أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٣١ يناير إلى ٦ فبراير ٢٠٢٢. إلى العناوين:
- بعد أطمة، هل يعلن داعش كنية خليفة مجهول آخر؟
- معلومات جديدة عن الساعة الأخيرة في حياة المتحصنيين في منزل أطمة
- شهود عيان: الدواعش رفضوا إخراج الأطفال وامرأة فجّرت نفسها
تفاصيل يحدثنا عنها الأستاذ نوار شعبان، الباحث في مركز عُمران للدراسات وعضو فريق تحرير السورية نت.
ولاحقاً، نلتقي مع الدكتور محمد صفر أستاذ مقارنة الأديان والخبير في الجماعات الإسلامية المسلحة يحدثنا عن اختراقات أمنية داخل داعش.
الساعة الأخيرة
إذاً، صباح الخميس ٣ فبراير ٢٠٢٢، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن التحالف نجح في ”إخراج“ زعيم داعش من اللعبة – نجح في قتل حجي عبدالله قرداش في إنزال جوي وقع في المنطقة الممتدة من أطمة إلى دير بلوط أقصى شمال غرب سوريا.
الإنزال استهدف منزلاً من ثلاثة طوابق تعيش فيه ثلاث عائلات على الأقل. إحداها كان عائلة قرداش الذي، بحسب الرئيس الأمريكي، فجر نفسه بحزام ناسف. ما الذي حدث ذلك اليوم؟
الأستاذ نوار شعبان، الباحث في مركز عُمران للدراسات وعضو فريق تحرير السورية نت عن مشاهدات فريق السورية نت تحدث عن مشاهدات فريقه في مكان الإنزال. قال إن رجلاً “من بيت موسى” استأجر طابقاً وطابق آخر قال
إنه لأخته. الطابق الآخر كان حقيقة لـ”خليفة” داعش، قرداش. ويضيف شعبان أن قرداش عاش في المنزل مع زوجتيه – أحدهما كانت عربية لها لهجة “شرقية” أي من المنطقة الشرقي في سوريا وهي لهجة تشبه العراقية. أما الأخرى
فكانت شيشانية ولم يشاهدها أحد خارج المنزل. وبحسب شهادات عيان فإن المرأة العربية كانت تقول للجيران إن زوجها تاجر من حلب خسر تجارته واضطروا للنزوح.
من الداخل، ينقل شعبان عن فريقه أنهم شاهدوا مستلزمات في المنزل تكفي عائلة من عشرة أفراد لمدة سنة. وكانت المستلزمات مما يعجز عنه النازح.
عن الساعة الأخيرة، ينقل شعبان أن قرداش رفض إخراج عائلته، بل أخذهم إلى الطابق العلوي حيث غرفة هناك يُتوقع أنها كانت تحوي متفجرات وكان يهدف إلى استدراج قوات التحالف إلى هناك حتى يفجر المكان فيهم.
وعن الأنباء التي قالت إن سيدة فجرت نفسها، يروي شعبان أن إحدى زوجتي قرداش أثناء محاولتها الصعود إلى تلك الغرفة أصبحت في مرمى نيران التحالف فحاولوا أن يجعلوها تسلم الأطفال لكنها رفضت. ولا يبدو أن شعبان
متيقن إن كانت السيدة فجرت نفسها أم إن أحداً ألقى قنبلة عليها لكنه يصف التفجير بأنه كان محدوداً ليس كالتفجير الثاني الكبير الذي قام به قرداش.
“سلطان أطمة”
حتى ساعة إعداد هذه الحلقة، صباح الاثنين ٧ يناير ٢٠٢٢، لم يصدر أي رد من داعش الرسمي ولا حتى في صحيفته الأسبوعية النبأ الصادرة مساء ذلك اليوم الخميس ٣ يناير.
أنصار التنظيم، في انتظار الرسمي، يََمنّون النفس بالصبر ويدّعون أن موت زعيمهم لا يعني الكثير.
يقول أحدهم: ”لو فرضنا صحيح ما يُقال … فأين المشكلة في ذلك؟ أين المشكلة لو جاءنا خبر .. أحد قادتنا؟!“
من خارج دائرة داعش، معارضو هيئة تحرير الشام التي وقع الإنزال في أراضيها، استنكروا ما حدث على اعتبار أن الهيئة متواطئة مع التحالف.
