أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢١ إلى ٢٧ مارس ٢٠٢٢. إلى العناوين:
- اختراقُ أهم منصات داعش المختصة بالأمن الإلكتروني واتهامات بـ“تصفية حسابات“ من الداخل
- داعش يستحدث “ولاية الساحل” ويفصلها عن غرب إفريقيا
- الرئيس الشيشاني قديروف يتقرب من العرب والمسلمين لدعم “حربه” في أوكرانيا
ضيفة الأسبوع، السيدة نرجس نيهان، الناشطة الأفغانية، وزيرة التعدين والنفط سابقاً، تتحدث عن قرار طالبان منع البنات من التعليم الثانوي.
طالبان “ترتهن” الشعب
صباح يوم الأربعاء ٢٣ مارس، تفاجأت طالبات الثانوية في أفغانستان بإغلاق مدارسهنّ حتى إشعار آخر. في سبتمبر الماضي، بعد شهر واحد من استيلاء طالبان على كابول، أعلنت الجماعة أن الطلاب فقط سيعودون إلى المدارس الثانوية التي تضم الصفوف من السابع إلى الثاني عشر؛ على أن تعود الطالبات في مارس. جاء مارس، وأعلنت وزارة التعليم في حكومة طالبان أن مدارس البنات ستستقبل الطالبات يوم الأربعاء. وبينما توجهت الطالبات إلى المدارس، أعلن طالبان تعليق الدراسة إلى أجل غير مسمى! طالبان سمح بتعليم البنات في الصفوف الابتدائية من الصف الأول وحتى السادس. وبالتعليم الجامعي إذا توفرت إجراءات الفصل بين الذكور والإناث.
نرجس نيهان، الناشطة الأفغانية، وزيرة التعدين والنفط في أفغانستان سابقاً، تقول: “خلال السنوات الثلاث الماضية منذ بدأنا ممثلين عن منصات مختلفة المفاوضات مع طالبان في الدوحة، ونحن نراهم يطلقون الوعود ولا ينفذون أياً منها. … يقول طالبان إنهم غيروا سياستهم تجاه حقوق المرأة. ولكن ما أن وصلوا إلى السلطة حتى أعلنوا أن البنات يستطعن الدراسة مع حلول الفصل الدراسي المقبل. لكن النساء مُنعن من العمل. أكثر من ٣٥٠٠ مشروع تجاري صغير ومتوسط أفلس وأغلق. الهدف الخفي وراء تصريحات طالبان هو أنهم يستخدمون حقوق المرأة وحقها في التعليم والعمل كورقة ضغط على المجتمع الدولي من أجل أن يحصلوا على الاعتراف. فعندما رأوا أنهم لن يحصلوا على الاعتراف، فاجأوا الجميع بهذا الإعلان الصادم بأنهم سيمددون الحظر على تعليم البنات … طالبان لم يتغيروا. هم دائماً يطلقون الوعود وينفذون العكس. للأسف، هذه السلطة الوحيدة على الأرض التي تتخذ مواطنيها وحقوقهم رهائن وتستخدمهم ورقة ضغط على المجتمع الدولي. “
داعش مخترقة إلكترونياً
نقل حساب Switched على تويتر أنه تم اختراق موقع مؤسسة آفاق الإلكترونية التي تعتبر من أهم المنصات التي تقدم ”خدمات“ أمن وحماية لجهاديي داعش على الإنترنت. Switched وهو حساب يتتبع الجانب التقني للجهاديين قال إن عناوين IP المستخدمين تسربت نتيجة الاختراق الثاني خلال ثلاثة أعوام. الأول كان في ٢٠١٩. ويبدو أن الاختراق جاء من الداخل. نشر Switch من حساب أحد المشتركين في الموقع صورة بعنوان ”مؤسسة نفاق الإلكترونية“ فيها كشف لما يقول إنه اسم مؤسس المنصة، وإنه استغلها لجمع تبرعات يعتقد المستخدِمون أنها لحماية أمن التنظيم إلكترونياً بينما يستغلها في تمويل شركة تملكها خطيبته.
حساب قناة ” فضح عباد البغدادي والهاشمي“ كتبوا كثيراً عن هذا الموضوع تحت عنوان ”اختراق رقمي أم تصفية حسابات؟“
يقول الحساب: ”نستبعد أن يكون المخترق هذه المرة تابعاً لأي جهة أمنية … لأنه لو كان كذلك لتم اعتقال …. (مؤسس المنصة) بدلاً من نشر صورته وكشف هويته. ولا نستبعد أن يكون الهاكر من أنصار التنظيم نفسه … فشخصية … (المؤسس) كانت ولا زالت جدلية حتى داخل التنظيم ولا زلنا نتذكر أن بعض الأنصار كان ينظر إليه بعين الريبة.“
داعش الساحل
لوحظ هذا الأسبوع أن داعش بدأ يستخدم لفظ ”ولاية الساحل“ كتنظيم إداري منفصل عمّا يُسمى ولاية غرب إفريقيا. ولاية الساحل تغطي مالي، وبوركينافاسو، والنيجر وكانت تُعرف إعلامياً بـ داعش في الصحراء الكبرى. أما غرب إفريقيا فتشير أساساً إلى الدول التي تتشارك حوض بحيرة تشاد وأهمها نيجيريا.
