من قتل أبا ماريا القحطاني.. روايتان متناقضتان إحداهما تدين الجولاني والأخرى تتهم داعش
في حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي الفترة من 1 إلى 7 أبريل 2024، نهاية الأسبوع الرابع من رمضان 1445 هجرية، وأبرز عناوينها:
- مع تآكل قيادة داعش.. منشقون يكشفون أسماء مرشحة ”لمجلس الشورى“
- ”جيش العدل“ البلوشي يحتل مواقع إيرانية جنوب شرق البلاد
ضيف هذا الأسبوع، الأستاذ عروة عجوب، طالب الدكتوراة جامعة مالمو والخبير في الجماعات الجهادية والسلفية
اغتيال القحطاني
في ليل 4 أبريل 2024، انتهت حياة أبي ماريا القحطاني بطريقة دراماتيكية. خلال أشهر قليلة انحدر من منصب الرجل الثاني في هيئة تحرير الشام إلى خائن سجين مُعذّب، وحتى بعد تبرئته المشبوهة من قضية العمالة التي نخرت في الهيئة – ولا تزال -، لم تحمه ثروته وحضوره العشائري من الموت اغتيالاً؛ ولمّا يزال القاتل مجهولاً.
هذا هو مربط الفرس.. من قتل أبا ماريا؟
ثمة روايتان متناقضتان، الأولى يعتقد بها طيف واسع من معارضي الجولاني، أمير الهيئة، وهي أن القحطاني قُتل في عبوة ناسفة فُجّرت عن بُعد وهكذا يكون المسؤول عن الاغتيال هو جماعة الجولاني.
الرواية الثانية يروج لها أنصار الهيئة وهي أنه قُتل في تفجير انتحاري ينتمي إلى داعش، أذرع الهيئة ومتنفذوها نعوا القحطاني تحت هاشتاغ ”شهيد الغدر“.
المعارضة استبعدت مسؤولية داعش، منهم من عاد إلى اتفاق بين التنظيم والهيئة على عدم تنفيذ هجمات في إدلب ومحيطها. ومنهم مثل صالح الحموي الجهادي المخضرم وأحد مؤسسي جبهة النصرة تساءل عن بيان داعش الذي يُفترض أنه تبنى فيه الاغتيال.
يخاطب الحموي الهيئة ويقول: ”قلتم أمن وأمان ومسيطرون على كل شيء وصار ثلاثة أيام ولم تعثروا على الشخصين اللذين دخلا المضافة وكان معهما السيف (حيث يفترض أنه كان يحوي العبوة الناسفة)؛ عرضتم صورة الانتحاري فقط رأسه دون بقية جسمه ولم تعرضوا بياناته: اسمه، من أين هو، يتبع لمن، جنسيته، فإما أنتم فاشلون مخترقون عاجزون، أو – وهو كذلك – رتبتم الأمر مع أشخاص لهم ثأر مع القحطاني وأخفيتم الاثنين“.
المعارض أبو هادي تساءل: ”هل هي صدفة ان جميع الذين قُتلوا من قادات القاعدة وجبهة النصرة ثم جبهة فتح الشام ثم هتش قتُلوا بعد خلافهم مع الجولاني!!؟ بالتأكيد ليست صدفة وإنما تدبير.“
لكن أكاديميين مثل الباحث آرون زيلين لفتوا إلى أن أسلوب الهجوم يذكر بهجوم داعش على أبي خالد السوري. زيلين أضاف أن داعش ”يجيدون تحريك المياه الراكدة … فلا شك أن منتقدي الهيئة سيَلُومون الجولاني وسيحشدون متظاهرين أكثر ضده مما سيخلق بيئة مواتية لداعش.“
الجولاني أمر بأخذ جثة القحطاني وأقيمت له مراسم جنازة رسمية؛ وصدرت التعازي من علية أجهزة الهيئة.
المعارضون وصفوا سلوك الهيئة تجاه القحطاني كمن ”قتل قتيلاً ومشى في جنازته.“ منهم من قارب بين نعي الجولاني القحطاني ونعي بوتين بريغوجين في أغسطس 2023. ومنهم من اعتبر اغتيال القحطاني استهدافاً للحراك الشعبي في إدلب. فيما أشار آخرون إلى تأبين ”مبالغ فيه“ حيث أن آخرين خيراً من القحطاني قُتلوا في المنطقة استكثرت الهيئة نعيهم في بيان؛ ”وكأن بمقتلهم زال عن صدرهم جبل“.
أبو أحمد زكور ثالث ثلاثة مع القحطاني والجولاني حتى قبل أقل من عام، اعتبر أن أمير الهيئة يسعى إلى تصفية المعارضين؛ وأن لا حل في المنطقة إلا بإزاحته.
