يتم تشخيص حوالي 10 ملايين حالة جديدة مُصابة بالخَرَف سنوياً حول العالم

دائماً ما يقع كبار السن على الأرض أثناء المشي أو عند قيامهم بأنشطة أخرى، ولكن هل كنت تعلم أن ذلك يمكن أن يتسبب بإصابتهم بالخَرَف؟

أظهرت دراسة أمريكية جديدة أن كبار السن الذين يتعرضون لإصابات بسبب السقوط، هُم أكثر عرضة للإصابة بالخرف خلال عام من وقوع الحادث مقارنةً بأشخاص في نفس العمر مِمن يعانون من أنواع أخرى من الإصابات الجسدية.

لا تُثبت النتائج التي توصَّل إليها فريق من الباحثين في الولايات المتحدة أن السقوط يساهم في الإصابة بالخَرَف -على الرغم من أنه لا يمكن استبعاد ذلك أيضاً حتى الآن-، ولكنها تشير إلى أن السقوط قد يكون مؤشراً مبكراً على تدهور حالة الدماغ التي تؤدي للإصابة بمرض الزهايمر وأنواع الخَرَف الأخرى.

10 ملايين حالة جديدة تُشخص بالخَرَف سنوياً.. فما العوامل التي تؤدي للإصابة به؟

السقوط هو حدث تحذيري للخَرَف

وأوضح الطبيب ألكسندر أوردوبادي، وهو أحد المشاركين بهذه الدراسة من مستشفى بريغهام آند ويمنز وزملاؤه في بحثهم، أنه “من الممكن أن يكون السقوط بمثابة حدث تحذيري يشير إلى خطر مستقبلي للإصابة بالخَرَف”.

تُشير الدراسة إلى أن السقوط هو أكثر الطرق شيوعاً لإصابة البالغين فوق سن 65 عاماً، ويتعرض ما يقرب من ثلث هذه الفئة العمرية لإصابات نتيجة السقوط كل عام.

وأضاف أوردوبادي خلال قوله “إن أحد أكبر التحديات التي نواجهها هو الافتقار إلى المسؤولية في عملية الفحص والمتابعة للضعف الإدراكي لأنه قد لا يكون هناك وقت كافٍ لإجراء هذه الفحوصات في قسم الطوارئ أو مركز الصدمات”، حسب مجلة ScienceAlert.

10 ملايين حالة جديدة تُشخص بالخَرَف سنوياً.. فما العوامل التي تؤدي للإصابة به؟

لقد تم عمل الدراسة على كبار السن ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاماً الذين تعرضوا لإصابة سابقاًَ، ولكن بعد استبعاد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالخَرَف، قارن الباحثون المرضى الذين أصيبوا بجروح نتيجة السقوط مع أولئك الذين تعرضوا لأنواع أخرى من الإصابات الجسدية.

ووجد الباحثون أن كبار السن الذين تعرضوا لإصابة نتيجة السقوط كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخَرَف بنسبة 20% خلال عام من وقوع الحادث، مقارنةً بأنواع أخرى من الإصابات الجسدية التي حضر المرضى عيادة طبية من أجلها.

وتقول عالمة الأوبئة في مجال الإصابات مولي جارمان من مستشفى بريغهام آند ويمنز “يبدو أن العلاقة بين السقوط والخرف هي طريق ذو اتجاهين، فقد يؤدي التدهور المعرفي إلى زيادة احتمال السقوط، ولكن الصدمة الناجمة عن السقوط ممكن أن تؤدي أيضاً إلى تسريع تطور الخرف وتجعل التشخيص أكثر احتمالاً في المستقبل”.

10 ملايين حالة جديدة تُشخص بالخَرَف سنوياً.. فما العوامل التي تؤدي للإصابة به؟

يتم تشخيص ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة من الخرف سنوياً حول العالم، مما يجعل الكثيرين يواجهون التدهور المعرفي المُخيف سواء شخصياً أو لدى أحبائهم، وعلى الرغم من عقود عديدة من الجهود إلا أنه لم يتم عمل علاج فعَّال إلى الآن، الأمر الذي بدوره يترك للمرضى طرقاً يومية بسيطة فقط لإيقاف تَقدُّم الحالات المنهكة، لذا فكلما أمكن التعرُّف على الخَرَف في وقت مبكر كان ذلك أفضل.

