جهاديون: إيران ورطت حماس في الحرب
إعلام القاعدة الرديف يزعم تعطيل مطارات في أوروبا ببلاغات كاذبة عن وجود قنابل
في عالم الجهادية، يبدو أن الجهاديين حسموا الجدل حول الأثر الإيراني في حماس التي أطلقت هذه الحرب بعملية ”طوفان الأقصى“ في 7 أكتوبر. الحسم جاء في ثلاثة اتجاهات. أنصار القاعدة هذا الأسبوع تجاهلوا تماماً هذا الجدل وانتقلوا إلى مراحل أخرى من تأييد غزة؛ فيما رفض داعش الرسمي ”الراية الإيرانية“ داعياً إلى أرض محروقة في الكون كله؛ أما جهاديون ومتعاطفون غير مصنفين داعش أو قاعدة فاعتبروا أن إيران ورطت حماس في هذه الحرب وتركت أهل غزة يذهبون ”حيث تشاء إسرائيل.“ فيما يلي التفاصيل.
الحسين يُقتل من جديد
في توصيف سلوك إيران تجاه غزة، تسترجع قناة علي فريد إرث الحسين رضي الله عنه. نقرأ تحت عنوان ”الحُسين يُقتل من جديد“ أن ”أرسلَ له الشيعةُ أن اخرج إلينا نقاتل بك وتقاتل بنا.. فلما أجابهم رضي الله عنه وخرج لهم؛ تركوه للقتل؛ فكانوا والله قَتَلَتَه على الحقيقة”.
ماجد الراشد أبو سياف، الجهادي المخضرم الذي ينتمي إلى الرعيل الأول من العرب الأفغان، علّق على أنباء قالت إن إيران ”لن تشتبك مع إسرائيل؛“ وقال: ”إيران تحاول استثمار أحداث غزة لمصلحتها وليذهب أهل غزة حيث تشاء إسرائيل”.
مجموعة على التليغرام باسم ”أسامة“ بالعبرية אָסאַמאַ، وضعت منشورات تقول إن المعلن من مناوشات إيران وإسرائيل هو حرب إعلامية ”متفق عليها.“ نقرأ: ”التهديد اليهودي الإعلامي الكبير الذي تتعرض له إيران وميليشياتها سيصب على رؤوس أهل غزة فقط ومنذ اليوم الأول لقصف مطارات النصيرية في حلب و دمشق لم يُجرح ولا حتى ظُفر شخص واحد وجميع الاستهدافات في محيط المطارات دون أدنى أضرار. وهذه هي الحقيقة فالذي يجري الآن بين اليهود و إيران وميليشياتها متفق عليه لإبادة هذا الشعب المكلوم في غزة.
حساب أبو محمود الفلسطيني الموالي لهيئة تحرير الشام ونموذجها الجهادي في إدلب كتب: ”إن كان للرافضة … يد في دفع حماس لهذه الحرب، فهذا يعني أن هناك مخطط صفوي-صهيوني لتهجير أهل غزة وتصفية القضية الفلسطينية بعد أن تم تهجير الشعب السوري، كي يترسخ وجود الصفوية والصهاينة في بلاد الشام”.
حساب زيدان للإعلام التابع لأحمد زيدان الموالي أيضاً للهيئة كتب: ”غزة دفنت أكذوبة محور المقاومة والممانعة، الذي لطالما كذبت وخدعت أضلاعُه الطائفية كثيراً من أبناء الأمة، خدعته على أنها معه في فلسطين، ومع مقاومتها، ليظهر اليوم لكل من في عينه غبش أنهم كذبة، جبناء في لقاء يهود، محورهم لم يكن سوى لاغتصاب بغداد ودمشق وصنعاء.“
وهذا فحوى ما قاله حساب المراقب الذي يقف على النقيض من الهيئة. المراقب كتب: ”هذه المعركة كشفت لكل ذي عينين حقيقةَ محور المقاومة الذي تقوده إيران الرافضية”.
