أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٧ إلى ١٣ مارس ٢٠٢٢. إلى العناوين:
- بين ”شبح“ أو ”عاجز“، داعش يعلن لقب لـ“خليفته“ الجديد
- روسيا تجند مرتزقة من سوريا وليبيا والشيشان برواتب تصل إلى ألف دولار
- ”اتحلوا بالصبر“ يتندر معارضو هتش رداً على غلاء أسعار السكر
وضيف الأسبوع، الأستاذ رائد الحامد الخبير العراقي في الجماعات المتطرفة. والمستشار سابقاً للمركز البحثي الدولي Crisis Group. يحدثنا عن السيرة الذاتية للمتوقع أنهم الشخصية الحقيقية وراء اسم “أبي الحسن الهاشمي القرشي” الذي أعلن “خليفة” جديداً لداعش؛ وهم: عضوا اللجنة المفوضة بشار خطاب غزال الصميدعي (حجي زيد) المعروف بـ”الأستاذ زيد“، وزياد جوهر عبدالله أبو الحارث العراقي، وجمعة البدري شقيق الزعيم السابق أبي بكر البغدادي.
”الخليفة“ الشبح
بعد تأخير غير معهود، أعلن داعش في ١٠ مارس عن ”خليفة“ جديد مزعوم خلفاً للمدعو أبي إبراهيم الهاشمي القرشي الذي قتلته الولايات المتحدة الأمريكية في ٣ فبراير الماضي. في حساب jihad analytics على تويتر تسلسل زمني لتولي قيادات داعش مذ كان أبو مصعب الزرقاوي يُظهر فجوة كبيرة بين تاريخ القتل وتاريخ التنصيب. فمنذ أيام الزرقاوي المقتول في يونيو ٢٠٠٦، لم يستغرق تنصيب قائد جديد ٤٥ يوماً كما حصل هذه المرة. فهل يعاني التنظيم من تشرذم ”مجلس شوراه“ أو تآكلهم بحيث يستغرق هذا الوقت للإجماع على رجل؟
مغالطات الفرقان
في ١٠ مارس، بثت مؤسسة الفرقان المتخصصة في إعلام القيادة العليا من داعش، كلمة صوتية مدتها ١٣ دقيقة تقريباً بعنوان ”فمنهم من قضى نحبه.“ الكلمة جاءت بصوت المدعو أبي عمر المهاجر الذي قدّمت له الفرقان بأنه ”المتحدث“ باسم داعش. أبو عمر أكد قتل أبي إبراهيم ومعه أبو حمزة المهاجر القرشي المتحدث السابق باسم التنظيم.
لم يذكر داعش أين أو متى قُتل الرجلان واكتفى بالقول إن الواقعة كانت ”في الأيام الماضية.“ وفي مكان آخر قال إن أبا إبراهيم قُتل ”حيث يحب أن يُقتل في ساحة من ساحات الوغى.“ لكننا نعلم أن الرجلين قُتلا في أطمة شمال إدلب قرب الحدود التركية، فيما يُعرف تقليدياً في أدبيات داعش بـ”دار الكفر.“ الرجلان كانا يعيشان في ثلاثة طوابق تُدفع إيجاراتها بالدولار وبلا تأخير؛ ومجهزة بأسباب الحياة النادرة في هذا الجزء من العالم: تدفئة وكميات معتبرة من المؤنة – العسل والمعلبات – تكفيهما وعائلاتهما أشهرا.
أبو عمر امتدح أبا إبراهيم مشيراً إلى أن ”خاتمة أعماله“ كانت ”تحرير“ بعض الأسرى في سجن غويران. ولنتذكر أن غويران كانت محرقة لأسرى داعش الذي استبشروا بقيادتهم خيراً. الذين ظهروا في الأيام الأولى يقسمون الولاء ”للخليفة“ انتهى بهم الأمر مستسلمين صاغرين. وباعتراف داعش نفسه، الهجوم على غويران توسع بغير حسبان.”الخليفة“ كان معنياً بثلة من كبار داعش المتنفذين الذين خرجوا في الساعات الأولى من الهجوم وبسيارة نقلتهم إلى الأمان.
خلافة ”سريّة“؟!
