أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٢ إلى ٢٨ أغسطس ٢٠٢٢. إلى العناوين:
- جهاديون يتخذون أفغانستان قبلة، وطالبان تقول: لا نريدكم!
- ”عادل أمين“ يرد على قحطاني هتش: لستُ المقدسي
- جهادي مخضرم يفتح ملفات فساد هيئة تحرير الشام
وضيفة الأسبوع، السيدة شيماء عيسى، الصحفية المصرية المختصة في الثقافة والكتابة الدعوية. تكتب في مواضيع تراوح من مكافحة الإرهاب إلى قصص للناشئة عن إعجاز الله تعالى في الكون
أنصار القاعدة ينتظرون قطراً من السحاب لمّا يأتِ
مساء الخميس ٢٥ أغسطس، أعلنت السحاب الذراع الإعلامية للقيادة العامة لتنظيم القاعدة عن إصدار ”قريب“ هو الأول منذ أعلنت أمريكا قتل زعيم التنظيم أيمن الظواهري مطلع الشهر. فهل سيتعلق الإصدار بذلك الحدث؟
أنصار القاعدة استبقوا النشر باسترجاع تصريحات أخيرة لمسؤولي طالبان يقولون فيها إنهم لم يعثروا على جثة الظواهري في المنزل المقصوف في كابول؛ وبالتالي فإن ”قتله“ لا يزال غير مؤكد. آخرون شرعوا بالدعاء أن يصدر من السحاب ما يريح بالهم.
نُشر البيان بأثر رجعي – مؤرخاً في يوليو ٢٠٢٢، ومؤلفاً من ثلاث صفحات كلها إنشاء مجترّ عن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية في يوليو الماضي.
لا شيء مهم في هذا البيان سوى أنه عزز شعور أنصار التنظيم بأن الظواهري ربما لا يزال حياً؛ وأن البتّ في أمره لن يكون قبل سبتمبر. أحدهم كتب: ”اذا كان الدكتور حي فإنه سيُطِلّ في ١١ سبتمبر وإن كان قد قُتل فاحتمال الإعلان عن القائد الجديد في ذكرى سبتمبر.“
مينا اللامي الصحفية المتخصصة في الإرهاب في ألـ BBC Monitoring علقت بأن هذا هو أول بيان يصدر عن القيادة المركزية للقاعدة منذ أغسطس ٢٠٢١ عندما بارك التنظيم لطالبان سيطرتهم على كابول.
في نفس الوقت، نشرت السحاب العدد السابع من مجلة ”أمة واحدة.“ الجزء السادس صدر في فبراير الماضي. وهنا تلحظ اللامي مرة أخرى، أن اسم الظواهري ذُكر مرة واحدةً فقط باسترجاع قصيدته عن ”حرة الهند“ المنشورة في أبريل الماضي. اللامي تقول إن اسم الظواهري لم يقترن بعبارة حفظه الله أو تقبله الله ما يعني أن وضعه حياً أو ميتاً لا يزال غامضاً.
بن لادن خدع الملا عمر
من نافلة القول الحديث عن حماس أنصار القاعدة لطالبان وكأن أفغانستان هي قبلتهم التالية.
لكن طالبان لا يرحبون بهم. هذا ما يقولونه. المتحدث باسم الجماعة ذبيح الله مجاهد قال للصحفية في أخبار الآن صفاء صالح إن: ”أفغانستان آمنة حالياً ولا توجد بها حرب. إذاً، ليس ثمة حاجة لتأتي الجماعات المقاتلة.“ ويضيف: ”هذه رسالة واضحة … (لـ) الجماعات أو الأفراد الذين يريدون أن يأتوا إلى أفغانستان ويستعملوا أراضينا ضد الآخرين لن نسمح لهم ولا نريدهم ولا حاجة لنا بهم.“
وفي هذا الموضوع، لفت منشور في حساب مناصر قاعدي هو مقطع من فيلم وثائقي بحسبه يتحدث فيه الملا دادالله، وكان قيادياً رفيعاً في طالبان، متشدداً وشديداً عُرف بلقب ”الجزار.“ في المقطع، بحسب المنشور، يجيب دادالله عن سؤال: ”لماذا لم يسلم طالبان أسامة بن لادن بعد هجمات سبتمبر.“ وفي الترجمة التي عرضها الحساب، يقول دادالله إنه ”إذا لزم الأمر فسوف نضحي بأرضنا كلها من أجل حتى تقليد إسلامي واحد.“
وهنا، نود أن نذكر أن طالبان لم يسلموا أسامة بن لادن لاعتقادهم أن الرجل كان بريئاً من هجمات سبتمبر؛ وهذا بناء على ما قاله أسامة بن لادن نفسه بعيد الهجمات. في البداية نفى أن تكون له علاقة، وبعد سنوات، اعترف بأنه خطط ونفذ. كما أن صحيفة المسرى التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن نشرت في ٢٠١٦، مذكرات القيادي أبي بصير الوحيشي وفيها ظهر جلياً تَقوّل أسامة بن لادن على الملا عمر فيما يتعلق بتلك الهجمات. بإمكانكم مراجعة الحلقة ١٣٩ من هذا البرنامج وفيها صوتيات بن لادن من تاريخي نوفمبر ٢٠٠١ وأبريل ٢٠٠٤.
