البروفيسور جاك مخباط يوضّح “عدد الإصابات بالإيدز كانت حوالي 260 إصابة خلال 2023”
تداولت العديد من وسائل الإعلام اللبنانية والعربية تقريراً حول علاقة “إبر الوشم بمرض الإيدز”، والذي تم نشره من قِبَل موقع “لبنان 24“، حيث نص التقرير على أن “عدد الإصابات بمرض الإيدز قد وصل إلى 3000 إصابة حسب آخر الإحصائيات بشهر ديسمبر 2023، وأن السبب الأساسي للإصابة هو إبر الوشم!”، ولكن قامت أخبار الآن بدورها بالتحقق من التقرير وصحته مع الجهات المعنية.
وحول هذا الأمر، قال جاك مخباط، المستشار الطبي بالبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز لدى وزارة الصحة اللبنانية، في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” أن “هذا التقرير ليس له أي أساس من الصحة ولم يصدر عن مصادر رسمية كوزارة الصحة اللبنانية، بل هو من عمل الصحافة، والإعلام قام بتداوله دون التأكد منه”.
وأكّد المستشار الطبي أن “عدد الإصابات بمرض الإيدز التي تم إحصاؤها بشهر ديسمبر خلال العام 2023 لم يتجاوز 260 إصابة، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم قد أصبح هناك 50 إصابة إضافية فقط، أما عن الرقم الذي تم تداوله -أي 3000 إصابة بالإيدز- العام الماضي بسبب إبر الوشم هو خطأ تماماً، حيث أن هذا الرقم هو تراكمي منذ 30 سنة وحتى الآن”.
كما أضاف مخباط بقوله “يبذل برنامجنا الوطني التابع لوزارة الصحة جهداً كبيراً لمكافحة الإيدز، حيث يقوم بعمل برامج وحملات توعوية حول المرض وخطورته لمختلف الجهات كالمدارس، ودراسات لمن يكون سلوكهم محفوفاً بالمخاطر، وهناك استراتيجيات لمراقبة مخابر الدم والفحوصات التي يقومون بها “إن كانت صحيحة وآمنة أم لا” ونوعية الدواء وجودته، ويتم كذلك وضع المقاييس والمعايير الوطنية للعلاج، إضافةً لتوزيع الدواء لعلاج المصابين بالمرض مجاناً، ومراقبة مراكز الوشم المرخّصة أيضاً والإبر التي يتم استخدامها “إن كانت نظيفة ومعقمة””.
وأوضح خلال قوله أن”هناك أماكن غير مرخّص لها تقوم بالوشم وهذا أمر خطير، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة إعادة استعمال حقن المخدرات من شخص لآخر في لبنان، حيث يقوم الشخص الذي يتعاطى المخدرات باستعمال الحقنة، ومن بعده يستعملها صديقه مثلاً لنفس الأمر، وبالتالي إذا كان الأول مصاباً بالإيدز أو أي مرض آخر ومن ثم يستعمل الآخر الإبرة من بعده ويحقنها في دمه سينتقل المرض نفسه إليه بالتأكيد، وإن استمر الأمر بهذا الشكل فأتوقع أن تزداد نسب الإصابة بالإيدز وغيره من الأمراض التي تنتقل عبر الدم بشكل كبير”.
وعن تعريف المرض، ذكرت منظمة الصحة العالمية، عبر موقعها الرسمي أن “الإيدز” أو “فيروس العوز المناعي البشري” هو عدوى تهاجم جهاز المناعة في الجسم، ومتلازمة العوز المناعي المكتسب هي المرحلة الأكثر تقدماً من المرض، ويستهدف فيروس العوز المناعي البشري خلايا الدم البيضاء في الجسم، مما يضعف الجهاز المناعي وييسّر الإصابة بأمراض مثل: السل والالتهابات وبعض أنواع السرطان.
وتنتقل العدوى بفيروس العوز المناعي البشري من سوائل جسم الشخص المصاب، بما في ذلك “الدم وحليب الأم والسائل المنوي والسوائل المهبلية” ولا تنتقل عن طريق “القبلات أو العناق أو تقاسم الطعام”.
كما يمكن علاج فيروس العوز المناعي البشري والوقاية منه بالعلاج بـ”مضادات الفيروسات القهقرية”، ويمكن أن يتطوّر فيروس العوز المناعي البشري الذي لم يعالج المصابون به من عدواه إلى الإيدز، ويحدث ذلك بعد سنوات عديدة بأغلب الأحيان.
وينتشر المرض بسهولةٍ أكبر في الأشهر القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بالعدوى، ولكن الكثيرين من المرضى لا يدركون إصابتهم بهذه العدوى حتى مراحل متأخرة، وقد لا تظهر في الأسابيع القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بالعدوى أية أعراض، ومن الممكن أيضاً أن تظهر عليه أعراض مشابهة للإنفلونزا، ومنها ما يلي:
- الحمى.
- الصداع.
- الطفح الجلدي.
- التهاب الحلق.
وتُضعف العدوى الجهاز المناعي تدريجياً، ويمكن أن يتسبب ذلك بظهور علامات وأعراض أخرى، مثل:
- تورم الغدد الليمفاوية.
- فقدان الوزن.
- الحمى.
- الإسهال.
- السعال.
وقد يُصاب الأشخاص الحاملون لفيروس العوز المناعي البشري -إن لم يعالجوا- بأمراض خطيرة، مثل:
- السل.
- التهاب السحايا بالمستخفيات.
- الالتهابات البكتيرية الوخيمة.
- بعض أنواع السرطان مثل الأورام اللمفاوية وساركومة كابوسي.