المرصد.. أخوند زاده يمتعض من الغرب فيحمل على الشعب
في حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي الفترة من 25 إلى 31 مارس 2024 نهاية الأسبوع الثالث من رمضان 1445ه، وأبرز عناوينها:
- في عشرية “خلافة” داعش، إعلام التنظيم ”هرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسد“
- أخوند زاده يمتعض من الغرب فيحمل على الشعب
- تواصل التآكل في قيادات قاعدة اليمن
ضيف هذا الأسبوع، الدكتور عقيل حبيب، الباحث المتخصص في علم نفس الإرهاب. يحدثنا عن ”ما بعد إرهاب داعش“ وعن وهم ”طالبان الثانية.“
داعش وأحلام اليقظة
مساء الخميس 28 مارس، بثت مؤسسة الفرقان، التي تنقل بيانات قيادة داعش، تسجيلاً صوتياً للمتحدث باسم التنظيم أبي حذيفة الأنصاري بعنوان ”واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ.“
يأتي هذا فيما يحتفي أنصار التنظيم بمرور عشرة أعوام على إعلان خلافتهم المزعومة في ١ رمضان ١٤٣٥ هجرية.
أبرز ما جاء في الكلمة أن شدد المتحدث على أن يلتزم أفراد التنظيم وأنصاره بالجماعة ”بالسمع والطاعة“ لأمراء التنظيم واجتناب ”التلبيس.“
وفي موقع آخر، دعا القائمون على الإعلام المناصر إلى ”تجنب عقيم الجدال“ واتباع ”التوجيهات“ التي تصلهم من الإعلام الرسمي.
لفت أيضاً إلى أن التنظيم لا يزال يدعو إلى ”الهجرة والنفير“ إلى ”ربوع الدولة!“ فبدا أن المتحدث لم يقم وزناً لانكسار التنظيم في العراق والشام، بل اعتبر أن التنظيم توسع وامتد إلى غرب إفريقية والساحل وشرق آسيا وخراسان وباكستان.
وعلى نفس النمط من تناسي الحقائق، أشاد المتحدث بمنفذي هجوم موسكو واصفاً إياهم بأنهم ”نفر من آساد الخلافة العجم.“
ومثله صحفية النبأ الصادرة على ديوان الإعلام المركزي، في عددها الصادر نفس اليوم، احتفت بهجوم موسكو. وزادت عمّا ورد في أعماق خلال الأسبوع أن الهجوم تمّ بناء على خطة واستطلاع في محاولة للإيهام بأن الهجوم كان محكماً وحقق أهدافه بعد الشكل المخزي والمهين الذي ظهر عليه المنفذون أثناء اعتقالهم وتقديمهم إلى المحكمة.
تبرر النبأ أن ”عطلاً مفاجئاً“ أصاب ”بعض“ بنادق المهاجمين الأمر الذي حدّ من قدرتهم على مقاومة القوات الأمنية الروسية.
وفي محاولة أخرى للتهرب مما نُقل على لسان هؤلاء المنفذين، قالت النبأ إنهم أسرى مكرهون. المنفذون قالوا إنهم فعلوا فعلتهم طمعاً في المال، ولم يبد عليهم مظاهر اعتزاز أو فخر بما حققوه. وهذا في حد ذاته دعا كثيرين إلى التشكيك في أنهم ينتمون إلى داعش؛ وإذ بالتنظيم يصفهم ”بالآساد.“
النبأ وصفت كذلك مطاردة الجهات الأمنية للمنفذين ”بالمضنية“ متناسين أنهم سارعوا إلى نشر صورهم وتأكيد هوياتهم حتى قبل إلقاء القبض عليهم.
تعليقاً على سلوك إعلام داعش الرسمي هذا، لفتت الصحفية المتخصصة في الجهادية، مينا اللامي، المسؤولة في فريق BBC Monitoring إلى تشديد المتحدث أبي حذيفة على ثيمة ”الجماعة“ متسائلة إن كان هذا تثبيطاً لخلافات أو محاولات انشقاق.
لفتت أيضاً إلى اعتراف التنظيم رسمياً وعلناً بالإشراف على الإعلام المناصر.
قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي المتخصصين في كشف خبايا داعش، وصفوا ما جاء في هذا الإعلام بجملة ”أماتكم من قبل موتكم الجهل.“
الحساب شبّه حال أبي حذيفة وهو يُعظّم التنظيم ”بالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد“ أو ”متحدث جبان يُنظّر عن الشجاعة من خلف الستار؛“ مهددين بكشف هويته الحقيقية.
