رسالة إلى عشاق القهوة.. استعدوا لشرب القهوة الاصطناعية الجديدة!
هل سألت نفسك يوماً.. لماذا تحب القهوة؟ لطعمها أم رائحتها أم لأنها تحسّن مزاجك وحسب؟ يمكن أن يكون السبب واحداً من هؤلاء، ولكن إذا قمنا بإزالة حبوب البن من قهوتك واستبدلناها بمكوّن آخر، هل ستبقى مخلصاً لها وتحبها؟ جرّب أن تسأل نفسك ذلك الآن.
ملياري كوب قهوة يومياً!
يستهلك الناس ملياري كوب تقريباً من القهوة بشكل يومي من مختلف أنحاء العالم، لكم أن تتخيلوا هذا، ولكن ماذا لو انقرض البن وتوقفت زراعته؟ بالتأكيد ستتأثر الشركات والأفراد والمزارعون وغيرهم، فهناك العديد من الأشخاص ممن أدمنوا واعتادوا على شرب القهوة وأصبحت روتيناً يومياً في حياتهم، ولهذا يقوم الباحثون وعدد من الشركات حالياً بصنع قهوة اصطناعية “بدون بن” عبر استخدام تقنيات التكنولوجيا الحيوية وعلوم الأغذية، تكون مكوّنة من مخلّفات الزراعة -المعاد تدويرها- مثل نوى التمر والمكسّرات، والحمّص كذلك، وذلك حسب ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال“، فهل يا ترى ستنجح هذه التجربة؟ وهل ستحل محل القهوة العادية وتكون بنفس طعمها؟
قهوة الفطر.. ونوى التمر!
الجدير بالذكر أن فكرة استبدال حبوب البن أو إضافة مكوّن آخر عليها ليست وليدة اللحظة، فقد بدأت منذ الحرب العالمية الثانية، حينها لم يكن البن متوفراً بشكل كبير، لذا قامت فنلندا بعمل “قهوة الفطر”، المصنوعة من الفطر الطبي كالفطر الريشي أو عُرف الأسد، حيث يتم إحضار الفطر -أياً كان نوعه- وغسله وتجفيفه ومن ثم طحنه، ورغم غرابة الأمر وسعر القهوة الغالي -مقارنة بالقهوة العادية- إلا أنه قد ظهر بعد البحث بأن هذه القهوة هي الأكثر مبيعاً على تطبيق أمازون على مستوى العالم.
كما أن قهوة “نوى التمر” ليست فكرة جديدة أيضاً، فبالعودة إلى الأعوام السابقة، نجد أن هناك الكثير من الأشخاص ممن اعتادوا على شربها بالعديد من الدول كالسعودية والأردن، وهناك مشروع كامل تم إنشاؤه في الأردن بمدينة “مأدبا” بالتحديد قائم على صنع القهوة من نوى التمر، حيث يتم فيه اختيار أفضل أنواع التمور وأطيبها، ومن ثم يقومون بفصل النوى عن التمر نفسه، بعدها يتم غسيل النوى كلها لـ7 مرات، وعقب التأكد من نظافتها وصلاحيتها للاستخدام، يتم تجفيفها ومن ثم تحميصها وطحنها مع الهيل، وبهذا تكون “قهوة نوى التمر” جاهزة للشرب بنفس طريقة القهوة العادية.
نحو بيئة صحية مستدامة
بالتأكيد تساءلتم حول سبب استبدال البن بمثل هذه المواد الغذائية صحيح؟ أي ما الذي يمكن أن يضطرنا لشرب كل هذه الأنواع الغريبة؟ إليكم السبب، تشير الأبحاث إلى أن حوالي نصف الأراضي الملائمة لزراعة البن ستصبح غير صالحة لذلك بحلول العام 2050، وقد ترتفع هذه النسبة ببعض الدول كالبرازيل إلى 88 بالمئة، وذلك بسبب “تغيّر المناخ”، لذا مع ندرة البن التقليدي وارتفاع تكلفته كذلك، سيضطر المستهلكون لاختيار المشروبات البديلة الأقل تكلفة والأكثر وفرة.
ولكن كيف تؤثر القهوة على المُناخ بينما نعرف جميعاً أن أشجار القهوة حالها كحال النباتات الأخرى تساعد على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي؟ يُذكر أن هناك مواداً كيميائيةً كالأسمدة النيتروجينية تؤدي لحدوث انبعاثات كبيرة تنتجها أشجار القهوة، ولذلك يحاول مزارعو القهوة حالياً استخدام تقنيات للتقليل والقضاء على انبعاثات الكربون.
وهناك شركاتٌ بدأت بالفعل إما ببيع بدائل القهوة “الخالية من البن” أو تطويرها، حيث تقول “وول ستريت جورنال” أن إحدى أكبر شركات المواد الغذائية في العالم، وهي شركة “كارغيل” الأمريكية، قد لاحظت هذا الاتجاه وقامت في الآونة الأخيرة بتوقيع اتفاقية لتصبح الموزع التجاري الوحيد لمنتجات شركة “Voyage Foods” الأمريكية المصنّعة للقهوة الاصطناعية “الخالية من البن”.