داعش يتبنى الهجوم على قاعة الحفلات بالعاصمة الروسية موسكو

في حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي الفترة من 18 إلى 24 مارس 2024.. وأبرز عناوينها:

– أي دور لعبه إعلام داعش في كشف هوية منفذي هجوم موسكو؟

– في مفارقة ساخرة، تنظيم القاعدة يدعو قبائل اليمن إلى قتال الحوثيين

– غموض حول إفراج هيئة تحرير الشام عن الحنيطي الشرعي السابق في داعش

– بعد أن أغلقت الأمم المتحدة تحقيقها في جرائم داعش في العراق، من ينتصر للإيزيديين؟

ضيف الأسبوع الأستاذ مراد إسماعيل، الناشط الإيزيدي ورئيس أكاديمية سنجار.

بائعو الموت

إذاً، تبنى تنظيم داعش الهجوم على قاعة كروكاس سيتي هول في ضواحي العاصمة الروسية موسكو، الذي تسبب بمقتل أكثر من 130 شخصاً، ونشرت وكالة أعماق الرسمية التابعة لداعش فيديو صوّره أحد المهاجمين يظهرون فيه وهم يطلقون النار بعشوائية ويذبحون بالسكاكين من بقي فيه روح، الوكالة قالت إن المهاجمين ”انسحبوا إلى قواعدهم بسلام”.

بعد 14 ساعة على الهجوم، ألقت السلطات الأمنية الروسية القبض على المهاجمين الأربعة وقالت إنهم “يحملون الجنسية الطاجيكية”.

كما بثت تسجيلات توثق لحظة اعتقالهم واعترافاتهم الأولية، أحدهم قال “إن شخصاً على التلغرام دفع له مليون روبل حتى يقتل الناس”، وفي فيديو آخر، ظهر أحدهم يختبئ في شجرة.

عُرض المهاجمون على المحكمة وقد ظهرت عليهم آثار التعذيب، أحدهم كان على كرسي متحرك، وآخر قُطعت أذنه.

وقد علّق حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي المتخصص في كشف خبايا التنظيم، والعائد بعد غياب ستة أشهر قائلاً: ”من حيث لا يدري (إعلام داعش) يكشف هويات مقاتليه”.

المرصد 237 | أي دور لعبه إعلام داعش في كشف هوية منفذي هجوم موسكو؟

مما يلفت في هذا الملف أيضاً، أن وسائل الإعلام الروسية سارعت إلى اتهام أوكرانيا بتدبير الهجوم حتى بعد أن تبناه داعش، فمن المزاعم التي اتخذها الإعلام الرسمي دليلاً لتكذيب خبر داعش هو أن “التنظيم لا يغطي أعين المهاجمين” أو “أن داعش لا يرفعون سبابة اليد اليسرى”.

انبرى باحثون كبار لتفنيد تلك المزاعم بالرجوع إلى أرشيف داعش نفسه، فأكثر من مرة غطى داعش الأعين؛ وفي أكثر من مرة رفع مقاتلوه السبابة اليسرى.

وضمن حملة تأليف روايات تكذيب داعش، استغرب البعض من اتساع ”بنك أهداف“ داعش ليشمل أطرافاً تعادي بعضها.

الباحث أرون زيلين الذي بدأ مشروعاً يتتبع فيه هجمات داعش في العالم كتب على إكس: ”لماذا من الصعب على الناس أن يفهموا أن داعش يكرهون كل من يختلف مع رؤيتهم للعالم؟ … إذا كنت ضد مبايعة خليفتهم فأنت (حتماً) عدو”.

وهكذا، قارن باحثون بين الطريقة التي تعامل بها الروس مع الهجوم والطريقة التي تعامل بها الإيرانيون مع هجوم كرمان في يناير الماضي، وقتها، أنحت المؤسسات الإيرانية الرسمية والرديفة بالمسؤولية على أمريكا، مما اضطر بعض كبار المؤثرين الإيرانيين إلى حذف منشوراتهم بعد أن تبنى داعش الهجوم.

