أهلا بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية. في الأخبار التي رصدناها في الفترة من ٧ -١٣ يونيو ٢٠٢٠:
– حراس الدين يتحالفون مع منشق عن تحرير الشام ويشكلون كياناً عسكرياً جديداً. وجدل فقهي: الجماعة الأكبر وإن أخطأت أم الأصغر وإن صلحت؟
- الذكرى السادسة لسقوط الموصل في يد داعش.
- في مثل هذا الأسبوع قبل ستة أعوام، سقطت الموصل بيد داعش
مناظرة رسمية حول العذر بالجهل (التكفير)
ضيفا الأسبوع:
أمين المقداد، موسيقي عراقي صاحب مبادرة ضوء لمحاربة الظلام بالموسيقى. أمين ابن الموصل عايش فترة سقوط المدينة وحكم داعش.
الدكتور أحميد ميزاب، الخبير الأمني الجزائري للحديث عن فرضيات استهداف دروكدال ومن المرشح لخلافته.
إلى الأخبار.
انقلاب على الجولاني؟!
في مساء ١٢ يونيو، نُشر بيان تأسيسي لكيان عسكري جديد في إدلب ومحيطها باسم “غرفة عمليات فاثبتوا،” يضم: حراس الدين، جبهة أنصار الدين، أنصا رالإسلام، تنسيقية الجهاد (أبو العبد أشداء)، ولواء المقاتلين الأنصار بقيادة أبي مالك الشامي التلي الذي كان حتى يوم أمس عضو مجلس شورى هيئة تحرير الشام، أو على الأقل هكذا نعرف.
نذكر أنه في مطلع أبريل ٢٠٢٠، أعلن التلي استقالته من الهيئة وقال إن السبب هو جهله ببعض سياسات الجماعة أو عدم قناعته بها. لكن سرعان ما نُقل أن شخصيات وازنة مثل عبدالرحيم عطون تدخلوا وعاد عن استقالته.
وبهذا يستبدل هذا الكيان غرفة وحرّض المؤمنين التي تضمّ: حراس الدين، أنصار التوحيد، جبهة أنصار الإسلام وجبهة أنصار الدين. طبعاً أنصار التوحيد انسحبوا من الغرفة مطلع مايو احتجاجاً على “السلوك الأمني” لحراس الدين كما جاء في أحد المنشورات.
أنصار داعش قالوا إن الكيان الجديد هو “إنقلاب على الجولاني”.وختم أحدهم: “ستبقى لوحدك يا جولاني فعلها العريدي وابو همام.” حساب آخر علّق “الآن يجني الجولاني ما زرعه،” مشيراً إلى اختلاف الجولاني مع البغدادي وتطور الخلاف إلى قطيعة بين البغدادي والظواهري في ٢٠١٣.
مؤيدو الجولاني تناقلوا منشوراً مرئياً لأبي قتادة الفلسطيني – المؤيد لهيئة تحرير الشام – يعتبر أن الجماعة الكبيرة المتمكنة وإن شابها خلل أفضل من صغيرة غير متمكنة. وينصح في الفيديو “بالإلتفاف حول الجماعة الكبيرة التي تتحقق بها مقاصد الجهاد ودفع العدو مع وجود بعض الأخطاء، (بدلاً من) جماعات صغيرة لا يتحقق بها شئ من مقاصد الجهاد ولا حتى دفع العدو الصائل. ”
ابو ماريا القحطاني القيادي في هيئة تحرير الشام لم يعلق مباشرة ولكنه نشر في حسابه على التلغرام قولاً لـ قتيبة بن مسلم يقول فيه: “الخطأ مع الجماعة أحب إلي من الصواب مع الفرقة وإن كانت الجماعة لا تخطئ والفرقة لا تصيب.”
أبو محمود الفلسطيني، المؤيد لهيئة تحرير الشام أيضاً اعتبر ما يحدث “تخبيصات ومراهقات الجماعات وإصرار على بقاء الجماعة ولو صارت جهاز كومبيوتر يصدر البيانات فقط” وأن هذا “بسبب أن الجماعات تجاوزت عمرها الافتراض.”
أمّا حسابات القاعدة فأنشأت غرفة على التلغرام باسم “محبو غرفة فاثبتوا.” وعلّق أحدهم: “خطوة موفقة وإن جاءت متأخرة.”
ملفات الجولاني الأمنية
نشر الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام فيلماً بعنوان “ملفات أمنية” يصور إلقاء القبض على خلايا أمنية تابعة للنظام أو الأكراد مكلفة بتنفيذ تفجيرات واغتيلاات بالإضافة إلى خلايا اختطاف وتهريب. أنصار الهيئة قالوا إنها “جهود تعجز عنها دول عظمى.”
سقوط الموصل
في هذا الأسبوع، وفي إعلام داعش الرديف وليس الرسمي، يستذكر أنصار داعش مناسبتين: مقتل ابو مصعب الزرقاوي في يونيو 2006 واقتحام الموصل بالاستعراض العسكري في الموصل في ٩ يونيو، ومجزرة سبايكر في ١٠-١٢ يونيو التي راح ضحيتها حوالي ١٧٠٠ شاب عراقي.
