اكتشافات علمية جديدة تثبت تأثير البيئة المحيطة بالإنسان على صحته وجهازه التنفسي
غالباً ما تخرج الدراسات العلمية باستنتاجات جديدة واكتشافات غريبة حول جسم الإنسان وصحته، لكن مع تطوّر الحياة البشرية وظهور أزمة البيئة وتغير المناخ خصوصاً في السنوات الأخيرة، باتت الاكتشافات العلمية أكثر مدعاةً للخوف والقلق سيّما وأن تدهور البيئة المحيطة بالإنسان أصبح ينعكس بشكل مباشر على صحته.
ومن أبرز العناصر المؤثرة على صحة الإنسان: المواد البلاستيكية الدقيقة التي تعتبر موضوعًا مثيرًا للقلق، نظراً لكونها منشترة في كل مكان. وقد قدّر الباحثون أن هناك 170 تريليون قطعة من البلاستيك في المحيط، معظمها شظايا صغيرة تنتهي في مياه الشرب وقطرات المطر وداخل أجسام البشر. فما هي هذه المواد؟ وإلى أي مدى تشكّل خطراً على صحية الإنسان؟
المواد البلاستيكية الدقيقة هي عبارة عن شظايا صغيرة مقطوعة من عناصر بلاستيكية أكبر حجمًا، يبلغ عرض كل منها أقل من 0.2 بوصة. وقد انتشر هذا النوع من التلوث منذ عقود، وقد وجده الباحثون حتى في المناطق النائية من العالم.
ومؤخراً، اكتشف الباحثون أننا لا نشرب المواد البلاستيكية الدقيقة فحسب، بل نستنشقها أيضًا، حسبما أفاد موقع Live Science.
في العام 2019، وجدت دراسة أن الناس يستنشقون ما متوسطه حوالي 16.2 قطعة من المواد البلاستيكية الدقيقة في الساعة، وقد تم توجيه البحث نحو تحديد المكان الذي إليه تلك المواد البلاستيكية الدقيقة.
وقال أحد مؤلفي الدراسة، محمد إس. إسلام، في بيان: “لأول مرة، في عام 2022، وجدت الدراسات جسيمات بلاستيكية دقيقة في عمق الشعب الهوائية البشرية، مما يثير القلق من مخاطر خطيرة على صحة الجهاز التنفسي”.
ولتحديد أين ذهبت المواد البلاستيكية الدقيقة بمزيد من التفصيل، أنشأ الباحثون نماذج حاسوبية لرئتين بشريتين، حيث اختبروا معدلات تنفس مختلفة وأشكالًا مختلفة من المواد البلاستيكية الدقيقة لتحديد المكان الذي ستستقر فيه الأشياء.
وما وجدوه هو أن الجزيئات البلاستيكية الأكبر حجمًا هي الأكثر عرضة للالتصاق، وتميل إلى التجمع في الأنف والجزء الخلفي من الحلق، حسبما أفاد موقع Live Science.
كيف ينعكس وجودها على صحة الإنسان؟
رغم أن الأبحاث حول التأثيرات الصحية للجسيمات البلاستيكية الدقيقة ما زالت في بداياتها، إلا أن النتائج المبكرة أظهرت أنها تقتل الخلايا البشرية وتحمل الأمراض إلى الجسم، حسبما كشفت Live Science. وفي الفئران، أدت أيضًا إلى انخفاض الخصوبة وتسببت في التهاب الأمعاء.
ربما لا يملك العلماء كل المعلومات حول تأثير المواد البلاستيكية الدقيقة على جسم الإنسان صحته، لكن يبدو أن الصورة ليست جيدة حتى الآن.
ما الذي يمكن فعله؟
بحسب موقع Live Science، فإن الباحثين يعملون حاليًا على نماذج أكثر تطورًا لمحاولة الحصول على مزيد من المعلومات، مع أخذ عوامل مثل الرطوبة في الاعتبار.
في حين، تعمل فرق أخرى جاهدة على إيجاد طرق لتنظيف المواد البلاستيكية الدقيقة من البيئة لتقليل تعرض البشر لها.
أما على الصعيد الفردي، فيمكن لكل شخص أن يساعد في تقليل كمية البلاستيك التي تدخل البيئة عن طريق اختيار المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام بدلاً من البلاستيك كلما أمكن ذلك وإعادة تدوير أي عناصر لا يمكن تجنبها.