المعارَضة تعتبر الإفراج ”انتصاراً“ للعملاء وزعيم كتلة بنش يعتزل الجناح العسكري
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 22 إلى 28 يناير 2024.
- الجولاني يُقرّ بوجود ”أخطاء“ في ملف العمالة ويفرج عن متهمين
- المعارَضة تعتبر الإفراج ”انتصاراً“ للعملاء؛ وزعيم كتلة بنش يعتزل الجناح العسكري
- أنباء عن قتل أمير داعش في درعا
- إيران تعدم المعارض السني فرهاد سَليمي
هذا الأسبوع، أنور أديب، الجهادي المغربي السابق في سوريا، يقول: لا مشكلة لدينا مع الدولة المغربية.
شتاء غزة
في غزة، من لا يموت جريحاً، يموت برداً أو جوعاً. ولا بداية لنهاية الحرب. في عالم الجهادية، لا شيئ في الإعلام الرسمي وقليل الكلام عن غزة في الإعلام الرديف؛ شيئ ما يعتمل في هيئة تحرير الشام؛ وداعش يضرب ويُضرب. إلى التفاصيل.
هل منع الجولاني ”التدمير الذاتي“ بفعل العملاء؟
بعد أن أعلنت هيئة تحرير الشام رسمياً إغلاق ملف ”العملاء،“ أطلقت هذا الأسبوع عدداً كبيراً من المعتقلين على ذمة الملف معترفة بوجود ”أخطاء“ في التحقيق، الأمر الذي أثار حفيظة المعارضين إلى حدّ أن وصف أحدهم ما حدث بأنه ”انتصار العملاء“ في إدلب.
فبعد أن نشرت الهيئة بيانها الذي أغلق الملف، نقلت حسابات معارضة أنها أفرجت عن 60 شخصاً ”بين قيادي وعنصر“ من أبرزهم القيادي العسكري أبو مسلم آفس، وأبو الزبير سرايا، الذراع اليمني للقيادي المنشق أبي أحمد زكور، وخطاب الحسكة القيادي العسكري في لواء الزبير والقيادي العسكري أبو عبدو السحاري.
فما الذي حدث؟ من وجهة نظر المعارضة، وبحسب ما جاء في حساب إدلب لحظة بلحظة هو أن الجناح العسكري في الهيئة ضغط على زعيمها أبي محمد الجولاني كي يفرج عن قيادات من هذا الوزن وإلا فقد السيطرة على الجناح كله.
وذهب الحساب إلى عدم استبعاد أن يفرج الجولاني عن أبي ماريا القحطاني نفسه بسبب ضغوط من كتلة الشرقية التي يواليها القحطاني. وتوقع هذا الحساب وغيره أن التأخر في الإفراج عن آخرين يعود إلى ”شدة تعذيبهم“ في انتظار أن يتعافوا.
أما من وجهة نظر الهيئة وبحسب ما جاء في حساب ”مراقِب المحرر“ الموالي فما حدث هو أن التحقيق أفضى إلى قائمة من أسماء ”مشهود لهم بالصلاح والجهاد“ فارتأت الهيئة إعادة النظر في القضية والتمحيص في الأسماء؛ فشكلت لجنة عليا ترأسها الجولاني نفسه.
راجعت اللجنة أسماء ”من تستبعد عمالتهم،“ وحققت معهم مجدداً. وعندما لم تجد ”أدلة مادية“ تثبت تورطهم، ظهر لها وجود ”أخطاء مسلكية“ في التحقيق ”وضغطاً غير مهني بل موجهاً“ بتلقين المعتقلين اعترافات تحت التعذيب.
وهكذا، قررت اللجنة ”الإفراج الفوري“ عن موقوفين، مقابل إدانة آخرين وإحالتهم إلى القضاء.
ودليلاً على استشعار الهيئة الخطر من تبعات هذه الملف، ترأس الجولاني وفداً أمنياً برفقة الشرعي العام عبدالرحيم عطون توجه إلى بلدة طعوم، شمال شرق إدلب، التي منها أبو عبدو السحاري، القيادي العسكري المفرج عنه. هناك اعتذر الجولاني لأهالي السحاري وقال إن توقيفه كان ”للصالح العام“ مقرّاً بوجود أخطاء وتعذيب.
في ردود الفعل، برر أبو محمود الفلسطيني الموالي للهيئة ما حدث بأن ”العملاء“ الحقيقيين المعتقلين أرادوا تدمير الهيئة ”تدميراً ذاتياً“ بتوسيع دائرة الاعترافات ”على أسماء كثيرة بغية إحداث بلبلة وانعدام ثقة وتصارع بين الأجنحة … كما حدث في (قاعدة) اليمن.“ وهكذا أقرّ أبو محمود بوجود ”تخبط“ في هذا الملف والأهم ”انعدام الثقة“ بين جناحي الهيئة العسكري والأمني.