في الفترة من ٤-١٠ يونيو ٢٠١٤تسلل التنظيم إلى الموصل ليحكم السيطرة عليها وبات على أعتاب أربيل. أحد الحسابات النصيرة علق “سبحان الله الأجواء ذات الأجواء والمحنة ذات المحنة”
الأنصار أعادوا أيضاً رفع إصدارات سابقة من تلك الفترة خاصة من السلسلة سيئة الصيت صليل الصورام.
جدل إقامة الدين بين داعش والقاعدة
صدر العدد ٢٣٨ من صحيفة تنظيم داعش الأسبوعية النبأ يوم الخميس ١١ يونيو. الافتتاحية بعنوان: “كذبة تأجيل الطوائف الممتنعة إقامة الدين.” وربما كان لهذا علاقة بسنوية الموصل. بإختصار، تكرر الصحفية موقف التنظيم من مسائل الحكم في المناطق التي يسيطرون عليها وهي واحدة من أهم نقاط الخلاف مع القاعدة مثلاً. داعش يرون أنه بمجرد السيطرة على أرض مهما بلغت مساحتها أو عدد سكانها أو أهميتها، فيجب أن يحكموا بالشريعة من دون تدرج. ومن ذلك نبذ الانتخابات والديموقراطية وإقامة الحدود. أما القاعدة فيقولون بالتدرج وتأجيل بعض المسائل مثل الحدود وتقديم الجهاد عليها.
في هذه الافتتاحية يقول داعش: “فإن كانوا عاجزين بزعمهم عن إقامة الدين في مناطق أغلب أهلها من المنتسبين إلى الإسلام فكيف سيقيمونه في المناطق الأخرى التي يسكنها النصيرية أو الدروز أو الإسماعيلية أو مرتدو ألـ PKK أو غيرهم من طوائف الكفر؟” كما قالوا.
في ردود الفعل، أخذ ورد بين أبي محمد المقدسي، منظر القاعدة، وأنصار داعش حول عبارة “المنتسبين للإسلام.”
المقدسي في حسابه التوحيد أولاً اعتبر أن العبارة في أدبيات داعش تعني التكفير. وقال: “صحيفة النبأُ؛ مرآةُ غلاة تنظيمِ الدّولةِ الإعلاميّة، … تنشرُ ما يدعمُ قولَ المنفضّينَ من حولِهم؛ بأنّهم لا يقرّونَ بإسلامِ عوامِ المُسلمِينَ في ديارِ الكفرِ الطّارئِ، وإنْ تلوّنوا وحاولُوا تمريرَ بدعةَ غُلوِّهم عبرَ ألفاظٍ حمّالةِ أوجهٍ تعكسُ خُبثهم وتفنُّنَهم في تضليلِ النّاس.”
انصار داعش ردوا بأن نشروا مقطعاً من منشور له الأسبوع الماضي وآخر من كتابه “ملّة إبراهيم” يستخدم فيه عبارة “المنتسبين للإسلام.” وعلّق أحدهم: “يا مقدسي لقد بلغت من الكبر عتيا.”
مناظرة التكفير
بدأت هذا الأسبوع مناظرة بين اثنين من مشايخ الجهادية حول العذر بالجهل كمبرر للتكفير أو عدمه.
كما نفهم الأمر، تتعلق المسألة بأن فريقاً مثل داعش لا يعتبر معذوراً من أتى فعلاً كفراً وهو جاهل بأمره. وفريق مثل القاعدة مثلاً يعذرون بالجهل. المناظرة بدأت الأحد ٧ يونيو على أن تستمر اسبوعاً بمعدل ٤ ساعات تقريباً يومياً. يمثل الفريق الأول داعش أبو سلمان حسان حسين آدم الصومالي ويمثل الفريق الثاني أبو عبد الله صادق الهاشمي السوداني.
بدأت المناظرة باختلاف بين الطرفين على مشرف الغرفة. وتطور الموقف حتى شاهدنا في حسابات مؤيدة للقاعدة سكرينشوت مسرب، ينعت فيه المشرف السوداني بلفظ غير لائق. ثم اختلف السوداني والصومالي على المراجع المعتمدة في إثبات حجتيهما. الصومالي يريد اعتماد القرآن والسنة والصحابة والتابعين حتى القرن الثالث الهجري. أما السوداني فيرى أن لا حرج من الاستناد إلى متأخرين مثل ابن تيمية.الصومالي كتب حججه كتابة. أما السوداني فسجلها في رسائل صوتية.
إعلام القاعدة
يوم ٨ يونيو، أعلنت السحاب القناة الرسمية التي تنقل بيانات قيادة القاعدة المركزية في أفغانستان أنها ستعلن “قريباً” عن أمر “جديد.”
