تابع الحلقة الكاملة هنا:
في حلقة هذا الأسبوع:
* داعش يحتفي بإعلان خلافته المزعومة في رمضان قبل ست سنوات، فماذا يُعد لرمضان هذا العام؟
* توتر متجدد بين حراس الدين وهيئة تحرير الشام، وشرعي قاعدي يدعو إلى تصفية الجولاني.
* وطالبان تحيي الذكرى السادسة لوفاة مؤسسها الملا عمر.
ضيف الحلقة:
بالأستاذ حسن أبو هنية – الخبير في الجماعات الجهادية، صاحب كتاب الجهادية العربية – اندماج الأبعاد: النكاية والتمكين بين “الدولة الإسلامية” و”قاعدة الجهاد”، الصادر عام ٢٠١٨
سنوية “الخلافة”
احتفى العدد الأخير من صحيفة النبأ الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي في داعش بالذكرى السادسة لإعلان ما يُسمى الخلافة. في ١ رمضان من عام ١٤٣٥ هجرية الموافق ٢٩ حزيران ٢٠١٤ ميلادية، أعلن المتحدث باسم داعش آنذاك أبو محمد العدناني عن إقامة الخلافة. في كلمة صوتية بعنوان “هذا وعد الله” برر العدناني دواعي إقامتها؛ وأن من وصفهم “أهل الحل والعقد” في داعش اجتهدوا في إقامتها بعد “دراسة للواقع وبحث عن حكم الشرع في التعامل معه.” وأعلن أنه تم التوافق على إعلان زعيم داعش أبي بكر البغدادي خليفة. لأنه “حقق شروط الإمامة الشرعية … لكونه مسلماً بالغا عاقلا عادلا راشدا عالما بالشرع مجاهدا .. قرشي النسب ولكونه ممكن له في الأرض” في إشارة إلى سيطرته على أجزاء من سوريا والعراق “فيجري حكمه على الناس فيها.”
في ٦ رمضان، الموافق ٤ يوليو ٢٠١٤ ميلادية، تفاجأ المصلون في مسجد النوري الكبير في الموصل برجل قُدم لخطبة وصلاة الجمعة. كان البغدادي في ظهوره الأول على العلن.
داعش كان سيطر على الموصل بلا قتال يذكر قبل ذلك التاريخ بشهر تقريباً.
“وهم الخلافة”
وفي مسألة الخلافة نذكر ما قاله المنشقون عن داعش من تيار البنعلي الذي ينشرون تحت اسم مؤسسة التراث العلمي أو مؤسسة الوفاء والمعارج الإعلامية. أهم ما كتب في الأمر كان بعنوان “سلطان باريشا” لأبي عيسى المصري الذي عرّف عن نفسه بأنه كان شرعياً وقاضياً في التنظيم مدة خمس سنوات. وباريشا هي القرية التي قُتل فيها البغدادي في أكتوبر الماضي.
يقول أبو عيسى إن داعش خسر التمكين بعد دحره في العراق وسوريا ولجوء قياداته وأفراده إلى الاختباء. فلا خلافة لهم. ويتحدث أبو عيسى مطولا أيضا عن شروط الخليفة ويقول إن أحداً من قيادات الصف الأول في داعش لا يتمتع بالمعرفة العلمية والشرعية التي تؤهله ليكون خليفة. ولا حتى البغدادي نفسه كان “عالماً.”
عن النسب القرشي، يقول إن داعش لن يتوانوا عن تزوير المسألة. ويقول إن البغدادي زوّر نسبه.
وأما عن احتمال أن يكون الخليفة الجديد أبو إبراهيم هو حجي عبدالله قردش، يقول الكاتب إن الرجل معروف بأنه مبتورُ الرجل اليمنى وبالتالي تنتفي عنه الخلافة التي تشترط صحة الجسد.
أمام هذا التحدي، هل سيظهر أبو إبراهيم ليثبت هويته في رمضان؟ نترقب.
“شهر الفتوحات”
سؤال آخر، هل ستزيد التنظيمات الجهادية هجماتها في رمضان؟ على الأرجح نعم. بعض التنظيمات التابعة للقاعدة بدأت تنشر أخبارها تحت عنوان (رمضان شهر الفتوحات).
بالعودة إلى داعش، وفي زاوية حصاد الأجناد من عدد النبأ الأخير، يقول التنظيم إنه شن ٨٦ هجمة. وهو أعلى رقم منذ أواخر نوفمبر الماضي الذي سجل ١٠٩ هجمات فيما عُرف بغزوة الثأر للبغدادي والمهاجر الذين قُتلا قبل ذلك بشهر.
أكثر الهجمات كانت في العراق. والحقيقة معظم الأسابيع تكون أكثر الهجمات في العراق. لكن الأسبوعين الأخيرين شهداً نشاطاً مكثفاً للتنظيم هناك مستغلين فجوات أمنية بسبب الكورونا ربما. قالوا إن ضحاياهم هناك بلغوا ١٢٢ شخصاً؛ وهو أكبر رقم في الأشهر الخمسة الماضية.
غابت الدولة فعاث داعش
احتفى داعش أيضاً بالهجمات في نيجيريا وتشاد والموزمبيق؛ خاصة إسقاط طائرة في الموزمبيق في ٨ أبريل.
قال التنظيم إن عناصره أطلقوا النار على المروحية عقب هجومهم على قرية بمنطقة كيسانغا ضمن إقليم كابو ديلغادو شمال موزمبيق، فسقطت المروحية على بعد مسافة منهم بعد أن هبط منها الطيار ونجا بنفسه.
خلال الشهر الماضي، كثف التنظيم هجماته في إقليم كابو ديلغادو ضمن استراتيجية جديدة في غياب الدولة الكامل. غارات قصيرة منظمة، تدمير المباني الحكومية، نهب البنوك ومستودعاتِ الأسلحة، إطلاق السجناء، ثم الانسحاب.
