأت معاناة جينيفر الصحية في فبراير 2018 عندما شعرت بوجود كتلة في ثديها. فذهبت إلى مستشفى محلي للمتابعة، ولم تُظهر الخزعة الأولى لها أي دليل على إصابتها بالسرطان.
وبعد مرور عدة اشهر، تقول جينيفر إن “الورم قد نما داخل جسدها”. وأكملت: “لقد استمعت إلى جسدي وذهبت لفحصه باستمرار”.
ثم تلقت جينيفر في نهاية المطاف خزعة أخرى بعد أن اكتشف الأطباء وجود تشوهات في الثدي أثناء التصوير بالموجات فوق الصوتية. قبل أن يتم تأكيد تشخيصها بعد حوالي أسبوع بإصابتها بسرطان الثدي، لذلك قررت جينيفر الحصول على رأي ثانٍ لبدا مراحل علاجها.
تقول جينيفر: “كنت أعلم أنني أرغب في الذهاب إلى كليفلاند كلينك، لذلك حددت موعدي الأول هناك بعد فترة وجيزة. لقد التقيت بفريق الرعاية بأكمله خلال مواعيدي القليلة الأولى وكان لدي خطة علاج كاملة”.
وأكدت أنها كانت سعيدةً جدًا بالفريق الطبي المسؤول عن علاجها، لذلك كانت جينيفر حريصةً على البدء في مراحل العلاج”.
وكجزء من الخطة، خضعت جينيفر لجولات متعددة من العلاج الكيميائي والإشعاعي. كما خضعت لعملية استئصال الثديين على يد جراحة الثدي زهراء الحلي.
وأكدت جينيفر: “بعد عملية استئصال الثديين، كنت مصرة أثناء فترة التعافي على رغبتي في معرفة ما اكتشفه الأطباء وما إذا كان السرطان قد انتشر في جسدي”.
وأكملت “لقد تمكنت الحلي من الحصول على نتائج واضحة، فلم تكن هناك أي علامات على انتشار السرطان في أي مكان آخر”.
بعد خضوعها للعلاج، وخلال مواعيد المتابعة مع طبيبة أورام الثدي ميغان كروس، علمت بالتجربة السريرية للقاح سرطان الثدي.
يعتمد اللقاح على أبحاث ما قبل السريرية التي قادها الراحل فنسنت توهي، الحاصل على الدكتوراه، والذي كان يشغل منصب رئيس مجموعة مورت وإيريس نوفمبر الرائدة في أبحاث سرطان الثدي في معهد ليرنر للأبحاث في كليفلاند كلينك.
ويستهدف اللقاح بروتين الرضاعة المسمى α-lactalbumin، ووالذي يختفي بعد الرضاعة من الأنسجة الطبيعية المتقدمة في العمر ولكنه يتواجد في معظم سرطانات الثدي الثلاثية السلبية. ففي حالة تطور سرطان الثدي، فإن اللقاح يعمل على تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الورم ومنعه من النمو.
وتعليقًا على اللقاح قال ج. توماس بود، طبيب أورام الثدي والباحث الرئيسي في تجربة لقاح سرطان الثدي: “إن سرطان الثدي الثلاثي السلبي يُعد من الأمراض ذات أقل العلاجات فعالية لمواجهته”.
وأشار إلى أن “على المدى الطويل، نأمل أن يكون هذا لقاحًا وقائيًا حقيقيًا يمكن إعطاؤه للأفراد غير المصابين بالسرطان لمنعهم من الإصابة بهذا المرض شديد العدوانية”.
تشارك جينيفر في المرحلة الأولى من الدراسة، والتي تشمل المرضى الذين أكملوا علاج المرحلة المبكرة من سرطان الثدي الثلاثي السلبي خلال السنوات الثلاث الماضية وهم حاليًا معافون تمامًا من الأورام ولكنهم معرضون لخطر الانتكاسة من جديد.
تقول جينيفر: “لا أتناول أي دواء للتأكد من عدم تكرار المرض”. ولكنها أشارت إلى “مع كل وجع وألم، يذهب عقلك إلى أسوأ السيناريوهات. لذلك، كنت متحمسًا جدًا عندما سمعت عن اللقاح”.
وفي أكتوبر 2021، أصبحت جينيفر أول مريضة تسجل في التجربة وتتلقى الجرعة الأولى من اللقاح. حيث قالت: “لم أفكر مرتين قبل الحصول على اللقاح ولم أنظر إلى الوراء منذ ذلك الحين”.
دكتور كروس أحد العاملين على تطوير لقاح سرطان الثدي يقةول: “الموضوع الرئيسي الذي تحدثت عنه المرضى هو “كيف يمرون بكل هذة المراحل من العلاج ومع ذلك لا يزالون يشعرون وكأنهم مقدر لهم عودة السرطان مرة أخرى”.
وأكمل حديثه: “أعتقد أن الأمل في هذا اللقاح، حتى نتمكن من تغيير ذلك والوصول إلى بعض التفاؤل حول حالات هؤلاء المرضى، فهذا هو الجزء الأفضل في مشروع العمل على اللقاح”.
خلال فترة الدراسة، تلقت جينيفر ومشاركون آخرون ثلاث جرعات من اللقاح. تم إعطاء كل لقاح على حدة لمدة أسبوعين، وتم مراقبة المشاركين عن كثب بحثًا عن الآثار الجانبية والاستجابة المناعية. وتلقت جينيفر جرعتها الأخيرة في نوفمبر 2021 ولم تلاحظ أي آثار جانبية كبيرة.
وعن فترة تلقي اللقاح تقول جينيفر: “ذهب زوجي معي للحصول على اللقاح الأول، ثم ذهبت أمي معي للمرة الثانية والثالثة”.
وأكدت على كونها لا تعلم إذا كانت قد ذهبت إلى موعد في كليفلاند كلينك بمفردها، ولكنها أشارت إلى أن الدعم العائلي يعني لها الكثير.
وفي فبراير 2023، أطلق باحثو كليفلاند كلينك الخطوة التالية في دراستهم للقاح. وتركز المرحلة الأولى من التجربة السريرية، التي أُجريت بالشراكة مع شركة Anixa Biosciences, Inc، على الأفراد غير المصابين بالسرطان والمعرضين لخطر الإصابة بسرطان الثدي والذين قرروا الخضوع طوعًا لعملية استئصال الثدي الوقائية لتقليل مخاطر الإصابة.
وفي هذه الأثناء، تواصل جينيفر، البالغة من العمر 46 عامًا، المتابعة مع الدكتور كروس وهي تقترب من عامها الخامس من التعافي. على الرغم من أن الأمر سيستغرق سنوات لفهم فعالية اللقاح بشكل كامل، إلا أنها حريصة على معرفة ما سيأتي وتأمل أن تساعد قصتها الآخرين الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الثدي.
,اختتمت جينيفر حديثها عن التجربة قائلة: “على الرغم من أنك ستمر بأيام لا تكون فيها إيجابيًا، حيث تشعر بالسوء، استمر في المضي قدمًا، فإذا عمل اللقاح بالطريقة الصحيحة، فمن الممكن أن يمنع سرطان الثدي الثلاثي السلبي في يوم من الأيام”.