أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٦ سبتمبر إلى ٢ أكتوبر ٢٠٢١. إلى العناوين:
– الجهاديون المهاجرون في إدلب يتاجرون بالبتكوين بحثاً عن رزق منعه الجولاني
– طالبان تهجر نهج القاعدة وتمد الأيادي للغرب
وهذا الأسبوع في حلقة جديدة من المرصد، الجهاديون والجريمة المنظمة، نتحدث إلى السيد أليسيو بوستيليوني، خبير الجيوسياسية في مجلة Formiche الإيطالية. السيد بوستيليوني هو أستاذ محاضر في كلية روما للأعمال. عمل متحدثاً باسم الحكومة الإيطالية في فترات سابقة. ومع (ماسيميليانو بوتشوليني) ألّف كتاب “الصحراء الكبرى: قفار المافيا والجهاديين”.
صوت داعش
نبدأ حلقة المرصد بهذا الخبر السريع، إذ وجه مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكي تهماً بدعم الإرهاب إلى الداعشي الكندي محمد خليفة، بانتظار عقد محاكمة له قريباً قد تنتهي بالحكم عليه بالسجن المؤبد. خليفة هو الراوي الذي عرّب إصدارات داعش الموت.
الحراس والهيئة: مواجهة على ورق
إذاً رفضت هيئة تحرير الشام دعوة تنظيم حراس الدين للاحتكام الشرعي المستقل في قضية عناصر التنظيم المسجونين لدى الهيئة. الحراس اقترحوا الاحتكام لدى لجنة قضائية مستقلة أو عند أبي قتادة الفلسطيني على أساس أن الهيئة رضيت بالرجل في مرة سابقة.
المجلس الشرعي في الهيئة برئاسة عبدالرحيم عطون، صدّر الرد بالرفض، مستعرضاً أولاً المسوّغات الشرعية لقرارهم. لكن حقيقة لا قيمة لهذه المسوّغات التي يجلبها كل طرف لإثبات موقفه. فكم سهل على هؤلاء وأولاء تطويعُ الفتاوى والنصوص.
وعليه، المهم في رد الهيئة هو أنها هي صاحبة الولاية في إدلب؛ وأي حديث عن سجناء لديها يجب أن يتمّ ضمن نظامها القضائي. فالهيئة لا تسمح بأن يكون الحراس نداً لها. هكذا يفكرون ويتصرفون وهذا يحسم الجدل حول الدعوى للاحتكام الشرعي.
بعد ثلاثة أيام رد حراس الدين على الرفض ببيان وقعه سامي العريدي بصفته الرسمية عضواً في اللجنة الشرعية للحراس. نذكر أن أبا همام وقع البيانين السابقين بصفة مجهولة هي “العبد الفقير.” ونذكر أن العريدي في آخر مرة خاطب فيها الهيئة أثناء الانقضاض على الحراس صيف ٢٠٢٠ وقع رسالته بصفته شرعياً سابقاً في جبهة النصرة التي هي أم الهيئة.
في بيان العريدي، كرر الحراس دعوة الهيئة للاحتكام عند أبي قتادة أو لجنة مستقلة. وكرروا اتهامهم الهيئة بالتواطؤ مع التحالف في التخلص من المعارضين وخاصة من الحراس. العريدي عرّف عن نفسه بأنه يتوارى عن أنظار التحالف والهيئة وأن بقية أعضاء اللجنة الشرعية إما مسجونين عند الهيئة أو ملاحقين منها والتحالف.
تعليقاً على ذلك، كتب نائل الغزي الموالي للهيئة المقارضين وقال إن “هيئة تحرير الشام وإن جمعت من الملاحظات المأخوذة عليها أضعاف ما تنكرون فهي أفضل بكثير” من جماعات أخرى.
في منتدى الشباب الإسلامي على التلغرام، اتهم الهيئة بالانحراف وقال إن الجماعات خارج الهيئة هي على “منهج قويم” وعدّ منهم الغرباء بقيادة عمر أومسين الفرنسي والمسجون لدى الهيئة، وجنود الشام بقيادة مسلم الشيشاني وطبعاً حراس الدين التابعين للقاعدة. وقال إن الهيئة “لا حاضنة شعبية” لها “فقد بغَض (الناس) حال هذه الجماعة بسبب تسلطها على الفقراء وفرض الضرائب” وبسبب “استهتارها” العسكري، فلا يحققون إنجازات على الساحة؛ وبسبب أنهم “مسلوبو القرار” السياسي.
الشيشاني، أميراً للمهاجرين؟
انتشر في إدلب ليل الجمعة ١ أكتوبر، أن أمنيي هيئة تحرير الشام هاجموا مقراً لمسلم الشيشاني أبي الوليد في جبل التركمان المحاذي للاذقية، لكن يبدو أنهم لم يتمكنوا من احتلال المقر. بحسب ما ذُكر، فإن “المرابطين” اشتبكوا مع أمنيي الهيئة ومنعوهم.
في يوليو الماضي، طلب أمين الهيئة من الشيشاني، قائد فرقة جنود الشام، تسليم مقراته ووضع السلاح أو الخروج من إدلب أو الانضمام للهيئة. بعد أيام، قال الجولاني إن ما حدث كان “اجتهاداً” خاطئاً من أحد الأمنيين.
في الآونة الأخيرة، انطلقت أصوات تدعو “المهاجرين” إلى الانضمام للشيشاني وتنصيبه أميراً عليهم. فهل يستشعر الجولاني خطراً قادماً؟
البتكوين .. صنعة الجهاديين
لم يعد اسم القاعدة يُسمن أو يُغني من جوع. وأي قيادة للقاعدة موجودة في أي مكان لم تعد تأبه بأنصارها في الشام.