المعارضون اعتبروا ما حدث ”أخطر وأشد ”نازلة“ تمرّ على ”المحرر“ منذ بدء الحراك في 2011.
حساب أبو هادي علّق: ”لا أدري ماذا يدور في عقل الجولاني حتى أطلق سراح العملاء والجواسيس ولكن الذي أعرفه أنهم عملاء وهذا ما أقره الجولاني.“ وتعهد أبو هادي بالكشف في الأيام المقبلة عن خبايا في هذا الملف.
حساب إدلب بوست التابع لزكور دعا إلى ”محاسبة“ جهاز الأمن العام التابع للجولاني ”بعدما ثبت أن غالبية من تم اعتقالهم لا علاقة لهم بالعمالة ولا توجد دلائل تثبت تورطهم فيما نسب إليهم.“
مشايخ في إدلب منهم عبدالرزاق المهدي وأبو يحيى الفرغلي، دعوا إلى تحقيق مستقل مع المتهمين من خلال تشكيل لجنة قضائية يترأسها إبراهيم شاشو، وزير الأوقاف السابق في حكومة الإنقاذ التابعة للهيئة، الذي قالوا إنه مقبول لدى ”جميع الأطراف.“ بحسبهم، هذه اللجنة المستقلة تكون صاحبة الولاية في البت في مصير المعتقلين بإدانتهم القاطعة أو تبريئهم.
منفصلاً، دعا المهدي إلى إطلاق سراح ”معتقلي الرأي“ أو المعارضين والمخالفين مثل أبي يحيى الجزائري وأبي ذر المصري وأبي شعيب المصري وعصام الخطيب ”وجميع المشايخ وطلاب العلم“ وجماعة حزب التحرير المعتقلين من دير حسّان.
حساب من إدلب نقل عن كاتب باسم أزمراي الشام أن ما حدث اليوم له أسبقية. يسرد الحساب أن الجولاني في العام ٢٠١٥ أمر بقتل أبي ماريا القحطاني لتورطه في قضية مشابهة بناء على معلومات من فرع القاعدة في اليمن.
في ذلك الوقت، كان الجولاني تحت ولاية القاعدة؛ وكان القحطاني في درعا تحت إمارة أبي جليبيب الأردني. نجا أبو ماريا من القتل. تلا ذلك خروج التنظيم من درعا إلى إدلب في القصة الشهيرة حيث كان الخروج برعاية النظام السوري! عند الوصول إلى إدلب أنكر الجولاني أن يكون أمر بقتل القحطاني؛ بل كافأه بأن جعله الرجل الثاني في التنظيم؛ فيما لاحق أبا جليبيب الذي قُتل في طريق عودته إلى درعا في ظروف غامضة.
يختم الكاتب: ”وها هو الجولاني اليوم وعلى ذات المنوال القديم يقوم بإخراج جملة من العملاء الخونة المعترف عليهم … خشية أن ينقلب عليه قادة الكتل العسكرية الذين هددوه باقتحام الجهاز الامني.“
أبو حفص بنش
رد الفعل الأبرز كان إعلان أبي حفص بنش اعتزال قيادة لواء طلحة بن عبيد الله، أحد مكونات الجناح العسكري في الهيئة. أبو حفص يمثل كتلة مناهضة لكتلة الشرقية التي ترعى القحطاني/زكور. وقيل إن ما حدث منذ أغسطس الماضي كان بفعل التصارع بين هاتين الكتلتين على النفوذ داخل الهيئة.
في بيان كُتب بالعامية، دعا أبو حفص أتباعه إلى عدم ”التأثر“ بموقفه والتصرف فرادى، معترفاً بأن”المصيبة أكبر من أنه يعمل كل واحد فينا برأيه.“
وعليه، لفت أبو حفص أنه ترك قيادة اللواء وحسب مؤكداً وقوفه إلى جانب ”الجماعة“ أي الهيئة. وختم: ”إن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة.“
حسابات معارضة نقلت أيضاً أن حمزة الحلبي، مسؤول العصائب الحمراء، ترك منصبه هو الآخر.
