أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٤ إلى ١٠ أبريل ٢٠٢٢. إلى العناوين:
– والد ”حرة الهند“ يقول للظواهري: دعنا وشأننا!
– هيئة تحرير الشام تفرج عن المكي القيادي في حراس الدين، ومصدر في الهيئة يقول لنا إن الإفراج ”مشروط“
– الجهاديون يشيدون بتقارب طالبان مع الصين وروسيا متناسين جرائم البلدين في حق المسلمين
وضيف الأسبوع، الأستاذ هشام النجار. الباحث المصري والصحفي في الأهرام. ويكتب في مواقع عربية دولية مثل عرب اللندنية. نتحدث معه عن جملة من المواضيع مثل تقارب إندونيسا مع طالبان – محاولة احتواء؛ ومحاكاة الدراما الرمضانية لواقع الإرهابيين.
”حرة الهند“ تُنكر الظواهري
نشرت مؤسسة السحاب الذراع الإعلامية لقيادة القاعدة المركزية تسجيلاً مرئياً مقتضباً ظهر فيه زعيم التنظيم أيمن الظواهري وهو يشيد بطالبة هندية مسلمة اسمها موسغان خان قاومت شباناً هندوساً استهزؤوا بحجابها في حادثة شهيرة وقعت في فبراير الماضي.
ماذا يهمنا من الفيديو؟
أولاً، لم تعد السحاب تنشر شيئاً ذا علاقة بما يحدث في أفرع التنظيم المتهالكة؛ ولم يعد الظواهري على ما يبدو معنياً بغير تأليف الكتب ونظم الشعر. يقول أنصار التنظيم إن قيادة الظواهري لا مركزية. ونقول إن مشاكل الأفرع جوهرية تتعدى اللامركزية.
ثانياً، في الفيديو إثبات أن الظواهري على قيد الحياة بعد شائعات وفاته في ٢٠٢٠. وكما قلنا مراراً ومنذ بداية انطلاق الشائعات إن مسألة حياة أو وفاة الظواهري لا تعنينا نحن، بل يجب أن تعني أنصار التنظيم عندما يُطرح سؤال: من يقود القاعدة؟ هل هو الظواهري؟ أم أحد أعوانه مثل سيف العدل الذي يعيش في إيران مع عائلته ووالد زوجته أبي الوليد المصري؟ وقد بينا مراراً كيف أن فرصتين سنحتا لسيف العدل لمغادرة إيران – خرج في الأولى وعاد ورفض الخروج في الثانية وفضل البقاء في طهران. والد زوجته غادر طهران إلى مصر بعد عزل الرئيس حسني مبارك، ثم اختار العودة إلى طهران حيث يعيش ويعمل. هل يقبل أنصار القاعدة أن يقودهم رجل يعيش في أكناف إيران؟ هذا هو السؤال.
ثالثاً، وهذا هو المهم، وهو أن الظواهري بشعره ونثره يقدم خدمة للمتطرفين الهندوس المتكالبين على المسلمين في الهند، ويعزز ادعاءاتهم الكاذبة في حق المسلمين هناك.
منذ نُشر الفيديو، تحدث محمد حسين، والد مسغان، إلى الإعلام الهندي مستنكراً أن يمتدح إرهابي ابنته، واعتبر أن عائلته في غنى عن هذا ”الاهتمام غير المرغوب … الذي سبب صداعاً“ لهم وقال عن الظواهري ومن لفّ لفيفه: ”فليهتموا بشؤون بلادهم ولا حاجة لنا بأن نوجع رؤوسنا بما يقولون.“
الإمام عمر أحمد إلياسي، رئيس منظمة أئمة الهند المؤسسة في ١٩٧٦، أي قبل القاعدة وبن لادن، قال: ”الحجاب شأن داخلي .. لا نحتاج إلى نصيحة من القاعدة.“
آخر الحراس … الإفراج المشروط
تناولت حسابات مناهضة لهيئة تحرير الشام في إدلب خبر خروج عدد من قادة تنظيم حراس الدين، فرع القاعدة في الشام، المعتقلين لدى الهيئة منذ صيف العام ٢٠٢٠.
