الدكتور علي هلال يوضّح “نسب الشفاء من اللوكيميا قد وصلت إلى 60-70% بحالاتٍ كثيرة”
بعد معركتها الأولى مع سرطان الثدي التي استمرت لسنةٍ كاملة حتى تعافت منه في العام 2019، ها هي رئاسة الجمهورية السورية تُعلن إصابة أسماء الأسد زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، بمرض سرطان الدم “الابيضاض النقوي الحاد “، والذي ستخضع على إثره لبروتوكول علاجي متخصص يتطلّب شروط العزل مع تحقيق التباعد الاجتماعي المناسب وابتعادها عن العمل المباشر، فما هي أعراض اللوكيميا؟ وهل هناك طرق معينة للوقاية من هذا المرض؟
“اللوكيميا“.. هذا المرض الخبيث، الذي خسر الكثيرون أحباءهم بسببه، هل فعلاً يعد الأخطر ضمن أنواع السرطان؟ قبل الإجابة على هذا السؤال، يجب التنويه على أن السرطان ينقسم لفئتين أساسيتين “أورام صلبة” و”أورام دم”، وإن الأخطر من بين أنواع الأورام الصلبة هما: سرطان الرئة وسرطان الدماغ، ولكن من أورام الدم فإن الأخطر هو “اللوكيميا الحاد” الذي يندرج تحت مرض سرطان الدم، فما هي الأعراض أو العلامات التي تظهر على الشخص المصاب باللوكيميا؟
لقد أوضح الدكتور علي هلال، استشاري ورئيس قسم علاج الأورام في مركز أورام كفر الشيخ بمصر، خلال حديثه مع أخبار الآن أن “هناك العديد من الأعراض والعلامات التي تظهر على الشخص المصاب بسرطان الدم “اللوكيميا” عامةً، حيث يحدث لديه اختلال في صورة الدم مما يؤدي لظهور عدد من الأعراض عليه، ومن ضمنها”:
أولاً: الإجهاد الشديد والإعياء، وهذا ناتج عن وجود أنيميا “فقر دم” لدى الشخص.
ثانياً: نوبات حرارة متكررة، وهذا ناتج عن ضعف أو خلل في الجهاز المناعي وكريات الدم البيضاء “المسؤولة عن المناعة وحماية الجسم”.
ثالثاً: بُقع أو علامات معينة تظهر على الجلد في منطقة الظهر مثلاً، يكون لونها أحمر أو أزرق، شبيهة بالكدمات، وهذه تكون ناتجة عن نقص في صفائح الدم.
رابعاً: نزف من فتحات الجسم كمنطقة البول أو الفم، وحتى في الحالات الحرجة أحياناً يحدث نزيف في الأعضاء الداخلية، وذلك نتيجة حدوث نقص حاد في صفائح الدم.
أما حول ماهيَّة وجود نصائح للوقاية من مرض “سرطان الدم”، فقد لخَّصها الدكتور علي بعدد من النقاط الأساسية، والتي تندرج غالبيتها تحت “النظام الغذائي المتوازن”:
أولاً: الابتعاد عن كل الأغذية والمنتجات المصنَّعة قدر الإمكان.
ثانياً: ممارسة الرياضة بشكلٍ دائم.
ثالثاً: تجنب التدخين وعدم شرب المشروبات الكحوليات والمشروبات الأخرى المضرَّة.
رابعاً: ضرورة الحفاظ على الحالة النفسية الجيّدة.
وقد أتبَع الدكتور علي هلال قوله بأن “هذا كله يحسّن من صحة الإنسان ويقوّي من جهازه المناعي، حيث أن جميعنا معرضون للإصابة بمرض السرطان بمختلف أنواعه، ولكن تختلف نسب حدوثه من شخصٍ لآخر نظراً لاختلاف العوامل بالتأكيد، والتي من أهمها المناعة الداخلية للإنسان، ويتم تقويتها عبر هذه النصائح التي تتمثّل في اتباع “نظام غذائي متوازن””.
والآن، هل تعتقدون أن سرطان الدم يمكن أن يكون بإحدى درجاته ورماً حميداً؟ حقيقةً، كنت أعتقد بأن اللوكيميا كغيره من السرطانات يمكن أن يكون ورماً حميداً، ولكن الجواب الذي صُدمت به من الأطباء والمختصين أن “اللوكيميا” ليس كغيره من الأنواع، فهو يأتي فجأة ويكون ورماً خبيثاً دائماً ليس به نوع حميد -عافانا الله وإياكم منه-، ورغم ذلك أكّد الدكتور علي هلال على أنه “يجب على الشخص عندما يشعر بأي اختلال في حالته العامة صحياً أو في حال واجهته أي من الأعراض التي تم ذكرها أن يذهب للطبيب، ويُنصح دائماً أن يتم عمل فحص دم بشكل دوري كل فترة بأوقات متقاربة من قِبَل الجميع للكشف المبكّر عن المرض حال وجوده”.
وأخيراً، هناك خبرٌ سارٌ لنا جميعاً ولكل المصابين بسرطان الدم – بالرغم من كل ما يقوله الكثيرون – أن نسب الشفاء من هذا المرض “اللوكيميا”، الذي يتم علاجه غالباً عن طريق الكيماوي وليس جراحياً، قد ازدادت بشكل كبير، حيث أن التطوُّر الكبير في وسائل التشخيص كصُور الدم والتحاليل والكشف المبكّر عن المرض والأبحاث المتطوّرة، أدى لتحسّن نسب الشفاء حتى وصلت إلى 60-70% بحالات كثيرة والتي يكون بعضها من الحالات الحرجة والصعبة أحياناً، وذلك حسبما أوضح الدكتور علي.
كما أضاف أن “هناك أنواع أيضاً مثل “اللوكيميا النخاعية الحادة” قد وصلت نسب الشفاء منه إلى 80% نتيجةً للتطوّر الكبير في العلاج الذي يحسّن الخلل الجيني المتسبب بحدوث هذا المرض، وكذلك مرض “الابيضاض النقوي الحاد” الذي يصيب نوعاً من خلايا الدم البيضاء -يعد الأخطر من بين أنواع اللوكيميا الأخرى- قد تحسّنت نسب الشفاء منه بشكل كبير في الآونة الأخيرة”.