أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٠ إلى ٢٧ يونيو ٢٠٢٢. إلى العناوين:
- قاعدة اليمن تقر بخروج مقاتلين لها عن أمرها في أبين
- إعلام مقرب من جماعة شباب الصومالية يلخص دراسة دولية عن خيار مفاوضات بين الجماعة والحكومة
- وفي تقليعة جديدة، المقدسي يقول: ليس كل المواطنة مذمومة!
وضيف الأسبوع، الأستاذ عمر البشير الترابي، رئيس التحرير في مركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي. يحدثنا عن مناهج المواطنة في الوطن العربي؛ عن الحاجة إلى تعاون بين العراق ونيجيريا لدحر داعش في ملاذات إفريقيا، وأين يخطئ الباحثون في فهم الإرهاب.
قاعدة اليمن: سوء إدارة وتمرد
نشرت القاعدة في اليمن بياناً موجهاً إلى قبائل ”أهل السنة في أبين“ جنوباً. ونتوقف في هذا البيان عند أمرين. أولاً، يقر التنظيم بخروج بعض مقاتليه عن أمره في شن هجوم أخير ضد جنود يمنيين على خط أحور الساحلي في أبين وقال إنه تم ”بصورة فردية“ وإن منفذيه ”خالفوا بهذه العملية الأوامر الواضحة بعدم القيام بأي عمل ضد حكومة شُقرة في هذه المرحلة،“ حسبما جاء في البيان. شُقرة مدينة في محافظة أبين.
وهنا نسأل: كيف يدير التنظيم شؤونه؟ هل ما حدث كان انقطاعاً في الاتصال أم تمرداً على قيادة التنظيم؟
ثانياً، ليست المرة الأولى التي يحذر فيها التنظيم ويتوعد القبائل السنية في اليمن. القاعدة كما في كل مكان يدّعون أنهم حماة السنة ولكنهم الأشد عليهم.
هل تقلد شباب الصومالية طالبان الأفغانية؟
نشرت معرفات موالية للقاعدة مقالاً كتبته وكالة شهادة الإخبارية المقربة من جماعة شباب الصومالية.
المقال يتناول دراسة أخيرة نشرتها مجموعة الأزمات Crisis Group عن خيارات الضلوع في عملية سياسية تجمع الحكومة الصومالية وجماعة شباب.
لم تعلق شهادة على الدراسة وإنما استعرضت التقرير بالترجمة والتلخيص. لكن يلفت أن شهادة لم تستنكر الفكرة؛ فهل يعني هذا قبولاً مبطناً من جانب شباب بحيث تحذو الجماعة حذو طالبان؟ ربما.
الدراسة التي نشرتها مجموعة الأزمات بتاريخ ٢١ يونيو خلُصت إلى أن الحرب مع شباب استمرت ١٤ عاماً ولا يبدو أنها ستنتهي إذ أن هزيمة جماعة شباب عسكرياً لا يبدو أمراً ”ممكناً.“ وبالتالي، تنظر الدراسة في أهمية البحث عن طرائق أخرى قد تجلب السلام ومنها أن تدخل الحكومة الصومالية في حوار مع الجماعة من دون أن يلغي ذلك استمرار العمليات العسكرية.
تقر الدراسة بأن هذا الحل غير مضمون ولكن ”المحاولة تستحق.“ وفي المحصلة، تقول الدراسة إنه إن رفضت جماعة شباب عرض الحكومة بالجلوس على طاولة حوار، فإن الصوماليين سيلقون باللوم على شباب في إطالة أمد هذه الحرب. تختم الدراسة: ”تكلفة استمرار الصراع يحتم ضرورة إبقاء خيار الحوار مطروحاً. رفض هذا الخيار سيضع الصومال رهينة حرب لا نهاية لها.“
مفهوم المواطنة عند المقدسي
نضيئ كل مرة على البون الشاسع في التنظير بين المنظرين والأنصار والجماعات المحسوبة على الساحة الجهادية.
هذا الأسبوع تطرق أبو محمد المقدسي لمفهوم الوطنية. ما نعرفه أن الجهاديين يستنكرون المواطنة كما يستنكرون الديمقراطية؛ فلا يجوز بأي حال الانتساب إلى وطن أو جغرافيا.
لكن المقدسي هذا الأسبوع فَصَل بين نوعين من المواطنة بما يرجح كفة الميزان لطالبان على حساب هيئة تحرير الشام تحديداً.
في صلب هذا التمايز كان لقاء مسؤولي طالبان مع السيخ في كابول بعد هجوم داعش على معبدهم في ١٩ يونيو؛ يقابله لقاء الجولاني مع دروز جبل السماق في إدلب في ٩ يونيو. في الأول، خصص مسؤولو طالبان مساعدات نقدية لمتضررين، وعرضوا ترميم المعبد؛ وفي الثاني، طمأن الجولاني الدروز وقال إنهم شركاء في الثورة.
أما المقدسي فيقول إن ”مبدأ المواطنة“ غير مذموم بالمعنى المطلق؛ فهناك مواطنة ”شرعية“ كتلك التي يمارسها طالبان تجاه السيخ. أما غير الشرعية أو ”الطاغوتية“ كما يصفها فهي تلك التي ”تساوي“ بين تلك الطوائف والمسلمين كما تفعل هيئة تحرير الشام عندما قال الجولاني للدروز ”حالكم حالنا.“ في نفس الوقت، استنكر المقدسي أن يعرض مسؤولو طالبان ترميم المعبد باعتباره يدعو إلى كفر.
