أهلا بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ٦ إلى ١٢ يونيو ٢٠٢١. إلى العناوين:
- هل استهدف الروس أبا خالد الشامي القيادي في هيئة تحرير الشام؟ معارضو الهيئة يكذبون رواية أنه كان يُسعف الجرحى.
- الجولاني يخطط للتمدد في مناطق درع الفرات الخاضعة للجيش الوطني من خلال “جيش القعقاع”
- القاعدة في شبه جزيرة العرب يعيدون تدوير التسجيلات المرئية للتذكير بما كان
وضيف الأسبوع، هاشم وحدات يار، المتحدث السابق باسم الأمم المتحدة في أفغانستان؛ مدير البرامج في معهد الشؤون الدولية المعاصرة، واشنطن. يحدثنا عن طالبان والسلام المفقود في بلاده؛ عن طالبان وتجارة الأفيون والهروين؛ وعن طالبان والتصدعات الداخلية. هل ينجح طالبان في العودة إلى حكم أفغانستان؟
أبو خالد الشامي
قتل أبو خالد الشامي، المتحدث باسم الجناح العسكري في هيئة تحرير الشام في قصف شنته القوات الروسية وقوات النظام السوري على بلدة إبلين جنوب إدلب. الخبير في الشأن السوري، تشارلز ليستر، قال إن الشامي هو أرفع مسؤول في الهيئة يُقتل منذ وقت طويل. بالإضافة إلى الشامي، قُتل في القصف مسؤولُ التنسيق أبو مصعب الحمصي ومتابعُ الوفود الصحفية أبو تامر الحمصي. قضى في القصف أكثر من عشرة أشخاص مدنيين منهم نساء وأطفال.
ماذا كان يفعل الشامي في إبلين؟
بيان التعزية الذي أصدرته الهيئة قال إن الرجل ومن معه كانوا “يؤدون واجبهم في الدفاع عن أرض المحرر.” حسابات مناصرة نشرت فيديو من حديث أجراه الشامي مع صحفي تركي قبل قتله بيوم. بيان التعزية الذي أصدره الجناح العسكري في الهيئة قال إن الشامي ومن معه كانوا يسعفون جرحى أصيبوا في القصف الأول وأثناء ذلك وقع القصف الثاني فقضوا.
معارضو الهيئة كذبوا هذه الرواية. المحامي عصام الخطيب لفت إلى الفيديو الذي نشرته القوات الروسية للقصف وقال: “إن سيارة أبي خالد تم استهدافها وهي في وضعية الحركة.. يعني أنه لم يكن يسعف المدنيين.”
إجمالاً، ردود الفعل على قتل الشامي يختزلها حسابان. مظهر الويس القيادي في الهيئة صوّر أن الجميع كان حزيناً على قتل الشامي وأن في ذلك دليلاً على “متانة العلاقة بين المجاهدين وحاضنتهم الشعبية.”
مزمجر الثورة السورية كتب: “معظم أبناء المحرر في الكروبات وعلى الفيسبوك تحمد الله على مقتل أبي خالد الشامي ومعتز الناصر وأبي مصعب الإعلامي وسموهم شهداء الضرائب والإغتيالات.”
لا يُعرف الكثير عن أبي خالد الشام. حتى إن اسمه الحقيقي لا يزال سراً. تخشى عائلته كشفه لاعتبارات أمنية بحسب ما نقل موقع (تلفزيون سوريا) الذي نشر سيرة للشامي. الخبير آرون زيلين وصف منشور تلفزيون سوريا بأن فيها معلوماتٍ تنشر لأول مرة حسب علمه. الشامي من جسرين في غوطة دمشق. كان يعمل في الخياطة. سافر للسعودية. ثم عاد في آذار ٢٠١١ لينضم إلى “الثورة” في ذلك الوقت. انتقل إلى جبهة فتح الشام (الهيئة الآن) في ٢٠١٦. وتنقل في مناصبها الأمنية فكان القائد العام للهيئة في الغوطة الشرقية، قبل أن يُرحل إلى الشمال مطلع ٢٠١٨.
