أهلا بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ١٢ إلى ١٨ يوليو ٢٠٢٠.
في العناوين:
- معارضو الجولاني يروجون لأنباء عن احتمال اندماج هيئة تحرير الشام مع الجيش الوطني المدعوم تركياً
- الهيئة تواصل تضييقها على الجماعات المستقلة بعد انقضاضها على حراس الدين
- أنباء عن حلّ تنظيم حراس الدين
- حرب إعلامية أرشيفية بين مؤيدي الهيئة ومعارضيها وأبو العبد أشداء في قلبها
- وداعش اليمن يبعث رسائل إلى القبائل السنية هناك يحذّرهم من مساندة القاعدة
وضيف هذا الأسبوع: الأستاذ فادي حسين – المهتم بالشأن الجهادي
بإمكانكم الاستماع إلى نسخة البودكاست على alaan.fm ومشاهدة النسخة التلفزيونية من خلال akhbaralaan.net ومنه إلى مرصد الجهادية.
الجولاني: الحاكم المطلق
تواصل هيئة تحرير الشام التضييق على الجماعات المستقلة، بعد شهر تقريباً من حملتها ضد غرفة عمليات فاثبتوا: اعتقال القيادي المنشق أبي مالك التلي، واجتياح معاقل حرّاس الدين التابع للقاعدة الذين لم نسمع منهم أو عنهم هذا الأسبوع.
انتهينا الأسبوع الماضي عند سيطرة الهيئة على نقاط رباط لما يُسمى غرفة عمليات الكتائب المستقلة، ولم نكن قد سمعنا عنهم من قبل. أول ظهور لهؤلاء، كان في أبريل عندما عُرض فيديو قصير على صفحة (أنا برس) على الفيسبوك تحت عنوان: كتائب مستقلة – مدنيون يحملون السلاح ويشكلون كتائب عسكرية في ريف حلب الغربي لدعم جبهات القتال.
في ١ مايو، نشروا الميثاق وفيه “كي يبقى القرار ذاتياً ومستقلاً، لا نأخذ دعماً من أي جهة كانت خارجية أو داخلية … إنما المصدر الأساسي لتمويل الكتائب هو دعم أهلنا عن طيب خاطر منهم مهما كان حجمه .. إضافة للغنائم التي تحصل عليها الكتائب من معاركها مع النظام،” وأنهم لا يتدخلون في إدارة المناطق التي يقاتلون فيها.
أبو العبد أشداء، مؤسس تنسيقية الجهاد، إحدى مكونات التحالف مع الحراس والتلي (غرفة عمليات فاثبتوا) قال عن الكتائب المستقلة إنهم “ضباط وقادة عسكريين مستقلين من أبناء المنطقة كانوا يقدمون لنا الكثير من المساعدات.”
الكتائب المستقلة حذرت في بيان بعد تسليم نقاط الرباط لغرفة عمليات الفتح المبين التابعة للهيئة إنها تخشى من “تسليم المنطقة بمعارك شكلية متكررة معروفة.”
حساب مؤيد للهيئة باسم الدالاتي للإعلام علّق: من المعيب أن يكون لك نقطتا رباط في كامل المحرر وترفض أن تنضم لإخوانك في غرفة عمليات الفتح المبين للتنسيق فيما بينكم.”
نذكر أن الهيئة أصدرت مرسوماً في بداية المواجهة مع فاثبتوا تمنع فيه أي تشكل عسكري ما لم يكن ضمن (الفتح المبين).
وهذا الأسبوع، جاء الدور على تنسيقية أبي العبد أشداء الذي قال إن أمنيي الهيئة سطوا على سياراتهم.
الجولاني ظالم
و انطلقت نهاية الأسبوع مظاهرة في عرب سعيد، التي كانت معقلاً لحراس الدين، تطالب بالإفراج عن أبي عمر منهج الذي اعتقلته الهيئة على خلفية المواجهة مع الحراس. المتظاهرون هتفوا ضد الجولاني.
