أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٩ إلى ٢٥ سبتمبر ٢٠٢١.. إلى العناوين:
*التحالف يقتل قائدين من الحراس ليصل عدد الغارات إلى سبعة خلال الخمسة عشر شهراً.
وضيفة الأسبوع، السيدة غايسو ياري، المسؤولة في مفوضية الخدمة المدنية التابعة لحكومة أفغانستان السابقة. تروي رحلة اللجوء من مطار كابول.
ما بين الحرّاس والسباعي
تناقل أنصار القاعدة في الشام بياناً نُسب إلى أبي همام الشامي زعيم حراس الدين. البيان الذي “قدّم له” المدعو حسان الشامي، مراسل شام الرباط القناة الرسمية للحراس، هو الثاني من نوعه خلال أسبوع تقريباً. فيه تعقيب على رفض هيئة تحرير الشام الدعوة التي تضمنها البيان الأول إلى احتكام شرعي عند أبي قتادة الفلسطيني أو أي محكمة مستقلة ترضاها الهيئة. كما البيان الأول، هذا الثاني غير موفق، لأنه لم يقدم حلّاً يشي باستراتيجية أو أن من كتب يمثل صفاً قيادياً. بل اجترّ ما يكتبه أفراد في صفحاتهم. والأهم، هو المغالطات التي في هذا البيان. في الحلقة الماضية، بيّنا أن قيادة الحراس رفضت احتكاماً شرعياً دعا إليه عناصر التنظيم فيما عُرف بقضية المفصولين: أبي ذر وأبي يحيى الذين تحفظا على سلوك القيادة ومن ذلك تنسيق هجمات مشتركة مع هيئة تحرير الشام. هذا البيان يعقّب على هذا “الخلاف الداخلي” بأنه: “تم رفع الأمر إلى العلماء للبت فيه” وأن “بعض أهل العلم” فصلوا في الأمر. ومنهم هاني السباعي “الذي أصدر حول تلك الأحداث كلمة صوتية” وأن قيادة الحراس “التزموا” ب”الحكم الشرعي” الذي بيّنه السباعي. وبالتالي “فالقضية تم حلها عند أهل العلم وقيادة التنظيم.” هذا كلام غير صحيح.
في تاريخ ٢٦/ ٦/ ٢٠١٩، تحدث هاني السباعي في الأمر. كان المفروض أن يقدم درساً لكنه تحدث أكثر من ساعة في تلك الأحداث. الخلاصة:
١) أكد السباعي أن أياً من طرفي الخلاف لم يختره للتحكيم وأنّ “تعليقه” هذا هو من باب النصيحة.
٢) السباعي انتقد طرفي الخلاف: أبا همام والعريدي من جهة، والقاضيين الجزائري والمصري من جهة أخرى. لكن انتقاده القيادة كان أشد وهذا واضح في نهاية حديثه.
٣) بدأ بالتفصيل الشرعي لمسألة عزل قاض أو حتى قائد في ساحة المعركة مستنداً إلى أحداث من التاريخ. وفي هذا شقان: إذا أتى المعزول فعلاً شائناً، فيحق للوالي أو الحاكم أن يعزله. أما إذا لم يأتِ المعزول فعلاً شائناً، فعلى المعزول الامتثال. قد يطلب المعزول تحكيماً إدارياً داخلياً بموجب آليات يجب أن توفرها القيادة.
٤) لكن، المشكلة كما يقول السباعي هي أن قرار الفصل لم يكن من منصب وإنما من جماعة وفي هذا كلام.
٥) السباعي انتقد أن تعلن قيادة الحراس عن القرار بالطريقة التي حدثت.
إذاً، الخلاصة هي أن تمنع بيان قيادة حراس الدين بأن السباعي أفتى في الأمر فيه مواربة للحقيقة.
أبو البراء التونسي و أبو حمزة اليمني
الأمر الثاني في هذا البيان المنسوب إلى قيادة حراس الدين، يلمح أبو همام إلى أن هيئة تحرير الشام متورطة في ضربات التحالف التي تستهدف المعارضين. يقول: “هذا التحالف … استهدف الشيخ أبا محمد السوداني بعد رسالته الأخيرة بيوم واحد والتي طالبكم فيها بالتحاكم للشريعة … وقد استهدف غيره وكل هذا تم في خضم أحداث الاعتقال والمطاردة من قبلكم.”
