أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 30 يناير إلى 5 فبراير 2023.
في المرصد هذا الأسبوع:
- عام على قتل قرداش آخر الدواعش الكبار و “حرب باردة” تعصف بالتنظيم
- لماذا يحتفي أنصار القاعدة في اليمن بقيادي معروف بصلاته مع إيران؟
- فيصل الخالدي سبط رجالات القاعدة يظهر من جديد
- ممارسات طاغوتية وداعشية داخل المؤسسة الطالبانية
ضيف الأسبوع، رائد الحامد، الباحث العراقي، نتحدث معه عن صراع متجدد داخل داعش اليوم بين العراقيين ومن سواهم.
داعش والحرب الباردة
نقل حساب “قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي” أن ثمة صراعاً يجري داخل تنظيم داعش بين ولايتي العراق والشام تحديداً.
الحساب تناول في الأسابيع الماضية هيكلة التنظيم الإدارية. في القمة نجد الإدارة العامة للولايات، ومركزها الشام، وتحتها نجد المكاتب التي تشرف على “الولايات الكبيرة والصغيرة في أقطار معينة من مناطق تواجد عناصر التنظيم.”
يتحدث الحساب ملياً عن مكتبين يصفهما “بالأكثر أهمية على الإطلاق” في داعش هما: ما يُسمى مكتب الأرض المباركة “ويضم الشام وتركيا. وما يُسمى مكتب بلاد الرافدين ويشمل العراق.
هذا التقسيم الإداري تسبب على ما يبدو في خلافات تطورت إلى ما يصفه الحساب “بالحرب الباردة.” تظهر هذه الخلافات في إدارة ملف الأسرى وعوائلهم وعوائل الشهداء. ويرجح الحساب أن يصل الخلاف إلى درجات عنيفة تتمثل في “بعض العمليات الأمنية التي تقوم بها بعض الخلايا التابعة لإحدى الولايتين من تكفير وقتل وذبح وحرق خيم العوائل التابعة للولاية الأخرى أو العكس.”
ويلفت الحساب إلى أن ولاية العراق مثلاً لم تساهم في اقتحام سجن غويران الذي تغنى به أنصار التنظيم مطلع ٢٠٢٢.
يلفت الحساب أيضاً إلى أن ولاية الشام كانت أول من نشر بيان قتل الخليفة المزعوم أبي إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي نتوقع أنه حجي عبدالله قرداش، وتنصيب أبي الحسن خليفة له، من دون إشعار ولاية العراق، الأمر الذي “خلق قلاقل داخل المخيم وخارجه.”
قرداش الأخير
وهذا يذكرنا أنه في مثل هذا الأسبوع من العام الماضي وتحديداً في 3 فبراير، قتل التحالف الدولي خليفة داعش أبا إبراهيم في إنزال جوي في مخيم أطمة شمال سوريا. ماذا نذكر من ذلك اليوم؟
قرداش كان يسكن وزوجتيه ومساعديه في منزل من طابقين؛ وكان يخزن المؤنة والوقود ويعيش عيشة لا تتوفر لأبناء المنطقة.
عندما حاصر التحالف المنزل وطلبوا إخراج النساء والأطفال، قامت إحدى زوجتيه بتفجير نفسها وأطفالها. قرداش تحصن في الطابق العلوي وفجر نفسه بحزام ناسف.
تعليقاً على الذكرى، أعاد حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي نشر فيديو جلسة مناقشة رسالة الماجستير التي أعدها قرداش في جامعة الموصل. وقال: “هذه يا سادة هي زبدة علم الرجل الذي أهدى رسالته لعلماء الصوفية وتحديدا “لمن كان ديدنهم الخفاء وعدم الظهور” فيا لها من مصادفة.”
فيصل الخالدي
أطلق أنصار القاعدة حملة لمؤازرة فرع التنظيم في اليمن احتجاجا ًعلى استهداف التحالف أخيراً عناصر التنظيم في مأرب. من ضمن الحملة، نشروا صوراً قالوا إنها لمقاتلي التنظيم تذكر بما ينشره داعش في المناسبات: مقاتلون يطهون ويتنزهون ويصلحون الأسلحة. لكن الصورة الأخيرة في هذه المجموعة كانت الأبرز؛ وجاءت بعنوان: “هدية العدد، صورة القائد (فيصل الخالدي) المعروف في خراسان بـ(حمزة الخالدي) وفي اليمن (مبشر).”
إن كان المقصود هو فيصل جاسم محمد العامري الخالدي، فهو مدرج على قائمة العقوبات في وزارة الخزانة الأمريكية منذ يوليو 2016 باعتباره ميسّراً مالياً للقاعدة وطالبان باكستان، ومسؤولاً “رفيعاً” في التنظيم يقيمُ في إيران.
لا يُعرف الكثير عن الخالدي. بحسب وزارة الخزانة الأمريكية بدأ التشبيك بين القاعدة وطالبان باكستان في 2011. في مايو 2015، شارك في اجتماع لمجلس القاعدة لمناقشة صفقة شراء أسلحة وكان وقتها “أمير لجنة السلاح” في القاعدة، بحسب ما وثق الباحث توماس جوسلين في Long War Journal في 2016.
ويلفت جوسلين إلى أن الخالدي ذُكر في رسالة وجهها القيادي في التنظيم عطية عبدالرحمن إلى أسامة بن لادن في تاريخ نوفمبر 2010. عطية كان أحد مهندسي اتفاق القاعدة مع إيران بعد غزو أمريكا أفغانستان في 2001 الذي بموجبه استضافت إيران زعماء القاعدة وعوائلهم. عطية تحدث عن ثلاثة جهاديين يتم إعدادهم كجزء من “الجيل الجديد” في القاعدة – كان منهم أبو حمزة الخالدي، الذي يُعتقد أنه فيصل الخالدي. قال عنه عطية إنه “من الجزيرة، عسكري ورجل صالح ذكي ذو خلق عال وعقل ودين … وهو الآن أمير كتيبة عندنا.”