حساب مزمجر الشام قال إن من بين المُفرج عنهم أبا عبدالرحمن الحارثي المكي، عضوَ مجلس شورى التنظيم والقياديَ البارزَ فيه. المكي، وهو سعودي الأصل، اعتقل في ٤ أكتوبر ٢٠٢٠. في مارس ٢٠٢١، حُكم على المكي بالسجن خمسة أعوام. وقبل ذلك أعلنت الهيئة أن المكي مسؤول عن تشكيل خلايا سرية بعد حملة الهيئة على الحراس في تموز ٢٠٢٠.
في سبتمبر الماضي، أعلن المكي وغيره من المعتقلين الإضراب عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقالهم. وفي ديسمبر، قيل إنه نُقل إلى المستشفى لتردي حالته الصحية.
مصدر قريب من هيئة تحرير الشام قال لنا إن إطلاق سراح المكي جاء ”لانتهاء محكوميته“ موضحاً أنه اشتُرط على الرجل عدمُ الانضمام إلى جماعة أو تشكيلُ أي فصيل.
ولم يتضح بعد ما إذا كان المكي سيبقى في إدلب أو يرحل إلى مناطق درع الفرات كغيره من معارضي الهيئة، أو يذهب إلى تركيا كآخرين مثل الشرعيين المنشقين ماجد الراشد وعلي العرجاني الذي عاد أخيراً إلى بلده الكويت.
طالبان واقتصاد المخدرات
قالت حكومة طالبان إنها حظرت زراعة الخشخاش المخدر الذي يُستخرج منه الأفيون والمورفين. الباحث محمد صفر الذي ألف كتاباً عن حركة طالبان ويعرف المنطقة جيداً، علّق في حسابه على فيسبوك: ”من أكذب ما قرأت خلال الأيام الماضية! … وكنت قد كتبت في كتابي … أن الحركة تعتمد بشكل كبير في تمويل انشطتها على زراعة … الأفيون ولذلك كانت تستهدف القوات الحكومية المختصة بمراقبة عمليات زراعة الأفيون.“
وفي دراسة حديثة نشرها معهد بروكينغز، تفصل الباحثة Vanda Felbab-Brown موقف طالبان من المخدرات منذ تأسيسهم إلى صعودهم الأول ثم هذا الثاني. ومما تقوله إنهم في فترة حكمهم الأولى تبنوا اقتصاد المخدرات وحاولوا تنظيمه وكانوا يفرضون ضرائب تحت مسمى ”زكاة“ على المزارعين والمهربين وصلت قيمتها إلى ٢٠٠ مليون دولار سنوياً.
ولفت مما كُتب عن المسألة ما قاله الدكتور ديفيد مانزفيلد الذي يعتبر حجة في هذا الموضوع. في ٢٠١٦ ألف كتاباً بعنوان: دولة على الرمال – كيف اضرّ الأفيون بأفغانستان. في حسابه على تويتر يلفت إلى أن الحظر يأتي في موسم حصاد الخشخاش، وعليه يقول: ”يجب أن ننظر إلى هذا الإعلان على أنه محاولة لإعادة صياغة النقاش السياسي: لتشتيت الانتباه عن أمور لا تريد حكومة طالبان التحدث فيها مثل تعليم البنات … وهي محاولة للضغط على المجتمع الدولي ليستجيب إلى ما قد يعتبره تضحية من طالبان وخدمة للعالم (يتوجهون بها إلى) الجهات المانحة للاعتراف بها وتقديم المساعدة وتخفيف العقوبات الاقتصادية.“
طالبان ونفاق الجهاديين
علاقة طالبان بدول إشكالية في عرف الجهاديين تطورت هذا الأسبوع. فسلمت روسيا السفارة الأفغانية في موسكو إلى حكومة طالبان؛ فيما زار وزير الخارجية الصيني كابول وألمح إلى أن بكين ستعترف بحكومة طالبان عندما يحين الوقت.
وفيما يُشيد جهاديون مثل المقدسي بهذا التقارب، ينسون أن روسيا لا تزال تقصف السوريين في الشام؛ وأن الصين لا تزال تضطهد الإيغور المسلمين في شنجان.
