في بيان غريب.. قيادة القاعدة تنعى أبناء إسماعيل هنية الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية على غزة
في حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي الفترة من 15 إلى 21 أبريل 2024 ؛ وأبرز عناوين هذا الأسبوع:
- هل يرد المقدسي على بيان سيف العدل الذي ”عظّم“ قيادي حماس إسماعيل هنية؟
- تجدد الجدل حول مصير المنظر الجهادي أبي مصعب السوري
- طالبان حظرت زراعة الأفيون، ولكن … دراسة تحذر من تمدد نفوذ مزارعين موالين لطالبان
ضيفة الأسبوع، الأستاذة مجدولين حسن، محررة القسم العربي في الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية GIJN نتحدث إليها عن خطر الذكاء الإصطناعي على صدقية الأخبار.
من القاعدة إلى حماس عبر طهران
في بيان غريب، نعت القيادة العامة لتنظيم القاعدة أبناء القيادي في حماس إسماعيل هنية الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية على قطاع غزة في 10أبريل الجاري.
البيان خاطب هنية بألفاظ تبجيل مثل: ”فضيلة الشيخ وآله وصحبه“ و ”صبراً آل هنية،“ والدعاء له ”بأن يجعلك للمتقين إماما، وأن يفتح على أيديكم أبواب الخيرات على هذه الأمة.“
البيان لم يذكر كذلك حماس أو كتائب القسام؛ لكن ما من شك في أنه سيعمّق الخلاف حول حماس في أوساط القاعدة – قيادةً ومشايخ وأنصارا. ينبع هذا الخلاف من تبعية حماس المعلنة لنظام الحكم في إيران؛ ومن تنكيلهم بالسلفية في غزة في عام 2009.
للخروج من معضلة حماس التي يُنسب إليها قتال إسرائيل في قطاع غزة، وجد منظرو القاعدة، وتحديداً أبا محمد المقدسي، مخرجاً بالتمييز بين جناحي الجماعة السياسي والعسكري. فعندهم حماس الحركة تختلف عن حماس المكتب السياسي والاثنتان تختلفان عن كتائب القسام. كتائب القسام ”مجاهدون“ والمكتب السياسي غير ذلك.
فهل سيرد المقدسي والأنصار على بيان القاعدة هذا وتبجيل هنية الذي ما انفك يُنسق مع القيادة الإيرانية في طهران؟ في يونيو 2021 ، استاء المقدسي من نعي القيادة العامة قيادياً في كتائب القسام هو أبو عماد باسم عيسى. وقتها قال المقدسي إن ”كثيراً من الإخوة المجاهدين والمشايخ والدعاة (استاؤوا) من تمجيد بيان السحاب؛ للقائد القسامي الذي قُتِل في الحرب الأخيرة في غزة؛ وتعجّبوا متسائلين: هل يخفى على إخواننا انحراف حماس وقيادتها عن منهج التوحيد إلى منهج الديمقراطية؟! وانحيازها إلى حزب اللات وبشار وإيران؛ … وما فائدة الثناء على مثل هذا القائد الذي لا يعرفون حاله وتمجيده؛ إلا تغبيش ما بناه مشايخ القاعدة من وضوح تجاه حماس وأمثالها من الجماعات الإسلامقراطية؟!“.
مسألة أخرى مهمة في هذا الجدل هو الأثر الإيراني في القاعدة بالنظر إلى علاقة طهران مع سيف العدل، الزعيم الفعلي للتنظيم؛ حتى يخال للمرء أن من كتب البيان هو سيف العدل نفسه.
أبو مصعب السوري
يتجدد الجدل حول مصير المنظر الجهادي الشهير مصطفى ست مريم المعروف بأبي مصعب السوري.
صحيفة La Vanguardia الإسبانية العريقة نشرت تحقيقاً يفيد أن أبا مصعب أعدم في سجن صدنايا في دمشق في العام 2011؛ بحسب ما وجد الخبير في الإرهاب الدولي فيرناندو ريناريس Fernando Reinares من ”مصادر عليا موثوقة في سوريا وباكستان”.
أبو مصعب يحمل الجنسية الإسبانية؛ ومطلوب لدى السلطات الإسبانية لضلوعه في هجمات إرهابية. والحقيقة أن معلومة إعدام أبي مصعب راجت في فبراير 2022 عندما كتب الباحث السوري حسام جزماتي عن ”آخر أيام أبي مصعب السوري“ في موقع ”تلفزيون سوريا.“ جزماتي نقل عن مصادر أن أبا مُصعب اقتيد إلى الإعدام في الأيام الأخيرة من نوفمبر ٢٠١١. لكن في ذلك الوقت، شكك آخرون في أن يكون الرجل ميتاً. ومن هؤلاء الجهادي المخضرم صالح الحموي الذي كان من مؤسسي جبهة النصرة في حلب ويكتب اليوم تحت اسم ”أس الصراع في الشام.“
من استفاد من قرار طالبان حظر زراعة الأفيون؟
منذ أن قررت طالبان حظر زراعة الأفيون في أبريل 2022، انخفض إنتاج هذا المخدر بنسبة 85٪ وهي نسبة غير مسبوقة. لكن على أرض الواقع، لا يزال الأفيون يباع ويشترى علناً في الأسواق الأفغانية خاصة الجنوبية والجنوبية الغربية – التي تعد معقلاً تقليدياً لطالبان.