وعوداً على بدء، استحضارا لرموز دينية توصيفاً للأثر الإيراني في غزة، نقرأ في حساب موالٍ لداعش على التلغرام باسم ”جمهورية أم حازم: ”حماس دگول احنا صرنا اصدقاء مع إيران بسبب خذلان العرب لنا ..يعني مثل ما واحد يگول ردت من ابن عمي مساعدة ومانطاني ورحت العدوي حتى يساعدني !و لكم والله مستخدميكم لمصالحهم هو وين اكو عبدالزهرة يحب ابو سفيان!“
كيف تخطط إيران لنشر الفوضى والدمار في العالم الإسلامي باستخدام جهاد طروادة؟ مقال في أخبار الآن يحاول الإجابة بالنظر إلى سلوك سيف العدل، الزعيم المنتظر لتنظيم القاعدة، وصهره مصطفى حامد في طهران.
داعش لا يقيم وزناً للحياة
بعد صمت دام أسبوعين، داعش يعلن موقفه الرسمي من الحرب في غزة في افتتاحية العدد ٤١٣ من صحيفة التنظيم الأسبوعية، النبأ الصادر يوم الخميس ١٩ أكتوبر. حتى ذلك التاريخ، لم يذكر داعش الحرب قط لا في خبر ولا تعليق.
في الافتتاحية التي عنوانها ”خطوات عملية لقتال اليهود،“ لم يذكر داعش حماس أو كتائب القسام، التي تثير جدلاً في أوساط الجهاديين بسبب تبعيتها المعلنة لإيران. رغم هذا، أشار المقال عابراً إلى رفض ”القتال تحت راية المحور الإيراني.“
باختصار، تمجد الافتتاحية نهج داعش القائم على القتل والأرض المحروقة. فهم، مثل جهاديي القاعدة، لا يؤمنون بأوطان أو شعوب. فكل من ليس منهم هو بالضرورة كافر أو مرتد. وهكذا دعت الافتتاحية إلى استهداف الجميع في هذا الكون.
ومن المفارقات التي نذكرها على الهامش أن داعش لا يزال يعتبر أنه قوي وصامد بل أنه بات أقرب إلى ”تحقيق“ هدفه رغم انكساره في الشام والعراق، واصطياد رموزه من مستوى ”الخليفة“ وما دون.
يوم الاثنين ١٧ أكتوبر، قضت محكمة تركية بالسجن ١٧ عاماً ونصف العام على القيادي في داعش بشار خطاب غزال الصميدعي المعروف بالأستاذ زيد، السلطات التركية ألقت القبض على الصميدعي العام الماضي. الصميدعي هو عضو اللجنة المفوضة في داعش التي كانت تعمل مباشرة تحت إمرة ”الخليفة؛“ وكان من المرشحين لتولي منصب الخليفة نفسه.
فيما يتعلق بأنصار داعش، لفت بحث قامت به الباحثة ميلي كريازيس في موقع GNET ”الشبكة العالمية لرصد الإرهاب والتكنولوجيا“ تشير فيه إلى وجود ”خلاف“ بين أنصار داعش حول حماس؛ فمنهم من لا يقيم وزناً لمعاناة المدنيين في غزة على اعتبار أنهم يؤيدون ”حماس الكافرة.“ فيما يأخذ آخرون بحرمة ”دم المسلم“ مستثنين من ذلك حماس.
إعلام القاعدة الرديف
يواصل إعلام القاعدة الرديف اجتهاده في إنتاج المنشورات وإعادة التدوير من الإعلام الرسمي تأييداً لغزة. لكن جهة واحدة تجاوز عملُها النشر والتحريض.
جماعة جيش الملاحم الإلكتروني أعلنت في تاريخ 22 أكتوبر أنهم، وبالتعاون مع مجلة ذئاب منهاتن، شنّوا ”غزوة“ إلكترونية استهدفت مواقع حيوية في أوروبا فيما أطلقوا عليه اسم ”غزوة بيت العنكبوت.“
في التفاصيل أنهم تمكنوا من جمع وتحليل وتتبع ”الشبكات الاجتماعية والإلكترونية“ لأكثر من ٥٠ مطاراً في أوروبا بالإضافة إلى مواقع سياحية ومعاهد يهودية. بعد هذا أرسلوا ”تبليغات مزورة“ عن وجود قنابل في هذه المواقع. واللافت أنهم في مرحلة التخطيط، حمّلوا خرائط ”عالية الدقة“ للمطارات المستهدفة تحديداً؛ بحيث ذكروا ”أماكن حقيقية داخل المطار“ عندما قاموا بالإبلاغ الكاذب. استراتيجية أخرى اتبعوها تمثلت في ”هندسة اجتماعية معدة بعناية مسبقاً، حيث تأتي من عدة مصادر متوافقة تارة ومتضاربة تارة ولجهات مختلفة.“
زيادة على ذلك، وصلت الجماعة إلى حسابات مسافرين ”كانوا داخل المطار ومتجهين إليه“ وحذروهم من وجود قنابل كي يقوموا بالإبلاغ عنها.
