قصة لوكا وشفاؤه من ورم الدماغ خلق الأمل في الأوساط البحثية الفرنسية
واحدٌ من أندر وأخطر أشكال سرطان الدماغ لدى الأطفال، “الورم الدبقي” الذي يصيب جذع الدماغ وغالباً ما يؤدي إلى الموت، لكن حالة فريدة عالمياً لشفاء طفل منه باتت تثير آمالاً كبيرة في الأوساط البحثية الفرنسية، فمن هو الطفل لوكا؟ وكيف استطاع التغلب على هذا المرض النادر؟.
الطفل اللطيف صاحب الشعر الكثيف المموّج، هو “لوكا بوجيا-هول” بطل قصتنا، الذي استطاع بابتسامته أن يتغلب على الورم الخبيث، بعد أن شخّص الأطباء حالته المرضية بأنها مستعصية ومن الصعب جداً أن يشفى منها.
حيث أنه رغم التقدّم الذي تحقق في علاج عدد من أنواع سرطان الأطفال، يشكّل الورم الدبقي الدماغي الذي يصيب ما بين 50 و100 طفل ومراهق كل سنة في فرنسا تحدياً للطب، ولا يمكن استئصال هذا الورم بعملية جراحية، وبالتالي يلجأ الأطباء عادةً إلى العلاج الإشعاعي الذي يساعد أحياناً في إبطاء المرض، لكنّ تأثيره يكون مؤقتاً، كما لم يثبت أي دواء فاعليته لليوم.
ونظراً لأن اليوم العالمي لسرطان الأطفال يصادف الخميس 15 فبراير هذا العام، كان لا بد من إلقاء الضوء على هذه القصة التي تبعث الأمل والتفاؤل لمرضى السرطان وبالأخص ممن هم من فئة الأطفال.
كان لوكا في الثالثة من عمره فقط، عندما تم تشخيصه بأنه مصاب بسرطان في الدماغ، فقد كان يشكو من صداعٍ شديد على مدار أسبوع، حينها شعرت والدته “مونيك بوجيا” أن الأمر غير عادي وخشيت من حدوث شيء خطير فأخذته إلى المشفى، وعندها أظهرت الأشعة المقطعية بأن ورماً في دماغ الصبي هو السبب ويتطلب جراحة فورية، وفعلاً بعد أيام تم إجراء العملية وإزالة الورم، ولكن نظراً لعدوانية المرض فقد توقع الأطباء بأن تتكاثر الخلايا بسرعة.
لم يتم معرفة نوع السرطان الذي يعاني منه لوكا، لذا كان من الضروري أن يخضع لـدورات من العلاج الكيميائي لتحديد ماهية الورم، وبينما كان من المفترض أن يتحضر للاحتفال بعيد ميلاده قضى مساء ذلك اليوم في المشفى للبدء بأول دورة علاج كيميائي له، بعد فترة تم تحديد الورم الذي يعرف باسم “الورم الدبقي الدماغي”، ومع مرور الوقت شُفِي لوكا من مرضه وتغلّب عليه.
كل ما تحلّى به “مونيك” و”بادن” والدا لوكا هو الأمل بشفاء طفلهم، وها هو الآن بعمر ال 8 سنوات بكامل صحته وعافيته يمارس حياته كأي طفل طبيعي، كما يرغب مونيك وبادن استخدام الأنسجة المأخوذة من ورم لوكا للعثور على علاجات جديدة لسرطان الأطفال واختبارها ، حتى تتمكن الأسرة التالية التي تواجه نفس التشخيص الفظيع من الحصول على مزيد من المعلومات والخيارات والأمل كذلك للنجاة من سرطان الطفولة .