حساب مزمجر الثورة السورية يسأل: ”كيف تسجنون الثوار الأبطال بتهمة التحالف وهم بريئون وأنتم تنسقون مباشرة مع التحالف؟“
لكن في وقت متأخر من ليل الأحد ٦ فبراير، أصدرت الهيئة بياناً رفضت فيه العملية الأمريكية وأنكرت العلم المسبق بها؛ وإن كانت أكدت عدم السماح لداعش باستخدام مناطقه.
أما القاعدة، فقد تفاوتت ردود أنصارها. منهم من وجه حقده تجاه هيئة تحرير الشام التي لا تزال تعتقل كبار قادة حراس الدين فرع القاعدة في الشام. جلاد المرجئة سأل: ”هل بقي عاقل يصدق أن أمريكا تصنف عصابة الجولاني
على قائمة الإرهاب؟“
آخرون نقلوا كلاماً نُسب إلى أبي محمد المقدسي يقول فيه: ” نحن لا نشمت أبدا بأي مسلم حتى لو كنا نخالفه حين يُقتل على أيدي التحالف حتى لو كان هذا الشخص الذي يذكر العارفون له أن كان من تولى كبر مجزرة المستتابين
والنصير الأكبر لغلاة الدولة والمعروف بظلمه للمهاجرين. ”
لكن آخرين اتخذوا أطمة دليلاً آخر على فشل تنظيم داعش. قناة ”فضح عباد البغدادي والهاشمي“ بدأت تتداول عبارة ”سلطان أطمة“ على وزن ”سلطان باريشا“ في إشارة إلى قتل ”الخليفة“ الأول أبي بكر البغدادي في باريشا
القريبة.
كما ربط هذا الحساب بين أطمة وسجن غويران ملمحاً إلى اختراق أمني. يقول: ” وتيرة ايصال (قرداش) بأخبار اقتحام السجن ارتفعت في الأيام الأخيرة … وهذا ما سهل على المخابرات الأمريكية اقتفاء أثره والوصول الى مقره .“
رابط هتش
في كل ما قيل، لفت ما نقله تحت عنوان ”معلومات خاصة“ حساب ”أس الصراع في الشام،“ وهو من الحسابات المخضرمة المناهضة للجولاني في إدلب. يقول: ”أخبرني مصدر رفيع داخل هتش بأننا داهمنا المنطقة نفسها ثلاث
مرات خلال شهرين بعد ورود أنباء عن وجود تحركات مريبة لداعش ولم نعثر على شيء؛“ ويضيف أس الصراع أن ”عبد الله قرداش هو صديق الجولاني وكان معه في سجن بوكا وهذا بشهادة نائب أبي بكر البغدادي حامد الجبوري
وهذا يعطي احتمال ولو قليل بمعرفة الجولاني بتحركات عبد الله قرداش.“
خليفة مجهول آخر؟
الآن، كيف سيتعامل داعش الرسمي مع هذا الخبر؟ هل ينفي أن قرداش هو الخليفة ويقول إن أبا إبراهيم الهاشمي القرشي بخير؟ أم يؤكد ويولي الخلافة آخر مجهولَ الاسم والرسم؟ وإن أكد، فهل تجوز الخلافة لرجل غير صحيح
البدن بالنظر إلى ساقِ أو قدم قرداش المبتورة؟
لن يعجز داعش الرسمي عن شيئ. قد يبتكر كنية يلصقها لاحقاً برجل قد يكون نسبه قرشياً وقد لا يكون كما حدث مع تسمية أبي بكر البغدادي نفسه بحسب ما روى أبو عيسى المصري في ”سلطان باريشا.“ وقد أعددتُ مادة عن
هذا الموضوع بعنوان ”هل يخرج داعش الرسمي من مأزق تسمية “خليفة” آخر مجهول؟“.
الخليفة الصميدعي؟!
الآن، مع قتل قرداش، من المرشح لتولي زعامة التنظيم؟ إذا نظرنا إلى الهيكل الإداري للتنظيم، نجد أن الصف الأول من القيادة استنزف إما بقتل أو اعتقال ولم يبق إلا رجلان: بشار خطاب غزال الصميدعي ”حجي زيد“، و زياد جوهر
عبدالله أبو الحارث العراقي وهما عضوا اللجنة المفوضة. فهل يكون خليفةَ داعش أحدُهما؟ وعلى الأرجح الصميدعي؟ أو قد يكون من أمراء الولايات؟ فلم يبق غيرُهم. أم هل يغامر التنظيم في إعلان سعودي على هرم قيادته؟ هل
يعلن الناطق باسم التنظيم أبا حمزة القرشي خليفة؟ سيكون هذا تحدياً للزخم العشائري الذي يعوّل عليه أصل التنظيم العراقي.