سرية أبو جليبيب الأردني
ظهر على التلغرام حساب باسم “سرية أبو جليبيب الأردني”. وأبو جليبيب هو إياد الطوباسي، صهر الزرقاوي وعديل خالد العاروري أبي القسام الأردني. الطوباسي أعلن انفصاله عن الجولاني عندما أعلن الأخير فك الارتباط بين جبهة النصرة آنذاك والقاعدة في ٢٠١٦. الطوباسي كان أمير فرع النصرة في درعا. ثم كان من مؤسسي تنظيم حراس الدين في فبراير ٢٠١٨. ولاحقاً، اختار المغادرة باتجاه الجنوب إلى درعا لإحياء فرع القاعدة هناك. وفي ديسمبر ٢٠١٨، قُتل في درعا في ظروف غامضة.
إذاً، الحساب باسم سرية أبي جليبيب الأردني قال إنه تشكيل مسلح يهدف إلى محاربة الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام. ووجهوا إنذاراً يمهل الجولاني ٢٤ ساعة للإفراج عن معتقلين لدى الهيئة يتقدمهم أبو ذر المصري وأبو يحيى الجزائري. والرجلان فُصلان في يونيو ٢٠١٩ من حراس الدين لأنهما وآخرين طالبوا بتقديم العريدي وأبي همام الشامي، قياديي الحراس، إلى محكمة شرعية بسبب ما اعتبروه تواطؤاً مع الجولاني.
بعد يومين، نشر الحساب “بياناً إلى القيادة العامة في قاعدة الجهاد حول الأوضاع في الشام؛” وفيه استعراض للخلاف الذي نشب في أوساط القاعدة في الشام بعد فك الارتباط مع هيئة تحرير الشام وتشكيل تنظيم حراس الدين؛ وكيف أن أبا ذر وأبا يحيى أشارا بـ “التصدي لصيال الجولاني واسترداد الحقوق.” وقال البيان: “لكن القيادة (المقصود قيادة حراس الدين) لم تحترم الخلاف ولم تنصت لرأيهم وقاموا بفصلهم تعسفاً وتركوهم لقمة سائغة في عرب سعيد وتلعادة.” ويختم البيان: “وهذا أمرنا نرفعه إليكم لتفصلوا فيه .. ولكم منا السمع والطاعة.”
في البدء، قال أنصار القاعدة إن السرية “مستقلة .. من طلبة الشيخين (المصري والجزائري)،” وأشادوا بأنهم “ينصرون المشايخ المأسورين” على خلاف سامي العريدي وأبي همام الشامي كبيري حراس الدين الغائبيَن.
لكن لاحقاً، كتب حساب “رد عدوان البغاة” وهو من الحسابات القاعدية الوازنة أن هذه السرية وهمية.
حساب مزمجر الشام على تويتر قال: “من الواضح أن الهدف من ورائها هو تسويق مبررات لجولة جديدة في قتال الفصائل والجماعات الجهادية وإكمال مشروع التضييق على ‘المهاجرين’ الأجانب.”
وفي موازاة ذلك، شنّت الحسابات القاعدة حملة متجددة على حساب “ابن القاعدة” الذي كان أول من نقل أنباء هذه السرية. ليست المرة الأولى التي يتنمّر فيها القاعديون على هذا الحساب الذي قد يبدو جدلياً؛ فهو ينتقد قيادة حراس الدين ويطالب مشايخ القاعدة بالنظر إلى حال الأنصار في إدلب؛ وفي نفس الوقت هو يبصم بالطاعة للقاعدة في الخلاف على حماس مثلاً.
جيش القعقاع
أُعلن في مناطق درع الفرات (حلب وشمالها) التي يسيطر عليها الجيش الوطني المدعوم تركياً، عن تشكيل ما يُسمى “جيش القعقاع” بقيادة أبي المعتصم بالله الزبداني. حساب مزمجر الثورة السورية قال إن أبا المعتصم “تابع للجولاني” وإن التشكيل الجديد يعمل لصالح الهيئة. حساب مزمجر الشام على تويتر كشف عن تسجيل صوتي لقائد الجيش يعترف فيه بهذه الغاية.
أنصار الإسلام
استولت هيئة تحرير الشام على مقر تابع لجماعة “أنصار الإسلام” في جسر الشغور بإدلب. وقبل هذا اعتقلت عدداً من قياديي الجماعة.
