انفجار رئة مراهقة بسبب الفيب.. ما الفارق بين السجائر العادية والإلكترونية؟
تعرضت رئة مراهقة بريطانية للانفجار، بسبب التدخين المكثف للسيجارة الإلكترونية.
وقال مارك بلايث والد الفتاة، إنه شاهد ابنته كايلا 17 عاماً تعاني نوبة صراخ من الألم، وعندما هرع بها للمستشفى اكتشف أنها تعاني من ثقب في الرئة.
وعلى الفور خضعت الفتاة لعملية جراحية اضطر خلالها الأطباء لإزالة جزء من رئتها؛ إذ أدى التدخين المفرط إلى انفجار بثرة هواء صغيرة، تعرف بالفقاعة الرئوية، وأنها كادت تصيبها بسكتة قلبية.
ويروي والدها الفترة الصعبة التي مرت عليهما قائلاً: “انهارت ابنتي وتحولت إلى اللون الأزرق أثناء نومها في منزل أحد الأصدقاء في وقت مبكر من يوم 11 مايو/أيار”.
ويضيف: “بكيت مثل طفل صغير، مزقني مشهدها على الطاولة، لقد عانت نوبة صرع أثناء العملية أيضاً، ظننت أني فقدت ابنتي، أتمنى أن يبتعد الجميع عن التدخين، لا شيء يستحق هذا”.
ويقول: “كانت كايلا تدخن السجائر الإلكترونية منذ أن كانت في الخامسة عشرة من عمرها، عندما رأت زملاءها في المدرسة يستخدمونها، وكانت تستهلك 4000 نفخة من السجائر الإلكترونية كل أسبوع. وهذا يعادل 57 سيجارة في اليوم.
وقال الأب لتسعة أطفال، الذي يعيش في إيجريمونت، كمبريا: “لقد ذهبت إلى الجحيم وعدت مع كايلا خلال الأسبوعين الماضيين”.
أما الفتاة فتقول: “بدأ الأمر يصبح شائعاً. كل أصدقائي كانوا يفعلون ذلك. اعتقدت فقط أنه سيكون غير ضار، وأنني سأكون بخير.. أشعر أن الجميع لديهم نفس وجهة النظر.. ولكن الآن لن أقترب منهم. لقد أخافني الوضع حقاً”.
وكانت كايلا قد نُقلت سابقاً إلى المستشفى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؛ للاشتباه في إصابتها بنوبة قلبية، والتي كشفت الأشعة السينية أنها ثقب في رئتها بعد تشكل فقاعة.
وتم نقلها إلى المستشفى مرة أخرى في فبراير/شباط، عندما قيل لها إنها شفيت، لكن رئتها انهارت بعد أسابيع.
مدخنو السجائر الالكترونية أكثر عرضة للنوبات القلبية
حول ذلك، قال د. أحمد السكري أخصائي الأمراض القلبية لأخبار الآن أن “الدراسات تؤكد أن الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الالكترونية هم أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية بمعدل يتجاوز 56 بالمئة والسكتات الدماغية بمعدل يصل إلى 30 بالمئة بالمقارنة مع الأشخاص الذين يستخدمون السجائر العادية”.
وأضاف: “السيجارة الالكترونية هي مصدر حقيقي للجلطات القلبية، ولكن ضررها يقل عن العادية من حيث التدخين السلبي، للأشخاص المحيطين بالمدخن”.
ولفت إلى أن “السجائر العادية فيها أكثر من حوالي 7000 مادة كيميائية، أما الجسائر الالكترونية تحتوي على حوالي 2000 مادة كيميائية”.
أشار أيضاً إلى أن “السجائر العادية تصدر أول أكسيد الكربون ودخان، أما السجائر الالكترونية فتطلق بخار”.
وأوضح د. السكري أنه “في السيجارة الالكترونية تحصل عملية التبخير أي أن المادة تتحول من الحالة السائلة إلى الغازية وهذه العملية تحصل نتيجة ارتفاع درجة حرارة السيجارة الالكترونية”.
ونوّه إلى أنه “يوجد أضرار كثيرة للسجائر الالكترونية، إذ تؤدي إلى أمراض القلب والرئة والتهاب الشعب الهوائية وبالأخص الصغيرة، كما تتسبب بالتهاب داخلي، ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى تهالك جدار الشعب الهوائية”.
