هل سنقول وداعاً للخبز الأبيض التقليدي ونرحّب ببديله المثالي قريباً؟
تخيّل أنك جالسٌ على الطاولة، سواء في منزلك أو المطعم، وكان أمامك نوعين من الخبز “الأبيض” و”الأسمر”، أيهما ستختار؟ ستختلف الإجابات والأذواق بالتأكيد، وهذا “لا يفسد في الود قضية” كما يقول المثل، ولكن رغم ما نعرفه حول أضرار الخبز الأبيض من احتوائه على مواد مضافة ونسبة سكر عالية إلا أن الكثيرين حسب اعتقادي سيفضّلونه، وذلك نظراً لطعمه الخفيف الذي يمكن أكله مع مختلف الوجبات “لا يؤثر على الطعم”، ويكمن السؤال هنا -من أجل تفادي الأضرار المحتملة لهذا الخبز- هل برأيكم “سيستطيع العلماء تطوير نوعٍ جديدٍ من الخبز الأبيض يشبهه تماماً بالشكل والملمس والطعم وبنفس الوقت تكون فائدته أكبر؟”.
هنا.. الخبز الأبيض الجديد!
من الخارج “أبيض” ومن الداخل “أسمر”.. ما المقصود بذلك؟ سأخبركم، يعمل علماء بريطانيون من جامعة أبيريستويث حالياً على تطوير نوع جديد من الخبز أفضل صحياً من الخبز الأبيض، يكون داخله مصنوعاً من كميات قليلة من جنين القمح “اللب” وجزء من النخالة التي يتم نزعها أثناء عملية الطحن، بينما خارجه يبدو كالخبز الأبيض، حتى أن طعمه لن يتغير كثيراً، مع العلم بأن صانعي الخبز حاولوا سابقاً مراراً وتكراراً تحسين أرغفة الخبز البيضاء لتصبح صحيةً أكثر عبر إضافة النخالة للدقيق، إلا أن الزبائن حينها لم يعجبهم لا الملمس ولا المذاق، فهل يا تُرى سينجح العلماء هذه المرة؟
بازلاء.. فاصولياء.. وحبوب أخرى!
هناك عناصر غذائية أخرى يفكر العلماء بإضافتها للخبز لجعله أكثر قيمة وفائدة، عرفتم ما هي صحيح؟ “الفاصولياء والحمص والبازلاء الخضراء” نعم كلها يمكن أن تُضاف إلى خليط الخبز بكميات قليلة من أجل أن يصبح غنياً بالبروتين، عدا عن إضافة حبوب أخرى مليئة بالفيتامينات والمعادن والألياف مثل “نبات الكينوا والذرة الرفيعة والدُخن كذلك”، بالتأكيد مع خلق التوازن بين كل هذه المكونات ليكون طعم وملمس الخبز الجديد نفسه الخاص بالخبز الأبيض التقليدي.
تحويل الوصفة إلى خبز
يسعى العلماء لتحويل هذا المشروع إلى واقع بأقرب وقت ممكن، ولكن حسب تقديراتهم سوف ينتهي ويصبح جاهزاً كمنتج بشكل نهائي في الأسواق خلال عامين تقريباً، وهم يبذلون قصارى جهدهم لصنع الخبز بدقة واحترافية لكي ينال إعجاب الزبائن، حيث قالت كاثرين هوارث، المشرفة على المشروع من جامعة أبيريستويث “إن العلماء بدأوا في تحليل التركيب الكيميائي التفصيلي للدقيق الأبيض المستخدم”، كما “نريد أن نعرف على وجه التحديد ما هي الفيتامينات والمعادن التي نفقدها أثناء عملية الطحن”.
بمجرد أن يتم الانتهاء من تحديد بعض الوصفات الغذائية المحتملة، سيقوم كريس هوليستر، مدير تطوير المنتجات في شركة “شيبتون ميل” لإنتاج الدقيق في غلوسيسترشاير، بالبدء بتحويل تلك الوصفات إلى خبز، ومن ثم اختباره على الناس لمعرفة رأيهم ومدى تمييزهم له بأنه مختلف عن الخبز الأبيض الذي اعتادوا أكله أم لا.
لو تم استبدال الخبز الأبيض.. ماذا سيحدث؟
الجدير بالذكر أن الكثير من الناس يعرفون مدى فائدة الخبز الأسمر الذي يحتوي على الحبوب الكاملة، ولكنهم رغم ذلك يبتعدون عنه إما لطعمه أو لمجرد أنهم اعتادوا على تناول الأبيض، ولكن هل تتوقعون ما سيحدث لو تخلى الكثيرون عن تناول الخبز الأبيض واستبدلوه بالخبز الأسمر المليئ بالحبوب الكاملة أو حتى الخبز الجديد -حال تم صنعه وإثبات فائدته بعد عامين-؟
حول هذا الموضوع، أوضحت أخصائية التغذية بدبي، مرجان العوضي خلال حديثها لأخبار الآن أن “خبز القمح الكامل يبقى الأفضل حال لم يتم التعديل عليه ولو تم تخييري شخصياً بين أي من أنواع الخبز سواء الأبيض أو المعدّل سأختار ذو القمح الكامل المصنوع من مكونات طبيعية”، مع تأكيدها بالقول أن “الأمر يعتمد على الشخص نفسه مدى حركيته ونوعية الطعام الذي يأكله وكميته وجودته أي النظام الغذائي المتكامل الخاص به، بعدها يمكن أن نحدد مدى تأثير تناول الخبز الأبيض عليه”.
ووفقاً للجمعية البريطانية للسكري، فإن خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني، قد يكون أقل بنسبة تصل إلى 30 بالمئة لدى الأشخاص الذين يتناولون الحبوب الكاملة بانتظام، ومن الممكن أن يتراجع خطر الإصابة بسرطان الأمعاء كذلك.