كما أن تهريب المخدرات عبر الحدود إلى إيران وباكستان وطاجكستان لا يزال على أشده. فما الذي يحدث؟ الباحث ديفيد مانزفيلد المتخصص في الاقتصاديات غير القانونية نشر على موقع Alcis المتخصص دراسة لفهم أبعاد الحظر الذي فرضته طالبان.
أهم ما جاء في هذا البحث هو أن حظر الزراعة لا يعني القضاء على مخزون الأفيون وبالتالي فقد تسبب الحظر في ارتفاع غير مسبوق في سعر الأفيون المخزّن من 1361دولاراً للهكتار في مايو 2021إلى 8093دولاراً في مايو 2022؛ أي ستة أضعاف خلال عام؛ وربما ارتفع إلى ٥٠٢٦٤ دولاراً في العام التالي – ديسمبر 2023.
كل هذا يعتمد على ما خزنه المزارعون الكبار الإقطاعيون الذين يتركزون في الجنوب وجنوب غرب – أي مناطق نفوذ طالبان التقليدية. في المقابل، المزارعون الصغار في مناطق أخرى لا يملكون هذا المخزون لأسباب تتعلق بطبيعة ملكية الأرض هناك. وعليه، فإن المزارعين الصغار سيكونون أكثر تأثراً بنتائج الحظر في مقابل تمدد وتوسع جيوب المزارعين الكبار الذين يرحبون بالحظر فهم المستفيدون. كما أن هذا التفاوت في الملاءة المالية سيكون له أثره في القرار السياسي في ذلك البلد ما لم تتنبه حكومة طالبان للأمر.
كيف يخترق داعش الجماعات المحلية في وسط إفريقيا؟
نشر مشروع Bridgeway التابع لمعهد هدسون الأمريكي للأبحاث دراسة مستفيضة عن فرع داعش في وسط إفريقيا الذي يشمل الكونغو ويوغندا.
الدراسة بعنوان: ”المشايخ في الكونغو: فهم أيديولوجية الدولة الإسلامية في وسط إفريقيا،“ وهي من إعداد: رايان أوفاريل، كيليب وايس، تارا كاندلاند و لارين بوول. الدراسة تتعقب كيف أصبح خطاب جماعة AFD، القوات الديمقراطية المتحدة، أكثر تطرفاً بعد تبني تعاليم داعش وإعلان الولاء للتنظيم في 2017 ومنحها الاسم الجديد ”داعش ولاية وسط إفريقيا.“
يلحظ البحث أن الجماعة في المنطقة لا تزال تُعرف بالاسم القديم AFD. يخلص البحث إلى أن علاقة الجماعة بداعش كانت ”انتهازية“ مدفوعة بنضوب موارد الجماعة فما كان منهم إلا إعلان الولاء لداعش من أجل إنعاشهم مالياً. رغم ذلك، ظلت الجماعة ”محلية“ ولم تتبنَّ خطاب داعش العابر للحدود ـ الجهاد العالمي – إلا لاحقاً.
وهنا تلفت الدراسة إلى أن هذه الجماعة تختلف عن جماعات جهادية في أماكن أخرى من العالم. ففي الكونغو وإوغندا، لا تتمتع الجماعة بروابط مع المجتمع المحلي؛ نظراً إلى أن المسلمين هناك أقلية لا يتجاوزون 5٪ من السكان.
وهكذا لا تستطيع الجماعة اختراق المجتمع المحلي. وأي علاقة محكومة بالتجارة أو المصاهرة من دون أن تكون الجماعة مؤثرة في قرار المجتمعات المحلية.تغير هذا المنظور مع إعلان الجماعة ولاءها لداعش.
وهذا التغير تسبب في خلافات بين الزعيم الأول للجماعة جميل موكولو المعتقل منذ 2015 ونائبه الزعيم الحالي موسى بالوكو. بالوكو هو من أخذ الجماعة إلى تطرف داعش معززاً بانضمام اثنين هما مهدي نكالوبو وهو أوغندي يُعرف بـ“المُعذِّب“ وأحمد محمود حسن تنزاني ويُعرف بأبي وقاص. الثلاثة ساهموا في بناء هوية جهادية عالمية للجماعة. فمثلاً، بعد أن كانت الجماعة لا تستهدف مدنيين، أباحت دمهم – مسلمين وغير مسلمين؛ بل اعتبرت كل ساكني المجتمعات المحلية المحيطة بهم كافرين. وهكذا صارت تُظهر طموحاً بإقامة شكل من الحوكمة حسب رؤية داعش. يلفت في هذه الدراسة أيضاً كيف تجاوزت الجماعة محدودية مواردها البشرية باعتماد الخطف ثم الإجبار على المشاركة في نشاطات الجماعة الإرهابية.