مرة أخرى، لا يُعرف كثيرٌ عن الرجل؛ بل إن له صورة واحدة قديمة في ملف وزارة الخزانة الأمريكية. وعليه، إذا كان هو المقصود، لماذا ينشر أنصار التنظيم صوراً حديثة له؟ ماذا يريد أنصار التنظيم أن يقولوا بالتنبيه إليه وهو الذي نعلم أنه يقيم في إيران على الأقل في العام 2016؟ هل وصل إلى اليمن حديثاً مع تحديد بوصلة قتال التنظيم ضد القوات الجنوبية المدعومة عربياً وتحييد الحوثيين المدعومين إيرانياً؟ هل هو ذراع سيف العدل في اليمن؟ ممكن.
طالبان وملايين قطر
نشر صحفي إيطالي اسمه فيليبو روسي ما قال إنه وثائق تثبت أن قطر دفعت لنظام أشرف غني في أفغانستان ملايين الدولارات حتى يسلم البلد إلى طالبان من غير قتال.
الوثائق التي ظهرت في تقرير على محطة التلفزة الإيطالية (تيلي جيورناله)، تبين أن قطر أرسلت مبالغ راوحت من 50 مليون إلى أكثر من 100 مليون دولار إلى غني في كابول والجنرال عبدالرشيد دوستم في مزار الشريف وعطا محمد نور المحافظ السابق لمقاطعة بلخ. واستنتج الصحفي أن الملايين التي جاءت بصيغة “هدية” كانت تهدف إلى حث الثلاثة على الانسحاب أمام طالبان.
صحفيون إيطاليون ينتظرون إصدار الوثائق كلها لدراستها. وبالرغم من أنهم لا يشككون في الهدف والمقابل، إلا أنهم يثيرون أسئلة حول طريقة الدفع. بانتظار اختمار القصة.
في هذا الإطار، زلماي خليل زاد ممثل أمريكا في مفاوضات الدوحة مع طالبان، كان نشر في حسابه على تويتر نص الاتفاقية لمن قال إنهم “الأفغان الذين يسألون عن محتواها.” رد عليه صحفيون وقالوا إن النص منشور على الإنترنت ويمكن العثور عليه باستخدام غوغل؛ لكن المهم هو الملاحق. الصحفية ضياء حديد المتخصصة في المنطقة علّقت: “مع الاحترام لك سيدي، نشر نص متاح للعموم ليس فيه أمانة خاصة عندما يتم إخفاء أجزاء أخرى من هذه الاتفاقية ولا يُصار إلى نشرها”.
حكم طالبان الداعشي
مواطن احتج على قرار حكومي، فسُجن. التنظيم قال إنه سيعفو عن عاملين كانوا مع النظام السابق؛ فاستأمن هؤلاء على حياتهم، لكن التنظيم لاحقهم وأعدمهم.
هذا لا يحدث في دولة “طاغوتية” أو في داعش، هذا ما يفعله طالبان اليوم.
اعتقل أمنيو طالبان الأستاذ الجامعي الدكتور إسماعيل مشعل الذي مزق شهاداته في مقابلة في التلفزيون الحكومي احتجاجاً على قرار منع البنات من التعليم الجامعي. بعد ذلك، نصب الأستاذ الجامعي كشكاً في الشارع يوزع منه الكتب على المارة نشراً للعلم. الصحفي الأفغاني بلال صارواري نقل أن وزارة الإعلام والثقافة الطالبانية قالت إن مشعل اعتقل بسبب “نشاطاته المدنية” التي ادعت أنها من صنع “قوى مناهضة لطالبان.” وخلصت الوزارة إلى أن الدكتور مشعل ” بات الآن يدرك الأمر!”
أما المستتابون، فهؤلاء يذكرون بما فعل داعش بمستتابي العراق. هذه الأيام، ترد أنباء من أفغانستان عن ملاحقة طالبان عناصر سابقين في الجيش الأفغاني واحتجازهم من دون أن يُعرف مصيرهم. لكن آخرهم كان اسمه “صراط”. عُذب في السجن، وجُزّ عنقه وألقيت جثته التي قُطعت إلى نصفين.
ويبدو أن قصة الشابة إلهة ديلاوارزاي بدأت تأخذ أبعاداً أخرى. إلهة طالبة في كلية الطب في جامعة كابول؛ والدها كان جنرالاً في جيش النظام السابق. نشرت في أغسطس 2022 تسجيلاً مرئياً قالت فيه إن قاري سعيد خوستي المتحدث السابق باسم وزارة داخلية طالبان والمنتمي إلى شبكة حقاني “اغتصبها وعذبها وأجبرها على الزواج به.”
خوستي الذي أقيل من منصبه في مارس 2022 اعترف بأنه تزوج من الشابة ولكنه قال إن ذلك كان بناء على “رغبة منها.” لم يذكر خوستي أهل الفتاة. وزعم أنه طلقها بعد أن اكتشف ضعفاً في إيمانها! اعتذر من “المجاهدين” لما قال إنه “تسرع” في اتخاذ زوجته ثانية.
حاولت الشابة الهرب ولكن طالبان اعتقلوها شهرين. فرّت في نهاية الأمر إلى باكستان حيث أهلها. لكن الجديد هو أن عائلتها اتهمت خوستي باختطافها من باكستان في نوفمبر الماضي. وقالوا إن لديهم أدلة على ذلك ومنها اتصال هاتفي بين الشابة ووالدها ويبدو في الخلفية صوت خوستي.