اكتشاف طريقة يمكن خلالها معرفة إمكانية إصابة الأشخاص بمرض ألزهايمر قبل 20 عاماً من الإصابة به
قبل أن تبدأ أعراضه في الظهور بمدّة طويلة، يمكن لفحص طبي بسيط أن يتنبأ بمرض ألزهايمر، إذ أظهرت دراسة جديدة أن فحص الدم المسمى ALZpath يمكن أن يحدّد إصابة الأشخاص بالمرض.
وبيّنت الدراسة، التي أشارت إليها شبكة CNN الأمريكية، أن فحص الدم هذا يضاهي من حيث الدقة طرق الفحص المعتمدة حاليًا، بينما سيكون أرخص بكثير وأسهل الوصول إليه منها.
ويشير علماء إلى أن هذا الفحص قد يُحدث ثورة في تشخيص مرض ألزهايمر، حيث سيجعل فحص الدم هذا تشخيص الحالة سهل وسريع، كما يمكنه توقع الإصابة بألزهايمر قبل حدوثها بنحو 20 عاما.
وفكرة الدراسة تقوم على أساس أن المؤشر المعتاد لمرض ألزهايمر في الدماغ، يتمثل في تراكم بروتينين اثنين، هما “بيتا أميلويد” و”تاو”، وحتى الآن كانت كيفية بحث الأطباء عن البروتينين تتمثل باستخدام أشعة الدماغ أو البزل القطني، لكن لا يمكن للجميع إجراء هذين الفحصين.
سيتمكن المرضى من طلب اختبار ALZpath Dx بقيمة 500 دولار – والذي يعمل من خلال البحث عن بروتين خطير في الدم – من خلال طبيبهم.
وفي هذا الصدد، يشير الدكتور ريتشارد إيزاكسون، وهو طبيب أعصاب وقائي بمعهد الأمراض العصبية بالولايات المتحدة، في حديث لتلفزيون CNN، أن عمليات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET باهظة الثمن، وتصدر إشعاعات، وتكلف آلاف الدولارات، كما تعتبر عمليات فحص البزل القطني مزعجة ومكلفة كذلك، لذا يبرز هنا دور فحص الدم البسيط، كبديل رخيص وسهل عن ذلك.
وقال الدكتور أندرياس جيرومين، وهو كبير المسؤولين العلميين الذين عملوا على الاختبار، لموقع DailyMail.com : “هدفنا، هو توفير الوصول إلى اختبارات تشخيصية لمرض ألزهايمر، وهذا ما يحتاجه ويريده المرضى والأطباء، لذلك نريد إتاحة هذه الأدوات”.
وأضاف “ما يحتاجه الأطباء هو عينة من الدم والتي يمكن سحبها بسهولة، وربما في المنزل، وفحصها بسهولة وإرجاع النتائج إلى الطبيب”.
وسيقوم الأطباء بسحب دم المرضى، قبل إرسال العينات إلى مختبر NeuroCode في ولاية واشنطن، والذي يمكنه إجراء مئات الاختبارات يوميًا.
هناك أيضًا محادثات جارية لبدء إجراء الاختبارات في ثلاثة إلى أربعة مختبرات أخرى عبر الغرب الأوسط وعلى الساحل الشرقي.
يستغرق الاختبار – الذي طورته شركة ALZpath ومقرها كاليفورنيا – بضع ساعات حتى يكتمل بالنتائج ثم يتم إرساله مرة أخرى إلى الطبيب. يمكن أن يستغرق وصول عينات الدم أيامًا، اعتمادًا على مكان إرسالها في الولايات المتحدة، ولا يحتاج الاختبار إلى موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA).
منذ عام 1906، عندما أبلغ الطبيب النفسي السريري ألويس ألزهايمر لأول مرة عن “مرض شديد في القشرة الدماغية” إلى الكشف عن آليات المرض في الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين إلى عقار “ليكانيماب” “الاختراق” الأخير، أمضى العلماء أكثر من قرن من الزمان في محاولة التعامل مع هذا المرض.
ويعاني حوالي 6.7 ملايين أمريكي من مرض ألزهايمر، على الرغم من أنه من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 13 مليوناً بحلول عام 2050.
وقال باحثون سويديون إن الاختبار يعمل من خلال تحليل مستويات المؤشر الحيوي في الدم p-tau217، والذي يتوافق مع مستويات تاو والأميلويد في الدماغ.
تبدأ هذه البروتينات في التراكم في الدماغ قبل ظهور الأعراض بسنوات.
ويُعتقد أنها تقف وراء مرض ألزهايمر لأنها يمكن أن تشكل كتلًا في الدماغ يُعتقد أنها تعطل الاتصال بين الخلايا.
وفي دراسة أجريت في السويد على 786 شخصًا، وجدوا أن الاختبار كان دقيقًا بنسبة 97 بالمائة في التنبؤ بمرض ألزهايمر.