لكن أحمد زيدان، عراب الهيئة، قال إن الترويج لمسؤولية الهيئة عن الاغتيال هو ”محاولة الاصطياد في المياه العكرة،“ مؤكداً أن داعش هو المسؤول بالنظر إلى موقف القحطاني منهم فهو ”كسر قرن الدواعش وأفراخهم في الشمال“.
عزز هذا ما قاله نصير الهيئة أبو محمود الفلسطيني عندما اعتبر ما جرى اختراقاً أمنياً بسبب تشتت جهاز الأمن العام خلال الشهرين الماضيين على خلفية قضية العملاء. هذا الجهاز سيئ الصيت كان المسؤول عن الاعتقالات والتعذيب. وإزاء المطالبات بحله وإعادة هيكلته، أمر الجولاني بتغيير مسماه إلى إدارة وإتباعه وزارة الداخلية. الأهم أن الأمني الأول، أبا أحمد حدود، ”اعتزل“ الجولاني منذ تحول القضية مطلع العام.
وهكذا، يعتبر أبو محمود أن اغتيال القحطاني ”إنذاراً“ يجب أن ”يوقظ من جعل جهاز الأمن جهاز ظلم“ بسبب ما وصفه ”بالخطأ التقني،“ داعياً إلى إعادة الجهاز كما كان عليه وإعادة ”الهيبة“ للجماعة.
حتى ساعة إعداد هذه الحلقة، لم يبرز أي حراك فاعل تجاه اغتيال القحطاني. في الساعات الأولى للحادثة، نُقل أن أبناء الشرقية وعشائر إدلب ”استنفروا“ وطردوا أمنيي الجولاني من حول المشفى حيث جثة القحطاني؛ من دون أن يفضي هذا إلى تزايد زخم الحراك الشعبي المناهض للهيئة في إدلب ومحيطها.
الجولاني وحلم التوسع شمالاً
في الأثناء، وبالرغم من كل ما يجري في إدلب ومحيطها، لا يزال ”عسكر“ الجولاني يريدون الشمال.
هذا الأسبوع، وردت أنباء عن ”استنفار عسكري“ في عفرين لجماعات من الجيش الوطني موالية للجولاني. حساب مزمجر الثورة السورية قال إن هذا الاستنفار جاء ”بنية البغي … للسيطرة على المناطق الحدودية مع هيئة الجولاني بقطاع غصن الزيتون.“
مالك السرّ
في ملف عبدالملك منبج، مدعي عام التحالف في الهيئة والذي تركهم بعد أن هدد بكشف وثائق تثبت تورط الجولاني شخصياً في فضيحة تعذيب المعتقلين على ذمة قضية العملاء؛ شكك معارضون في مصداقية الرجل والكشف.
أبو العلاء الشامي، وكان مسؤولاً أمنياً في الهيئة قبل أن ينشق عنهم، قال إن زكور هو من يتولى ملف عبدالملك المعتقل لدى جهة شمال إدلب، وعليه فإن صدق زكور، عليه تسليم عبدالملك إلى هيئة شرعية تحقق معه وتكشف أذونات التعذيب من دون مماطلة.
من يحكم داعش اليوم؟
أعلنت القيادة الأمريكية المركزية Centcom أنها تمكنت – مع قوات قسد والقوات العراقية – من تنفيذ 94 مهمة ضد داعش في سوريا والعراق في الأشهر الثلاث الأولى من هذا العام.
أسفرت هذه المهام عن قتل 18داعشي واعتقال 63 آخرين. بيان سينتكوم أشار إلى أن هذا التحالف لا يزال يلاحق 2500 داعشي في المنطقة؛ فيما يسعى للعمل مع الأطراف المعنية على ترحيل 9 آلاف داعشي معتقل شمال سوريا والتعامل مع 45 ألفاً من أُسر داعش المقيمين في مخيمي الهول والروج إما بالترحيل أو التأهيل أو الإدماج.
ونأتي هنا إلى ما نشره هذا الأسبوع حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي المتخصصين في كشف خبايا التنظيم.
بعد تآكل قيادة داعش من الصف الأول خاصة بمقتل أبي سارة العراقي أمير الإدارة العامة للولايات – الرجل الثاني في التنظيم – في فبراير العام 2023، من بقي فيما يُعرف بمجلس شورى التنظيم؛ خاصة بالنظر إلى أن شخصية الخليفة أبي حفص ووزير إعلامه أبي حذيفة، شخصيتان غامضتان؟.
