أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٧ يونيو إلى ٣ يوليو ٢٠٢٢. إلى العناوين:
- شهد شاهد من أهلها … من أرشيف أبي القسام الأردني: سيف العدل يعيش حياة طبيعية حراً طليقاً في إيران
- القاعدة تفشل مجدداً في حماية أفرادها من قتل حتمي في شمال سوريا والأنصار يلجأون للخدعة
- داعش يبدأ حملة لتجنيد الأكراد
وضيف الأسبوع، الأستاذ الدكتور زيد عيادات، نائب رئيس الجامعة الأردنية لشؤون العلاقات الدولية، ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية.
له مؤلفات أخيرة مثل: “الإسلام، الدولة والحداثة: محمد عبد الجابر ومستقبل العالم العربي” و”الهجرة والأمن والمواطنة في الشرق الأوسط”. بالإضافة إلى كتاب: “الجهاديون الأردنيون وانهيار دولة داعش“ مع الدكتور محمد أبو رمان وصدر في يونيو ٢٠٢٢.
معضلة سيف العدل
نشرت ”جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان“ التابعة لتنظيم القاعدة ومقرها شمال غرب نيجيريا، العدد الثاني من صحيفة ”صوت القارة السمراء“ بعنوان ”خطر الحرب الإعلامية والتعليمية والصحية في نيجيريا.“
أهم ما جاء في هذا العدد هو كيف انبرت الجماعة للدفاع عن العلاقة الإيرانية فيما يتعلق بسيف العدل أحد أبرز قادة القاعدة المتبقين والمرشحين لخلافة زعيم التنظيم أيمن الظواهري.
في الصفحة ١٨ من هذا العدد حاولت الجماعة تفنيد ”حقيقة التحالف بين تنظيم القاعدة والنظام الملالي في طهران،“ واعتبرت أن هذا الكلام هو ”إشاعات يتداولها خصماء تنظيم القاعدة.“ بل تنفي الجماعة أن يكون سيف العدل في إيران أصلاً مستندين في ذلك إلى صفقة تبادل الأسرى مع فرع القاعدة في اليمن في ٢٠١٥ التي كان سيف العدل ضمنها. وبالتالي، تصر الجماعة على أن ”سيف العدل حر الحركة طليق“ خارج إيران.
نقول: الدلائل على العلاقة بين إيران والقاعدة وعلى أن سيف العدل يقيم في طهران موجودة. لكن نذكر اليوم دليلاً واحداً فقط وهو شهادة أدلى بها قيادي رفيع كان ضمن صفقة التبادل ذاتها التي تستشهد بها أنصارو: أبو القسام الأردني، خالد العاروري، صهر أبي مصعب الزرقاوي. أبو القسام كان القائد العسكري في تنظيم حراس الدين في الشام حتى قتله في يونيو ٢٠٢٠.
خلاصة الشهادة أن سيف العدل يعيش حراً طليقاً في إيران. فإن أصر أنصارو على التشكيك فيما قال العاروري، فليرد عليهم أصحاب العاروري.
في أكتوبر ٢٠١٧، نشر حساب ”محبي الدكتور سامي العريدي“ على التلغرام شهادة كتبها أبو القسام حول قرار جبهة النصرة سابقاً/هيئة تحرير الشام فك الارتباط مع القاعدة. الحساب لم يعد موجوداً، لكننا استرجعنا نسخاً من المنشور على الإنترنت في حساب باسم (وحيد) وضمن سلسلة ترجمها الباحث أيمن جواد التميمي، وترجمها موقع Long War Journal ضمن الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر ٢٠١٧.
