أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١١ إلى ١٧ يوليو ٢٠٢٢ . في هذه الحلقة نسأل:
- كيف أدى اعتقال صانع قنابل داعش في جرابلس إلى قتل زعيم داعش في سوريا؟
- ماذا يريد الجولاني لإدلب؟
- وهل انتهى داعش من سيناء؟
وضيف الأسبوع، الدكتور عمرو عبدالمنعم، الباحث والصحفي المصري. نتحدث معه عن رسالته الدكتوراة التي كانت بعنوان: “موقف الجماعات الإسلامية المتطرفة من قضية التجديد الديني – اغتيال الشيخ الذهبي نموذجاً.”
خمسة داعش الكبار
أعلنت القيادة المركزية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها قتلت ماهر العقال الذي وصفته بإنه واحد من قادة داعش الخمسة الكبار وذلك يوم ١٢ يوليو في ضربة جوية بطائرة مسيرة في جنديريس شمال إدلب قرب الحدود التركية.
بيان السينتكوم قال إن العقال هو زعيم داعش في الشام وكان مسؤولاً عن ”تطوير شبكات داعش خارج العراق وسوريا.“
مصادر في شمال سوريا قالت إن الرجل كان يحمل هوية من المجلس المحلي في مدينة عفرين باسم خالد السُبيح. وكان معه شخص آخر توفي متأثراً بجراحه يُعتقد أنه شقيقه.
هجوم جنديريس هو مكمل لإنزال جرابلس شمال شرق حلب في ١٦ يونيو الماضي والذي نفذته عملية العزم الصلب التابعة لقوات التحالف الدولي. الإنزال أسفر عن اعتقال هاني أحمد الكردي الخبير في صناعة القنابل ”والمسؤول عن تنسيق أنشطة إرهابية في جميع أنحاء المنطقة.“
وقتها، كشفنا في أخبار الآن عن أن المستهدف من الإنزال كان رجلاً اسمه ماهر العقال وهو من أقرباء فايز العقال والي الرقة سابقاً الذي قُتل في الباب في يونيو ٢٠٢٠. البعض يقول إن ماهر هو شقيق فايز.
مهم أن نلفت هنا إلى أن ”اعتقال“ الكردي لا شك أدى إلى قتل ماهر. قيادة تنظيم داعش باتت أضعف من أن تحمي نفسها وبات صعباً حقيقة تتبع أسماء من بقي منهم لأن ذوي الشأن إما قُتلوا أو اعتقلوا.
مسألة أخرى نود أن نلفت إليها هي أننا نتلقى رسائل حول هوية ماهر العقال وعلاقته بإعلام داعش. نبحث في معلومة غير مؤكدة بعد تقول إنه هو أبو عمر المهاجر الناطق الجديد باسم داعش.
وآل العقال ليسوا غريبين على إعلام داعش. نذكر أن أحد مؤسسي وكالة أعماق الرسمية كان خالد العقال شقيق ماهر.
ماذا يريد الجولاني من إدلب ولها؟
ماذا يريد الجولاني لإدلب؟ أي نوع من الحكم يريد هناك؟ هذا هو سؤال المليون.
في ١٦ يوليو، التقى زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني مع وزراء حكومة الإنقاذ الذراع السياسية للهيئة.
مما بثته مؤسسة أمجاد التابعة للهيئة، نستطيع أن نكون فكرة حول ”رؤية“ الجولاني لإدلب وهي باختصار أنه يريد أن تكون إدلب نموذجاً لما وصفه ”بفتح قريب“ في أنحاء مختلفة من سوريا.
