أمراض الجهاز التنفسي أصبحت الشغل الشاغل مؤخراً على المستوى الصحي
مع تزايد نشاط الفيروس الموسمي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أكدّ الخبراء على أهمية الالتزام بالتدابير الوقائية، مثل ارتداء الكمامة والتطعيم، وقيمة العلاج لمن يُصابون بالمرض.
سُجّلت عشرات الآلاف من حالات الاستشفاء بسبب أمراض الجهاز التنفسي هذا الموسم، أسبوعيًا. وبحسب بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، أُدخل خلال الأسبوع المنتهي في 23 ديسمبر/ كانون الأول، أكثر من 29 ألف مريض لديهم إصابة بـ”كوفيد-19″، وحوالي 15 ألف مريض لديهم إصابة بالإنفلونزا، والآلاف الآخرين من المصابين بالفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، إلى المستشفى.
على المستوى الوطني، فإنّ مستويات “كوفيد-19” في مياه الصرف الصحي، وهي مقياس رئيسي على تفشي الفيروس، مرتفعة للغاية، وأعلى ممّا كانت عليه في هذا الوقت من العام الماضي بكل منطقة، وفق ما أظهرته بيانات مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
كما ارتفعت الزيارات الأسبوعية لقسم الطوارئ بنسبة 12%، وقفزت معدلات الاستشفاء بنحو 17% في الأسبوع الأخير.
وبينما لا يزال “كوفيد-19” المحرّك الرئيسي لحالات الاستشفاء بسبب فيروسات الجهاز التنفسي، فإنّ نشاط الإنفلونزا آخذ في الارتفاع بسرعة. وتقدّر المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها أنّ هناك أكثر من 7 ملايين مرض، و73 ألف حالة إستشفاء، و4500 حالة وفاة مرتبطة بالإنفلونزا هذا الموسم، وهناك مؤشرات متعددة مرتفعة ومتزايدة.
يُظهر نشاط الفيروس المخلوي التنفسي علامات التباطؤ في بعض مناطق الولايات المتحدة، لكن العديد من التدابير، ضمنًا معدلات الاستشفاء، لا تزال مرتفعة. والأكثر تأثرًا بالمجمل هم الأطفال الصغار، وكبار السن.
وقال الدكتور بيتر هوتز، عميد المدرسة الوطنية للطب الاستوائي بكلية بايلور للطب إنها “موجة من مسببات أمراض الجهاز التنفسي في فصل الشتاء، لا سيّما فيروسات الجهاز التنفسي”.
وتابع أنه “كوفيد، وإنفلونزا، ولا يمكننا التقليل من أهمية الفيروس المخلوي التنفسي. لذلك فهو تهديد ثلاثي، ويمكن القول إنه تهديد رابع لأننا نعاني أيضًا من الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية، ما يؤدي إلى تعقيد الكثير من حالات العدوى الفيروسية هذه”.
ويتزايد نشاط فيروسات الجهاز التنفسي منذ أسابيع. وذكّر هوتز أنّ ارتفاع “كل هذه الأرقام كان قبل أن يجتمع الناس معًا لقضاء فترة العطلات. لذا سنتوقع أزمة أكبر كلما تقدمنا بشهر يناير/ كانون الثاني”.
يمكن أن تحمي اللقاحات من الإصابة بالمرض الشديد والوفاة، ولكن الإقبال عليها بقِيَ منخفضا هذا الموسم، رغم حدوث سابقة تاريخية، مع توفر اللقاحات للحماية من الفيروسات الثلاثة الرئيسية.
وأظهرت بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها أنّ نسبة 19% فقط من البالغين، و8% من الأطفال حصلوا على أحدث لقاح لـ”كوفيد-19″، وحصل 17% من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا وما فوق على لقاح الفيروس المخلوي التنفسي الجديد. وأقل من نصف البالغين والأطفال حصلوا على لقاح الإنفلونزا لهذا الموسم.
وأشار الدكتور ويليام شافنر، خبير الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت إلى أنه “كسكان، لم نستغل بشكل كافٍ لقاحات الإنفلونزا ولقاحات كوفيد المحدثة، لسوء الحظ. لكن الوقت لم يفت بعد للحصول على التطعيم، لأن هذه الفيروسات موجودة لبعض الوقت”.
قد تساعد اللقاحات والأقنعة في تقليل خطر الإصابة بمرض شديد قبل الإصابة بالمرض، ولكن العلاجات متاحة أيضًا للمساعدة على الحد من إصابة الأشخاص بالمرض الشديد في حال أصيبوا بالعدوى.
يمكن أن يكون العلاج المضاد لفيروس “كوفيد-19″، مثل “Paxlovid”، وفيروس الإنفلونزا، مثل “Tamiflu”، مفيدان بشكل خاص للأشخاص الذين هم أكثر عرضة للإصابة بمرض شديد، ضمنًا الأشخاص الذين يبلغون من العمر 50 عامًا وما فوق، والذين يعانون من حالات كامنة معينة، مثل ضعف جهاز المناعة، وأمراض القلب، والسمنة، ومرض السكري، أو أمراض الرئة المزمنة.
وأفادت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها في تدوينة حديثة: “إذا حصل عدد أكبر من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة على العلاج في الوقت المناسب، فسوف ننقذ الأرواح”. وأوضحت “لكن لا يوجد عدد كافٍ من الأشخاص الذين يتلقونها”.
قد يكون من الصعب التنبؤ بنشاط فيروس الجهاز التنفسي الموسمي، لكن توقعات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، أشارت إلى أن معدلات الاستشفاء ستبقى مرتفعة لأسابيع، وأن هذا الموسم، بشكل عام، يُحتمل أن يؤدي إلى عدد مماثل من حالات الاستشفاء على غرار الموسم الماضي.
وأوضح شافنر أنّ “إحدى الطرق التي تساعدنا جميعًا على الدخول في عام جديد سعيد مفادها أن نحمي أنفسنا قدر الإمكان من هذه الفيروسات”. وأضاف: “بالطبع، ما زلت أوصي بالتطعيم، والاستخدام الحكيم للقناع من قبل الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، وإذا مرضت، فلا تذهب إلى العمل وتنشر الفيروس بشكل أكبر. اتصل بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك، لأنه قد يكون لديه بعض العلاج المتاح الذي سيجعلك أكثر صحة بسرعة”.