أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٢٦ سبتمبر إلى ٢ أكتوبر ٢٠٢٢. في العناوين:
- نصيحةُ السوريين لثوار إيران: احذروا اللحى المخابراتية! هل يختطف الجهاديون حراك السنة في بلوشستان؟
- مع وقوع مجزرة جديدة في كابول، طالبان عاجزون عن حماية الأفغان
- التعزية بالقرضاوي تظهر انقساماً بين أقطاب الجهادية وعجزاً أمام سلوك طالبان
وضيف الأسبوع، عادل السويدي، مسؤول المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز. يحدثنا عن أهمية انتقال احتجاجات طهران إلى بلوشستان السنية، وكيف إيران تضرب السنة في الداخل والخارج.
الجهاديون خطر على الحراك الإيراني
في غرة الأسبوع الثالث من احتجاجات إيران، انتقلت المواجهات بين السلطة والشعب إلى محافظة بلوشستان في جنوب شرق إيران ذات الأغلبية السنية. المواجهات كانت الأعنف بالنظر إلى عدد الضحايا من البلوش، والقتلى من عناصر الحرس الثوري ومنهم ضباط.
لم يتوقف الجهاديون كثيراً في نقاشاتهم عند هذه المسألة. وعندما تحدث منظروهم فيها، قللوا من شأن الحراك وحصروه في الحجاب.
طارق عبدالحليم من كندا كتب في حسابه على تويتر: ” بغض النظر عن أن ما يجري من اضطراب في إيران هو شرارة من نساء لا يردن الحجاب.. لكن .. قتل فتاة بسبب ظهور خصلة شعر عمل … جبان .. التعزير نعم، لكن القتل ..لا.“
هاني السباعي من لندن وفي خطبة الجمعة يوم ٣٠ سبتمبر صبّ إنشاءه على مسألة الحجاب أيضاً وبطريقة ملتوية بدا مؤيداً الرواية الإيرانية بأن الاحتجاجات مدفوعة بأجندة خارجية. بل إنه سحب هذا الاعوجاج على الأفغانيات اللواتي يُقتلن تحت نظر طالبان.
أهم بل أخطر تفاعل جاء فيما نقله حساب وكالة سداد وهو حساب قاعدي الهوى.
تقول الوكالة إن: ”جيش العدل يعلن عن نزوله للميدان بكل قوته بعد الإعتداء على المتظاهرين البلوش في زاهدان. ويدعو الشعب البلوشي للتسلح والدفاع عن نفسه.“ جيش العدل لم يعلن ولاءه للقاعدة ولكن أنصار القاعدة يتحمسون لهذه الجماعة في كل مرة يصدر عنهم شيئ.
فهل سيسعى أنصار القاعدة إلى اختطاف ثورة السنة في إيران؟ نصيحة جاءت في حساب مزمجر الثورة السورية المعارض لهيئة تحرير الشام والأقرب إلى الثورة كما بدأت قبل أن يختطفها الجهاديون من قاعدة وداعش. وفيها: ”نصيحة السوريين لثوار إيران … (بالتصدي لكل) من يقول جاء لنصرتهم ويرفع شعارات براقة بلحى مخابراتية نجسة فهم سهام غدر وصنيعة أقبية مدرسة محمود غول آغاسي.“ وهذا شخصية بدأت جهادية ثم اتهمها الثوار بالعمل لمصلحة النظام السوري.
طالبان وأمن أفغانستان
صباح يوم الجمعة ٣٠ سبتمبر، فجر انتحاري نفسه في مركز تعليمي في كابول حيث كانت طالبات تحضرن لامتحان القبول في الجامعات. أسفر هذا الهجوم عن قتل العشرات من عرقية الهزارة الشيعية.
حتى ساعة إعداد هذه الحلقة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي يشبه هجمات داعش. فمنذ استعادة طالبان السيطرة على كابول في أغسطس العام الماضي، كثف داعش هجماته ضد الهزارة تحديداً في كابول وغيرها من المدن الأفغانية.
في المقابل، يتهاون طالبان في تقدير خطر داعش حتى قالوا قبل أشهر إنهم ”اندحروا“ ولم يعودوا يشكلون خطراً!
لم يتوقف الجهاديون كثيراً عند هذا الخبر. وإن ذكروه فكان بالقدر الكافي لاتهام داعش وتبرئة طالبان.
