“عصير الخس” هو البديل الصحي لغسول الفم
“غسول الفم يمكن أن يُسبّب السرطان“.. بهذا العنوان أثارت دراسة بلجيكية أجراها باحثون في معهد الطب الاستوائي في أنتويرب الجدل مؤخراً، حيث كشفت أن غسول الفم وبالأخص منتج “ليستيرين كول منت” الذي يحتوي على الكحول، يرفع مستويات نوعين من البكتيريا في الفم التي قد تسبب بدورها أورام المريء والقولون والمستقيم.
فيما رفضت شركة “كينفو” المالكة للعلامة التجارية الشهيرة لغسول الفم “ليستيرين” هذه الدراسة وأكّدت على أن منتجاتها آمنة.
ولكن ما هي حقيقة هذا الأمر؟ وهل غسول الفم آمن أم أن هناك رابطاً بينه وبين الإصابة بالسرطان فعلاً؟
ما علاقة غسول الفم بسرطان القولون؟
قالت الدكتورة رنا بركة، طبيبة أسنان خلال حوارٍ خاص لها مع أخبار الآن “تم عمل دراسة على أشخاص استخدموا غسول الفم من “ليستيرين” وغيرها من العلامات التجارية الأخرى وبالتحديد النوع الذي يحتوي على الكحول بشكل منتظم يومياً، وبعد شهر أخذ المختصون مسحات لهؤلاء الأشخاص من الحلق واللسان واللثة، واكتشفوا حينها أن كلهم يحملون نفس نوعي البكتيريا الضارة الموجودة لدى المصابين بسرطان القولون بنسب عالية -هذه البكتيريا المسؤولة عن تدمير الغشاء المخاطي الخاص بالقولون-“.
وأضافت بركة أن “المشكلة الأساسية بغسول الفم هي أنه يقتل كل أنواع البكتيريا “النافعة والضارة” الموجودة بالفم، وبالتالي عندما يتم القضاء على هذه البكتيريا النافعة يضعف الجسم، حيث أنه من ناحية أخرى يمكن أن ينزل للجهاز الهضمي ويقضي على أنواع البكتيريا الموجودة بالمعدة والتي تساعد عادةً على عملية الهضم”.
وحول هذا الأمر أيضاً، أرادت الدكتورة رنا التنويه على معلومة مهمة طبياً، وهي: أن هناك طبقتان تتكونان على الأسنان، طبقة “البلاك” وطبقة “الجير”، ولكن غسول الفم يعمل على طبقة البلاك فقط، وهي عبارة عن بقايا طعام وبكتيريا تتكوَّن بعد 20 دقيقة من الأكل وعدم تنظيف الأسنان.
عند شرائك لغسول الفم.. احذر!
أكدت طبيبة الأسنان على أن غسول الفم ضار “سواء كان به كحول أم لا”، فمثلاً إن لم يكن فيه كحول، يتم وضع مثبتات ومواد معقمة بالأحوال العادية، كمادة “المنتول” المسؤولة عن تبريد الأنسجة، والتي يتم وضعها عادةً في غسول الفم لكي تعطي الشخص شعوراً بالانتعاش، وهي بالحقيقة مادة ضارة تؤدي لعمل تقرحات في الفم، وحسب قولها أن هذه المواد بشكل عام تؤثر على البكتيريا النافعة الخاصة بالغشاء المخاطي لجسم الإنسان، أما إذا كان غسول الفم يحوي على الكحول وتم دمجه مع مواد أخرى ضارة يصبح ضرره أكبر على صحة الفم والجسم كله.
وحذرت بركة المستهلكين قائلة “عند شراء غسول الفم، يجب الانتباه لتركيبته والمواد الموجودة فيه، فهناك مثلاً مادة “Chlorhexidine Gluconate” ومادة “Ethanol” والـ”Hydrogen Peroxide” والـ”Methyl salicylate”، كل هذه المواد ضارة تتسبب بحدوث نزف في اللثة وتقتل البكتيريا النافعة بالجسم مما يزيد من إصابة الأشخاص بسرطان الفم كذلك، لذا أنصح الجميع بقراءة تركيبة غسول الفم دائماً قبل شرائه والتأكد من عدم احتوائه على مواد ضارة”.
ما حقيقة البدائل الصحية الأخرى؟
بحثاً عن بدائل لعلاج رائحة الفم، قامت ميا بيرلي وسيوبهان موران، من جامعة غرب اسكتلندا، في مطلع العام الحالي بعمل دراسة حول تأثير النترات على صحة الفم لدى الرياضيين، ووجدوا أن شرب عصير الشمندر مثلاً، الذي يحتوي على مستويات عالية من النترات، يحمي أسنانهم من المشروبات الرياضية الحمضية والمواد الهلامية الكربوهيدراتية أثناء ممارسة الرياضة.
كما اكتشفت الباحثتان أن تناول عصير الخس لمدة أسبوعين يقلل من التهاب اللثة ويزيد من مستويات البكتيريا الصحية لدى المرضى الذين يعانون من أمراض اللثة.
وعند سؤال طبيبة الأسنان حول هذا الأمر، قالت أن “مادة النترات الموجودة بالخضراوات الورقية، كأوراق الشمندر والخس وغيرهم، تعد بديلاً صحياً وجيداً لغسول الفم، فهي تعمل على الحفاظ على البكتيريا النافعة بالجسم وتقلل من البكتيريا الضارة والحموضة في الفم التي تؤدي بدورها لحدوث أمراض اللثة وتسوس الأسنان، ولكن عندما تتداخل المواد الأخرى الضارة الموجودة بتركيبة الغسول كالكحول مع مادة النترات فإنها تؤثر بشكل سلبي وتصبح ضارة أيضاً”.