هذا الأسبوع، كتب علي العرجاني أبو الحسن، وكان شرعياً انشق عن جبهة فتح الشام/ النصرة في يناير ٢٠١٧، كتب عن حال المهاجرين الذين “تقطعت أسباب رزقهم بسبب هيئة تحرير الشام” فقرر بعضهم التجارة بالبتكوين لتأمين مصدر رزقهم؛ ولكن مرة أخرى منعتهم الهيئة وهددتهم وأغلقت أكثر من مكان لهم.
ذكر العرجاني أيضاً أن من المهاجرين من فرّ بنفسه من الهيئة والتجأ إلى مناطق درع الفرات حيث الفصائل المدعومة تركياً والتي لا يعتبرها الجهاديون إسلامية.
وهنا، لا بد من التذكير أن من مكّن الجولاني في الشام هو الظواهري. أول مرة عندما حكم له ضد أميره البغدادي، وثاني مرة عندما وافقه على فك الارتباط “الشكلي”.
طالبان والعالم
عن علاقة طالبان بالعالم، كتب سهيل شاهين، سفير طالبان المُعيّن لدى الأمم المتحدة، في حسابه على تويتر نقلاً عن نائب رئيس الوزراء الملا برادار أن طالبان يريدون “علاقات جيدة” مع دول العالم، وحلّ أي مشكلة “بالحوار والتفاهم.”
وفي نفس الوقت، قال وزير العدل في حكومة طالبان المؤقتة إنهم سيطبقون دستور الشاه محمد ظاهر “مؤقتاً” مستثنياً من ذلك ما وصفها بأنها “المواد التي تعارض الشريعة.”
بعض الجهاديين يعتبرون تصريحات طالبان إلى العالم “ابتذالاً.” ماجد الراشد، أحد مشايخ الجهادية المخضرمين، في حسابه التلغرام قال إن “من يقرأ تصريحات وزراء طالبان اليوم لا يشعر بأن طالبان انتصرت على أمريكا وحلف الناتو.”
آخرون مثل المقدسي، يتوددون إلى طالبان ويبررون لهم. المقدسي دعا هذا الأسبوع إلى “التروي” قبل الحكم على طالبان حتى وإن تحاوروا مع دول يعتبرها الجهاديون كافرة لأن ذلك بحسبه “مصلحة” للأمة.
وهنا رد متابع على المقدسي وسأل: “على ماذا جلسوا وعلى ماذا اتفقوا؟ على تعطيل الجهاد وحماية مصالح الأمريكان؟ … بماذا اختلف (طالبان) عن كرزاي الذي أسمته يوماً بالعميل؛ ألم يعقد الاتفاقيات مع (الأمريكان) وطبق دستورَ شاه؟”
الصحراوي
داعش يعترف ضمناً بقتل أبي الوليد الصحراوي، زعيم التنظيم في الصحراء الكبرى. في عدد النبأ رقم ٣٠٦ الصادر الخميس ٣٠ سبتمبر ٢٠٢١ خُصصت الصفحة الثالثة لصورة الصحراوي ومقال طويل يتحدث عن الموت كنوع من النصر. لم يأت المقال على ذكر الصحراوي قطّ.
في منتصف سبتمبر، أكد مسؤولون فرنسيون أن الصحراوي قُتل في أغسطس الماضي في قصف باستخدام طائرة مسيرة على الحدود بين مالي والنيجر.
في المرصد: مأزق قاعدة اليمن
نشرت مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن، كتيباً من ٦٤ صفحة عن تاريخ التنظيم وأهدافه وسياساته. يلفت في هذا الكتيب ما يلي:
يقول إنه يأتي “في ظل وجود تساؤلات كثيرة” حول التنظيم “سواء من أعضاء الجماعة الجدد أو من خارجها”. وهذا اعتراف صريح بانحدار التنظيم وتراجعه بعد أن تآكلت قياداته، ونضبَت مصادر تمويله، وضاعت ولاءاته. في الأحداث الأخيرة التي وقعت في الصومعة بمحافظة البيضاء، يروي يمنيون كيف أن القاعدة يظهرون مرة مع الحكومة ومرة مع الحوثيين، وكيف يسيرون حيث يسير المال.
الأمر الآخر هو أن التنظيم يشدد في هذا الكتيب على انتمائه إلى تنظيم القاعدة الذي هو محكوم ببيعة إلى طالبان.
في حلقة المرصد: أخبار عالم الإنترنت المظلم
وفي حلقة المرصد، نجمع لكم أخبار عالم الإنترنت المظلم:
– أعلنت Coinbase وهي سوق خاصة بالتعامل بالتكوين أن هاكر تمكنوا من اختراق حسابات ٦ آلاف شخص في الفترة من مارس إلى مايو الماضي. ما حدث هو أن هؤلاء توصلوا إلى خلل في صيغة التحقق من الحسابات التي تصل كرسائل قصيرة إلى الموبايلات. في هذه السوق ٦٨ مليون مستخدم من ١٠٠ دولة.
– كشف خبراء الأمن الإلكتروني عن وجود خلل في (Azure Active Directory) الذي هو باختصار المكان الذي يحفظ أسماء التعريف وكلمات المرور في المنتجات التابعة لـ Microsoft مثل سكايب أو Sharepoint أو حتى الإيميلات. يقولون إن الهاكر يستطيعون بهذا الخلل تجاوز البروتوكولات المتعلقة بـ Azure عندما يطلب الحساب التحقق من كلمة السر مثلاً. لكن شركة مايكروسوفت نفت أن يكون ذلك حقيقياً وأكدت أن Azure يعمل بلا مشاكل.