وزارة الصحة الإسرائيلية: العدد المرتفع من الحالات يرجع إلى الطقس الأكثر دفئاً ورطوبة

حصيلة جديدة من وفيات “حمى غرب النيل” تنضم لسابقاتها، حيث أعلنت السلطات الصحية في إسرائيل بوقتٍ سابق عن وفاة 31 شخص بالمرض منذ بدء تفشيه في أوائل شهر مايو، وقد تأكد مؤخراً وفاة 12 شخص آخرين، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 43 شخصاً.

فيما بلغ إجمالي عدد حالات الإصابة 405 حالة، وهو ما يقترب من أعلى رقم قياسي بلغ 425 حالة في عام 2000.

وتعزو وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع عدد الحالات لدرجات الحرارة العالية ورطوبة الجو، الأمر الذي بدوره يعزز نشاط البعوض. غير أن معظم المصابين من كبار السن، الذين تبلغ أعمارهم 70 عاماً فأكثر، حيث تم تشخيص إصابة عدد من الأطفال فقط بالمرض.

"بعد تفشي الفيروس في إسرائيل".. ما مدى خطورة حمى النيل على الأردن؟ 

كما رصدت وزارة الصحة الفلسطينية في بداية الشهر الحالي، أول إصابة بحمى غرب النيل بمدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، وتم تسجيل إصابة أخرى بعدها في رام الله، مما أثار مخاوفاً من وصول المرض وانتشاره في البلد المجاور الأردن، فما هي التدابير الوقائية التي تتخذها المملكة تجاه “حمى غرب النيل”؟ وما مدى خطورة هذا المرض؟

خطة شاملة لـ”حمى غرب النيل”

وحول هذا الأمر، تواصلت أخبار الآن مع وزارة الصحة الأردنية التي أكدت أنها وضعت خطة شاملة لمكافحة مرض “حمى غرب النيل”، وتشمل الخطة تعريفاً بالمرض، وتحديد الوضع الوبائي المحلي، وتقييم جاهزية الوزارة للاستجابة، كما احتوت الخطة على دور المؤسسات الوطنية الشريكة -الوزارات والمؤسسات المعنية- لمكافحة الحشرات والبعوض، وتكثيف عمليات الرش، بالإضافة إلى رصد المرض في الطيور المهاجرة والبرية، وتشكيل فرق ميدانية لتقييم الوضع.

وأفاد الدكتور رائد الشبول، أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة بأنه بعد تلقي بلاغات عن تسجيل حالات “حمى غرب النيل” في دول الجوار، عقدت اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة اجتماعاً لإصدار توصيات وطنية لمنع انتشار المرض، مضيفاً أن الوزارة قامت بتفعيل الرصد النشط في المواقع ذات الاختطار العالي، وذلك بزيادة عدد العينات للحالات المشتبه بها، كما تم توجيه التعليمات لجميع الكوادر في المستشفيات والمراكز الصحية حول كيفية التعامل مع الحالات المرضية المحتملة.

"بعد تفشي الفيروس في إسرائيل".. ما مدى خطورة حمى النيل على الأردن؟ 

وأوضح الشبول أن “الوزارة تمتلك خارطة لانتشار البعوض المنزلي مبنية على دراسات، تشمل جميع أنواع النواقل لأمراض عدة، وتجري الفحوصات اللازمة لـ15 مرض، منها حمى غرب النيل، مع توفير فحص الأجسام المضادة لهذا المرض، مؤكداً أن الوزارة تقدم جميع الفحوصات المخبرية للأمراض المعدية ذات الاهتمام الوبائي مجاناً للحالات المشتبه بها -بغض النظر عن جنسية المصاب-، كما عممت الوزارة المعلومات المتعلقة بالمرض والنواقل على جميع المؤسسات الصحية، وأعدت بروشورات توعوية حول المرض وطرق الوقاية الشخصية منه”.

وأكد أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة بأن “حمى النيل الغربي “ليست خطيرة على الصحة العامة في الأردن، حيث لم تُسجّل المملكة حالات انتشار منذ عام 2020، وتتوزع نسب ظهور الأعراض على: (80% من المصابين لا يظهرون أعراضاً، بينما 20% يظهرون أعراضاً خفيفة و1% فقط يعانون من أعراض حادة)، وأن الوزارة تراقب الحالات المشتبه بها عبر برنامج رصد مختار (AFI) في مناطق مختارة، وذلك نقلاً عن وكالة الأنباء الأردنية.

ولكن.. ما هو هذا المرض؟

عن تعريف المرض، ذكرت منظمة الصحة العالمية، عبر موقعها الرسمي أن “حمى غرب النيل” عبارة عن فيروس ينتقل للبشر عن طريق لدغات البعوض الحامل للفيروس. ويكتسب البعوض العدوى عندما يتغذى من الطيور التي تحمل الفيروس في دمها لبضعة أيام. وقد ينتقل الفيروس، خلال الوجبات الدموية اللاحقة (عبر لدغ البعوض) إلى البشر والحيوانات، حيث يمكنه التكاثر وربما إحداث المرض.

"بعد تفشي الفيروس في إسرائيل".. ما مدى خطورة حمى النيل على الأردن؟ 

العلامات والأعراض

لا تصاحب العدوى بفيروس غرب النيل أية أعراض لدى 80% من المصابين بها تقريباً، أو يمكنها أن تؤدي إلى الإصابة بحمى غرب النيل أو بحالة وخيمة من مرض غرب النيل، ويُصاب نحو 20% ممّن يكتسبون الفيروس بحمى غرب النيل، وتتمثل أعراضها فيما يلي:

  • الحمى.
  • الصداع.
  • التعب والأوجاع الجسدية.
  • الغثيان والتقيّؤ.
  • الطفح الجلدي في بعض الأحيان (في جذع الجسد).
  • تورّم الغدد اللمفية.

وهناك أيضاً المرض الوخيم -الذي يُسمى أيضاً بالمرض الذي يغزو الأعصاب، مثل التهاب الدماغ النيلي الغربي أو التهاب السحايا النيلي الغربي، وهو مرحلة متقدمة من حمى غرب النيل، وتتمثل أعراضه فيما يلي:

  • الصداع.
  • الحمى الشديدة.
  • تصلّب الرقبة.
  • الذهول والتوهان.
  • الغيبوبة.
  • الرعاش والاختلاج.
  • الوهن العضلي والشلل.

وتشير التقديرات إلى أنّ شخصاً واحداً من أصل 150 ممّن يحملون فيروس غرب النيل يُصاب يشكل مرضي وخيم.

ويمكن أن يلمّ المرض الوخيم بأناس من أيّة فئة عمرية، والأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاماً والأشخاص المنقوصي المناعة (المرضى الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء مثلاً) يواجهون خطراً أكبر للإصابة بمرض وخيم عندما يكتسبون الفيروس.

طرق الوقاية والعلاج

نظراً لعدم وجود أي لقاح لهذا المرض، فإن السبيل الوحيد للحد من العدوى بين البشر هو توعية الناس وتثقيفهم حول التدابير التي يمكنهم اتخاذها للحد من أشكال التعرّض للفيروس.

أما بالنسبة للمصابين بالمرض -الذي يغزو الأعصاب-، هناك علاج داعم ينطوي في غالب الأحيان على المكوث في المستشفى، وتلقي السوائل داخل الوريد، وخدمات دعم التنفسي، والوقاية من العدوى الثانوية.