كالعادة، لم يعلن داعش عن هوية أبي الحسن لما قالوا أنه دواعي أمنية. وهنا نسأل: إن كان أبو الحسن من الصف الأول أو أعضاء اللجنة المفوضة، فهؤلاء معروفون اسماً ورسماً. إذاً، إعلان الاسم على الأقل لن يشكل خرقاً أمنياً. ثم إن أبا إبراهيم لم يكن معلوماً لا اسماً ولا رسماً وقُتل. إذاً، هذه إجراءات أمنية غير فاعلة.
وكذلك فإن إخفاء هوية أبي إبراهيم بعد قتله لم يعد مبرراً أمنياً. ثم كيف تخفون هوياتكم وتطالبون أنصاركم بالسير إلى المحارق العلنية؟ على أنصار داعش أن يتفكروا في الأمر.
الخلافة الخرافة
داعش وأنصاره يُصرّون على لفظ ”الخلافة“ و“الخليفة.“ هم ليسوا تنظيماً سرياً أعضاؤه وقياداته مجهولون. هم هذا اللفظ الذي يحمل معاني التمكين والحوكمة؛ فهم يفرضون على الناس ”الزكاة“ في المناطق المحدودة التي يستحكمون بها ردحاً من الزمن في إفريقيا؛ ويقيمون ”الحدود“ في القضاء؛ بل إن هذا كان سبباً في خلافهم مع أنصار القاعدة في إفريقيا واليمن. إذاً، أن يكونوا خلافة يعني بالضرورة أنهم خرجوا من دائرة التنظيمات السرية.
وعليه، الإلتزام بالشروط الفقهية ”للخليفة“ ضرورة لا جدال فيها؛ ومن أهمها أن يكون الخليفة معلوماً. ومع هذا العلم تأتي المعرفة بقدراته العقلية والعلمية ونسبه وحسبه. لا شيئ من هذا معلوم لا عن أبي إبراهيم ولا أبي الحسن.
الخليفة ”يانصيب“
كل ما لدينا عن هوية ”الخليفة“ هو توقعات بناء على معرفتنا بمن بقي من قيادات داعش المندحر في آخر معاقلهم في الباغوز في مارس ٢٠١٩ أي قبل ثلاث سنوات لا أكثر قُتل خلالها خليفتان! فمن قد يكون أبو الحسن؟
قد يكون بشار خطاب غزال الصميدعي (حجي زيد) المعروف بـ”الأستاذ زيد“ عضو اللجنة المفوضة. أو زياد جوهر عبدالله أبو الحارث العراقي، وهو أيضاً عضو اللجنة المفوضة. هذان هما الوحيدان الطليقان وعلى قيد الحياة بين قيادة الصف الأول من داعش. في الأيام الأخيرة، نقلت رويترز عن مصادر أن أبا الحسن هو جمعة البدري شقيق زعيم داعش السابق أبي بكر البغدادي.
لكن أيّاً من هؤلاء لا يفي متطلبات وشروط ”الخلافة“ كما يريدها داعش وأنصاره. كما أن أبا إبراهيم باعتباره حجي عبدالله قرداش كان جدلياً من حيث نسبه القرشي المشكوك فيه، وكفاءتُه الجسدية نظراً لبتر رجله – والبعض يقول قدمه -، كذلك الشخوص أعلاه مشكوك كفاءتهم.
فمثلاً، حساب باسم ”قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي“ نقل أن الصميدعي (حجي زيد) يعاني من شلل نصفي في الوجه. وأن حاله تدهورت بعد ٢٠١٣ ما أدى لاضطرابات في الكلام والتنفس. ولا يُعرف الكثير عن أبي الحارث وأهليته العلمية، وكذلك الحال بالنسبة لجمعة وإن كان الرجل هو حامي ملايين داعش المنهوبة من الرقة والموصل؛ وهذه الملايين تعنى نفوذاً ما بعده نفوذ.
حرب روسيا في أوكرانيا
– نقلت مجلة Time أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرض إقامة جبرية على اثنين من كبار المسؤولين في جهاز الاستخبارات الفدرالية وتحديداً فرع الاستخبارت الخارجية. بوتين يلوم الرجلين: رئيس الفرع سيرغي بيسيدا ونائبه أناتولي بوليوخ على الفشل الاستخباراتي الذي أطال أمد الغزو الوسي لأوكرانيا منذ ٢٤ فبراير.
