جندي القاعدة يصف الحوثي بالمحتل؛ وسيف العدل يشيد بهجمات البحر الأحمر
- كيف استقطب داعش غرب إفريقيا فلول بوكوحرام؟ هل هو نموذج ناجح؟
- أيَّ نوع من الحكم تريد معارضة إدلب؟
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 3 إلى 9 يونيو 2024. إلى العناوين:
ونستضيف هذا الأسبوع الباحث والصحفي اليمني عاصم الصبري للحديث عن فرص سعد العولقي في التحرر من قبضة الحوثي على تنظيم القاعدة في اليمن.
القاعدة … اختلاف القائد والجندي حول توصيف الحوثي
نشرت مؤسسة الملاحم الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في اليمن العدد 18 من المجلة الدورية صدى الملاحم. أمران لافتان في هذا العدد.
الأول، هو اعتراف التنظيم بوفاة خالد ابن سيف العدل، الأمير الفعلي للقاعدة. في هذا العدد مقال كتبه خالد. في التقديم، أُتبع اسمه بجملة ”رحمه الله“. خالد، المعروف أيضاً بأبي اليسر منصور، توفي في حريق في مأرب مطلع مارس الماضي. في 2015، جاء خالد إلى اليمن من طهران. بحسب الصحفي محمد بن فيصل، كان خالد مقرباً من قيادة الصف الأول في قاعدة اليمن.
الأمر الثاني اللافت كان في الصفحة الثامنة في مقال بعنوان ”بين الموت لأمريكا وخيانة المسلمين“ كتبه أبو سالم الأنصاري.
في هذا المقال انتقاد حاد للحوثيين وهو أمر بتنا نراه كثيراً في إعلام القاعدة الرسمي ما دون السحاب؛ وبخلاف سلوك التنظيم الفعلي عندما يحيد الحوثيين ويركز هجماته على القوات اليمنية المدعومة عربياً في الجنوب.
يبدأ المقال بعقد مقارنة بين القاعدة والحوثيين. فكلاهما بحسب الكاتب هاجم أمريكا ورفع راية تحرير الأقصى شعاراً. إلا أن القاعدة جوبهت ”بتنصل من جميع فئات المجتمع … (وحتى من) قناة الجزيرة؛“ أما الحوثيون المدعومون إيرانياً فيحظون اليوم بتغطية معتبرة من الجزيرة وغيرها ”من دون حذف أو حجب.“
لكن المفارقة بحسب الكاتب هي أن الحوثيين وهم يدعون الدفاع عن غزة اليوم، إنما ”يتمددون … ويحتشدون في الجبهات لقضم أراضي أهل السنة أكثر وأكثر.“
وهنا يتحدث الكاتب عن السلوك الإيراني في المنطقة تجاه المسلمين السنة؛ فيستذكر موقف إيران المؤيد لأمريكا في غزو أفغانستان والعراق. ما العلاقة بين هذا وذاك؟ يجيب الكاتب أن ”الحوثي ما هو إلا أداة من أدوات إيران وذراع من أذرعها في المنطقة، ولا يستطيع أن يخرج الحوثيون عن السياسة الإيرانية قيد أنملة.“
وبالمحصلة، يتساءل الكاتب كيف أن أمريكا تستهدف قيادات القاعدة في اليمن من دون أن تستهدف الحوثي الذين ”يصرخ الموت لأمريكا“ منذ سنين طويلة.
يستدرك الكاتب أنه لا ينكر ”العداء بين الشيعة والأمريكان“ وإنما يُقرّ بقدرة إيران على السعي حثيثاً وراء مصلحتها حيث وجدت.
وربما كانت أقوى جملة في هذا المقال وصف الكاتب وجود الحوثي/ الإيراني بأنه ”احتلال“ لليمن. فهذه المناوشات بين الأمريكيين والحوثيين ”تبدو كمسرحية يُراد منها شرعنةُ احتلال الحوثي لأرض اليمن وتجميلُه، ولتطمس هوية أهل السنة من أرض اليمن، ويطوقها الحوثي بقبضته الاستبدادية لكي لا يشكل اليمن خطراً على الأمريكان أنفسهم، فالذي يبدو أن الأمريكان أرادوا أن يمكنوا للحوثي مقابل خدمات يقدمها للأمريكان سراً.“
سيف العدل يشيد ضمناً بالحوثي
هذا كلام جندي من جنود القاعدة إن صح التعبير؛ وأعتقد أننا لا نجانب الصواب عندما نقول إننا نقرأ نقيض هذا الكلام فيما كتبه قائد هذا الجندي، سيف العدل، من طهران.