ماجد الراشد أبو سياف، القيادي السابق في النسخة الأولى من هيئة تحرير الشام، سأل: ”ماذا بقي لم يفجره الدواعش؟“
أما أبو محمد المقدسي، منظر الجهادية في حسابه الجديد على تويتر، فقد اتهم المقاومة الوطنية في بنجشير بتنفيذ الهجوم وقال إنه ”ثبت تعاونهم“ مع داعش. وبالمناسبة، هو استقى هذا الكلام من حواره مع هارون الأفغاني قبل أسبوعين تقريباً. فعن أي إثبات يتحدث الرجل؟
لكن المقدسي كان محقاً عندما قال إن داعش يفعلون هذا ”لإظهار فشل الإمارة (طالبان) بفرض الأمن.“ صحيح. طالبان فشلوا، وداعش هم الدليل وليسوا السبب.
وعلى تويتر، انتشر هاشتاغ ”أوقفوا إبادة الهزارة“ #StopHazaraGenocide
القرضاوي وطالبان
لم ينشغل الجهاديون ومنظروهم بأحداث إيران أو أفغانستان قدر انشغالهم بالمناكفات في سؤال الترحم على يوسف القرضاوي، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
ظهر البون شاسعاً بين من اختار ذكر مناقب الرجل ومن اختار التذكير بمثالبه.
مخالفوه وهم كُثر ويمثلهم أبو محمد المقدسي وهاني السباعي سكتوا عن موقف طالبان منه خاصة وأن الجماعة أصدرت رسمياً تعزية تشيد به.
السباعي من لندن خلص إلى أن ”سلبيات (القرضاوي) أكثر من إيجابياته حيث ترك إرثاً متوسطاً علمياً، ومتميعاً عقدياً ومنهجياُ.“
المقدسي في حسابه الجديد على تويتر كان له موقف مشابه. وقال في منشورات كثيرة في هذا الموضوع: ” مشكلتنا وخصومتنا اليوم مع مَن يُضلّلون الناس بمنهجه؛ فيلمّعونه وهم يعلمون فتاواه وطوامه؛ فيَضلون بذلك؛ ويُضِلون الناس.“
طلب منه أحد المتابعين أن يتحدث ضد ”أتباع طالبان والقاعدة“ ممن امتدحوه. فأجاب: ”اين مدحته القاعدة؟!“ من دون أن يسأل أو يعلق على مدح طالبان إياه.
لكن صديقه طارق عبدالحليم من كندا علّق على تعزية طالبان وقال: ” يمدحونه ويثنون عليه وهو من افتى للمسلمين الأمريكان بجواز القتال تحت راية الطاغوت الصليبي بوش ضدهم.“
هيئة تحرير الشام، كما طالبان، عزوا بالرجل من خلال المجلس الأعلى للإفتاء.
نون داعش
لفت هذا الأسبوع منشور يتعلق بـ جورجيا ميلوني زعيمة حزب الإخوان الطليان اليميني Brothers of Italy التي فازت في الانتخابات الأخيرة والتي على الأرجح ستقود الحكومة الإيطالية المقبلة.
حساب أبو يحيى الشامي وهو طالب علم في إدلب استقال من هيئة تحرير الشام وتحول إلى صف معارضيها، علّق على حرف ”النون“ الذي يصاحب معرف ميلوني على تويتر مذكراً بـ ”النون“ التي كان يدمغها داعش على بيوت المسيحيين عندما احتلوا الموصل في ٢٠١٦.
علّق أبو يحيى: ”لازالت أفعال داعش تُستعمل كسبب لحشد الحشود ضد المسلمين والدعايات الانتخابية …. كل هذا لا يحصل مع الإمارة الإسلامية بالرغم من تطبيق الإمارة للشريعة الإسلامية.“
وهنا أمران. أولاً، المجتمع الدولي لا يزال رافضاً طالبان. وسلوكهم من المرأة وتعليم البنات لا يختلف عن سلوك داعش.
وثانياً، ماذا عن تعامل بعض جهاديي الهوى في إدلب مع المسيحيين؟ ألا يدعون إلى أن يحتل ”المهاجرون“ منازلهم مثلاً؟ كيف هذا يختلف عن ”نون“ داعش؟
داعش وملفات الاختلاس في اليمن
نشرت قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي مزيداً من ”ملفات ولاية اليمن“ بعنوان ”قضية أبي محمد المهاجر.“ وفيها أن هذا الرجل اختلس مئات آلاف الدولارات من ولاية اليمن والحجاز، بتواطؤ من أمير التنظيم في اليمن أبي أسامة المهاجر. يعلق الحساب: ”لم يتم عزل أبي أسامة المهاجر من منصبه وأبقاه البغدادي يعبث إدارياً وعسكرياً وأمنياً في الولاية.“ الحساب يشير أيضاً إلى أن أمير الإعلام أبا محمد فرقان كان على اطلاع بالمسألة، بل ومتورطاً فيها.