كيف يكون الحوثي “حصان طروادة” لإيران في حوض الأحمر؟
- قائد عسكري طالباني في الشمال يعتزل احتجاجاً على التمييز العرقي
- بعيداً عن وعود داعش الجوفاء، ساكنو مخيمات شمال سوريا يتوقون إلى بلدانهم
ضيف الأسبوع، الأستاذ مصطفى ناجي، باحث يمني مستقل؛ متخصص في الجيوبوليتيك والتحديات الأمنية في اليمن وحوض البحر الأحمر. يقيم في فرنسا. يعد رسالة دكتوراة في علم الاجتماع في جامعة روان الفرنسية ويدرس التنشئة السياسية لدى الحركات الإسلامية والنشاط السياسي العابر للأوطان يكتب في صحف ومجلات ومواقع عربية وفرنسية وإنجليزية وينشر في مراكز ابحاث متخصصة بالشأن اليمني.
القاعدة تحمي الحوثي
يغيب الحوثي عن إعلام القاعدة الرسمي، لكنه حضر هذا الأسبوع حضوراً نادراً وعابراً في الإعلام الرديف.
هذا الأسبوع نشرت مؤسسة مدد اليمن الإعلامية تصميماً بعنوان ”أدرع إيران“ يعلق باقتضاب على ”تصدير“ إيران ”الثورة الشيعية إلى الوطن العربي والعالم الإسلامي.“
وفي الرسم يظهر الحوثي مع حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والمليشيات في سوريا.
نرى الرسم ونتذكر أن القاعدة في اليمن عطّلت، منذ عامين تقريباً، قتال الحوثيين والاشتباك معهم ولو من قبيل ”إن بُليتم فاستتروا“؛ في مقابل مشاغلة القوات اليمنية في الجنوب والتي إن انهارت، استحكم الحوثيون في كل اليمن؛ وبالتالي استحكام إيران في كل اليمن.
والدليل في أرقام مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامية لقاعدة اليمن التي ترصد 126 هجمة ضد القوات اليمنية في الفترة من سبتمبر 2022 إلى مايو الجاري 2024؛ مقابل صفر هجمة ضد الحوثيين في نفس الفترة.
آخر هجمة ضد الحوثيين كانت في يوليو 2022.
والشيء بالشي يُذكر، نحب في هذا البرنامج أن نضيئ على أخبار زائفة: مكتوبة أو مرئية تلفت انتباهنا أثناء فترة الرصد. ولهذا، نتابع حسابات تتحقق من الأخبار والصور مثل موقع مسبار العربي وموقع BBC Verify.
وفي هذه الخدمة، لفت الصحفي شايان سرداريزاده Shayan Sardarizadeh إلى صورة متداولة تظهر فيها طفلة ملقاة في الطريق أطلق على رأسها الرصاص وقيل إنها في غزة أثناء هذه الحرب المستعرة. سرداريزادة يصحح أن الصورة إنما هي في تعز اليمن من العام 2020 وأن الجاني هو قنّاص حوثي.
التمييز العرقي ينخر في طالبان
تداول أفغان هذا الأسبوع مرئياً ظهر فيه قيادي طاجيكي يعلن انفصاله عن طالبان.
حساب Afghan Analyst على منصة إكس وصف القيادي عبدالحميد خراساني بأنه ”مثير للجدل“ و ”مهم“ خراساني يقود وحدة (بدري) التي تضم عناصر من شمال أفغانستان تحديداً. أوضح الحساب أن الرجل أعلن ”نهاية خدمته مع نظام طالبان بأن سلّم سلاحه وسلاح جماعته؛“ معللاً ذلك بالتمييز ضد عرقيات غير البشتونية داخل طالبان.
الحساب اعتبر الحدث مؤشراً على احتقان متعاظم ليس فقط داخل طالبان وإنما في المجتمع الأفغاني كافة. وخلص إلى أن ”انشقاق“ خراساني يُعد ”صفعة“ لطالبان الذين ما انفكوا يعانون خلافات داخلية منذ تولوا السلطة في أغسطس 2021.
لكن آخرين اعتبروا الحدث عابراً بالنظر إلى شخصية خراساني؛ فليست المرة الأولى التي يهدد فيها بترك الجماعة. بلال صرواري BILAL SARWARY وهو صحفي معارض، رجح أن خراساني يسعى إلى لفت انتباه قادة طالبان بعد أن ”شعر بالإهانة“ منهم.
داعش الأجوف
فيما لا يزال داعش الرسمي يتعهد ”بفك أسر“ أنصاره حبيسي مخيمات شمال سوريا، نجد أن هؤلاء لا يريدون أكثر من أن يعودوا إلى بلدانهم التي هجروها لاهثين وراء ظلّ بشع.
هذا الأسبوع، أعادت واشنطن اثني عشر أمريكياً من مخيم الهول في واحدة من أكبر عمليات ”إعادة التوطين“ التي تقوم بها.
العائدون هم عائلة الداعشية براندي سلمان وأولادها التسعة الذين ترواح أعمارهم من ستة إلى 25 عاماً. الآخران أخوان لأب اسمه عبدالحميد المديوم الذي رُحّل إلى أمريكا في ٢٠٢٠.