مينا اللامي، الخبيرة في شؤون الجماعات الجهادية في BBC Monitoring، علّقت بأن: ”هذه الخطوة ربما جاءت بناء على تعليمات من الخليفة الجديد، أبي الحسن الهاشمي القرشي“ ولفتت إلى أن هذا الإجراء يأتي بعد شهر من انسحاب فرنسا من مالي.
العام الماضي، أعلنت فرنسا عن قتل أبي الوليد الصحراوي زعيم داعش في الصحراء ونائبه عبدالحكيم الجزار في هجمتين مختلفتين. ولم يعلن التنظيم عن ”خليفة“ لهما.
حرب قديروف
تدخل الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الثاني خلافاً لكل التوقعات التي قالت إن موسكو ستحسم الأمر في أيام. في هذه الحرب التي تتفوق فيها روسيا عسكرياً على أوكرانيا، استغلت روسيا جمهوريتين حليفتين من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق يرى فيهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يحب أن تكون عليه أوكرانيا. الجمهوريتان هما بيلاروسيا التي أدخلت قوات روسية إلى شمال أوكرانيا، وجمهورية الشيشان التي لم يتأخر رئيسها رمضان قديروف عن إرسال مقاتلين إلى كييف في الأيام الأولى للحرب وكأن الحرب حربه.
الرجل أثار ولا يزال جدلاً كثيراً بسبب تحالفه الأعمى مع بوتين. لكن يبدو أن هذه الحرب ستأتي عليه بالخراب مع ظهور مؤشرات على عزوف عن ”التطوع“ للقتال بالرغم من المغريات المالية.
الصحفية والأكاديمية، الدكتورة فيرا ميرونوفا، كشفت أن قديروف بات يعاني ”نقصاً“ في أعداد المتطوعين للذهاب إلى أوكرانيا؛ ”فبدأ يجند الشيشان الذين سجنوا في قضايا إرهاب وتطرف وأفرج عنهم إفراجاً مشروطاً.“ وتضيف أن سلطات قديروف يهددون هؤلاء بالذهاب إلى أوكرانيا أو تلفيق تهم خرق شروط الإفراج فيُعادون إلى السجن.
تقول ميرونوفا إن هؤلاء يُرسلون حصراً إلى مدينة ماريوبول جنوب أوكرانيا ”لأنها بعيدة عن خط التماس فلن يتمكنوا بسهولة من الانشقاق والانضمام للجانب الأوكراني.“ وتنوّه إلى أن ناشطين شيشان ومعارضين لقديروف بدأوا يعملون في اتجاه معاكس – مع أوكرانيا لتسهيل انشقاق هؤلاء.
وفي موقع آخر، تضيف ميرونوفا أن الحكومة الشيشانية تغري ”المتطوعين“ بمبلغ ٢٣٠٠ دولار مكافأة عند التسجيل و١٠٠٠ دولار راتباً شهرياً. وتلحظ أن هذا لم يعد يكفي لاستقطاب متطوعين ”لأن الشيشان باتوا يدركون كم أصبحت الحرب بشعة.“
وهذا ليس في صالح قديروف الذي يريد من الحرب أن تعزز حظوظه عند بوتين؛ حتى إنه أعلن هذا الأسبوع عن حساب على التلغرام بالعربية لما قالت عنه ميرونوفا إنه مؤشر على ”لعب“ بطاقة الدين والتقرب إلى العرب والمسلمين.
في مقال نشرته الغارديان بعنوان ”خسائر الشيشان في أوكرانيا قد تُصيب الزعيم رمضان قديروف في مقتل“ وكتبته إيما غراهام هاريس مع فيرا ميرونوفا نقرأ أن ثمة خلافات بين القادة الشيشان والاستخبارات الروسية. فالمقاتلون الشيشان يقولون في فيديوهاتهم التي يبثوها من ساحة المعركة إنهم يقاتلون تحت إمرة قديروف وليس الروس. كما أنهم يصرون على تسمية القتال حرباً خلافاً لتعليمات الكرملين التي تفرض استخدام عبارة ”عملية خاصة.“
حتى الآن، لا يملك بوتين إلا أن يتمسك بالرجل. لكن ثمة سبب آخر لمشاركة قديروف الحرب وهو وجود فرقتين شيشانيتين تقاتلان مع أوكرانيا. تتألفان من شيشان المهجر الذين ”يبغُضون“ قديروف ويسعون للإطاحة به. وبالتالي فإن كسر شوكة أوكرانيا، سيريح قديروف من أعدائه، أو هكذا يظن.
الهيئة وإدلب
ظهر أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام فيما قالت معرفات موالية للهيئة إنه ”تلبية“ لدعوة من أهالي أريحا وجبل الزاوية جنوب إدلب.
في الاجتماع، امتدح الجولاني ما اعتبرها إنجازات في إدلب ومحيطها جاءت بالرغم من ”حرب“ دائرة. وقال إن القوة العسكرية للهيئة ”ممتازة“ وإن الجبهات باتت تستطيع الدفاع عن المنطقة بل واستعادة مناطق أخرى.
معارضو الهيئة يتهمون الجولاني ”بتسليم“ مناطق للنظام عن طريق إضعاف الفصائل التي ترابط فيها.