يستعرض الحساب أسماء شخصيات ”مؤهلة للعضوية في مجلس الشورى.“ وهم: أبو خديجة، الأمير الحالي لما يعرف بمكتب بلاد الرافدين في العراق؛ وعبدالقادر مؤمن، الأمير الحالي لمكتب الكرار في الصومال، اليمن، الموزمبيق، وسط أفريقية، جنوب افريقيا؛ وأبو بلال المينوكي، والي ولايات غرب إفريقيا وتم تنصيبه أخيراً أميراً على مكتب الفرقان المشرف على ولاية غرب إفريقيا والساحل بعد دمج مكتب الأنفال؛ و”الشيخ” تميم الكردي، أمير مكتب الصديق في خراسان أفغانستان، والدول الحدودية وولاية شرق آسيا التي تضم الفلبين وإندونيسيا والهند وباكستان.
بهذا التفصيل، يبدو واضحاً لدى الحساب أنه لا يوجد في المجلس أي عضو من الشام. ويعلق: ”فالشام لا زالت ولاية مخترقة“.
”جيش العدل“ البلوشي ينبذ القاعدة
يوم الخميس 4 أبريل، نجحت جماعة ”جيش العدل“ في مهاجمة أهداف للحرس الثوري الإيراني في أقصى جنوب شرق البلاد.
بيان للجماعة نُشر على موقعهم الإلكتروني شرح أن أكثر من 160 مقاتلاً من ”مجاهدي“ إقليم بلوشستان، جنوب شرق إيران، شنوا هجمات متزامنة على أربع نقاط لقوات الحرس الثوري في راسك وتشابهار، حيث تمكنوا من السيطرة على هذه النقاط عدة ساعات.
قال البيان إن الهدف من الهجمات كان محاولة إفشال ما يسمى خطة ”تطوير شاطئ مكران“ التي بحسبهم تسعى إلى تغيير ديموغرافي في المنطقة بتوطين مواطنين من خارج إثنية البلوش السنة.
جيش العدل جماعة سنية تأسست في إيران في 2012 . وطالما أكدت الجماعة أن لا ارتباط لها مع جماعات الجهاد العالمي مثل القاعدة.
في ديسمبر الماضي، نشر موقع Khorasan Diary مقابلة أجراها الباحث دانييله غاروفالو مع حُسين بالوش المتحدث باسم الجماعة. بالوش أكد أن نشاط الجماعة ينحصر في جغرافية إيران ”بهدف الإطاحة بنظام الحكم“ هناك وتحقيق الكرامة للشعب الإيراني عامة والأقليات العرقية الإيرانية خاصة السنية.
وعندما سُئل عن العلاقة ”بين جيش العدل وجماعات جهادية أخرى مثل القاعدة؛“ قال: ”جيش العدل يعمل مستقلاً وأهدافنا محددة ومحدودة، وعليه فإن الجماعات المذكورة لا تُظهر اهتماماً بالتعامل معنا. كما أن بعض هذه الجماعات لها تحالفات مع النظام الإيراني.“
سيف العدل وشاغر الظواهري
نشر تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية مجلتهم الدورية بعنوان ”نوى غزوة هند.“ الصحفي الأفغاني المتخصص عبد السيد لفت إلى أن افتتاحية المجلة تضمنت اقتباساً من سيف العدل من سلسلة مقالات ”هذه غزة.“ السلسة جاءت باسم الكاتب سالم الشريف الذي كشف إعلام القاعدة الرسمي في فبراير الماضي أنه سيف العدل نفسه.
عبد السيد استغرب من أسلوب الإشارة إلى سيف العدل بجملتي ”حفظه الله ونصره الله؛“ وتساءل: ”لم يسبق أن رأيت أسلوباً كهذا .. هل هذا التوصيف يدل على أن سيف العدل تولى الزعامة فعلاً خلفاً للظواهري؟“.
داعش ذكاء اصطناعي
داعش يلعب بالذكاء الاصطناعي. لفتت الباحثة مينا اللامي المتخصصة في الجهادية من BBC Monitoring إلى أن أنصار داعش باتوا مؤخراً يناقشون استخدام الذكاء الاصطناعي في منشوراتهم ويختبرون إنتاج نشرات أخبار للتنظيم بمذيع مبرمج. أحد المعلقين لفت إلى أن هذه هي المحاولة الثانية لمثل هذا الفيديو.
مظلمة الإيغور
نشر الأكاديمي الإيغوري عبدالولي أيوب صورة لمسجد في مدينة كشقر في شنجان حولته السلطات الصينية إلى مطعم سياحي في العام 2019. المسجد أغلق في 2017 ليُعاد تمليكه إلى السلطة السياحية.