وكالعادة، كان الناتج مخيباً للآمال. الجديد هو العدد الثاني من النسخة الإنجليزية من مجلة التنظيم “أمة واحدة،” وهي مجلة دورية بدأت في ٢٠١٩ وتصدر كل ٣ أو ٤ أشهر تقريباً. وصلت أعدادها العربية إلى ٤ والإنجليزية إلى اثنين: وهي تجميع وترجمة من أعداد سابقة.
لكن، المهم في هذا العدد بالإنجليزية أنه ركز على أحداث أمريكا فكان تعليقاً رسمياً على أحداث جارية وهذا أمر نادر في إعلام القاعدة منذ أواخر العام الماضي على أقل تقدير.
الافتتاحية بعنوان “أمريكا تحترق” وفيها الصورة الشهيرة لجورج فلويد ملقى على الأرض والشرطي يضغط على عنقه. الافتتاحية كررت ما ذهبت إليه القاعدة سابقاً عندما تحدثت عن فيروس كورونا؛ فدعت أمريكا إلى الإسلام كطريق للخلاص من كل مآسيها.
ويبدو أن أنصار القاعدة لم يعد يعجبهم هذا السلوك من الإعلام الرسمي. فكل جماعة لها ذراعها الإعلامية أو أكثر. وتكثر الأخطاء. والأهم هو أن إعلام القاعدة الأم منسلخ تماماً عن الواقع ولا يواكب حتى الأحداث المهمة التي تمر بها الأجنحة.
في غرف المحادثة على Rocket Chat، طالب أنصار القاعدة بإعلام مركزي على غرار إعلام داعش.
بالحديث عن الإعلام الجهادي، Global Islamic Media Front (الجبهة الإسلامية العالمية الإعلامية GIMF ) التي تعيد نشر ما تنشره أذرع القاعدة الإعلامية الأخرى خاصة الإفريقية، أعلنت هذا الأسبوع أنها ستكون الناقل الحصري لأخبار شبه القارة الهندية.
في الأثناء، لاحظ متابعون غياب وكالة أخبار داعش الرسمية أعماق منذ ٦ الشهر الجاري وقالوا إن أمراً هاماً لا بد وقع.
يوم ١١ الجاري عادت الوكالة. وعلّق أحد أنصار التنظيم أنها على الأرجح “غيرت سياستها وأصبحت تنشر فقط تقارير مفصلة او فيديو .. فيما ناشر نيوز تنشر الأخبار القصيرة والسريعة.”
سنتابع ونرى. ما يهما حقيقة هنا هوهذا الفرق بين إعلام داعش والقاعدة.
حرب داعش والقاعدة في إفريقيا
بالعودة إلى الصفحة ١٠ من صحيفة داعش النبأ لهذا الأسبوع، نقرأ تقريراً خاصاً من غرب إفريقيا عن أحوال التنظيم في منطقة ليبتاكو: وهي منطقة تتوسط بوركينا فاسو، النيجر ومالي.
أهم ما في التقرير هو الحديث عن مواجهات التنظيم مع القاعدة، وهو ما كشف عنه تقرير سابق في العدد ٢٣٣ مطلع مايو الماضي. على الأرجح، الهجمات المشار إليها في هذا العدد هي ذاتها التي في التقرير السابق. ما أضافه هذا التقرير هو أن القاعدة استقدمت تعزيزات من جبال الإفوغاس على الحدود مع الجزائر وتبنكورت شرق مالي وتمبوكتو في الوسط.
وتساءل التنظيم عن التحالفات “المشبوهة” التي يبدو أن القاعدة عقدتها مع أطراف القتال في المنطقة. وقال إن جنود التنظيم كانوا يخفون أسلحتهم وهواتفهم “ويلوذون بنقاط تمركز تنسيقية الحركات الأزوادية للاختفاء والتمويه” في مدن جنوب الجزائر أما الآن فأعلنوا “فجأة هذه الحرب الشاملة” فلا بد أنهم تلقوا “ضمانات وتسهيلات” لتحريك جنودهم من دون التعرض إليهم. التقرير ربط بين هذا السيناريو ومسألة المفاوضات المقترحة لاتفاقية سلام بين القاعدة في المنطقة وحكومة مالي على غرار اتفاق طالبان واشنطن.
دروكدال
حتى الآن، لم يرشح شيئ عن مقتل دروكدال زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي AQIM. أنصار القاعدة على Rocket Chat قالوا إن قتل دروكدال جاء ليمهد الطريق أمام عقد اتفاق بين السلطات الحكومية وآغ غالي زعيم نصرة الإسلام والمسلمين.
الخبير الأمني الجزائري أحمد ميزاب يرجح هذه الفرضية ويقول إن دروكدال كان في طريقه إلى اجتماع مع آغ غالي وإنه كان معروفاً بحذره الشديد. “فلا بد أن أحداً من الداخل أفصح عن مكانه.” ويعلل ميزاب أن ثمة توجه داخل الجماعات الجهادية في إفريقيا بتصفية قيادات الجيل القديم وأنه لا بد من جيل جديد أو شخوص جدد لتنفيذ مخططات لإعادة ترتيب تموضع هذه الجماعات.