أبو محمود الفلسطيني الذي يعارض المقدسي وصف تفصيل المقدسي بأنه ”تخبيص.“
داعش: إلى إفريقيا
استمراراً لما بدأه داعش قبل أسابيع تحت عنوان الهجرة إلى إفريقيا، نشرت المعرفات الرسمية للتنظيم مرئياً من خمس دقائق بعنوان ”من أرض الشام إلى ليوث إفريقيا“ تحدث فيه أكثر من شخص مشيدين بالتنظيم في إفريقيا عامة وفي الغرب خاصة، متعهدين ”بالنفير“ والمؤازرة.
ما بعد درع الفرات وغصن الزيتون
انتهت الحملة في غصن الزيتون ودرع الفرات التي بدأت في ١٨ يونيو. هيئة تحرير الشام لم تعترف قط بأنها وجهت أرتالاً إلى المنطقة انتصاراً للمنشقين من الفرقة ٣٢ أو القطاع الشرقي لحركة أحرار الشام في نزاعهم مع الفيلق الثالث او الجبهة الشامية المنضوية تحت لواء الجيش الوطني السوري.
لكن الحسابات الرسمية لحركة أحرار الشام نقلت أنه تم إبرام اتفاق بين الحركة والجبهة الشامية يتم بموجبه ”إطلاق سراح الموقوفين وفك الاستنفارات وإزالة الحواجز والعودة للحالة الطبيعية في كافة القطاعات والمناطق.“ كما نقلت صوراً من لقاءات عقدتها قيادة الحركة مع كوادرها وعسكرييها.
على الجانب الآخر، نشر الفيلق الثالث بتاريخ ٢٢ يونيو بياناً حول ما وصفها بـ”أحداث إنفاذ القانون ورد العدوان عن المناطق المحررة.“ كرر البيان ما قاله سابقاً عن أن جهات وصفها بـ”أيادي البغاة“ المعارضين لـ”مشروع يحفظ أمن المناطق المحررة ويزيد فاعلية الجيش الوطني“ حرضت مجموعات من الفرقة ٣٢ على الانشقاق.
فتحرك الفيلق لتطبيق قرارات لجنة الإصلاح. وهنا يتهم بيان الفيلق مرة أخرى هيئة تحرير الشام بالتورط في المسألة ويقول إن الأمر ”أزعج هيئة تحرير الشام وهو الأمر الذي كانت تنتظره …التدخل السافر لفرض وصايتها على المناطق المحررة ودفعها لإرسال أرتال إلى منطقة غصن الزيتون بحجة الدفاع عن المنشقين.“
وختم البيان بدعوة عناصر الجيش الوطني ”بمختلف فيالقه وتشكيلاته“ إلى الوحدة.
في الأثناء، نقلت حسابات معارضة للهيئة أن مظاهرات شعبية انطلقت في درع الفرات وغصن الزيتون ضد الجولاني وضد ”بعض الفصائل المحسوبة على الثورة“ التي قيل إنها مهدت للهيئة تمددها المحدود في المنطقة مثل فيلق الشام.
في إحدى المظاهرات، رفع المتظاهرون شعارات ساووا فيها بين الهيئة والنظام السوري وكتبوا: ”اسم مختلف وهدف مشترك.“
معارضون قالوا إن ثمة ”مجموعات سرية“ تعمل لصالح الجولاني ضمن تشكيلات الجيش الوطني وهي ما تسبب في الاختراق الأمني الأخير.
أما مؤيدو الهيئة فقالوا : ”انتهى القتال بين الفصائل في الشمال كما انتهى غيره من قبل، ولم يبق منه إلَّا المواقِف.“
الفرغلي الباقي
نقلت معرفات معارضة للهيئة خبر عزل الشرعي أبي الفتح الفرغلي من مهامه. الفرغلي عضو لجنة الإفتاء في الهيئة ومن القلائل الباقين فيها بعد انشقاق أو تحييد شرعيين مثل أبي طلحة المسير وأبي اليقظان المصري والمحيسني وغيرهم.
تساءل أصحاب الحسابات هذه عن الأسباب التي دفعت مظهر الويس الشرعي العام للجناح العسكري في الهيئة لهذا القرار.
لكن عصام خطيب الذي كان محققاً لدى الهيئة قبل انشقاقه اعتبر أن العزل من الإفتاء جاء لتعيين الرجل في منصب آخر مثل التحقيق.
معضلة علم “الثورة”
مما رشح عن أحداث منتصف يونيو التي حاول كل طرف فيها أن يمثل ”الثورة،“ ظهر فيديو قيل إنه عنصر من هيئة تحرير الشام يدوس فيه علم الثورة.
مؤسسة أمجاد الذراع الإعلامية للهيئة نشرت بياناً وصفت فيه الفيديو بالمجهول مؤكدة أن لا علاقة للهيئة به بل إنه يخالف ”توجه“ الهيئة ولا يمثل ”ثورتنا الأبية.“
ولفت البيان إلى أن بعض الحسابات ”تسرع“ في توجيه أصابع الاتهام إلى الهيئة دون تثبت أو دليل.“
من المعارضين حساب باسم ”محب الشيخ أبو محمد المقدسي“ كتب ”ياليتكم تشجبون الظلم الذي ملأ سجونكم!“