في 1 يونيو الجاري، نشرت السحاب، الذراع الإعلامية للقيادة العامة لتنظيم القاعدة، عدداً جديداً من سلسلة ”هذه غزة“ التي يكتبها سيف العدل تحت الاسم المستعار سالم الشريف.
الجديد هو الجزء الثاني من عنوان ”هذه غزة … حرب وجود .. لا حرب حدود.“ الجزء الأول نُشر في ٤ مايو الماضي.
العنوان العريض لهذا الجزء هو ”استراتيجية البحر الأحمر.“ يقول سيف العدل إن البحر الأحمر يجب أن يكون ”بحيرة إسلامية خالصة … لا يصح السماح فيه بالملاحة إلا للسفن الإسلامية،“ بذريعة ”الحفاظ على أمن“ مكة المكرمة والمدينة المنورة.
لكن هذه الاستراتيجية تقتضي بالضرورة عند سيف أن يهاجم السعودية والإمارات. في المقابل، لم يذكر الرجل لفظ الحوثيين قط وإن كان المقال كله مصمم للإشادة بهجمات الحوثيين في البحر الأحمر زاعمين الدفاع عن غزة.
والواقع أن اللغة التي يستخدمها سيف العدل في توصيف البحر الأحمر هي ذات اللغة التي يستخدمها صهره مصطفى حامد أبو الوليد المصري في موقع مافا السياسي الإيراني. فالبحر الأحمر عند حامد ”مياه إسلامية … لا يحق إستخدامها لأي طرف معادي للمسلمين إن لم يحصل على إذن مسبق منهم.“
سيف العدل وحرب لا تذر
الجزء الثالث من عدد ”هذه غزة … حرب وجود .. لا حرب حدود،“ نُشر في 7 يونيو الجاري، ودار حوله جدل في أوساط الأكاديميين المعنيين بدراسة الإرهاب. الجدل يتلخص فيما إذا كان سيف العدل دعا الجهاديين إلى الهجرة إلى أفغانستان لتكون منطلقاً لهم؛ الأمر الذي أثار حفيظة بعض الأفغان ممن ضاقوا ذرعاً بالحرب. والحقيقة أن سيف العدل لم يدع الجهاديين إلى الهجرة. هو دعا عموم المسلمين ساكني الغرب إلى ”الهجرة“ إلى أفغانستان“ حتى يكونوا في أمان من هجمات الذئاب المنفردة وما شابهها. يقول: ”فليذهبوا إليها وينصروها بخبراتهم وأموالهم.“
لكن، في المطلق، قيادة القاعدة وأنصارها يعتبرون أفغانستان قصة نجاح لهم هم قبل طالبان بغض النظر عن مقررات الدوحة 2020؛ وبغض النظر عن سلوك طالبان الدولي الذي يحدث انقساماً في أوساط الجهاديين بين متفهم وغاضب.
وهذا ما نقرأه هنا. سيف العدل يعتبر أفغانستان طالبان نموذجاً لما يجب أن يكون عليه حال الأمة. وعليه، يدعو ”المهتمين بتغيير“ نظام الحكم وأسلوب العيش إلى زيارة أفغانستان ”والاطلاع على أحوالهم والاستفادة من تجربتهم.“
أما ”التغيير“ الذي يدعو إليه سيف العدل فهو ”الحرب المفتوحة“ في العالم كله التي لا تبقي ولا تذر.
كيف استقطب داعش غرب إفريقيا فلول بوكوحرام؟
ضمن استمرار الصراع بين داعش والقاعدة في غرب إفريقيا، أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أنها تمكنت في 5 يونيو الجاري من اغتيال قيادي في داعش اسمه عبدالعزيز مازا؛ وذلك في منطقة فتلي ضمن ولاية سوم شمال بوركينافاسو قرب الحدود مع مالي.
