أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٦ إلى ٢٤ يناير ٢٠٢٢.
في عناوين هذا الأسبوع:
– قتل المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة في اليمن يكشف حجم التعاون بين الحوثيين والتنظيم. فما الذي يفعله باطرفي هناك؟
– أبو محمد السوداني الذي ائتمنه بن لادن على ملايينه في السودان. تفاصيل جديدة.
وضيفة الأسبوع …. الدكتورة ريم أبو حسين، الخبيرة في الشأن الإفريقي. تحدثنا عن التجاذب الدولي في منطقة الساحل الإفريقي حيث تتقاطع خطوط الجهاديين من داعش وقاعدة. تحدثنا الدكتورة ريم أيضاً عن عن التنوع العرقي في الجماعات الجهادية في المنطقة وكيف يقف هذا عائقاً أمام إجماع جهادي.
غويران غيت
حتى ساعة إعداد هذه الحلقة صباح الاثنين ٢٤ يناير ٢٠٢٢، لا تزال الاشتباكات دائرة في محيط سجن غويران جنوب الحسكة في شمال سوريا بين داعش وقوات سوريا الديمقراطية التي تساندها القوات الأمريكية جواً، وبرّاً.
لا نزال نحاول معرفة ما حدث حقيقة في السجن. لكن الأسئلة أكثر من الإجابات. إليكم ما نعرف.
في ٢٣ يناير، نشرت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية بياناً ربما كان الأكثر صراحة بين بيانات وتصريحات إعلام قسد في الأيام الماضية. وفيه:
صباح الخميس ٢٠ يناير، شن داعش هجوماً واسعاً على سجن الصناعة في غويران وهو السجن الأكبر الذي يعتقل فيه داعش والأخطر بحسب البيان ”ليس فقط على المنطقة وإنما على العالم.“
أكثر من ٢٠٠ داعشي شاركوا في الهجوم. وهذا تفصيل مهم إذ أن الحديث في الأيام الماضية كان عن ٨٠ شخصاً وليس مئتين.
المهم هؤلاء، بحسب قسد، جاؤوا من مناطق رأس العين وتل أبيض شمال سوريا ومن الرمادي في العراق لينفذوا هذا المخطط الذي جرى التحضير له لمدة ٦ أشهر. مرة أخرى تفصيلات مهمة. فهذا الهجوم المنسق لم يكن شطحة ولن يمرّ بهدوء.
خطة الهجوم كانت بسيارات مفخخة وانتحاريين اثنين، بحسب داعش، استهدفوا بوابات السجن. تزامن الهجوم من الخارج مع هجوم من الداخل تمثل في عصيان سجناء داعش ومهاجمة الطواقم المدنية والحراسات مع محاولة الفرار. لم يذكر بيان قسد عدد الفارّين. المهم أن هؤلاء التقوا مع الخلايا المهاجمة واستحكموا في أحياء البلدة. الأخطر أن السجناء سيطروا على مخازن السلاح في السجن. فيما توزع انغماسيو داعش في الخارج على أربعة محاور أشغلت قسد.
الدواعش في الخارج استجلبوا معهم أسلحة ومفخخات أثارت أسئلة حول مصدرها وكيف تخطوا نقاط التفتيش الكردية. خاصة أن القوات الكردية اعتادت الآن هجمات بسيارات مفخخة من هذا النوع ولهم تجربة في إحباطها كما يشير الباحث Hugo Kaaman المتخصص في تتبع ودراسة هذا النوع من الهجمات.
الدقة في التنفيذ تدل على أن وراء الأكمة ما وراءها. بيان قسد يتهم تركيا بالوقوف وراء خلايا داعش خاصة أن الهجوم تزامن مع قصف تركي على مواقع قسد في عين عيسى شمال الرقة. وأضاف البيان أن رأس العين، إحدى الوجهات التي جاء منها الدواعش المهاجمون، تخضع للوصاية التركية.
في الأثناء، نشر إعلام داعش أكثر من فيديو ظهر فيها أسرى من قسد، ولحظة الهجوم والسجناء يجددون البيعة لداعش.
في الخارج، نزحت أكثر من ٢٥٠٠ عائلة عن الأحياء التي تجري فيها الاشتباكات.
في ردود الفعل، أنصار داعش كثفوا وجودهم على منصات التواصل، معتبرين هذا الحدث مفصلاً في تاريخهم سيعيد لهم مجدهم الغابر. ومن المفارقات المعتادة نشرُهم صورة النازحين من غويران مقابل صورة للنازحين من الباغوز التقطت في مثل هذا الوقت تقريباً من العام ٢٠١٩؛ وكتبوا تعليقات فيها هدير ووعيد. من قبيل ”كما تدين تُدان.“ وفي منشورات أخرى، وجهوا نداءات للقبائل العربية بالتحرك ضد الأكراد. هنا يتوعدون وهنا يستجدون. المفارقة هي أن من النازحين عرب. في كل مرة يدعي داعش والقاعدة والجهاديون أنهم حماة العرب والسنة يظهرون في واقع الأمر أكثر خطراً على العرب والسنة كما كان في الموصل، والرقة، وتل أبيض (غري سبي) والآن في غويران.
أنصار القاعدة التزموا الصمت. فهل ينتصرون لداعش أم قسد؟ هم ضد الاثنين. لكن الحساب الذي نعرفه باسم وريث القسام، ويبدو أنه اتخذ معرفاً جديداً لتجنب الحذف المتواصل، وهو شخص معروف بشطحاته التي تعارض أحياناً الخط العام لإعلام القاعدة، نشر ”خبراً“ فيه ”وقائع“ من دون عواطف.
هيئة تحرير الشام وإعلامها وأنصارها التزموا الصمت أيضاً.. لكن، إن سقطت الحسكة اليوم بات داعش على الحدود. المهم، أن حساب الشمالي الحر الموالي علّق أخيراً يوم الأحد ٢٣ يناير وقال: ”لاتهمنا أخبارهم (قاصداً داعش وقسد)؛ فَخار يكسر بعضه.“
النظام السوري علّق أيضاً على أحداث الحسكة. في تاريخ ٢٢ يناير، نشرت الخارجية السورية بياناً كان مستنكراً لقسد أكثر منه داعش. ذكر داعش مرة واحدة فقط في البيان المؤلف من ٤١٦ كلمة.
الصحفي الكردي حسين جمو يعتبر أن داعش أداة للنظام ويُعلّق: ”لغة النظام في الحديث عن المعركة في الحسكة، في وقت تتعرض قواته نفسها لهجمات داعش في البادية، تدلل على عمق المقلب الذي أوقع نفسه فيه.“