أنصار الإسلام من مؤسسي غرفة عمليات فاثبتوا في يونيو الماضي والتي كانت البداية المعلنة لانقضاض نهائي من الهيئة على المستقلين والقاعدة (حراس الدين). حساب رد عدوان البغاة نشر سلسلة تسريبات بعنوان حصري قال إنه حصل عليها “من مصدر مقرب من أبي حسن 600 أمير الجناح العسكري في الهيئة حول سبب وخطة الهيئة للعمل على جماعة أنصار الإسلام.” أهم ما جاء فيها:
“المخابرات التركية طلبت من زيد العطار مسؤول المكتب السياسي في الهيئة إنهاء وجود جماعة أنصار الإسلام باعتبارها خارج الوصاية التركية ونتيجة ضغوط إيرانية على تركيا باعتبار أغلب عناصر جماعة أنصار الإسلام من الأكراد الإيرانيين.”
رغم كل محاولات الجولاني واستفزازات الأمنيين وحملة الاعتقالات والمراقبة والاستيلاء على المقرات لم تستطع الهيئة جر فصيل أنصار الإسلام لردات فعل غير متوقعة وآثرت قيادة فصيل أنصار الإسلام الصبر والمحافظة على الثغور.”
بوركينا فاسو
قضى أكثر من ١٦٠ قروياً في هجوم شنته جماعة على قرية شمال بوركينا فاسو. لم تعلن أي جماعة المسؤولية عن الهجوم. مؤسسة الزلاقة الذراع الإعلامية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة أصدرت بياناً تؤكد فيه أن لا علاقة للتنظيم بهذه الجريمة.
الملاحم
نشرت مؤسسة الملاحم الذراع الإعلامية للقاعدة في شبه جزيرة العرب الجزء ٤١ من “شرح كتاب مختصر سياسة الحروب” لقاسم الريمي، زعيم التنظيم سابقاً. الدكتورة إليزابيث كيندال، الخبيرة بكل ما يتعلق بالقاعدة في شبه جزيرة العرب، قالت إن إعلام القاعدة يعيد تدوير هذه التسجيلات التي وصفتها بـ”المملة.”
دار الإسلام ودار الكفر
أثار مقال كتبه عبدالرزاق المهدي، أحد مشايخ إدلب، عن دار الإسلام ودار الكفر حفيظة مقربين من القاعدة من أمثال طارق عبدالحليم المقيم في كندا وهاني السباعي المقيم في بريطانيا. المهدي يقول إن “البلادَ العربية والإسلاميّةَ اليوم بمجملها هي دارُ إسلام تظهر فيها أحكامُ الإسلام وشعائره، ولا يُخرجها عن ذلك ما فيها مِن حكمٍ بالقوانين الوضعية.” عبدالحليم قال إن “الخطورة” فيما قاله المهدي هو “ما يترتب علي تلك الفتاوى … (من) التوطئة لقبول حكومة سوريا تحت قيادة بشار، والدخول كجزء منها في إدلب، سواء على المستو المدني أو العسكري. وهو ما يقصد إليه الجولاني الخبيث منذ بدأ إيقاف عجلة الجهاد.”
متحف إدلب
نُشر فيديو قيل إنه يوثق هجوم الأوزبك التابعين للهيئة على متحف إدلب وتكسير التماثيل فيه. يأتي هذا بعد أن استنكرت حسابات معارضة للهيئة صورة أطفال في زيارة إلى المتحف وقفوا أمام تلك التماثيل. الحسابات وصفت التماثيل بالأصنام. لاحقاً، نفى أكثر من حساب أن الأوزبك هم من قاموا بالتكسير؛ وقالوا إنهم صوّروا ما حلّ بالمتحف لاحقا، مبرهنين على أن “المجاهدين” تصدوا لهذه “المخالفة الدينية” كما قال حساب أبي عمر الفلسطيني المناصر للهيئة. أشارت حسابات أخرى إلى أن الهيئة هم من أزالوا التماثيل تحسباً من مهاجمتها.
أفغانستان
في جنوب أفغانستان، يكثف الجيش الأفغاني عملياته ضد طالبان والقاعدة. هذا الأسبوع أعلنوا قائمة مطلوبين من قيادات طالبان في المنطقة تحت عنوان “لا مكان لهم بيننا.” في الأثناء، تواصل طالبان إعلان الاستحواذ على مزيد من الأراضي الأفغانية؛ فيما حذروا في بيان من احتمال بقاء قوات أجنبية في أفغانستان لحماية المطارات أو السفارات. يُنتظر أن تتم أمريكا سحب قواتها بحلول سبتمبر المقبل بموجب تعديل غير معلن على اتفاق الدوحة.
لمتابعة النسخة التلفزيونية من مرصد الجهادية: