أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 23 إلى 29 يناير 2023 في هذا الأسبوع:
- كيف يتجرأ أغ غالي على قضية الطوارق الوطنية؟
- في ذكرى تأسيس هتش: هل يكون العام السابع بداية النهاية؟
- كيف تعامل داعش العراق والشام مع الصومال “كآلة للصرافة”؟
ضيف الأسبوع، الباحث محمد أغ اسماعيل من طوارق مالي، يتحدث عن اتفاق داعش والقاعدة على تقتيل الماليين.
إياد أغ غالي ومظلمة الطوارق
في 23 يناير، نقلت الزلاقة الذراع الإعلامية لتحالف نصرة الإسلام والمسلمين أن “بعض أعيان قبائل الأزواغ” بايعوا زعيم الجماعة إياد أغ غالي في منطقة ميناكا شمال شرق مالي وهي المنطقة التي تشهد اقتتالاً عنيفاً بين داعش والقاعدة وحتى الفاغنر. فإلى أي درجة هذه “البيعة” ذات قيمة عند الأزواغ أو الطوارق عموماً؟
هتش: بداية النهاية؟!
صادفت في 28 يناير الذكرى السادسة لتأسيس هيئة تحرير الشام في إدلب. أين الهيئة الآن؟
أولاً، تأتي المناسبة في وقت صعب على الهيئة بالنظر إلى التقارب بين تركيا ونظام الأسد. الهيئة ترفض التقارب. لكن إلى أي درجة تستطيع أن تصمد في حال وقع التقارب، أو تمنعه من التمام؟
ثانياً، الهيئة لا تزال الحاكم المطلق في إدلب ومحيطها. زعيمها أبو محمد الجولاني يتطلع إلى التوسع شمالاً على حساب “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا التي من الواضح أنها لن تسمح له.
ثالثاً، في الداخل، المعارضة ضد الهيئة شديدة لكنها لا تحمل وزناً عسكرياً ولا حتى سياسياً. فمن يختلف مع الهيئة، إما يبقى مكسور الجناح أو يرحل عن المنطقة أو حتى العالم.
وما أكثر أن تتحول الولاءات في هذه الرقعة الجغرافية الضيقة. أبو العبد أشداء الذي انشق عن الهيئة، فصّل هذه الحالة عندما قال: “فكم من رجل كان يطعن بالهيئة بداية تشكيلها وكان معها خيرة الفصائل والمشايخ، وأصبح اليوم بعد سنوات يمدحها لعله ينال بعض فتات؛ وكم من رجل كان له المنصب والجاه ولكنه تركها لله لأن عنده مبدأ وموقف وعقيدة”.
في مسألة المعارضة، لفت منشور في حساب أس الصراع، الجهادي المخضرم، بعنوان “بداية نهاية دعم الدول لـ(هتش).” يقول: ” هم استخدموها أداة … الآن تتجهز قائمة من 53 قيادي فيها وسيُخيّرون بين الترحيل لأي مكان خارج سورية أو التصفية”.
في الأثناء، وقع حدث غير مفهومة أبعاده حتى الآن.
في 25 يناير، استهدف طيران مسير أبو عدي عولان، القيادي في أحرار الشام – الفرع الموالي لهيئة تحرير الشام.
حساب مزمجر الثورة السورية قال إن بقايا الصاروخ تشير إلى أنه تركي المنشأ. وعلّق: “عاد شرعيو الجولاني لتكفير الجيش التركي من جديد والتهديد لفهيم عيسى بأنه مخطط للعملية.” فهيم عيسى هو قائد الفيلق الثاني في الجيش الوطني السوري التابع لتركيا. المناوشات بين الهيئة وحلفائها من جهة والجيش الوطني من جهة ثانية وخاصة الفيلق الثالث ليست جديدة.
بعد أيام كتب القيادي في هيئة تحرير الشام، أبو أحمد زكور (جهاد عيسى الشيخ) معاتباً “القيادة التركية” على هذا الاغتيال واعتبر أن من الجانب التركي من “يلعب” بمصير ما وصفها بـ “الأخوة” بين “الثورة السورية والأتراك”.
عقربات إدلب
في الساعات الأولى من يوم الجمعة 27 يناير، وردت أنباء من إدلب في شمال سوريا عن أن طيران التحالف “ينفذ غارة على هدف في عقربات” قرب الحدود مع تركيا.
هذه المنطقة تشكل خطاً متصلاً مع أطمة التي قُتل فيها خليفة داعش المزعوم أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في فبراير 2022، وباريشا التي قُتل فيها سلفه أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019.
حسابات أخرى من المنطقة نقلت “أنباء عن استهداف شخصية بارزة” هناك.