أحياناً يوزعون الطعام على أنصارهم.
نيجيريا
في نيجيريا، أعلن الجيش عن حملة عسكرية واسعة ضد مقاتلي بوكو حرام وداعش – ما يُعرف باسم ولاية غرب إفريقيا – في شمال شرق البلاد. وأعلن أنه حيّد أكثر من مئة مقاتل في الأيام الأولى.
في الأثناء، أعلنت تشاد أن ٤٤ مقاتلاً من أصل ٥٨ أسرتهم في المعارك الأخيرة ضد بوكو حرام، وجدوا ميتين في زنازينهم صباح يوم الخميس ١٦ أبريل قبيل محاكمتهم. الطب الشرعي قال إنهم تناولوا مادة سامة. ولا تزال تدور التكهنات حول ما إذا قُتلوا أو انتحروا. إذا قتل أحدهم الآخر أو انتحروا فليس في عملهم شيئ من الدين؛ كما يشي بما يمكن توقعه من زعيمهم أبي بكر شيكاو الذي ترددت أنباء عن أنه منفتح على الاستسلام المشروط.
سنوية طالبان
أحيى تنظيم طالبان الذكرى السابعة لوفاة زعيمه المؤسس الملا عمر وكان ذلك في ٢٣ أبريل ٢٠١٣. نشرت قنوات التنظيم مقالات تستحضر مواقف من حياته. توارى الملا عمر عن الأنظار في أواخر ٢٠٠١ بعد الاجتياح الأمريكي لأفغانستان رداً على هجمات أيلول سبتمبر. ويُقال إنه كان في باكستان، فيما يقول آخرون إنه كان في مسقط رأسه في زابل أفغانستان. خلال تلك الفترة سلّم إدارة العمليات اليومية إلى وزير دفاعه الملا عبيدُالله.
المهم هو أن الرجل كان متوفى طوال سنتين قبل أن تؤكد طالبان وفاتَه بضغط من تقارير استخبارات أفغانية وذلك في يوليو ٢٠١٥.
هذه الذكرى مهمة بسبب:
١- دلالات العلاقة مع القاعدة التي تسببت لطالبان بكارثة
٢- حظوظ عملية السلام سواء مع الحكومة أو أمريكا والتي بدأت منذ أيام الملا عمر
الطالبان الشيعة
نشرت قنوات طالبان مقابلة مصور مع أحد الحكام الإداريين الشيعة في التنظيم وهو (مولوي مهدي) حاكم منطقة بلخاب شمال مقاطعة سربل.
ليس غريباً وجود شيعة من الهزارة في صفوف طالبان وإن كان عددهم قليل؛ والأقل هو الشيعة الذين يتولون مناصب إدارية.
طالبان تقول إنها ليست طائفية بل إن من نقاط الخلاف بينهم وبين داعش هو أن الأخير حوّل الحرب إلى طائفية وهو ما تقول طالبان إنها ترفضه.
إدلب
مطلع الأسبوع الماضي، تحرّش أمنيو هيئة تحرير الشام بعناصر من حراس الدين وطلبوا منهم الخروج من مقراتهم في أرمناز أقصى غرب إدلب. ساد توتر انسحب على إثره الأمنيون ولم يُبلّغ عن وقوع اشتباكات.
في الصباح الباكر نشرت مؤسسة البيان المعنية بما يُعرف بالجهاد الشامي، بياناً بتوقيع القيادي في الحراس أبي محمد السوداني. لم يشر البيان إلى الهيئة صراحة وإنما ألمح إلى “المغرضين غير المبالين بمصير الساحة … المحسوبين على المجاهدين.” واكتفى بالشكوى من “التحريض والتأليب” ضدهم، ودعا إلى تحكيم الشريعة في أي خلاف مع أي طرف.
في نفس اليوم، نشرت المؤسسة تصريحاً بتوقيع عبدالكريم الغربي بعنوان “أليس في ساحة الشام رجل رشيد؟”. الغربي هو عبدالرحمن بن علي وهو موالي للقاعدة. يكتب منذ ٢٠١٦ تحت اسم “الوعي الجهادي.” وهو غير الرجل المعروف باسم أبي عبدالكريم المصري القيادي في الحراس.
في فقرة من البيان، يحرّض الغربي على الجولاني ويقول مخاطباً الحراس: “من ظنّ أن الجولاني ومن معه من المنافقين والمندسين والمنحرفين عن منهج السنة والجماعة أضاعوا الساحة فلا يقتل إخوانه الجنود والمقاتلين ويسلم منه الجولاني.”
في الأثناء، صمت اثنان من كبار المنظرين للجماعتين. أبو محمد المقدسي الموالي لحراس الدين اكتفى بنسخ تعليق من حساب آخر يستنكر “تكبر” الهيئة على الحراس مقابل “استضعافهم” أمام الأتراك. في نهاية الأسبوع، نشر دعوة إلى “طلاب الحق” بإبقاء الخلافات “طي التحكيم والإصلاح الداخلي،” وعدم نشرها على العلن.
أبو قتادة الفلسطيني، المعروف بمؤازرته هيئة تحرير الشام واختلافه مع المقدسي بعد أن كانا صديقين حميمين، لم يذكر الحادثة لا تلميحاً ولا تصريحاً.
سامي العريدي
مع نهاية الأسبوع، ظهر فيديو لـ سامي العريدي القيادي في حراس الدين والذي خصصت أمريكا جائرة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
الفيديو كان عظة بعنوان “شهر رمضان جامعة المتقين.” ظهر العريدي جالساً وأمامه كتب وزجاجة ماء ومسدس.