وهذا ما حدث. يوم الاثنين ٢٠ سبتمبر ٢٠٢١، قتل التحالف ،قرب بنش شرق إدلب، اثنين من قياديي حراس الدين: أبا البراء التونسي وهو عضو المجلس الشرعي وأبا حمزة اليمني وهو قائد عسكري.
ثمة غموض في المسألة. حساب مزمجر الثورة السورية على التلغرام قال إن السيارة المستهدفة كان فيها رجل واحد فقط هو أبو البراء. لكن حساب رد عدوان البغاة لم يذكر أبا البراء قط وأكد قتل أبي حمزة.
خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، قُتل من قيادات الحراس ومعارضي الجولاني خمسة عشر شخصاً إما في ضربات التحالف أو مواجهات مع أمنيي الهيئة.
خلاف الحراس
تعليقاً على هذا الجدل الشرعي بين الهيئة والحراس وبين الحراس والحراس، برز تعليق لـ علي العرجاني أبو الحسن، وكان شرعياً في الهيئة عندما كانت “جبهة فتح الشام” وانشق عنهم في يناير ٢٠١٧. والعرجاني غير متوافق مع الحراس وإن كان يعارض الجولاني. قال إن احتجاج المفصولين (أبي ذر المصري) كان سليماً من حيث موقفهم الرافض التعامل مع الهيئة. نذكر أن من ضمن احتجاجات المفصولين كان تعامل قيادة الحراس مع الهيئة. في المقابل، قال العرجاني إن دعوة الحراس اليوم للتحاكم بينهم وبين الهيئة هي صحيحة أيضاً.
طالبان الأمم المتحدة
أراد طالبان أن يتحدثون في الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك؛ فكتبوا إلى الأمين العام أن السفير لديهم هو من عهدة الحكومة المخلوعة وبالتالي هو مخلوع؛ وعينوا مكانه سهيل شاهين. لكن الأمم المتحدة قالوا إن طالبان لن يخاطبوا العالم من المنبر الدولي. إذاً، طالبان يريدون أن يكونوا جزءاً من الأمم المتحدة.
نتذكر هنا ما قاله زعيم القاعدة الظواهري في مرئيته الأخيرة عندما قال إن الانضمام إلى الأمم المتحدة هو اعتراف صريح بإسرائيل على أساس أن الأخيرة هي عضو في نفس المنظمة. أبو محمد المقدسي له أيضاً رأي في الأمم المتحدة ويعتبرها كفرية.
في هذا المقال رداً على كلام الغراني حول الانضمام إلى الأمم المتحدة بتاريخ يونيو ٢٠١٦، يقول المقدسي: “من يشارك في هيئة الأمم (المتحدة) لا بد له ليس فقط أن يقر الكفر الوارد في ميثاقها بل لا بد له أن يلتزم به ويؤيده ويسعى لتحقيق بنوده ويلتزم بها”
هذا الأسبوع، وتعليقاً على قرار طالبان تعيين سفير في المنظمة الدولية، غرّد المقدسي قائلاً إن الحرص على عضوية الأمم المتحدة هو “منزلق” و”تنازل” و”خضوع سياسي” لا يلائم جماعة مثل طالبان. ماذا يعني هذا؟ هل هذب الرجل رأيه فالمنزلق ليس كمثل الكفر؟
أبو محمود الفلسطيني، الموالي للهيئة ولطالبان، تعجّب من أن المقدسي كان يقول عن طلب العضوية في الأمم المتحدة “إقرار بالكفر” و”جعل دخول الأمم المتحدة بواحاً وشركاً والآن يقول منزلقاً وخضوعاً سياسياً.”