”الوعد الكاذب“
رد داعش على الهجوم الإيراني ضد إسرائيل في 13 أبريل بافتتاحية صحيفة النبأ التي جاءت بعنوان ”الوعد الكاذب“ سخرية من العنوان الإيراني ”الوعد الصادق.“ تعليقاً على هذه الافتتاحية، كتب حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي المتخصص في كشف خبايا التنظيم أن إعلامه لا يزال ”يرمي أعداءه بدائه وينسلّ.“ ويسأل: ”ماذا قدم تنظيم الدولة للقدس غير الـ ‘حماس‘ الخداع والإعلانات الأفاكة والشعارات الطنانة؟“
الجولاني ومشايخ إدلب
مع استمرار الحراك الشعبي في أنحاء مختلفة من إدلب ضد هيئة تحرير الشام وتحديداً ضد زعيمها أبي محمد الجولاني، لفت أن اجتمع الجولاني يوم الثلاثاء 16 أبريل بالشيخ عبدالرزاق المهدي الذي أصبح وجهاً من وجوه هذا الحراك.
حتى وقت قريب التزم المهدي ”الحياد“ حتى اتهمه البعض بمحاباة الجولاني فترة من الزمن. لكن مع تعاظم الحراك الشعبي الاخير على خلفية المنحنى الذي اتخذته قضية العملاء في الهيئة منذ مطلع العام، أصبح المهدي رمزاً يعتد به معارضو الهيئة.
حساب الشمالي الحر الموالي للهيئة قال إن مسؤول سلسلة المكاتب الدعوية في الهيئة ”استضاف“ الجولاني والمهدي. ”ضمن سلسلة لقاءات يقوم بها … الجولاني .. بهدف رأب الصدع وإصلاح ذات البين“.
المهدي نشر في حسابه على التلغرام أنه وافق على اللقاء بعد ”إلحاح“ حيث قيل له إن الجولاني ”يحترمه ويقبل منه.“ وأضاف أن هدف اللقاء كان ”النصح وليس التفاوض“ على التقليل من أهمية المظاهرات المناوئة.
معارضو الهيئة ذكّروا بموقف الجولاني من ”مشايخ“ كان ”يحترمهم ويقبل منهم“ انتهى بهم الأمر قتلى. وهكذا حذر حساب مزمجر الثورة السورية من أن يتم استهداف المهدي ”بنفس سيناريو (أبي ماريا) القحطاني.“ أما حساب الكويتي علي أبو الحسن وكان شرعياً في الهيئة قبل أن يتحول إلى صف المعارضة فعلّق: ”الجولاني كالثقب الأسود من دخله ضاع وانتهى والتاريخ يشهد.“
حزب التحرير هتش طالبان
قال حزب التحرير فرع أفغانستان أن حكومة طالبان اعتقلت المتحدث باسم الحزب هناك مع عدد من الأعضاء بتهمة ”الدعوة إلى النضال من أجل إحياء الخلافة.“
البيان الصادر عن ”ولاية أفغانستان“ لم يذكر حكومة طالبان أو ”الإمارة الإسلامية؛“ واكتفى بالإشارة إلى ”الأجهزة الأمنية“ التي اعتقلت المتحدث أستاذ سيف الله مستنير. وختم البيان: ”ندرك أن النظام الحاكم في أفغانستان له القدرة على التحول إلى خلافة مقارنة بأنظمة أخرى في العالم.“ الصحفي الاستقصائي الأفغاني مختار وفائي قال إن مستنير معتقل لدى طالبان منذ شهرين بعد أن أقام اجتماعاً عاماً تحت عنوان ”الخلافة.“ تعليقاً على هذا الخبر، سخر حساب الشمالي الحر الموالي لهيئة تحرير الشام في إدلب وقال ”اعتدنا من بعض أصحاب القنوات الاستشهاد بقرارات الإمارة الإسلامية في #أفغانستان … إحراجاً للسلطة في المحرر … فهل سنرى منشورات المدح تنهال على الإمارة بسبب هذا القرار؟ أم أن هذا التصرف يغضب حلفاءهم الجدد في المحرر؟“.
أنصار هيئة تحرير الشام يتهمون حزب التحرير، وآخرين مثل حراس الدين وجيش الاحرار، بالترتيب للتظاهرات التي تشهدها المنطقة. حزب التحرير فرع سوريا نشر بياناً قال فيه إن وجود حزب التحرير في أوساط ”ثورة الشام“ يمثل ”أكبر عقبة“ أمام الساعين إلى إحباط هذا الحراك.