صحة القلب من أهم أسباب جودة نوعية الحياة
تعد أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، حيث يموت شخص واحد كل 33 ثانية بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي المجمل، تودي أمراض القلب بحياة شخص واحد من كل 5 أشخاص، لذا يجدر التذكير بأن العناية بقلبك يمكن أن يساعدك في إطالة عمرك وتحسين نوعية حياتك.
فما هي الخطوات التي يمكن لأي شخص اتخاذها – بغض النظر عن عمره أو عادات نمط حياته الحالية – للحفاظ على صحة قلبه؟
وتجيب خبيرة الصحة لدى CNN الدكتورة ليانا وين، وهي طبيبة الطوارئ، وأستاذة السياسة الصحية والإدارة بكلية معهد ميلكن للصحة العامة في جامعة جورج واشنطن، التي شغلت سابقًا مركز مفوضة الصحة في بالتيمور.
لماذا يجب أن يبدأ الشباب بالتفكير في العناية بصحة قلوبهم؟
الدكتورة لينا وين: أولاً، من المهم بناء عادات صحية في وقت مبكر، فالصحة لا تقتصر فقط على تجنب المرض؛ يتعلق الأمر أيضًا بالرفاهية الجسدية والعاطفية بشكل عام.
ويمكن للأشخاص في سن المراهقة والعشرينيات من العمر البدء في الاهتمام بالنشاط البدني والتغذية.
وفي حين أن الاهتمام بهذه الأمور يمكن أن يساعدك على الشعور بالتحسن على المدى القصير، إلا أنه يفيد قلبك أيضًا على المدى الطويل.
ويجب على الجميع أن يهدفوا إلى ممارسة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا من التمارين المعتدلة إلى عالية الكثافة.
ولا ينبغي أن يبدو النشاط البدني وكأنه عمل روتيني، فكلما أصبح جزءًا ممتعًا من الروتين اليومي، زاد احتمال استمراره على مر السنين.
وهناك مكافأة إضافية إذا كان بإمكانك العثور على مجتمع للانضمام إليه من خلال النشاط البدني.
ويعد سن المراهقة والعشرينيات من العمر مناسبا للبدء في بناء عادات غذائية صحية، ويتضمن ذلك التخطيط لوجبات مغذية والسعي إلى استهلاك المزيد من الأطعمة الكاملة مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والحليب، والأسماك، واللحوم.
تشمل عادات الأكل الأخرى التي يجب السعي لتحقيقها تقليل استهلاك “الأطعمة السريعة” فائقة المعالجة وعدم تناول الطعام قبل النوم مباشرة.
وبالإضافة إلى بناء عادات جيدة في وقت مبكر، يجب على الشباب أن يضعوا في اعتبارهم أن الضرر الذي يلحق بأجسامهم نتيجة الاختيارات غير الصحية يمكن أن يستمر لسنوات قادمة.
وهذا سبب آخر يجعل من الجيد البدء مبكرًا بتأسيس ممارسات صحية للقلب.
ماذا عن عمر الخمسينيات والستينيات. ما هي الاستراتيجيات الأساسية لهذه الفئة العمرية؟
وين: يزداد انتشار الحالات المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، مع تقدم العمر. ويتم تشخيص العديد من الأشخاص في هذه الفئة العمرية بأمراض القلب والأوعية الدموية أو عوامل الخطر الرئيسية مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وارتفاع الكوليسترول، والسمنة.
والسيطرة الجيدة على هذه الحالات ستقلل من حدوث السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
ويجب على الأشخاص من هذه الفئة العمرية تناول الأدوية على النحو الموصوف، ومواصلة الفحوصات المنتظمة والتأكد من إدارة الحالات المزمنة على النحو الأمثل.
وقد يكون من المفيد الاحتفاظ بمفكّره، على سبيل المثال، من أجل تتبع نسب ضغط الدم أو نسبة السكر في الدم ثم عرضها على مقدم الرعاية الصحية الخاص بك حتى يمكن تعديل جرعات الدواء.
وقد تتحسن العديد من هذه الحالات أيضًا مع التغييرات في نمط الحياة، إذ لم يفت الأوان بعد بالنسبة لهم لبدء ممارسة التمارين الرياضية وتحسين العادات الغذائية.
ويجب على أولئك الذين يبدأون ممارسة النشاط البدني أن يعلموا أن هناك مكاسب كبيرة في صحة القلب والأوعية الدموية.
ويمكن للأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين، حتى في وقت لاحق من حياتهم، عكس بعض الآثار الضارة. ويجب على أولئك الذين يرغبون في معالجة التدخين استشارة أطبائهم. توجد مجموعة متنوعة من الأدوات لمساعدتهم، بما في ذلك الأدوية والاستشارة.
بالنسبة للأشخاص في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وما بعدها؟
وين: هناك بالتأكيد طرق لتحسين صحة القلب في هذه الفئات العمرية أيضًا، إذ ينطبق عليهم ما ينطبق على الفئات العمرية الأصغر ولكن مع بعض الفروقات، إذ قد يعاني بعضهم من قيود جسدية، ولكن لا يزال بإمكانهم ممارسة التمارين مع التعديلات.
وقد يحتاج البعض إلى رؤية أطبائهم في كثير من الأحيان، اعتمادا على الظروف الطبية التي يعانون منها. ويجب على الأشخاص في هذه الفئة العمرية الانتباه إلى علامات الطوارئ مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية، وعدم التردد في طلب الرعاية الطبية.