إندونيسي في إدلب
أعلن في إدلب عن وفاة الجهاديّ الإندونيسي أبي عائشة بفيروس كورونا. لا يُعرف عدد الجهاديين الإندونيسيين في الشام لكن المعروف أنهم يوالون القاعدة أولاً. موقع معهد الشرق الأوسط MEI، كان نشر دراسة عن علاقة هيئة تحرير الشام بالإندونيسيين الموالين للقاعدة. وفي هذه المادة الغنية، نقرأ أنه في ديسمبر ٢٠٢٠، أعلنت قوات مكافحة الإرهاب في إندونيسيا أن “الجماعة الإسلامية” أرسلت العشرات من أعضائها للتدرب والقتال في سوريا. وانضم معظمهم إلى هيئة تحرير الشام. ويلحظ البحث أن حضور الإندونيسيين لا يقتصر على المقاتلين وإنما يمتد إلى التمويل حيث أن جمعيات خيرية إندونيسية ترسل أموالاً إلى الهيئة وغيرها من الجماعات في سوريا خاصة الحراس والملاحم تاكتيكال. الآن، لماذا لا نسمع كثيراً عن الجهاديين الإندونيسيين الموالين للقاعدة في الشام، على خلاف ما نسمع عن الجهاديين الإندونيسيين الموالين لداعش مثلاً؟ يرجح البحث أن للأمر علاقة بالتزام الجماعات الإندونيسية الموالية للقاعدة الابتعاد عن ارتكاب العنف في إندونيسيا؛ والثاني هو تركيز هيئة تحرير الشام على البعد السوري. إذاً، حضور داعش في إندونيسيا أكبر. هذا الأسبوع، أعلنت قوات الأمن الإندونيسية قتل أخطر جهادي في تبادل إطلاق نار في مناطق الأدغال الجبلية. المقتول هو علي كالورا وينتمي إلى شبكة مجاهدي شرق إندونيسيا الموالية لداعش منذ ٢٠١٤.
طالبان الطاجيك
قال مسؤولون في العاصمة الطاجيكية دوشانبه إن المقاتلين الطاجيك الذين قاتلوا مع طالبان في أفغانستان يستعدون لعبور الحدود إلى طاجيكستان. في يونيو الماضي، قالت السلطات المعنية في دونشانبه إن مقاتلاً طاجيكياً اسمه محمد شريفوف أو مهدي أرسلان عُين مسؤولاً على خمس نقاط حدودية في المناطق الشمالية الشرقية المحاذية لطاجيكستان أثناء زحف طالبان باتجاه كابول. وعندما سقطت كابول في يد طالبان، سافر إلى العاصمة للتشاور ثم عاد إلى المنطقة الشمالية.
عالم الإنترنت المظلم
في زاوية أخبار تتعلق بعالم الهاكر:
-حقق العام ٢٠٢١ رقماً قياسياً في الاختراقات من نوع Zero Day أو (صفر يوم إعداد) وهو لفظ يُطلق على اختراقات تستهدف مواطن ضعف في البرمجيات المختلفة قبل أن يكتشفها مطورو تلك البرمجيات؛ بمعنى أن أيام الإعداد لديهم لتجاوز ذلك الخلل يكون صفر يوم.
حتى الآن، اكتشف خبراء الأمن الإلكتروني ٦٦ هجوم من هذا النوع. الصين مسؤولة عن ٩ من هذه الهجمات.
-وألمانيا تبدأ التحقيق في هواتف صينية المنشأ بعد أن نشرت وزارة الدفاع الليثوانية تقريراً يقول إن بعض الهواتف الصينية مزودة ببرامج رقابة تُشغل عن بعد. ومن ذلك أن هذه الهواتف تنقل معلومات وبيانات عن المستخدمين عندما يستخدمون على الجهاز عبارات مثل “عاشت تايوان” أو “التيبت حرّ.” التقرير تناول موديلات من هواتف: خواوي، شياومي، و ونبلبس.
-واكتشف خبراء الأمن السيراني مجموعة تهكير كبيرة ومتقدمة تختص بتهكير المؤسسات الحكومية في دول أوروبية وشرق أوسطية وحتى الأمريكيتين وبوركينافاسو. المجموعة اسمها FamousSparrow، ولها علاقة مع جماعة هاكر متقدمة صينية. ويعتقد أن هذه الجماعة استهدفت Microsoft Exchange & SharePoint.