المرصد 237 | أي دور لعبه إعلام داعش في كشف هوية منفذي هجوم موسكو؟

ومن أوجه الشبه أيضاً، أن أمريكا حذرت البلدين من احتمال هجوم يستهدف تجمعات كبيرة.

الروس أنفسهم قالوا في وقت سابق إنهم “أحبطوا هجوماً لداعش على معبد يهودي في موسكو”.

وفيما ما انفك الروس يبحثون عن ”العقل المدبر“ في محاولة للالتفاف على مسؤولية داعش، يتناسى الروس وغيرهم أنهم ليسوا بعيدين عن استغلال الجماعات الجهادية، ففي مايو الماضي، نشر موقع أخبار الآن تحقيقاً استقصائياً عن داعشيّ جندته المخابرات الروسية لتنفيذ مهام خاصة.

جانب آخر من الجدل الذي صاحب هجوم موسكو هو عدم إفصاح التنظيم عن ”الفرع“ الذي نفذ الهجوم، وهذا مهم من أجل استقراء القدرة اللوجستية للتنظيم، كثيرون اعتبروا أن هذا الهجوم من تخطيط داعش خراسان، لكن الملفت أن الصحفي الاستقصائي وائل عصام نشر في موقع بلينكس مراسلات من ولاية الشام تعود إلى عامين تثبت تورط هذا الفرع بالتخطيط لهجمات في روسيا، المهم في هذه الوثائق أنها تؤكد ما نعرفه عن بروز ولاية الشام كمقر لإدارة داعش على نحو ما حدث في اقتحام سجن غويران في 2021.

#عايشة_انتي_بخير

قتلت جماعة الحوثي ١١ يمنياً على الأقل عندما فجرت منازلهم الطينية على رؤوسهم في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء.

مسؤولون حوثيون قالوا إن ما حدث كان ”خطأ فردياً“ أثناء تنفيذ ”حملة أمنية لملاحقة بعض المواطنين الذين هاجموا دورية حوثية”.

المشاهد التي وثقت إنقاذاتٍ من تحت الركام أو انتشال جثث تأتي في مواجهة صارخة مع ادعاء الجماعة الموالية لإيران دعم الفلسطينيين في غزة.

تأتي أيضاً في مواجهة صارخة مع سلوك مشبوه يمارسه تنظيم القاعدة في اليمن، التنظيم نشر بياناً في تاريخ 23 مارس يستنكر فيه فعل الحوثي في مفارقة تكاد تكون مضحكة، يدعو البيان القبائل اليمنية إلى أن ”ضمان عدم تكرار هذه المأساة لن يكون إلا برفع السلاح في وجهه وحمل راية الجهاد المقدس ضد (الحوثي)”.لنتذكر ونُذكّر أنصار التنظيم، أن التنظيم عطّل الهجمات ضد الحوثيين منذ عام ونصف على أقل تقدير، في المقابل كثف جهوده واستعمل تقنية حوثية في مقارعة القوات اليمنية السنية المناهضة لحكم الحوثي المدعوم إيرانياً.

ما بين سعد وخالد

نشرت القيادة العامة لتنظيم القاعدة بياناً نعت فيه زعيم قاعدة اليمن خالد باطرفي، البيان وصف باطرفي بأنه ”فارس العلم والجهاد اليماني“، أما عن سعد بن عاطف العولقي، فقال البيان: ”إننا … نؤيد اختيار إخواننا الأجلة باستخلاف فضيلة الشيخ المجاهد المفضال سعد بن عاطف العولقي … أميراً.“

الصحفي محمد بن فيصل قارن بين اللغة المستخدمة في هذا البيان وتلك في بيان نعي الزعيم الأسبق قاسم الريمي في مارس 2020، والذي أُعلن فيه باطرفي أميراً، يلحظ بن فيصل أن اللغة في هذا البيان تُظهر ”توجساً“ من سعد؛ فلم يجزل التنظيم له الثناء كما فعل مع باطرفي.