يقول الجولاني إن ما يحدث في إدلب ”لم يعد مشروع ثورة ضد ظلم وطغيان وإنما تحول إلى بناء كيان سني لأن السُنّة معرضون إلى خطر وجودي في سوريا … (حيث أن) النظام (السوري) يعمل على استبدال الهوية السنية بأخرى من خلال تجنيس عدد كبير من الشيعة الإيرانيين واللبنانيين.“ ووصف حكم الأسد بأنه ”احتلال طائفي.“
وبالتالي، فإن المرحلة المقبلة بالنسبة للهيئة هي العمل على تطوير جودة المؤسسات والخدمات التي تقدمها حيث أن ”عنوان (المرحلة السابقة) كان توفير الخدمة أما اليوم فنتكلم عن جودة الخدمة.“ ويلفت الجولاني إلى أن ”الثورة ليست فكرة عسكرية فقط … وإنما بناء مجتمع وكيان.“
وهنا، يريد الجولاني لهذه المؤسسات أن تكون نموذجاً مستعداً وقادراً على ”إدارة“ أي مناطق يتمّ ”تحريرها“ في وقت ”قريب“ مثل ”حلب ودمشق واللاذقية وحماة.“ ”يجب أن تكون المؤسسات جاهزة ويجب أن يشعر الناس في المناطق التي ستُفتح قريباً بالفارق الكبير في المستوى الأمني والزراعي والاقتصادي (بين إدارة الهيئة وإدارة النظام.“
معارضو الهيئة وصفوا هذه الجلسة بـ ”الخرط والكذب الكبير“ وأشاروا إلى الجولاني بأنه ”محافظ إدلب.“
المشكلة فيما قاله الجولاني هو أن خطته ”لفتح“ مناطق أخرى في سوريا غير واضحة بالنظر إلى أن الهيئة لم تعد تشتبك مع النظام السوري اشتباكاً حقيقياً وهو النظام المدعوم روسياً وإيرانياً. وثانياً، خطة الجولاني لتطوير مؤسسات إدلب تصطدم بتردي أحوال ساكني إدلب ومخيمات النازحين فيها.
هل خسر داعش سيناء؟
تعليقاً على الهجمات الأخيرة التي يشنها الجيش المصري ضد داعش فيما يُعرف ”بولاية سيناء،“ قال حساب مناهض إن: ” تنظيم ولاية سيناء انتهى وجوده من منطقة غرب رفح“ لافتاً إلى أن الجيش المصري والقبائل المتعاونة معه ” دخلت للمناطق التي كانت محرمة وأقامت صلاة عيد الأضحى.“
داعش يحتفي بـ١١ قاعدياً!
نشرت صحيفة النبأ الأسبوعية الصادرة عن إعلام داعش المركزي في عددها ٣٤٧ الصادر الخميس ١٤ يوليو ٢٠٢٢ أن ١١ عنصراً من القاعدة أعلنوا البيعة لداعش في ولاية الساحل. بعد أيام، نشر الإعلام اليومي صوراً أخرى من دون تفاصيل.
مسمى ”ولاية الساحل“ ظهر في مارس الماضي ويضم داعش في مالي والنيجر وبوركينافاسو والدول المحاذية للساحل الإفريقي.
ولاية غرب إفريقيا تضم نيجيريا وتشاد؛ أما وسط إفريقيا فتضم الكونغو وموزمبيق.
النبأ قالت إن البيعة تمت في يونيو الماضي وإن الأسباب راوحت بين ”موالاة“ القاعدة لمن وصفتهم بالمرتدين والمقصود هنا الجماعات الموالية للحكومة، وبين تمييز القاعدة ضد عناصر و“عوام المسلمين“ المنتمين إلى المناطق الشرقية من البلاد باعتبارهم أقرب إلى داعش.
حساب مناصر لداعش قال ”وشهد على قاعدة الظواهري وسيف الردة شاهد من أهلها“ ، يقصد سيف العدل، معتبراً أن القاعدة في المنطقة تسير على ”نهج“ إدلب وطالبان.
منذ وقعت طالبان اتفاقها مع أمريكا في فبراير ٢٠٢٠، والشائعات تقول إن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المبايعة للقاعدة قد تتوصل لاتفاق مشابه مع حكومة مالي.
هل تحذو شباب الصومالية حذو طالبان الأفغانية؟
شائعات مثل هذا الاتفاق على نهج طالبان لاتقتصر على القاعدة في مالي. ثمة دعوات من مراقبين لعقد اتفاق مماثل بين شباب الصومالية وحكومة مقديشو.
في حلقة سابقة، عرضنا لمقال نشرته وكالة شهادة المقربة من شباب يلخص دراسة دولية عن خيارات ”السلام“ في الصومال. هذا الأسبوع نشرت شهادة تلخيصاً لمقال في الواشنطن بوست الأمريكية تعليقاً على هجوم أخير لشباب بعد شهرين من قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن إعادة نشر جنود أمريكيين في الصومال.
توقفت شهادة عند جمل مثل أن شباب يسيطرون على ٧٠٪ من جنوب ووسط الصومال وأن هجماتهم شكلت ثلث الهجمات الجهادية في إفريقيا العام الماضي. وبالتالي فهم ”الأكبر والأغنى والأكثر فتكاً“ بين فروع القاعدة.