يستغرب الحساب أيضاً من دعوة أبي حذيفة أنصار التنظيم إلى ”الهجرة،“ مذكراً بآلاف ”المهاجرين وعوائلهم … (الذين) وجدوا أنفسهم فريسة“ الأسر والقتل.
ينتهي الحساب إلى أن تلك السنوات العشر مّرت وفيها ”الوعود والشعارات الهلامية، بين ‘موعد دابق‘ و ‘عيوننا على القدس‘ و ‘سنحرر روما‘ ولم يحرروا لا دابق ولا القدس ولا روما، بل ولم تحرروا حتى كيانكم من الجواسيس والمخبرين والعملاء وأنفسكم من الرياء والعجرفة وحب الظهور.“
وفيما يتعلق بدعوة أبي حذيفة الإعلام المناصر إلى الوحدة والاجتماع، كان ملائماً أن فتح حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي ملف هذه العلاقة بين الرسمي والرديف قبل كلمة أبي حذيفة بيوم. فيستحضر الأدلة على علاقة متشنجة تصل إلى التكفير.
تقول القناة ”فمنذ تدشين أول نواة إعلامية موحدة في 2014 تحت مسمى ‘الجبهة الإعلامية لنصرة الدولة الإسلامية‘ وساحة النصرة تغلي بالصراعات والعداءات والتخوين والتكفير؛“ بين المناصرين رجالاً ونساء؛ ولا زال الإعلام المناصر ”يتآكل من الداخل“
وتؤكد القناة أن الإعلام المناصر ”كان ولا زال يدار بشكل مباشر من طرف ديوان الإعلام عبر مندوب مخول من طرف أمير الديوان، بمعنى أن أي اخفاق لـ ‘إنتاج الأنصار‘ هو اخفاق لـ ديوان الإعلام.“ يقوم بهذه المهمة اليوم المدعو أبو قتيبة.
دليلاً على هذا التآكل والتناحر، تنشر القناة ثلاث رسائل من إعلامين مناصرين يشتكون فيها سوء إدارة أبي قتيبة.
حاكمية طالبان
نُشر أخيراً تسجيل صوتي لزعيم طالبان هبة الله أخوندزاده يتعهد فيه بتطبيق الحدود عقاباً على الجريمة في أنحاء أفغانستان. في هذا التسجيل، استنكر زعيم طالبان ”المفهوم الغربي“ لحقوق الإنسان والمرأة والديمقراطية معتبراً إياهاً رديفاً ”للشيطان،“ بينما هو يمثل التقوى.
تعليقاً على هذا التسجيل النادر من الزعيم المختفي في قندهار، قال الصحفي الأفغاني بلال صرواري: ”طالبان في نسختها الثانية لم تختلف عن نسختها الأولى سوى أنهم أصبحوا أقوى … لا أمل في حكومة جامعة أو حقوق للمرأة.“
الباحث الأفغاني تميم باحث لفت إلى أن هذا الإقرار، المتوقع باعتبار موقع طالبان الأيديولوجي، إنما يدل على امتعاض الرجل من الطريقة التي يتعامل بها الغرب مع حكومة طالبان.
يقول إن أخوندزاده على الأرجح كان أجّل هذا الإقرار حتى تستقيم العلاقة مع الغرب، ولكن تشنج العلاقة عجّل التطبيق.
في الأثناء، أطلق حرس طالبان النار على مواطنين أفغان في هلمند اعترضوا على إزالة صومعة قمح بحجة توسيع شارع.
حاكمية طالبان على المحك. أخوندزاده يقيم وزناً للحدود على حساب كرامة الأفغان. الصحفي صرواري علّق: سهل جداً ان تقاتل، لكن صعب أن تحكم؛“ وهذه حال طالبان.
حاكمية طالبان تحت المجهر أيضاً بعد أن نقل عارفون أن التقارب بين إيران وحكومة كابول باتت في أعلى مستوى بالرغم من مناوشات المياه المشتركة والخلاف العقدي.
معهد بروكينغز نشر بحثاً قال فيه إن إيران تمكنت من الوصول ”العميق“ إلى أخوندزاده والدائرة المغلقة المحيطة به. ومن معالم ذلك أن طالبان سمحوا لإيران بتجنيد الفاطميين الشيعة للقتال ضمن ما يُسمى ”محور المقاومة.“ المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، نفى هذا الكلام.
وفيما تحدث السفير الإيراني في كابول والمبعوث الخاص لأفغانستان عن شراكة اقتصادية واستراتيجية مع طالبان في مواجهة أمريكا، نقل أفغان أن العلاقة بين الطرفين – طالبان والملالي – وصلت إلى درجة بات فيها ”لكل وزير طالبان اليوم لديه مستشار إيراني.“
مأزق قاعدة اليمن
بعد تأكيد وفاة خالد ابن سيف العدل الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة، نشر حساب أنباء جاسم تسجيلاً أشار فيه إلى أن المتحدث فيه كان خالد.