وفاة ابن سيف العدل

نشر حساب وموقع أنباء جاسم ما يؤكد أن خالداً ابن سيف العدل، الأمير الفعلي لتنظيم القاعدة، توفي فعلاً في حريق نشب في منزله في مأرب قبيل شهر رمضان.

الحساب نشر صورة لخالد قبيل دفنه، وأوضح أنه أصيب بحروق في جسمه أثناء محاولته إنقاذ ابنه لكنه تُوفي في الأسبوع الأول من رمضان.

الصحفي محمد بن فيصل كان أشار أيضاً إلى نبأ الوفاة، عندما أكد أن علي الجوفي الذي أشير إليه في أخبار الحريق هو اسم آخر يُعرف به ابن سيف العدل.

في الخلاصة، هل سيؤثر هذا على تحالف سيف العدل في اليمن؟ وهل سيستمر الأمير الجديد سعد بن عاطف في هذا الحلف؟ هذا هو السؤال الذي على أنصار التنظيم نفسه أن ينتظروا إجابة عنه.

أين يقع مركز داعش خراسان؟

في ملف تبادل الاتهامات بين باكستان وطالبان الذين يحكمون أفغانستان حول مَن يُصدّر الانتحاريين الجهاديين عبر الحدود، نشر موقع المرصاد التابع لطالبان سلسلة منشورات عن هوية الانتحاري الداعشي الذي نفذ هجوماً في قندهار يوم21 مارس الجاري.

الموقع قال إن الانتحاري ينتمي إلى ”دولة في وسط آسيا“ من دون أن يسميها؛ وإنه انضمّ حديثاً إلى التنظيم مع مواطن طاجيكي، المرصاد أشار إلى أن التجنيد تمّ في فرع داعش خراسان في ولاية بالوشستان الباكستانية، ويعلّق المرصاد أن بالوشستان باتت بؤرة للتنظيم.

سعد الحنيطي

أفرجت هيئة تحرير الشام عن القيادي السابق في داعش سعد الحنيطي المسجون لديها منذ يونيو 2018، الحنيطي سافر إلى سوريا من بلده الأردن في أبريل 2014 ”للوساطة“ بين داعش وجبهة النصرة آنذاك – النسخة الأولى من الهيئة، لكنه أخذ صف داعش وانضمّ إليهم، لاحقاً في مايو 2018 أعلن انشقاقه عن التنظيم؛ وبعد ذلك بشهر اعتقلته الهيئة.

خلال الأعوام الثلاثة الماضية قيل إن الحنيطي كان حبيساً في سجن العقاب سيئ الصيت وإن حالته الصحية متدهورة، فهل جاء الإفراج عنه لاعتبارات إنسانية؟ مصدر قريب من ملف الرجل قال إن الإفراج لم يكن لاعتبارات إنسانية رافضاً الإيضاح.

حتى اللحظة، تظل هذه التفاصيل غامضة ومعها مصير الرجل من حيث عودته إلى الأردن.

بديل الجولاني

لا تزال هيئة تحرير الشام تواجهة أزمة متصاعدة من تداعيات قضية العملاء.

حتى اليوم، غيّرت الهيئة مسمى جهاز الأمن العام المتنفذ ليصبح إدارة تابعة لوزارة الداخلية، وحُلّت تشكيلات عسكرية موالية للهيئة، مثل تجمع الشهباء، في مناطق خارج إدلب، وتواصلت التظاهرات الداعية إلى عزل الجولاني.

في الأثناء، يبدو أن الجولاني يعوّل على أن لا بديل له إن هو قرر التنازل عن القيادة.

في هذا الملف، ذكّر معارضون بالصفة الإدارية التي يتمتع بها الجولاني اليوم، فنشروا بياناً من أكتوبر 2017 فيه قبول استقالة أبي جابر الشيخ القائد العام السابق للهيئة وتكليف ”نائبه“ في ذلك الوقت الجولاني ”بتسيير“ الأعمال. وعليه، لفتوا إلى أن الجولاني طوال السنوات الماضية كان يحكم بصفة مؤقتة.