عصام الخطيب الذي كان قاضياً مع الهيئة قبل الانشقاق عنها والتحوّل إلى الصف المعارض، وصف كيف باتت الهيئة تخسر مصادرها البشرية كدليل على الإحباط الشعبي من أدائها. يقول:
كان عدد طالبي الانتساب يشكل حرجا على الجماعة.. وكان يعالج بتشديد شروط الانتساب. بعد ذلك أصبح عدد طالبي الانتساب نادرا جدآ … وألغيت شروط الانتساب. الآن: أصبح أبناء الجماعة بين منشق عنها وباحث عن طريقة للانشقاق، وأصبح المتطوعون الجدد من نوعية الجنود المرتزقة وطلاب الدنيا.”
الهيئة بحلّة جديدة
ترددت أنباء عن أن هيئة تحرير الشام تنوي الاندماج مع الجيش الوطني، الذي أسسته تركيا في ٢٠١٩ استعداداً لعملية عسكرية ضد الأكراد.
مقدمات هذه الأخبار ما نشره معارضو الهيئة عن أنها: غيّرت اسم كتيبة “التوحيد والجهاد” الاوزبكية، التي منها أبو صلاح الأوزبكي – قيادي فاثبتوا المعتقل. بحسبهم، تُعرف الكتيبة الآن باسم لواء عبيدة بن الجراح.
كما نشروا أن الهيئة تقوم بوضع اسم لواء بدلا من اسم جيش لجيوشها تمهيداً للدخول في هذا الحلف الجديد.
الحسابات المؤيدة للهيئة تناقلت منشوراً من محمد عثمان وهو صحفي مقرب من الهيئة يقول فيه: “القضية هي عبارة عن تطوير مشروع غرفة عمليات الفتح المبين .. بحيث يكون التنسيق أعلى … مما يجعل إدارة جميع المعارك القادمة تحت قيادة واحدة وأن لا علاقة لفصائل (الجيش الوطني – والجيش التركي) بهذا المشروع، ويبقى كل فصيل على مسماه.”
فادي حسين، المهتم بالشأن الجهادي، قال إن الدمج سيصير لا محالة وإن مقدماته بدأت من التعاون بين هيئة تحرير الشام وتركيا. وكشف عن أن الهيئة توجه قادة الكتائب الصغيرة فيها إلى حشد عناصرها وراء هذا الدمج المحتمل بالقول “نحن لن نندمج بالجيش الوطني بل هم سيندمجون معنا.” ويوضح حسين إنه بهذا المعنى تمارس الهيئة “غسيل دماغ” بحيث توهم عناصرها بأنهم “سيتدرجون” في استيعاب عناصر الجيش الوطني بإعطائهم دورات شرعية. الجهاديون يعتبرون الجيش الوطني “مرتداً.”
كما كشف حسين عن أن الهيئة بدأت تعطي رواتب عناصرها بالليرة التركية وبقيمة تساوي تلك التي يحصل عليها عناصر الجيش الوطني.
من ناحية أخرى، كشف حسين عن أن الهيئة اعتقلت أبا همام الشامي، قائد حراس الدين، وأمرته بالتوقيع على قرار حلّ التنظيم.
معركة أرشيفية
حرب إعلامية (واحدة بواحدة) على التليغرام بين مؤيدي الهيئة ومعارضيها. كل نبش أرشيف الآخر بحثاً عن منشورات يناقض فيها نفسه.
حساب معارض باسم ردّ عدوان البغاة ذكّر بتصريح للقيادي في الهيئة، الزبير الغزّي، قال فيه: “فتركيا والله -لو دخلت-؛ هي ومن سيعينها في ذلك ما هم إلا بغاة صائلون .. مجرمون.”
وبعد ورود أنباء عن احتمال الدمج مع الجيش الوطني، نشر الحساب مقطعاً للجولاني يستهجن فيه الجيش.
أشداء أعاد نشر فيديو “حتى لا تغرق السفينة” الذي نشره في سبتمر ٢٠١٩ عندما كان قيادياً في الهيئة أمير كتيبة حلب المدينة، وإدراي جيش عمر بن الخطاب.