– مع بداية الحرب، نقلت شبكة دير الزور ٢٤ أن روسيا افتتحت مراكز في سوريا لتجنيد السوريين للقتال في أوكرانيا. لاحقاً، قالت زارة الدفاع الأوكرانية أن المجندين من مناطق مختلفة من سوريا سيتلقون تدريباً قصيراً ثم يُنقلون إلى روسيا برواتب ترواح بين ٣٠٠ و ٦٠٠ دولار شهرياً.
– نقل موقع US China Perception Monitor وهو موقع إلكتروني يتبع مركز كارتر، مقالاً كتبه (هو وي) وهو مسؤول في مركز بحثي حكومي في الصين.
يقول (هو وي) إن من مصلحة الصين أن تسحب دعمها لبوتين وأن تنحاز إلى أوكرانيا، متوقعاً أن تخسر روسيا الحرب أمام الغرب.
صحفيون متخصصون في الشأن الصيني لفتوا إلى أن (هو وي) ليس شخصاً متنفذاً في الصين، إلا أن قرار شخص على رأس عمله الكتابة هكذا في موقع لا يخضع للسيطرة الصينية أمر لافت.
الموقع الأمريكي لفت إلى أنه لم يسع إلى هذا المقال، بل إن (هو وي) طلب منهم نشره.
العدو واحد
لا يزال السوريون يقاربون بين سوريا وأوكرانيا اللتين تعانيان من الغزو الروسي.
حساب أس الصراع في الشام، نشر صورتين لتدمير روسيا مستشفى للولادة – واحدة في الأتارب، سوريا عام ٢٠٢١ وأخرى في ماريوبول، أوكرانيا في ٢٠٢٢.
هتش والشعب
تتدهور الأحوال المعيشية في مناطق هيئة تحرير الشام في إدلب مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار السكر والوقود.
حساب مزمجر الثورة السورية وصف تهريب السكر والوقود من مناطق درع الفرات إلى إدلب بـ ”الحشد الشعبي.“
حساب المحامي عصام خطيب نشر صورة للجولاني مع عبارة ”اتحلّوا بالصبر“ معلقاً: ”الحل الأمثل لأزمة السكر من القائد المفدى.“
هتش و” ثائرون”
قالت حسابات معارضة لهيئة تحرير الشام إن الهيئة عقدت اتفاقاً مع هيئة ثائرون وهي تشكل جديد يترأسه فهيم عيسى قائد فرقة السلطان مراد؛ أُعلن في يناير الماضي ويتبع الجيش الوطني السوري الذي تموله تركيا. من بنود الاتفاق كما نشرتها هذه الحسابات تعاون أمني في صلبه تحالف تركي وتعاون اقتصادي في صلبه فتح المعابر مع النظام.
معارضو الهيئة استغربوا أن يتوافق عناصر ”ثائرن“ مع الجولاني بعد القتال العنيف الذي وقع بين الطرفين وبعد توعد الطرفين بإلغاء الآخر.
المقاتلون “المهاجرون” في سوريا
قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها أدرجت ”كتيبة التوحيد والجهاد“ العاملة في إدلب على قوائم الإرهاب. الكتيبة تتألف من أوزبك وتوالي القاعدة ولها علاقة مع كتبية الإمام البخاري. الكتيبة مسؤولة عن هجمات إرهابية في روسيا وقيرقيزيا.
في الأثناء، اعتقلت الهيئة أكثر من ٣٠ مهاجراً من جماعة ”جند الله“ التي كان يقودها أبو فاطمة التركي والتي كانت في قلب أحداث جبل التركمان في أكتوبر الماضي. في النهاية، وبرعاية جماعة التركستان، تمّ تأمين خروج الجماعة من التركمان، مع فرض حلّها وتخيير أعضائها بين الانضمام إلى تشكيلات أخرى موالية للهيئة أو الخروج من إدلب أو البقاء مع تسليم السلاح.
مزمجر الشام علّق: ”أتعجب من قادة الحزب الإسلامي التركستاني اليوم! هاجروا من الصين هرباً من ظلم طواغيت الصين، ثم ارتضوا لأنفسهم بعد الهجرة والجهاد والبذل أن يكونوا أعواناً لطاغية إدلب الصغير الجولاني.“