في هذه الشهادة يرد العاروري على عبدالرحيم عطون شرعي النصرة الذي رفض قراراً بعدم فك الارتباط جاء من سيف العدل وأبي محمد المصري باعتبار أنهما ”موجودين في دولة عدو (إيران) وهما معذوران في كونهما محتجزين عندها.“ يقول العاروري: ”كونهما في إيران فنعم صحيح وأما كونهما محتجزين فهذا ما كان يجب بيانه وتفصيله فهما بعد صفقة التبادل المعروفة لديكم قد خرجا من السجن.. فهما ليسا محتجزين بما يُفهم ويتبادر للذهن من هذه الكلمة ولكنهما ممنوعان من السفر حتى يجعل الله لهما مخرجا فهما يتنقلان ويعيشان حياتهما الطبيعية إلا السماح بالسفر. فلفظ محجوزين يوهم أنهما في السجن أو الانفراديات أو مسلوبا الإرادة أو نحو ذلك فوجب التنبيه لذلك حتى لا يُجعل ذلك سبباً في الطعن في قراراتهما.“
بالعودة إلى مقال أنصارو، وبعد كل هذا، وبافتراض أن الرجل في إيران، يسألون: ”هل تنظيم القاعدة كله هو … سيف العدل؟! أفإن بدل وغير شمَل الحكم القاعدة أجمع فتكون هي مبدلة ومغيرة إلحاقاً بسيف العدل؟“ نقول: هذا سؤال يُطرح على قادة القاعدة وأنصارها. فإن غاب الدكتور أيمن الظواهري عن زعامة القاعدة لأي سبب من الأسباب، من المرشح لخلافته؟ وإن كان المرشح هو سيف العدل، هل يقبل أنصار القاعدة وقادة أفرعها عقد البيعة لرجل يعيش في كنف إيران؟
أبو حمزة اليمني
حتى بعد تشرذمهم، لا يزال عناصر القاعدة في الشام مستهدفين. هذا الأسبوع، وردت أنباء عن استهداف شخص بالصواريخ على طريق بنش شمال شرق إدلب. الأخبار الأولية قالت إن المستهدف كان قيادياً من (أنصار الإسلام) وهم جماعة مستقلة تسعى هيئة تحرير الشام إلى تحجيمهم.
لكن، القيادة المركزية الأمريكية سرعان ما أعلنت أنها نفذت ضربة جوية استهدفت قيادياً في حراس الدين، فرع القاعدة في الشام، هو أبو حمزة اليمني.
المشكلة هي أن أنصار القاعدة قالوا قبل عام تقريباً وتحديداً في سبتمبر ٢٠٢١ إن ضربة جوية في ذات المكان، بنش، أسفرت عن قتل اثنين من قياديي الحراس: أبي البراء التونسي، عضو المجلس الشرعي، وأبي حمزة اليمني، القائد العسكري.
وقتها وقع غموض عندما نقل حساب مزمجر الثورة السورية أن السيارة المستهدفة كان فيها رجل واحد فقط هو أبو البراء؛ فيما قال الحساب القاعدي الشهير رد عدوان البغاة إن القتيل هو أبو حمزة من دون أن يذكر أبا البراء قط.
هذه المرة، نعت حسابات قاعدية وأخرى معارضة لهيئة تحرير الشام أبا حمزة اليمني إلى أن بدأ البعض يقول إن المستهدف هو أبو هزاع الديري، عنصر آخر في الحراس؛ ملمحين إلى ان أبا حمزة بخير؛ الأمر الذي أثار حفيظة البعض ممن أراد، على غير العادة والمنطق، التمسك بالرواية الأمريكية وإخفاء أمر أن أبا حمزة طليق.
البعض وصف أبا هزاع بأنه قائد عسكري، فيما قال آخرون إنه قيادي سابق في التنظيم. في الحالين، وردت أنباء ان أمنيي هيئة تحرير الشام فتشوا بيت الرجل في إدلب وصادروا هواتف ولابتوبات.
علمنا من مصدر أن أبا هزاع ”على الأرجح“ كان يتواصل مع سيف العدل؛ أفلهذا استُهدف الرجل؟ ربما.