أنباء جاسم قال إن خالد كان يشارك في التعليق على البيانات والإصدارات الصادرة من الملاحم الذراع الإعلامية للقاعدة في اليمن.
في الأثناء، رثى التنظيم المدعو مانع ابن عبدالله ابن هضيبان الدهمي المكنى أبو عرفج الدهمي من الجوف. حسابات التنظيم قالت إنه مات غرقاً وإنه ”من الرعيل الأول وواحد من كبار الأنصار.“
الصحفي في أخبار الآن عاصم الصبري أوضح أن الحادثة وقعت في وادي سرّ شرقي حضرموت؛ وأن الرجل كان مسؤولاً عن ”إيجاد مناطق آمنة لقادة تنظيم القاعدة … ويشرف على (تنقلاتهم) … في طريق الصحراء بين الجوف ومأرب.“ وهكذا يكون التنظيم قد خسر عنصراً أمنياً هاماً.
أبو شعيب يُعرّي هتش
فيما أطلقت هيئة تحرير الشام معظم المعتقلين على ذمة قضية العملاء بمن فيهم أفراد قال معارضون إن التهمة ثبتت عليهم ”قولاً واحداً،“ لا تزال الهيئة تماطل في إطلاق سراح معتقلي الرأي مثل عصام خطيب وأبي شعيب المصري وأبي قاسم الشامي وأبي ذر المصري وأبي يحيى الجزائري.
في هذا الملف، نشر الدكتور إبراهيم شاشو، القاضي ووزير العدل السابق في حكومة هيئة تحرير الشام، صورة تجمعه مع الشرعي السابق أبي شعيب المصري المعتقل منذ يوليو الماضي.
أبو شعيب كان شرعياً في الهيئة؛ انشق عنهم قبل سنوات وأصبح من أشد منتقديهم. بهذه الصورة بالإضافة إلى ما نقل عن مفاوضات بين شاشو وأمير الهيئة أبي محمد الجولاني لتحرير معتقلي الرأي، ثَبُت أن الجهة المسؤولة عن اختطاف أبي شعيب في اعزاز كانت الهيئة.
في ذلك اليوم، اختطفت الهيئة أبا شعيب والمحامي عصام خطيب من اعزاز التي تخضع للجيش الوطني السوري؛ ولمّا تعترف الهيئة بذلك بل إن أنصارها اتخذوا الحادثة دليلاً على انفلات أمني في مناطق الشمال حيث لا يزال الجولاني يحلم بالتوسع.
وهكذا يتحدى المعارضون الهيئة وأنصارها للاعتراف بأنهم المسؤلون عن هذا الانفلات والتخريب. عزز ذلك انفجار السيارة المفخخة في اعزاز وسقوط ضحايا. المعارضون اعتبروا أن الجولاني لا يزال يحاول التسلل إلى مناطق درع الفرات وغصن الزيتون بإثارة الفوضى فيها.
سرّ عبدالملك
من الشخصيات التي تحمل مفاتيح ملف قضية العملاء عبد الملك منبج المعروف أيضاً باسم علي الدج الذي عمل مدعياً عاماً في ملف التحالف. مطلع مارس، وردت أنباء أن منبج لم يكن راضياً عن إدارة ملف العملاء وتنصل الجولاني من تهمة تعذيب المعتقلين على ذمة التحقيق فكشف عن أنه يمتلك نسخاً من أذونات التعذيب تثبت تورط الجولاني. أمر الجولاني باعتقاله. فرّ الرجل إلى جهة غير معلومة وقيل إنه سُلم إلى تركيا. قيل أيضاً إنه أعطى نسخاً من الوثائق إلى مقربين.
هذا الأسبوع، نقل حساب إدلب بوست المقرب من أبي ماريا القحطاني سلسلة منشورات على لسان منبج يكشف فيها دور الجولاني في إصدار أوامر التعذيب. ونشر الحساب صورة لمنبج بعد أن غطى عينيه متعهداً بنشر شهادته الصوتية كاملة.
الهروب من الهول
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية إفشال محاولة فرار عنصرين من المنتسبين لما يُسمى أشبال الخلافة اختبآ في مخيم الهول.
بيان قسد أوضح أن الاثنين هما إندونيسي وتركستاني؛ وكانا اتفقا مع مهرب سوري الجنسية على تخطي حدود المخيم.