في نفس العملية، أخرجت أمريكا ستة مواطنين كنديين وأربعة هولنديين وفنلندي.
في أستراليا، تواصلت هذا الأسبوع محاكمة الداعشية مريام رعد التي عادت إلى بلدها في 2022. مريام اعترفت أخيراً بأنها مذنبة بتهمة دخولها منطقة تحكمها جماعة إرهابية وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن 10 أعوام.
والشيء بالشيء يذكر، هذا الأسبوع، فاز فيلم ”قصة شميمة بيغوم: الفتاة التي انضمت إلى داعش“ بجائزة البافتا البريطانية عن فئة البرامج الإخبارية.
شميما كانت إحدى ثلاث مراهقات غادرن بريطانيا والتحقن بداعش في 2015. في 2019، جُردت من جنسيتها ومنعت بذلك من فرص العودة إلى بلدها. ظهرت في وسائل الإعلام بهيئتها البريطانية في محاولة يائسة لتحويل قرار المنع.
مظلمة الإيغور
نشر موقع أخبار الآن تحقيقاً عن عمالة السخرة التي تفرضها الصين على الإيغور في إقليم شنجان وتحديداً في مجال صناعة الملابس التي تُصدر إلى العالم ومنه منطقتنا العربية.
التحقيق، من إعداد كريم كواكب وهدى زكريا، يتتبع قصة Erbakit Otarbay الذي أمضى في المعتقل مائة يوم فقط نقل فيها مشاهدات مؤلمة تجعلنا نتخيل المعاناة التي يعانيها من يقضي سنوات.
الصين تتهم الإيغور ومسلمين آخرين في إقليم شنجان بالتمرد على الدولة فقط لأنهم مسلمون، فاعتقلت ولا تزال الآلاف بتهم واهية قد لا تتجاوز حفظ نسخة من القرآن على الموبايل أو اقتناء سجادة صلاة. الصين اعترفت بالاعتقال ولكن تحت مسمى ”إعادة تأهيل.“
المعتقلون يخضعون ”لغسل دماغ“ بتلقين أدبيات الحزب الشيوعي الحاكم وتُفرض عليهم العمالة بالسخرة مقابل أكلهم وشربهم.
موضوع تحقيق الآن، إربكيت، عمل في مصنع للملابس. ونقل شهادات عن ممارسات سادية يمارسها السجان الصيني.
تعاظم الاحتجاجات ضد هتش
مضى عام في إدلب على احتجاجات شعبية متواصلة ضد هيئة تحرير الشام وزعيمها أبي محمد الجولاني.
بدأت التظاهرات في مثل هذا الوقت من مايو العام الماضي 2023 بعد أن اعتقلت الهيئة أفراداً من بلدة دير حسان بتهمة الانتساب إلى حزب التحرير.
تعاظمت الاحتجاجات مطلع العام مع تحول منحى قضية العملاء بالإفراجات العشوائية عن أفراد ثبت تورطهم مقابل استمرار حبس معتقلي الرأي؛ ناهيك عن موت معتقلين أبرياء تحت التعذيب الممنهج.
في هذه الاحتجاجات رُفعت شعارات تساوي بين الهيئة والنظام في دمشق، وتطالب بعزل الجولاني.
مع نهاية الأسبوع الثاني من مايو وتحديداً يوم الأحد 12 مايو، بدأ مهاجرون اعتصاماً مفتوحاً في المحكمة العسكرية مطالبين بالإفراج عن مهاجرين معتقلين لدى الهيئة. انضم إلى الاعتصام معارضو الهيئة من أبناء إدلب؛ فيما وردت أنباء عن مفاوضات بين الطرفين.
معارضو الهيئة رأوا في هذا الاعتصام ”إحياء“ للثورة.
أما أنصار الهيئة وإعلاميوها فيحاولون التقليل من أهمية هذا الحراك بل واستثماره. حساب عبدالرحمن الإدريسي اعتبر أن اعتصام المحكمة ”شهادة“ على تعامل الهيئة مع المظاهرات ”بنضوج ومرونة وفتح مساحات كبيرة للتعبير.“
في الأثناء، لا يزال الجولاني يحاول التواصل مع رموز الحراك وتحديداً الشيخ عبدالرزاق المهدي الذي بات يحظى بشعبية واسعة في المنطقة. هذا الأسبوع، التقى الرجال للمرة الثانية خلال شهر. المرة الأولى كانت منتصف أبريل.
”مزرعة“ الجولاني
إذاً، ليس أمراً جديداً أن أهل إدلب باتوا يساوون بين حكم الجولاني وحكم الأسد ليس فقط من حيث القمع ولكن أيضاً من حيث تجميع ثروة الشعب.
خلال الأسبوعين الماضيين كتب أبو يحيى الشامي وأبو العلاء الشامي عن استحواذ عائلة الجولاني على مفاصل حيوية في إدلب. يفصل الرجلان كيف استقدم الجولاني أشقاءه وأوكلهم مهام تراوح من التعليم إلى التجارة والقضاء.