على كل حال، ليست المرة الأولى التي يروج فيها أنصار القاعدة نبأ قتل مستهدفين أو على الأقل يسكتون عنه. في أبريل ٢٠٢١، اعتقلت هيئة تحرير الشام أبا ذر المصري الشرعي السابق في حراس الدين بعد شهور من ملاحقته إثر نجاته من القصف الذي قتل أبا محمد السوداني في أكتوبر ٢٠٢٠. وفي ذلك الشهر أيضاً، أكتوبر ٢٠٢٠، قال الحساب القاعدي الشهير رد عدوان البغاة إن الهيئة قتلت أبا قتيبة برشا في انقضاضها الشهير على تلعادة. لكن بعد أشهر، ورد أن برشا على قيد الحياة وأن خبر قتله كان لحمايته.
المهم في هذا كله هو أن قيادة القاعدة كتنظيم وأفرع لم تعد قادرة على حماية عناصرها على الأقل بتأمينهم خارج مناطق كلها ألغام.
داعش والأكراد
بثت قنوات داعش الرسمية مرئياً جديداً باللغة الكردية بعنوان ”حتى لا تكون فتنة“ هو تحريض للأكراد على المشاركة مع التنظيم لا لإقامة وطن كردي ولكن لتنفيذ أجندة التنظيم.
كان لافتاً أن الإعلان عن هذا الإصدار جاء في صحيفة النبأ الأسبوعية؛ وهو أمر استوقف باحثين في المجال مثل السيدة مينا اللامي، من فريق BBC Monitoring التي قالت إنها أول مرة تصادف هكذا إعلان.
الإصدار فيه مفارقات. فمثلاً، يتوجه بالكلام إلى أكراد العراق وإيران وتركيا، من دون أن يذكر أكراد سوريا.
وإذ يعيبون على مسؤولي كردستان العراق أن تعاملوا مع إسرائيل، يتناسون أنهم تعاملوا مع تركيا في بيع النفط مثلاً.
معارضو داعش على التلغرام لفتوا إلى أن مضمون الإصدار لا يتلاءم مع الحملة الإعلانية التي رافقته ”فيظن (المرء) أنه سيكون إصدار حربي من أوله إلى آخره“ إلا أنه تضمن ثلاث هجمات ”حصلت قبل حوالي سبعة أشهر.“
قناة فضح البغدادي
تذكيراً بالاختراقات الأمنية، نقل حساب ”قناة فضح عبد البغدادي والهاشمي“ ما قال إنه بيان صدر في مايو ٢٠٢٠ عن مكتب إدارة الولايات البعيدة: الإدارة العامة للولايات حالياً في تنظيم داعش. وفيه تعليمات بتشديد الاحتياطات الأمنية عقب الإعلان في نفس الشهر عن اعتقال عبدالناصر قرداش، الذي كان يوماً رئيس اللجنة المفوضة في التنظيم.
يلفت الحساب إلى أن ”العديد من أمراء التنظيم وقعوا في الأسر بعد اصدار هذا التعميم وعلى رأسهم حجي حامد.“
يلفت الحساب أيضاً إلى أن البيان موقع باسم ”أبو عبدالرحمن … الاسم الحركي لفايز العكال (أبو سعد الشمالي)“ الذي يُعتقد أنه قُتل في قصف للتحالف في يونيو نفس العام ٢٠٢٠.
قضاة هتش
فيما انطلقت تظاهرات ضد هيئة تحرير الشام في إدلب، وفيما يقصف الطيران الأمريكي مطلوبين في بنش؛ يعتقل أمنيو الهيئة معارضين في إدلب ومحيطها.
أعلن هذا الأسبوع عن اعتقال القاضي المستقيل حديثاً من الهيئة أبي القاسم الشامي الذي وُصف بأنه كان ”القاضي الأول“ في الهيئة؛ فكان في مهامه ”قاضي الجناح العسكري“ و“مسؤول القضاء الداخلي.“
حساب أبو العلاء الشامي المنشق عن الهيئة نقل أن الأمنيين أودعوا القاضي زنزانة انفرادية ”إذلالاً“ له.
في الأثناء، لم يتأكد إن كانت الهيئة أعفت أبا الفتح الفرغلي من مهامه شرعياً وعضواً في لجنة الإفتاء. سُئل عن الأمر أكثر من مرة في حسابه الفتاوى وكان يرد بأنه لن يجيب عن أسئلة شخصية.