وأردف القول: “كما يمكن أن تؤدي إلى جلطات نتيجة التهاب في الأغشية الداخلية للشرايين وهذه الأغشية وظيفية وتنتج هرمونات وتمنع التصاق مكونات الدم بجدار الشرايين فلو حصل تهالك في جدار الشرايين فهي تعتبر البؤرة الأولى في جلطات الشرايين”.
نصائح للإقلاع عن التدخين
وحول النصائح للإقلاع عن التدخين قال د. أحمد السكري: “ابعتد عن كل أنواع التدخين سواء النرجيلة أو السجائر العادية أو الالكترونية”.
وأضاف: “توقف تماماً بشكل عاجل وليس تدريجي، حيث يمكن للجسم أن ينتج النيكوتين بعد التوقف من حوالي 10 إلى 15 يوماً”.
وتابع القول: “حاول أن تشغل وقت فراغك، وأن تمارس الألعاب الرياضية”.
“ربط الجيل القادم”
في وقت سابق، نشرت منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لعام 2024، تقريرًا بعنوان “ربط الجيل القادم”، والذي حذر من مخاطر انتشار السجائر الإلكترونية “الفيب” بين الشباب وتحديدا الأطفال، ما يخلق موجة جديدة من الإدمان.
ووفقا للتقرير، رتبت شركات التبغ الكبرى رسائلها ومنتجاتها لاستهداف الأطفال في محاولة لاستبدال ملايين العملاء الذين يموتون بسبب منتجاتها كل عام.
وتُظهر أحدث البيانات أن الأطفال يستخدمون السجائر الإلكترونية بمعدلات أعلى من البالغين في العديد من البلدان وعلى مستوى العالم، ما يقدر بنحو 37 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا يستخدمون التبغ، بحسب منظمة الصحة.
وقال التقرير إن الأطفال يعدون أهدافا ممتازة لهذه الشركات لأنه إذا بدأت في إدمان النيكوتين قبل سن 21 عاما، فهناك احتمال كبير أن تظل مدمنًا مدى الحياة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الصناعة تستهدف الأطفال من خلال بيع منتجات بنكهات الفواكه والحلوى وتصميمات كرتونية. وفي الوقت نفسه، تنفي الشركات أنها تستهدف الأطفال بشكل صريح.
وذكر التقرير أنه في الفترة 2018-2019، اعترف مسؤولو الصحة العامة في الولايات المتحدة بوجود “أزمة صحية عامة بسبب تدخين السجائر الإلكترونية”.
“الفيب”.. ونيكوتين “القاعدة الحرة”
صُممت السجائر الإلكترونية أو “الفيب” لتشبه السجائر العادية، لكنها تستخدم النيكوتين “ذو القاعدة الحرة”.
والنيكوتين ذو القاعدة الحرة ويعني أن النيكوتين في أنقى الحالات مقارنة بمشتقات النيكوتين الأخرى. وبدوره، يكون النيكوتين أكثر فعالية عند تسخينه، ويتم امتصاصه بسرعة أكبر في الرئتين والدماغ.
والنيكوتين ذو القاعدة الحرة موجود منذ الستينيات عندما أدركت شركات التبغ أنه من خلال إضافة الأمونيا إلى النيكوتين، يمكنهم تجريد النيكوتين من بروتوناته لجعله أكثر كثافة عند تسخينه واستنشاقه. ويتم استخراج هذا النوع من النيكوتين مباشرة من نبات التبغ، بحسب المنظمة.
وتحتوي الإصدارات المبكرة من السجائر الإلكترونية عادةً على ما بين 3 إلى 12 ملليغرام من النيكوتين.
وفي عام 2016، قدمت شركة Juul جهازًا إلكترونيًا يتميز بنوع جديد من توصيل النيكوتين، وهي أملاح النيكوتين التي تحتوي على محلول ذو درجة حموضة أقل، ما يؤدي بشكل أساسي إلى القضاء على حرقة الحلق الناتجة عن النيكوتين الحر، حتى عند مستويات التركيز العالية جدًا.
ووصلت هذه الأجهزة إلى السوق الأمريكية بتركيز شديد الإدمان يبلغ 50 ملليغرام. وفي أوروبا، لا يمكن بيع هذه السجائر الإلكترونية بتركيز أعلى من 20 ملليغرام.