وعلّق أشداء: “عندما تغيرت الهيئة ولم تعد مشروعا قادرا على الحفاظ على بيضة أهل السنة ولم تعد أهلا لما قيل عنها أول أنشائها من أوصاف… وفقني الله تعالى يومها للصدع بكلمة الحق … فقابلت قيادة الهيئة النصح بالاستكبار .. واعتقال المخالفين حتى غرقت السفينة وتتابع سقوط المناطق … واليوم لم يزدد حال الهيئة إلا بعدا عن الإصلاح.”
حساب مقرّب من الهيئة معرّفه “الشمالي الحر” أعاد نشر شهادة لأبي مالك التلي، وكان وقتها قيادياً في الهيئة، يعلّق فيها على فيديو أشداء (حتى لا تغرق السفينة)، ويقول: “خرج أبو العبد أشداء على الإعلام ليتكلم بكلام لا يفرح به إلا من كان في قلبه مرض.”
نفس الحساب نشر فيديو قديم لأشداء وهو ينتقد شرعيين انشقوا عن الهيئة في ذلك الوقت مثل أبي يقظان المصري. ويعلّق الحساب: اليوم أصبح أشداء مستقلا شاقا للصف … يحاول هدم مشروع الهيئة.”
أحد قيادي هيئة تحرير الشام من المغرب العربي يُعرف على التليغرام بمعرف “الافريقي المهاجر” وضع منشورين لأشداء
تحت عنوان قبل وبعد. في الجديد يقول أشداء إن أمنيي الهيئة سطوا على سيارات التنسيقية “جمعاً للمال الحرام.”
المهاجر يذكّر بمنشور قديم لأشداء يتحدث فيه عن سلاح كتائب انشقت عن أحرار الشام وانضمت للهيئة في ذلك الوقت وكان أشداء مع الهيئة يقول فيه: “إن هذا السلاح وقف لا تملكه الاحرار بل هو مُلك للجهاد.”
مرة أخرى الحساب المعارض رد عدوان البغاة قال إن هيئة تحرير الشام في ٢٠١٧ ليست ذاتها “موديل ٢٠٢٠”، “التي تحمي الدوريات الروسية وتغازل أمريكا وتقاتل المجاهدين الصادقين وتسرق أموال الشعب.”
تفجير ألـ M4
مساء ١٤ يوليو انفجرت مركبة في دورية روسية تركية على طريق ألـ M4 وأصيب جنود روس. قيل إن التفجير كان انتحارياً.
وقيل إن كتيبة باسم “خطاب الشيشياني” هي من قامت بالتفجير، لكن أحداً لا يعلم من هي الكتيبة أو القائمين عليها. في ردود الفعل: حسابات معارضة للهيئة قالت: “لا يهم من تبنى استهداف الدورية على الطريق M4، … كان هناك فرصة كبيرة في استقطاب الشعب الثائر للمشاركة بقوة في إدارة الثورة.”
عبدالرزاق المهدي وهو داعية وأقرب إلى هيئة تحرير الشام مال إلى أن التفجير لن يأتي بخير على أهل إدلب وأنه صمّم لتبرير القصف واستهداف المدنيين في الشمال.
أما حساب مزمجر الثورة السورية المعارض المتخصص بفضح ممارسات هيئة تحرير الشام قال إن التفجير مدبر من الجهاز الأمني للجولاني متبعاً أسلوب النظام السوري الذي “يقتل الضباط وينفذ تفجيرات ثم يُخرج من يتبنى العمل عنه بأسماء وهمية.”
ابو حسام البريطاني
أفرجت هيئة تحرير الشام عن أبي حسام البريطاني، عامل الإغاثة، الذي اعتقلته منذ ثلاثة أسابيع تقريباً بحجة إساءة استخدام أموال الإغاثة لأغراض شخصية وعسكرية، بين قوسين دعم تنسيقية الجهاد بقيادة أبي العبد أشداء.
مؤيدو الهيئة قالوا إن الإفراج عنه جاء بكفالة على ذمة المحاكمة بعد أسبوعين “بإمكانه خلالها تجهيز دفاعه ليقدمه أمام القضاء.”
