هيئة تحرير الشام تتهم معارضيها ”بالإرهاب الفكري“
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 20 إلى 26 مايو 2024 وأبرز عناوينها:
- هل تتبع قيادة القاعدة الإعلام الرديف في التعليق على وفاة الرئيس الإيراني؟
- منشقون يؤكدون قتل مسؤول داعش الإعلامي أبي بكر الغريب في 2021
- هيئة تحرير الشام تتهم معارضيها ”بالإرهاب الفكري“
ضيف الأسبوع، الدكتور هاني نسيرة الباحث في الفكر الإسلامي والعربي القديم والمعاصر. وصاحب مؤلفات مثل “متاهة الحاكمية: أخطاء الجهاديين في فهم ابن تيمية” و”الحنين إلى السماء” و”القاعدة والسلفية الجهادية،“ و”السلفية في مصر: تحولات ما بعد الثورة.“
”أحلام القاعدة“
حتى ساعة إعداد هذه الحلقة، لا شئ في إعلام القاعدة الرسمي عن حادث قتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. أما في الإعلام الرديف، فلم نجد الكثير خاصة مع حذف مجموعات الأنصار في التلغرام أثناء فترة الرصد. ولكن المُتاح يُظهر ما هو متوقع: الأنصار يذمّون إيران وكبيرها.
ومن قبيل ذلك ما جاء في التوكل bot؛ حيث نُقل أن خبيراً إيرانياً على محطة تلفزيونية قال إن إيران ستدخل لنصرة غزة من اليمن. وعندما تساءل المذيع أن ليس لغزة حدود مع اليمن، ردّ: ”لأن هدفنا في إيران (هو) استهداف السعودية.“ ويعلق الحساب: ”هدفهم مكة والمدينة وليس فلسطين ولا المسجد الأقصى.“
والحقيقة أن هذا التوجه الإيراني واضح فيما يكتبه في موقع مافا الإيراني أبو الوليد المصري، صهر سيف العدل. والأهم أننا نجد صدى هذه الخطة – خطة السيطرة على حوض البحر الأحمر – فيما كتبه زعيم القاعدة الفعلي، سيف العدل، في سلسلة ”هذه غزة“ الأخيرة والتي ظهرت باسمه المستعار سالم الشريف، كما جاء في الحلقة 243 من هذا البرنامج.
إذاً، هل يكون موقف إعلام القاعدة الرسمي تجاه وفاة الرئيس الإيراني مشابهاً لموقف الإعلام الرديف؟ حساب أنباء جاسم على منصة إكس رأى أنه ”من المستحيل“ أن يعلق الإعلام الرسمي على وفاة رئيسي. وفي هذا، يلفت الحساب إلى سلوك إعلام القاعدة في اليمن تحديداً – حيث يظهر جلياً الأثر الإيراني في سلوك القاعدة التي تحمي حدود الحوثيين المدعومين من طهران. يقول أنباء جاسم إن مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامية لقاعدة اليمن، ما انفكت ”توهم“ أنصار التنظيم بأنه ”معادي للنظام الإيراني.“
ويبرز حساب أنباء جاسم مأزق قيادة القاعدة وتراجع دورها في الوسط الجهادي عندما يعلق على بيان القيادة المركزية الذي أشاد بهجوم ”طلائع التحرير“ في مصر مطلع مايو.
تحت عنوان ”أحلام القاعدة،“ يرى أنباء جاسم أن قيادة القاعدة تتسلق على ظهور الآخرين وتجير الأفعال لحسابها وكأن إصدارات السحاب كان لها دور في إلهام منفذي هجوم مصر. والأهم أنه ينتقد انقياد القاعدة وراء النظام الإيراني الذي ما انفك يُنظّر بلا فعل.
”حامية القاعدة“
من نافلة القول أن قدمت طالبان التي تحكم أفغانستان اليوم واجب العزاء في الرئيس الإيراني بوفد رسمي زار طهران.
ربما لم يعد سلوك كهذا غريباً على طالبان فلهم سوابق؛ ولكن مهم توثيق هذه التفاصيل باعتبارها جزءاً من سلوك جماعة جهادية، خاصة إذا كانت تاريخياً وفي عُرف الجهاديين حامية لتنظيم القاعدة. ولهذا، اعتبر طارق عبدالحليم، أحد منظري الجهادية، أن جماعة طالبان انحرفوا حتى غادروا الصف تماماً عندما ”اشتروا“ المظاهر والدبلوماسية ”بحصاد جهاد عقود ودماء مئات الآلاف من الأبرار.“
”باقية ولكن …“
تحدث داعش رسمياً في حادث قتل الرئيس الإيراني. افتتاحية صحيفة النبأ الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي في عددها 444 جاءت بعنوان: ”وجعلنا لمهلكهم موعدا“ لفتت فيه إلى عجز السلطات الإيرانية عن تحديد موقع الرئيس حتى استعانوا بمسيَّرة تركية. وعليه، يعتبر داعش أن ترويج النظام الإيراني لصورة ”القوة العظمى“ ما هو إلا سراب. وهكذا، سحب التنظيم هذا التوصيف على كل الجهات التي تقول إنها تستطيع أن تقضي عليه!.
