من هو “خليفة” داعش الخامس أبي حفص؟
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 1 إلى 7 يوليو 2024:
جدل حول هوية “خليفة” داعش الخامس أبي حفص
إعلام داعش: هجمات الذئاب المنفردة لنا تبنيناها أم باركناها
فرنسا تعتقل داعشيين خططوا لاستهداف الأولمبياد
الجماعة الإسلامية في إندونيسيا تحلّ نفسها وتتخلى عن “الجهاد العالمي”
وبمناسبة عشرية داعش الأولى، نعيد تناول ملف عوائل داعش المحتجزة في مخيمات شمال سوريا – في الهول وروج وغيرهما. نعيد اليوم مقابلة من الحلقة رقم 200 مع الأستاذة لامار أركندي، الصحفية السورية الكردية والناشطة في العمل التنموي.
“خليفة” داعش الخامس
جدل متجدد حول هوية خليفة داعش المزعوم. فهل يكون الصومالي عبدالقادر مؤمن هو المقصود؟ ثار الجدل مجدداً عندما نشر حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي نقلاً عن “أخوة أتقياء من الصومال” أن مؤمن هو فعلاً المكنى أبو حفص الهاشمي القرشي الذي نُصّب “خليفة” لداعش في أغسطس 2023 بعد قتل المدعو أبي الحسين الحسيني. الحساب المتخصص في كشف خبايا داعش نقل عن هؤلاء أيضاً أن الرجل لا يزال على قيد الحياة.
مرد القصة إلى 31 مايو الماضي عندما أعلنت القيادة الأمريكية الإفريقية المشتركة (أفريكوم) تنفيذ هجمة جوية استهدفت عناصر داعش قرب بوساسو شمال الصومال. بيان الأفريكوم ذكر أن الهجمة أسفرت عن قتل ثلاثة داعشيين. في منتصف يونيو الماضي، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين أن أحد المستهدفين كان عبدالقادر مؤمن باعتباره “زعيم التنظيم العالمي؛” من دون أن يؤكدوا قتله.
عبدالقادر مؤمن هو مؤسس فرع داعش في الصومال في 2015 بعد أن انشق عن جماعة شباب الموالية للقاعدة. وهو بذلك من أهم قيادات ذلك الفرع. ويُعتقد أيضاً أنه أمير مكتب الكرار المسؤول عن “ولاية الصومال” وما يحيط بها من مناطق حدودية في شرق إفريقيا وربما امتد نفوذه إلى غرب القارة أيضاً. هذا المكتب يُعد من أهم، بل وربما الأهم، بين مصنفات داعش الإقليمية نظراً لأنه بات يرفد “خزينة” التنظيم في المركز: العراق والشام. بحسب Long War Journal، وصلت إيرادات داعش الصومال في النصف الأول من 2022 إلى مليوني دولار.
إذاً، بحسب السلطات الأمريكية، مؤمن هو “خليفة” داعش الخامس منذ إعلان الخلافة المزعومة في 29 يونيو 2014. فهل يحتمل هذا الصواب من حيث توفر شروط الخلافة الشرعية في الرجل كالنسب القرشي والدراية العلمية والشرعية؟
الصحفي في أخبار الآن محمد بن فيصل نقل عن “مصادر قبلية وأخرى جهادية في الصومال” أن عبدالقادر مؤمن هو هاشمي قرشي ينتمي إلى “عشيرة (مجرتين) إحدى عشائر قبيلة (دارود) و-تحديدًا- فخذ (علي سليمان) …(وهي قبيلة تتصل بنسب) عقيل بن أبي طالب”.
في نفس الوقت، نشر حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي ما نقلوه عن هوية مؤمن. إلا أن متخصصين كثر في هذا الملف تحفظوا على ما جاء في هذا الحساب معللين بأن ثمة “تناقضات” سابقة في الحساب تجعل صعباً تقبلَ هكذا تأكيد.
وعليه، نرى في هذا البرنامج أن حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي يعبر عن رأي القائمين عليه وهو ما قد يحتمل الخطأ والصواب. إلا أن القائمين عليه يجتهدون في المتابعة والبحث والاستقصاء لدعم الرأي أو نفيه. فهم لا يترددون ولا يتحرجون في ذلك على نحو ما جاء في هذا الملف تحديداً.