مذكرات زكور
أعلن أبو أحمد زكور أنه سينشر قريباً شهادته على ”الجهاد الشامي.“ ويُتوقع أن يكشف في هذه التسجيلات المرئية عن أسرار تتعلق بملف الهيئة والجولاني. طالب العلم الشرعي والقاضي المنشق عن الهيئة، أبو يحيى الشامي، علق ”رغم أن أبا ماريا القحطاني وأبا أحمد زكور كانا معاً مدة طويلة، إلا أن هناك فارقاً يعرفه من يعرفهما … لذلك أوصي بالتفريق بينهما، ومتابعة شهادة زكور والحكم بموجبها.“
أبو جليبيب الأردني
على الهامش، نقلت حسابات معارضة أن الهيئة أفرجت عن ابن أبي جليبيب الأردني، إياد الطوباسي، بعد ”سنوات“ قضاها في السجن بلا محاكمة. غير واضح متى اعتقل ابن الطوباسي، لكن والده كان من شخصيات القاعدة المخضرمين. هو عديل أبي مصعب الزرقاوي وكان ضمن الدفعة التي أوفدها البغدادي إلى الشام بقيادة الجولاني في ٢٠١١. قُتل في يونيو ٢٠١٩ في ظروف ”غامضة“ في طريقه إلى درعا بعد خلاف مع الجولاني.
”ولاية تركيا“
تبنى داعش الاعتداء على كنيسة سانتا ماريا في إسطنبول يوم الأحد 28 يناير، وكالة أعماق قالت إن اثنين نشرت صورة لهما نفذا الهجوم وإنهما ”انسحبا“ من المكان ”بسلام.“
وفي الإعلان، لفت استخدام التنظيم عبارة ”ولاية تركيا.“ الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، آرون زيلين، لفت إلى أن داعش أعلن فرعه في تركيا في أبريل ٢٠١٩؛ وأن هذه أول مرة ينسب فيها التنظيم هجوماً إلى ذلك الفرع. في مكان آخر، لفت زيلين إلى أن هذا الهجوم يأتي ”بعد محاولات عدة“ قام بها التنظيم بدليل أن تركيا فككت أكثر من مرة خلايا داعشية كانت تستهدف الكنائس تحديداً.
قتل أمير داعش في درعا
نقل موقع تجمع أحرار حوران أن أمير تنظيم داعش في درعا قُتل في مواجهات بين جماعات محلية بعضها مستقل وآخر يتبع النظام السوري.
في التفاصيل، عُثر على جثة أبي الليث أسامة شحادة العزيزي متفحمة بعد أن فجر مرافقه حزاماً ناسفاً إثر المواجهات يوم السبت ٢٧ يناير في بلدة نوى غرب درعا.
وأوضح الموقع أن العزيزي كان عضو مجلس شورى التنظيم في جنوب سوريا وكان قريباً من ”خليفة التنظيم“ أبي الحسن الهاشمي القرشي الذي قُتل في جاسم في أكتوبر ٢٠٢٢. لفت الموقع أيضاً إلى أن العزيزي كان يتنقل عبر حواجز النظام بهويات مزورة؛ وأنه متورط مع ضباط النظام في درعا؛ وتلقى مساعدات من إيران للسيطرة على الجنوب.
حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي المتخصص في فضح خبايا التنظيم كان نقل في يونيو العام الماضي تحت عنوان: ”حوران، بؤرة الجواسيس في الجنوب،“ أن تنظيم داعش فرع درعا معروف بعمالتهم المزدوجة إذ ”انخرطوا في ‘تفاهمات‘ سرية مع مخابرات النظام كان ولازال الغرض الرئيسي منها هو تصفية عناصر المعارضة في الجنوب السوري.“
إيران تعدم داعية سنياً
يوم الثلاثاء 23 يناير، نفذت إيران حكم الإعدام في حق الداعية السني الكردي فرهاد سليمي المعتقل منذ 14 عاماً، بتهمة قيادة ”معارضة“ ضد النظام والانضمام إلى جماعة سلفية ”والإفساد في الأرض.“ سليمي وآخرون اعتقلوا معه في العام 2009 نفوا التهم الموجهة إليهم. رغم ذلك ثبتت المحكمة الإيرانية الحكم عليهم حكماً قاطعاً غير قابل للاستئناف. منظمات حقوقية لفتت إلى أن سليمي كان مضرباً عن الطعام منذ يوم ٣٠ ديسمبر الماضي احتجاجاً على إعدام دفعة سابقة من المعارضين.
السودان وحيداً
قالت المنظمة الدولية للهجرة إن عدد النازحين في السودان نتيجة الصراع الدائر هناك منذ أبريل الماضي تجاوز 10 ملايين نسمة.
الباحث أيمن جواد التميمي لاحظ أن هذا الرقم يتجاوز مجموع النازحين في سوريا منذ ٢٠١١ ”إلا أن الحرب الأهلية في السودان لم تستقطب اهتماماً عالمياً كما كان في الأزمة السورية.“
الباحث تشارلز ليستر لفت أيضاً إلى أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر عطلت وصول المساعدات إلى السودان.