الغزي للمقدسي: ”كلام خبص وتهجيص“
أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الجناحُ العسكري لحركة (فتح)، مسؤوليتها عن عملية تل أبيب التي نفذها رعد حازم والتي أسفرت عن قتل ثلاثة إسرائيليين.
مرة أخرى، يتململ الجهاديون لأن منفذ العملية ينتمي إلى فتح. أبو محمد المقدسي، منظر الجهادية، في حسابه على تويتر كتب: ”منفذ العملية أمس … فتحاوي بالوراثة، ومع ذلك انطلق من المسجد؛“ في تكرار لما قاله سابقاً عن الفتحاوي ضياء حمارشة منفذ عملية ”بني براك“ داعياً إلى ”عدم التعجل بالحكم“ على انتماء هؤلاء الشباب لهذه الجماعة أو تلك.
المقدسي يتعامل مع هؤلاء الشباب فرادى وليس جماعات. يقول: ”فالمسألة ليست بالتحكم والانتقائية ولا بالمسمياتِ وحدَها؛ بل مربوطة بحقيقة وظيفة الشخص و… عمله.“ يكرر المقدسي هنا موقفَه من حماس ويُعمل فيهم نظريتَه أن ثمة فرقاً بين ”القوة التنفيذية الذين هم شرطة الحكومة … وبين القساميين.“ وقد بيّنا في هذا البرنامج فتاوى الرجل وأعوانِه فيما يتعلق بالحكم على حماس وكيف أن هذه الفتاوى تنتهي إلى تكفير حماس وأن ”التفصيل“ بين كتائب القسام وحكومة حماس غير واضح، بل وغير منطقي.
يهمنا هنا أمران. أولاً، يجد الجهاديون أنفسهم في موقف حرج عندما يدركون أن ما يعتبرونه فضيلة ليس حكراً عليهم.
وثانياً، انبرى من يحاجج المقدسي، فيُسأل عن حكم الجيوش وإن انطبق عليها ما ينطبق على حماس وفتح مثلاً. يرد: ”يجب التفريق بين عسكر لا يقاتل إلا العدو … وبين العسكر الذين هم جند الطواغيت“.
يرد عليه نائل بن غازي الموالي لهيئة تحرير الشام ويسأل: ”فعلى أي قاعدة إذن حَكمَ الرجلُ نفسُه بتكفير أمنيي الهيئة وهم الذين يقاتلون عدواً صائلاً؟!“ وينتهي إلى أن كلام المقدسي ”خبص وتهجيص.“
مركز ثقل داعش
نشر حساب Jihad Analytics حصيلة هجمات داعش منذ بداية العام وعلّق أنه ”للمرة الأولى في تاريخ هذه الجماعة، لم يعد العراق مسرح أكثرِ هجماتهم، بل أكثرُها كان في نيجيريا غرب إفريقيا.“
صحيفة التنظيم الأسبوعية، النبأ، عنونت صفحتها الأولى بحصيلة هجمات التنظيم في نيجيريا خلال أسبوع. إلا أن التنظيم على ما يبدو يعيش أسوأ أحواله في ذلك البلد. في سلسلة مقالات أعدها الصحفي النيجيري Zagazola على موقع أخبار الآن، نجد أن داعش يعاني من هجمات يشنها ضده كل من فلول بوكو حرام الذين رفضوا الانضمام للتنظيم بعد قتل أبي بكر شيكاو في مايو ٢٠٢١؛ ومن القوات الإفريقية المشتركة التي بدأت عملية واسعة في محيط بحيرة تشاد.
مبايعو داعش: من الغائب؟
نشرت خدمة BBC Monitoring المتخصصة في رصد أخبار الجماعات الجهادية حصيلة البيعات التي تلقاها زعيم داعش الجديد أبي الحسن الهاشمي القرشي. الصحفي Paul Brown لاحظ غياب بعض الأفرع أو الولايات التي قدمت بيعات للزعيم السابق وهي من تركيا وأذربيجان وبنغلاديش والقوقاز وتونس.
إندونيسيا تسعى لاحتواء طالبان
ونرحب هذا الأسبوع بالأستاذ هشام النجار. الباحث المصري والصحفي في الأهرام. ويكتب في مواقع عربية دولية مثل عرب اللندنية. شكراً جزيلاً لوجودك معنا مرة أخرى في البرنامج.