اعتزال داعش الكبير
نشرت قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي التي تختص في كشف كواليس تنظيم داعش مجموعة جديدة من المراسلات تتعلق بداعش في اليمن توثق لأحداث وقعت في الفترة من أكتوبر ٢٠١٥ إلى مارس ٢٠١٧، فيما تصفه القناة بـ ”الاعتزال المشهور“ الذي رفض فيه أكثر من ١٠٠ منتسب قيادة والي اليمن.
وقبل أن نبدأ التفاصيل يذكر هذا ”بالاعتزال الكبير“ الذي كشفت عنه جماعة ”بيضاء الموحدين“ التابعة لداعش وفيه اعتزل قياديون تنظيم القاعدة في اليمن واختلفوا مع زعيمه خالد باطرفي. كان على رأس المعتزلين أبو عمر النهدي.
إذاً، نقرأ في هذه الوثائق أمرين. أولاً، تخبط قيادة داعش المركزية في العراق والشام وبثها رسائل متناقضة تساهم في تشتيت الأنصار. وثانياً نفاق هذه القيادة فبينما تأمر بالتزام مبدأ في مكان تنتهكه في مكان آخر.
تبدأ القصة في أكتوبر ٢٠١٥، عندما أصرت القيادة المركزية على إعلان هوية والي اليمن من باب أن ”الأخوة بحاجة إلى لقاء أميرهم بشخصه وصفته الحقيقية.“ فأعلنت أبا أسامة المهاجر أميراً عاماً على ولايات اليمن. اليوم، داعش يخفي هوية خليفتهم وهو الأولى بأن يُعرف.
بعد شهر من تنصيب المهاجر والياً، بدأت الفتن داخل التنظيم فطرد ١٥ عنصراً بتهمة ”محاولة شق الصف.“
أبو محمد فرقان أبو عبيدة عبدالحكيم أمير اللجنة المفوضة ومسؤول ديوان الإعلام وقتها كتب إلى اليمن رافضاً اتخاذ قرار الطرد دون الرجوع إلى المركز.
المركز لم يحل مشكلة. تفاقمت الأمور في اليمن وأعلن ١٠٠ عنصر اعتزالهم رفضاً للمهاجر ”لإصراره على مخالفاته الشرعية“ مع بقائهم على البيعة للبغدادي.
وبالرغم من أن المهاجر طلب إعفاءه من منصبه إلا أن المركز أصر على إبقائه مع رفض اعتزال العناصر والمطالبة بطردهم وإعادتهم السلاح.
لاحقاً، اعترف المهاجر بقتل عدد من المعتزلين رغم بيعتهم للبغدادي؛ فرد المركز ببيان براءة تنصل فيه من المسؤولية.
الظواهري وأبو الملثم وأبو المكمم وأبو المتخفي وأبو المجهل!
نشرت السحاب الذراع الإعلامية للقاعدة المركزية الجزء السادس من سلسلة صفقة القرن التي بدأت في سبتمر ٢٠٢٠. هذا الجزء والسابق ظهرا بشكل صوتي فقط.
السلسلة الطويلة على ما يبدو تتحدث عن الصراع بين المسلمين والصليبيين وأدوات مواجهة هذا الصراع مثل ”معركة الدعوة“ موضوع الحديث في هذا الجزء.
لم يأت الظواهري بجديد. لكنه يبدو غاضباً أكثر في هذا الجزء. في الجزء السابق كان يطلب النصح من الآخرين. كان يبدو مضطرباً. اليوم يبدو غاضباً. ويطالب بالخلافة ولا سواها موجهاً انتقادات مبطنة لطالبان وهيئة تحرير الشام وداعش. فمثلاً يستنكر أن تهتم جماعة بشؤونها داخل حدودها من قبيل من يقول ”ابتعد عن هؤلاء حتى يرضى عنك الغرب، ومن يقول نحن لنا خصوصية لا شأن لنا بهؤلاء ولا أولئك.“ ويؤكد أنه لا بديل عن ”الخلافة“ في أي نظام حكم.
وهنا، تلفت الخبيرة في شؤون الجماعات الجهادية، مينا اللامي، من BBC Monitoring، إلى ما قاله عن داعش. تقول إن التسجيل لم يأتِ بجديد سوى أن ”الزعيم الجهادي يتمتع بحس الدعابة.“ الظواهري انتقد داعش عندما استنكر الذين يقدمون البيعة لـ“ متقاعدي البعث … أبي المتخفي وأبي المجهل.“