طالبان يختطفون إنجازات الأفغان
رحم الله من قضى في فيضانات هذا العام.
الجهاديون استغلوا هذا الحدث لمدح طالبان على إرسالهم المروحيات لمساعدة المنكوبين. أبو محمد المقدسي جيّر ذلك إلى فعل ”ولاة أمر حقيقيين.“ وتناقلت حسابات مناصرة إعلان وزير دفاع طالبان الملا محمد يعقوب أنهم خلال العام الماضي أصلحوا ٦٠ طائرة استخدموها في الإنقاذ.
ولِنُذكّر المتحمسين لطالبان أن الإنجازات التي ينسبوها إلى الجماعة اليوم هي من صنع الأفغان خلال العقدين الماضيين بعد سقوط حكم طالبان الأول. فتوظيف سلاح الجو الأفغاني لإنقاذ المنكوبين ليس سنة سنّها طالبان؛ بل هي تقليد سار عليه الأفغان قبلهم كما حدث في يوليو ٢٠١٠.
الطائرات التي أعطبتها القوات الأمريكية عند خروجهم من أفغانستان في أغسطس ٢٠٢١ أصلحت فعلاً؛ لكن من أصلحها؟ وكالة رويترز قالت إنه ”ليس واضحاً من وفر الخبرة التقنية لإصلاحها.“
وفعلاً؛ رأينا في بداية سيطرة طالبان على مطار كابول كيف تعامل عناصر الجماعة مع الطائرات واتخذوها لَعِبا. لكن مسؤولي طالبان كانوا قالوا إنهم سيعيدون عناصر من الجيش الأفغاني السابق إلى مواقعهم، وحسناً فعلوا. هؤلاء، وربما آخرون من دول ”صديقة“ هم من أصلحوا الطائرات وحلّقوا بها.
قاعدة اليمن: قتال الحوثيين مؤجل
أصدر تنظيم القاعدة في اليمن كلمة صوتية بعنوان ”الاحداث الأخيرة في شبوة“ بتاريخ أغسطس الجاري منسوبة إلى أبي علي الحضرمي.
بحسب عاصم طه الصبري محرر أخبار اليمن في موقع أخبار الآن، الحضرمي هو ”أبو علي الديسي أحد الفارين من سجن المكلا المركزي في جنوب شرق اليمن في حزيران ٢٠١١. يشغل منصب مسؤول الدعوة في التنظيم بعد ان كان أحد القيادات الحاكمة في حضرموت والبيضاء.“
في هذه الكلمة، كما في بيان سابق في أبريل الماضي، تحرض قاعدة اليمن على السعودية والإمارات وتعتبر أن الحوثيين ”تهديد مؤجل،“ كما وصف الصبري. فالأولوية هي لقتال التحالف.
وقد لا يأتي هذا البيان الصوتي بمعزل عن الجدل الدائر في الشام حول دعوة القيادي في هيئة تحرير الشام أبي ماريا القحطاني فرع قاعدة اليمن إلى فك الارتباط مع المركز.
هذا الأسبوع، يعود إلى النشر المدعو عادل أمين الذي يصف نفسه بأنه ”مجاهد في صفوف القاعدة.“
ذَكَرنا بيان عادل أمين المرة الماضية من دون أن نتوقف عنده ملياً لأنه لم يكن فيه ما يستحق الوقوف: هو ذات الإنشاء وعبارات الذم والسب.
في منشور طويل بعنوان ”إلا الحماقة أعيت من يداويها“ ينفي عادل أمين أن يكون هو أبو محمد المقدسي بعد أن كتب أبو ماريا أن عادل أمين هو اسم آخر ”يختبئ“ وراءه المقدسي. يتساءل عادل أمين: ”هل يحتاج الشيخ أبو محمد أن يختفي وهو يتحدث بصراحة ووضوح في كل مرة على العلن؟“
كلام عادل أمين صحيح. المقدسي يتحدث في كل شيئ وبصراحة. لكنه لم يتحدث في مسألة تحدث فيها أبو ماريا في منشوره ”نصيحة“ – وهي الثلاثي: سيف العدل، القاعدة، وإيران. هل ينتظر المقدسي البت في مسألة خليفة الظواهري؟ حتى لو لم يكن سيف العدل، ألا تستحق هذه العلاقة بحثاً من طرفه؟
الحلقة الماضية من هذا البرنامج كانت مخصصة لهذا السؤال. الدكتور مروان شحادة الذي يعرف المقدسي معرفة جيدة بحكم مجاله العلمي توقع ألا يتطرق المقدسي إلى هذا الموضوع.