مزمجر الثورة السورية تكهّن: “إما رضي أن يعطي الهيئة حصص وانصاع لمطلبهم وهو معذور؛ وإما أخرجوه ليقتلوه عن طريق مجهولين كالعادة؛ فاخرج إني لك من الناصحين.”
والي داعش إدلب
في يوم ١٥ يوليو أعلن الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام أنه قتل قيادياً في داعش هو والي إدلب في مقره قرب سرمدا شمال إدلب. وقالوا في بياناتهم إنه لم يمض على تنصيبه ١٠ أيام.
معرفات داعش استهزأت بالخبر وكتبت: “جهاز مكافحة الإرهاب التابع لحكومتنا يقوم بمهامة الوطنية والإنسانية ويحارب الإرهاب والفكر المتشدد .. التوقيع: أبو محمد الجولاني – رئيس الجمهورية الإدلبية.”
معرف آخر قال “القصف مستمر على إدلب ونزوح الأهالي مستمر والنصيرية يتجهزوا للدخول ولا حديث عند .. هيئة الجولاني والهراري سوى اعتقال وقتل خلايا الدولة.”
طالبان الديمقراطية
استكمالاً لمطالبة المقدسي الأسبوع الماضي إعلام طالبان بالاعتذار عن مقال نشر في مجلة الصمود الشهرية التابعة للتنظيم بعنوان “تعلموا من الإمارة الإسلامية” ينحى فيه إلى الديمقراطية واحترام خيار الشعوب، علّق معرّف من أنصار داعش وقال: “من يخبر شيخ التوحيد أن طالبان لم تعتذر عن مقال الديمقراطية بل ثبتته على موقعها الرسمي.”
طالبان توجه رسالة لأمريكا بدماء الأفغان
في ١٣ يوليو، تبنت طالبان الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر المخابرات الأفغانية في ولاية سمنغان شمال غرب أفغانستان. الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد على تويتر نشر صورة جريح وهدّد إنها رسالة “لأولئك الذين لا يفهمون الدبلوماسية.”
مؤيدو القاعدة في سوريا ابتهجوا وعلّقوا: “العمل مستمر بعد توقيع اتفاقية السلام مع الولايات المتحدة” … وعلى أمريكا أن تدرك “أن اليد ما زالت على الزناد”
داعش اليمن
يواصل داعش في اليمن تسليم رسائل باليد إلى القبائل اليمنية على اختلاف توزيعها الجغرافي تحت عنوان: “رسائل إلى أهل السنة في اليمن: خلّوا بيننا وبين الحوثة.” بدأت الرسائل مطلع يوليو وفيها: أن على القبائل السنية أن تتوقف عن دعم القاعدة الذين فشلوا في حمايتهم من الجيش أو الحوثيين. وأن القاعدة يعينون الحوثيين عندما يشتبكون مع داعش فيشلغوهم عن مقارعة الجماعة المدعومة إيرانياً.
وفي شهري مايو ويونيو، تسببت القاعدة في مواجهة مصيرية بين قبائل كبيرة في البيضاء مثل آل عواض وبين الحوثيين.
هذه القبائل كانت تدير شؤونها بموجب تفاهم مع الحوثيين. لكن ما حدث هو أن الحوثيين أغاروا على منطقة الطفة وسط المحافظة بحجة البحث عن عناصر من القاعدة. انتهت الحملة بأن فرّ عناصر القاعدة بلا خسائر، فيما فتل الحوثيون امرأة قريبةً لأحد هؤلاء الذين هربوا. أهلها لجأوا إلى آل عواض حتى يأخذوا حقهم من الحوثيين. وهذا تسبب في مواجهة انتهت بأن سيطر الحوثيون على المنطقة وكسروا شوكة القبائل هناك. لم نرصد في الأخبار أي تحرك للقاعدة. في الحقيقة، لم تعلن القاعدة عن أي عمل من أي نوع في شهري مايو ويونيو.
ولدينا في أخبار الآن ملف كامل عن هذه المسألة تحت عنوان: هل عقدت قاعدة اليمن اتفاقاً سرياً مع الحوثيين؟