وبالحديث عن داعش في إفريقيا (آيسواب)، يلفت بحث قام به المتخصص فينسنت فاوتشر.
في هذا البحث القائم على شهادات منشقين، تتضح استراتيجية داعش في استيعاب وإعادة هيكلة فلول بوكو حرام بعد قتل أميرهم أبي بكر شيكاو في مايو ٢٠٢١؛ وهي استراتيجية تبدو عميقة ومفصلة وإن كانت غير مناسبة للزمان والمكان كما يظهر من تساؤل الباحث.
يقول الباحث إنه بعد قتل شيكاو، عمد آيسواب إلى تسليح المقاتلين الذين قبلوا الانضمام إلى داعش وتحديداً جماعة أحد مساعدي شيكاو واسمه (دستشونغوري) الذي يشرف على منطقة مهمة في بحيرة تشاد قرب الحدود مع كاميرون.
استراتيجية الاستيعاب تعتمد على توفير التدريب المستمر على الإدارة وذلك بانتداب قادة كبار في التنظيم للحديث وجاهياً مع الرجال الفاعلين في جماعة دستشونغوري؛ ورفع شأن دستشونغوري نفسه باستضافته في مقر آيسواب.
الجانب الآخر من الاستراتيجية يتمثل في بناء سجن. ويلحظ الباحث أن السجون لم تحظ باهتمام شيكاو؛ فكان الرجل مهتماً بالحسبة أكثر من اهتمامه بالسجون والاعتقالات. أما آيسواب فاهتمامهم منصب على الاعتقالات وإدارة السجون.
ثالثاً، أعد آيسواب جيشاً من جماعة دستشونغوري له هيكل تراتبي حيث قُسم المقاتلون المنتقون إلى وحدات كبرى ووحدات أصغر تضم كل واحدة عدداً محدداً من المقاتلين.
يلحظ الباحث مرة أخرى، أن المنتسبين غير المؤهلين للقتال اشتغلوا بالزراعة والتجارة والتدريب كمقاتلين احتياط.
المسألة الأهم في هذه الاستراتيجية تعلقت بالاقتصاد. من ناحية، حظر آيسواب ”الفيء“ وهو الممتلكات المسلوبة بلا قتال. في المقابل، اشترى التنظيم غنائم المقاتلين وهي الممتلكات المسلوبة في القتال. يُضاف إليها مبلغ ١٠ دولارات راتباً شهرياً لكل مقاتل.
المشكلة في هذا النموذج هو أن عدداً لا بأس به من المقاتلين رفض حظر الفيء فترك التنظيم. وهنا يتساءل الباحث عمّا إذا كان نموذج آيسواب هذا فعالاً وملائماً لذلك المكان.
من قتل القحطاني؟
تعليقاً على اعتقال هيئة تحرير الشام الخلية الداعشية التي قالت إنها مسؤولة عن اغتيال أبي ماريا القحطاني في أبريل الماضي، علق حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي أن هذا يثبت تورط ولاية العراق في العملية.
الحساب المتخصص في كشف خبايا داعش لفت إلى أن سلوك إعلام التنظيم في عدم نفي أو تأكيد المسؤولية عن الاغتيال هو في حد ذاته ”اعتراف صريح … (ب)ضلوعه في العملية؛“ وإلا لماذا سكتت صحيفة النبأ الأسبوعية عن ”التشفي“ في قتل الرجل ”وفي النكاية التي أصابت أشد أعدائها في الشام.“
ماذا تريد معارضة إدلب؟
مع استمرار التظاهرات ضد هيئة تحرير الشام وأميرها أبي محمد الجولاني، برزت مسألة هذا الأسبوع تتعلق بشكل الحكم الذي تسعى إليه معارضة إدلب.
فقد انتشرت لافتة في إحدى المظاهرات تطالب ”بدولة وطنية ديمقراطية“ تشمل جميع السوريين. المعارضون قالوا إن هذا الكلام مرفوض وإن الدولة المطلوبة يجب أن تكون إسلامية سنية حصراً.