الخَرَف.. ما هو؟

وعن تعريف المرض، ذكرت منظمة الصحة العالمية، عبر موقعها الرسمي أن “الخَرَف” هو متلازمة يمكن أن يسببها عدد من الأمراض التي تتلف بمرور الوقت الخلايا العصبية والدماغ، مما يؤدي في العادة إلى تدهور الوظيفة الإدراكية (أي القدرة على التفكير) على نحو يتجاوز ما يمكن توقعه من النتائج المعتادة للشيخوخة البيولوجية.

وعلى الرغم من أن العمر هو أقوى عامل معروف يمكن أن يتسبب بخطر الإصابة بالخَرَف، فهو ليس نتيجة حتمية للشيخوخة البيولوجية، وعلاوةً على ذلك، لا يؤثر الخرف حصرياً على كبار السن – فالخَرَف الذي تبدأ أعراضه بالظهور في سن مبكرة (ويُعرَّف ببداية ظهور الأعراض قبل سن 65 عاماً) يصل إلى 9٪ من الحالات.

10 ملايين حالة جديدة تُشخص بالخَرَف سنوياً.. فما العوامل التي تؤدي للإصابة به؟

أعراض الخَرَف

تحدث التغيرات في المزاج والسلوك أحياناً حتى قبل حدوث مشكلات في الذاكرة، وتزداد الأعراض سوءًا بمرور الوقت، وتشمل العلامات والأعراض المبكرة ما يلي:

  • نسيان الأشياء أو الأحداث الأخيرة.
  • فقدان الأشياء أو وضعها في غير مكانها.
  • التوهان عند المشي أو القيادة.
  • الخَلْط، حتى في الأماكن المألوفة.
  • عدم القدرة على تمييز الوقت.
  • مواجهة صعوبات في حل المشكلات أو اتخاذ القرارات.
  • مواجهة مشكلات في تتبع الحوار أو صعوبة في العثور على الكلمات.
  • مواجهة صعوبات في أداء المهام الاعتيادية.
  • عدم القدرة على تقدير المسافات بين الأشياء بصرياً.

وتشمل التغيرات الشائعة في المزاج والسلوك ما يلي:

  • الشعور بالقلق أو الحزن أو الغضب من فقدان الذاكرة.
  • حدوث تغيرات في الشخصية.
  • السلوك غير اللائق.
  • الانسحاب من العمل أو الأنشطة الاجتماعية.
  • قلة الاكتراث لمشاعر الآخرين.

كيف يمكن التعامل معه؟

فيما يخص الأشخاص الذين يُبيّن التشخيص أنهم مصابون بالخَرَف، ثمة أمور يمكن أن تساعد على إدارة الأعراض، منها:

  1. حافظ على النشاط البدني.
  2. تناول الطعام الصحي.
  3. توقف عن التدخين وشرب الكحول.
  4. احرص على مراجعة الطبيب بانتظام.
  5. دوّن المهام والمواعيد اليومية للمساعدة على تذكر الأشياء المهمة.
  6. حافظ على ممارسة الهوايات وفعل الأشياء التي تدخل البهجة إلى نفسك.
  7. جرّب طرقاً جديدة للحفاظ على نشاط عقلك.
  8. إمضِ بعض الوقت مع الأصدقاء والعائلة وشارك في الحياة المجتمعية.
  9. خطّط مُسبقاً، فبمرور الوقت قد يكون من الصعب عليك اتخاذ قرارات مهمة تخصك أو تخص المسائل المالية المتعلقة بك.
  10. حدّد الأشخاص الذين تثق بهم ليقدموا لك الدعم في اتخاذ القرارات ومساعدتك في الإفصاح عن اختياراتك.
  11. خذ معك عند مغادرة المنزل بطاقة هويتك وعنوانك والأشخاص الذين يمكن الاتصال بهم في حالات الطوارئ.
  12. اتصل بأفراد العائلة والأصدقاء لطلب المساعدة.

الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية تعترف بالخرف كأولوية للصحة العمومية، حيث أقرت جمعية الصحة العالمية في مايو 2017 خطة عمل عالمية بشأن الاستجابة الصحية العمومية للخَرَف 2017-2025.

وتتيح الخطة برنامج عمل شامل لواضعي السياسات والشركاء الدوليين والإقليميين والوطنيين ومنظمة الصحة العالمية في المجالات التالية: التصدي للخرف كأولوية من أولويات الصحة العمومية، وزيادة الوعي بالخرف، وبناء مجتمع صديق للمصابين بالخرف، والحد من خطر الخرف، والتشخيص والعلاج والرعاية أيضاً، ونظم المعلومات الخاصة بالخرف، ودعم مقدمي الرعاية للخرف، والبحث والابتكار.