بعد انتصاف نهار الجمعة، ذكر حساب أس الصراع في الشام أنه لم تشهد المنطقة أي قصف. وأن الانفجار الذي سُمع نجم عن “مستودع تابع لهتش انفجر دون معرفة الأسباب”.
حساب مزمجر الثورة السورية اعتقد أن ثمة تعتيم إعلامي على أمر ما حدث في عقربات. وقال: “منهم قال إنفجار مستودع سلاح لهيئة الجولاني ومنهم قال تفجير نفق تهريب للمخدرات على حدود تركيا ومنهم قال صاروخ تحالف قتل قيادي بهيئة الجولاني والتكتم كي لا ينشق الباقين ويرتدع المتحالفين الجدد.”
فانية وتتمدد
عندما أعلن تنظيم داعش عن قتل خليفته المزعوم أبي الحسن الهاشمي القرشي، وتنصيب أبي الحسين الحسيني القرشي، كان لافتاً أن المؤرخين للتنظيم لم يسارعوا إلى البحث عن هوية الرجل ولو من باب التكهن بسبب تقلص قائمة المرشحين ممن قد تتوفر فيهم شروط الإمارة تنظيمياً على أقصى تقدير. التكليف الشرعي هذا أمر آخر.
لكن لفت هذا الأسبوع منشور على حساب “قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي” بعنوان “صانع الملوك” يتحدث فيه عن هوية أبي الحسين. الخلاصة هي أن “الهوية العراقية” هي الشرط الأهم في من يتولى المنصب الأول في داعش.
يقول الحساب إن أمير الإدارة العامة للولايات (أو اللجنة المفوضة سابقاً) لن يرضى بتكليف من هو غير عراقي. هذا الأمير هو عبد الرؤوف المهاجر أو أبو سارة العراقي أو كفوش. ويقول حساب قناة فضح عباد البغدادي إنه الحاكم الفعلي لداعش.
في يونيو الماضي، كان الحساب كشف عن أن أبا سارة انضم إلى ما صار يُعرف لاحقاً بالقاعدة في بلاد الرافدين في ٢٠٠٤. ثم ترقى في التنظيم فكان مسؤولاً عسكرياً في ولاية صلاح الدين في عهد البغدادي.
يقول حساب قناة فضح عباد البغدادي إن الرجل “لن يَسمح أن يسلم منصب ’الخليفة’ لغير العراقيين، حتى إن اقتضى الأمر أن يبقى المنصب شاغراً أو صورياً”.
وعليه، وبما أن التنظيم اختار “الخليفة من خلال مجلس شورى التنظيم،” يسأل الحساب: “من هم الأشخاص الذين يكوّنون حالياً مجلس شورى التنظيم؟” ويجيب أن المعروفين هم إما قتيل أو أسير.
وبالتالي، يخلص الحساب إلى أنه: “لم يبق من قيادات الصف الأول المعروفة سوى زياد جوهر عبد الله (أبو الحارث العراقي) وهو مختف من الساحة منذ زمن طويل والشخص الثاني هو أبو سارة … وهذا يعني … أن هنالك احتمال شبه مؤكد أن أبا سارة العراقي هو القيادي الوحيد الذي يتربع على عرش مجلس شورى التنظيم ويجلس على كل مقاعده”.
داعش الصومال: “آلة للصرافة”!
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية قتل أبو بلال السوداني المسؤول في تنظيم داعش الصومال وذلك في عملية خاصة يوم 25 يناير في شمال الصومال.
السوداني يمثل شريان حياة التنظيم في شرق إفريقيا فهو المسؤول عن التمويل. بيان الدفاع الأمريكية أشار إلى أن للسوداني دور في تدعيم التنظيم ليس فقط في الصومال وإنما في أفغانستان أيضاً.
حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي ذكر أن السوداني كان أحد أمراء ما يُسمى “مكتب الكرار” الذي يدير العمليات في الصومال والدول الحدودية القريبة منها وولاية وسط أفريقيا (الكونغو والموزمبيق).
لفت في المنشور أمران:
الأول، يقول الحساب إن هذا المكتب كان ولا يزال له “الفضل الكبير في تمويل العديد من الولايات وكذلك القيادة المركزية للتنظيم.” بل إن المركز في العراق والشام كان يتعامل مع الصومال “كآلة للصرافة.” الحساب نشر وثيقة من أمير الصومال السابق عبدالقادر مؤمن يسأل فيها عن أفضل الطرق لتحويل الأموال إلى العراق والشام.
الثاني: يرجح الحساب أن “المعلومات التي ساعدت على كشف هوية أبي بلال السوداني خرجت عن طيب خاطر من أفواه عناصر تنظيم الدولة خلال التحقيقات.”