نقرأ كلام داعش وقد انحسر في المركز في العراق والشام واستُنزفت قياداته الحركية والإعلامية.
حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي المتخصص في كشف خبايا داعش شخّص حال التنظيم اليوم في منشور مقتضب بعنوان ”باقية ولكن …“
يقول الحساب إن ثمة فراغاً في قمة هرم التنظيم بات عصياً على ”فريق جديد من الأمراء والإعلاميين“ الذين يحاولون ”عبثاً إنعاش جسد التنظيم المعلول،“ مشبهاً هذه المحاولات بمن يلجأ إلى خلطات العطار من البيعات والحملات الإعلامية ”التي لا تُسمن ولا تغني من جوع.“
مهندس إعلام داعش
في وقت مبكر من هذا الأسبوع، نشر الحساب صورة قالوا إنها جثة أبي بكر الغريب، محمد خضر موسى رمضان، الذي يعد من أبرز مسؤولي ديوان الإعلام في تنظيم داعش ”ورأساً من رؤوس الغلاة“ كما وصفه الحساب.
التنظيم لم يؤكد رسمياً قتل الغريب وهو أردني ويُعد من أقدم مسؤولي التنظيم. أول خبر عن قتله كان في أبريل 2021 عندما نشر حساب قال إنه تابع لولاية التنظيم في شرق آسيا رثاء للرجل ضمن سلسلة ”قوافل الشهداء.“ وقتها قيل إن الحساب كان مزيفاً.
لكن حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي نقل أكثر من مرة أن الرجل قُتل فعلاً في شمال سوريا في ذلك الوقت من عام 2021.
”إرهاب فكري“ في إدلب
لا يبدو أن جذوة الحراك الشعبي ضد هيئة تحرير الشام في إدلب ستخبو في أي وقت قريب، ولا يبدو أن الهيئة ستتركه وشأنه.
من ناحية، تتواصل التظاهرات ليس فقط لمطالبة الهيئة بالإفراج عن معتقلي الرأي وإنما بعزل أميرها أبي محمد الجولاني. تُرفع في هذه التظاهرات شعارات تُذكر بشعارات بداية الحراك السوري في 2011 من قبيل ”سوريا لنا وما هي لبيت الأسد ولا لبيت الشرع.“
من ناحية أخرى، تزداد حدة تصدي أمنيي الهيئة لهذه التظاهرات حتى وصلت إلى ”التشبيح“ وحصار منطقة جسر الشغور جنوب غرب إدلب.
من ناحية ثالثة، واصل الجولاني لقاءاته مع رموز هذا الحراك للتوصل إلى حل ولكن بغير نتيجة.
الناحية الرابعة هي الأكثر لفتاً للانتباه وتتعلق بسلوك الهيئة في اتهام الحراك بالتخريب وعدم الانضباط، بل وبرعاية ”إرهاب فكري.“ ومن هنا جاء عنوان في محطة الجزيرة نقلاً عن حكومة الجولاني يقول إن الحكومة أوقفت ”بعض الأشخاص الذين مارسوا إرهاباً فكرياً على المتظاهرين وكان لهم دور في التشجيع على حمل السلاح.“ المعارضون اعتبروا هذا الترويج خطة لإخراج الحراك عن مساره يقوم عليها عراب الهيئة الإعلامي أحمد زيدان.
وفي موازاة هذا السلوك الأخير، لفت تحول في الموقف من الدكتور إبراهيم شاشو، الذي قبل أخيراً منصب رئيس التفتيش القضائي في الهيئة. حتى أسبوعين تقريباً، ظل شاشو شخصية يستبشر بها معارضو الجولاني خيراً في حلحلة قضية معتقلي الرأي.
لكن انقلبت الموازين منذ أن ظهر شاشو إلى جوار الجولاني ممتدحاً ”الحكومة الإسلامية“ في إدلب؛ فما انفك المعارضون يعبرون عن استيائهم منه فيما راح أنصار الهيئة يشيدون به.
كيف اغتيل سليماني؟
نشرت صحيفة The Atlantic مقالاً عن اغتيال سليماني زعيم فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني كتبه الرجل الذي أدار العملية، الجنرال كينيث مكنزي، قائد سينتكوم في العام 2020.
ربما كان من أكثر التفاصيل لفتاً للانتباه هو كيف تعقب الأمريكيون سليماني من مطار دمشق إلى بغداد. فقد تأخرت طائرة سليماني أكثر من مرة خلال ذلك اليوم حتى وصلت إلى بغداد عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي. ثم نقلت المسيَّرات الأمريكية إلى غرفة العمليات في تامبا فلوريدا مشاهد هبوط سليماني من الطائرة حتى استقل سيارة أخذته إلى خارج المطار؛ عندها أطلقت المسيرات أسلحتها مرة واثنتين للتحقق من القضاء على الرجل.