فساد الهيئة
لفتت هذا الأسبوع سلسلة من المنشورات من حساب أبي العلاء الشامي وهو من الجهاديين المخضرمين في شمال سوريا، تتعلق بمظاهر الفساد المالي والقضائي لدى قياديين من هيئة تحرير الشام. ركز أبو العلاء على القيادي الشرعي مظهر الويس. فيتهمه في منشور مفصل ببيع صواعق إلى ”جهة مجهولة“ بمبلغ ٢٢٠ ألف دولار وتوزيع هذا المبلغ على أمنيين معروفين مثل أبي محجن الحسكاوي. وفي منشور آخر يتهمه بتزوير أحكام قضائية لما قال إنه ”أكل حقوق الفصائل وسلب أموالها ومقدراتها.“
داعش ليكس
نشطت قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي وقناة علي الكاتب الخاصة، وحساب ”بدون عنوان“ في نشر رسائل ووثائق مسربة من أيام ”دولة“ داعش المزعومة تُظهر تجني قياداتهم على الضعفاء من عناصر التنظيم.
ومنها رسالة توبيخ من والي ولايات العراق حجي تيسير إلى والي صلاح الدين أبي خطّاب حول قضية مقاتلي ”حمام العليل“ الذين اصيبوا بالجرب بعد مكوثهم ستة أشهر في مغارة. ”فلما تفاقمت أوضاعهم الصحية ولم يستجب الأمراء لمطالبهم، قرروا الخروج من المغارة، فقام أبو خطاب بجلدهم ألف جلدة بتهمة الهروب، وأرسل كتاب لحجي تيسير لطلب الأذن بطردهم من الجندية.“ في الأثناء، كان حجي تيسير ”يقيم بشكل دائم مع عائلته في منزل محترم بريف دير الزور الشرقي.“
كما رصد علي الكاتب لردود قنوات التنظيم على التلغرام التي أصبحت ”حلبات صراع“ بين الأنصار وبات ”التخوين والتشهير والتعيير هو العملة المتداولة بين من كانوا في يوم من الأيام رفقاء الدرب وسفراء النوايا الحسنة لـ ‘دولة الخلافة‘ على مواقع التواصل الاجتماعي.“
ولفت إعادة نشر بنود اتفاق الباغوز بين داعش والأكراد في أيام التنظيم الأخيرة. يعلّق حساب علي الكاتب: ”(في ذلك الوقت) جماعة الحجاج … فروا مع عوائلهم وتركوا المستضعفين من المقاتلين والنساء والأطفال والمنكوبين ليلقوا مصيرهم. ”
وتحت عنوان ”جئناكم بالفضح“ عرض الحساب لقناة داعشية اقتطعت مقطعاً من فيديو لمهاجرة تونسية تحذر من كذب التنظيم بعد أن كُفر زوجها وقُتل وتركت وحيدة. القناة الداعشية أخذت المقطع وأرفقته بنشيد عن نساء داعش في مخيمات اللجوء.
حساب ”بدون عنوان“ لفت إلى حوادث قتل أفراد في مخيم الهول مخالفين لداعش. يقول: ” وهذه الأعمال الطائشة تجلب على أهالي المخيم المزيد من المضايقات والأذى من قبل الأكراد. يا تنظيم الدولة؛ مادام أنكم قادرين على تنفيذ عمليات قتل، وإقامة الحدود، على خصومكم بداخل المخيم؛ فلماذا لا تحررون سكان المخيم وتنهون معاناة قاطنيه بدلاً من هذه الأعمال الفردية التي تزيد من معاناة الناس ؟ … (و) إذا كان التنظيم عاجزاً عن تحريرهم بالقوة فلماذا لا يقوم بعمليات تهريب للنساء أم أن تهريب النساء خاص وحكراً على الفئة الحاكمة للتنظيم وبطانتهم المقربة؟“
القاعدة تعد بتخريب الجزائر
وهذا الأسبوع تنشر الأندلس الذراع الإعلامية للقاعدة في المغرب الإسلامي كلمة صوتية لـ أبي ياسر الجزائري بعنوان ”تنوير البصائر بكفر حكام الجزائر. الحلقة الأولى من هذه السلسلة مقدمة يتهجم فيها المتحدث على الديمقراطية والوطنية وعلى المفتين والدعاة الذين يركزون على أسئلة الناس الحياتية اليومية ويعتبر أن توجههم يجب أن ينصب على ”وصف كل امرئ باسمه … من الإسلام والكفر.“