في الأثناء، نشرت مجلة ذئاب مانهاتن المحلق الثاني بعنوان ”كيف أقاتل مع أهلي في غزة.“ الملحق يحرض على هجمات انتحارية في أي مكان في العالم. ويحرض على استهداف عوام اليهود حتى في الأحياء الآمنة. لكن لفت أن جاء التحريض مشفوعاً بتحذير ”قدر الاستطاعة“ من أن يصيب المهاجم أطفال اليهود؛ ”فعدوّنا واضح وليس الأطفال في قائمة أعدائنا.“
إعلام القاعدة الرسمي أقل حضوراً من الرديف. فلا تزال القاعدة تبحث عن زعيم يتصدر المشهد. لهذا يحاول الإعلام الرديف التعويض بتدوير مقتطفات من كلمات سابقة لزعيم التنظيم الغائب أيمن الظواهري وغيره من القادة الذين قضوا.
إدلب – غزة وبالعكس
الحرب في غزة كشفت عن جدل آخر يتعلق بعلاقة هيئة تحرير الشام في إدلب بمفهوم الجهاد.
رسمياً وفي تاريخ 18 أكتوبر بعد قصف مستشفى المعمداني في غزة، تناقلت حسابات الهيئة كلاماً نُسب إلى زعيمها أبي محمد الجولاني فيه مدح وتأييد لأهل غزة.
في الأثناء، أقامت وزارة الإعلام التابعة للهيئة ندوة بعنوان ”من إدلب إلى غزة، الجرح واحد“ شارك فيها قياديون في الهيئة وشخصيات موالية في الخارج.
بحسب المقتطفات التي تناقلتها معرفات الهيئة، يبدو أن الندوة كانت فرصة لمدح الهيئة وتعظيم شأنها.
نُقل عن أحمد زيدان قوله: ”هناك كيان سني في إدلب والشمال المحرر يرابطون في كل الثغور لأول مرة منذ سقوط الخلافة العثمانية.“ حتى عبدالرحيم عطون رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في الداخل السوري المحرر، نُقل عنه قوله: ”نحن في سوريا نواجه عدواً داخلياً يتمثل بعصابة الأسد من ورائه عدو إقليمي يتمثل بإيران ومن ورائه عدو دولي يتمثل بروسيا، وأهلنا في فلسطين يواجهون عدواً إقليميا متمثلاً بالاحتلال الصهيوني”.
لكن هذا لم يُقنع معارضين مثل علي أبي الحسن، وكان شرعياً في نسخ سابقة من الهيئة قبل أن ينشق عنهم. قال في حسابه على التلغرام: ”يحدثكم عن الجهاد في غزة وهو يعطل الجهاد في سورية! وبعضهم يصهل كالخيل لغزة وهو في إدلب (فراغ) …!“
وفيما لحظ الداعية عبدالرزاق المهدي أن عدد المتظاهرين المتوقع في يوم جمعة ”قليل جداً لا يتناسب أبداً مع حجم الكارثة،“ ردّ حساب أبو يحيى الشامي، القاضي المنشق عن الهيئة، أن ”السبب (هو) الاحتكارية التي تمارَس على أهل إدلب من قبل الجولاني، كما كان يفعل حزب البعث سابقاً، كل الفعاليات يجب أن تكون عن طريقه، خوفاً من تحرك الناس الحر والعفوي”.
في الأثناء، لفت حساب أبو هادي، الذي كان له السبق في نقل خبر عمالة القيادي في الهيئة أبي ماريا القحطاني، إلى أن الهيئة تستغل انشغال العالم بغزة فتحشد على ريف حلب الشمالي. يقول: ”فقد عززت منطقة الباب وماحولها بعتاد وعناصر ولا يزالون يرسلون التعزيزات لمنطقة جرابلس ويدعمونها وهناك معلومات مؤكدة وصلتني عن بغي جديد يحضرون له في المنطقة فعلى فصائل الجيش الوطني الرصد والاستعداد”.