في 18 يونيو، استبعد الحساب فرضية أن يكون عبدالقادر مؤمن هو “الخليفة” لاعتبارات تتعلق بشروط الخلافة الشرعية؛ لكنه لم يرفض الفرضية رفضاً قاطعاً. بل أشار إلى أن التنظيم لن يتوانى في تنصيب من أراد بغض النظر عن توفر الشروط الشرعية. هذا كان رأيهم. لكن هذا لم يمنعهم من أن ينقضوا هذا الرأي بنشر ما نقلوه عن مصادرهم في الصومال والتي قالوا إنها مصادر موثوقة لديهم. فهذا اجتهادهم وجهدهم في البحث والتقصي وتحري الحقيقة. هذا يُحسب لمصداقية النقل.
الآن، هل ما نُقل هو الحقيقة المطلقة؟ ربما. قد تكون مصادر الصومال نقلت عن مؤمن ما اعتقدوا أنه حقيقة. في المحصلة، لا يملك الحقيقة المطلقة إلا من عيّن الخليفة وأعطاه كنية ولقباً وأمر بإعلانها على الملأ. أما نحن فعلينا الاجتهاد بالسؤال والبحث والتحري ونقل ما نعتقده واجباً.
داعش الرسمي: كل الذئاب المنفردة لنا
لفتت في صحيفة النبأ الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي لداعش فجر الجمعة 5 يوليو، افتتاحية بعنوان ” هم منا ونحن منهم”. المشار إليهم في العنوان هم “الذئاب المنفردة” الذين نفذوا هجمات أعلنوا فيها البيعة للتنظيم.
وهنا يعرف التنظيم البيعة المعلنة بأنها ليست بالضرورة “ارتباطاً تنظيمياً بقدر ما هي ارتباط ديني”. وعليه، فإن التنظيم قد يتبنى هجمات فيما يكتفي بمباركة أخرى بموجب “سياسة معينة متبعة” في الإعلان عن تبعية المهاجمين. لكن في المطلق، يعتبر داعش الرسمي أن هذه الهجمات دليل على تأثير التنظيم وسلامة نهجه بحسبهم.
مينا اللامي، المتخصصة في الجهادية في BBC Monitoring، علّقت أن داعش “يسعى” إلى الاستحواذ على الفضل بادعاء التحريض على تنفيذ هجمات إرهابية باتت تتصاعد في الغرب حتى وإن لم يتبناها التنظيم رسمياً. وتسوق دليلاً هو نشر صور منفذي هجمات لم يتبناها التنظيم.
أولمبياد باريس
استعداداً لأولمبياد باريس نهاية يوليو الجاري، لا تزال حالة التأهب في فرنسا في أعلى درجاتها خاصة بعد ورود تقارير بأن داعش تحديداً يخطط لتنفيذ هجمات تستهدف فعاليات الحدث الدولي.
وزارة الداخلية الفرنسية أعلنت أنها في الفترة الماضية اعتقلت “عدة خلايا” تنتمي لفرع داعش في خراسان (باكستان وأفغانستان) كانت تخطط لهجمتين ضد الأولمبياد.
فرنسا رفعت حالة التأهب بعد هجوم موسكو في مارس الماضي الذي جُيّر لداعش خراسان.
فشل “الجهاد العالمي”
أعلنت واحدة من أكثر الجماعات الإسلامية تنفذاً في جنوب شرق آسيا حلّ نفسها والتعاون مع الدولة في مكافحة الإرهاب.
في 30 يونيو الماضي، ظهر زعيم الجماعة الإسلامية في إندونيسيا ويُدعى أبو رشدان وسط أكثر من عشرة من أمراء الجماعة منهم مطلوبون على قوائم الإرهاب؛ معلناً أن مجلس قيادة الجماعة اتخذ قراراً بالحلّ.
الجماعة الإسلامية تأسست في إندونيسيا مطلع التسعينيات وكان من مؤسسيها أبو بكر باعشير. هي قريبة من القاعدة. وكانت مسؤولة عن هجمات بالي في 2002.
إعلان يونيو تضمن أيضاً تعهداً بإعادة هيكلة المدارس الدينية الداخلية وتعديل المنهاج التعليمي فيها “بإزالة المحتوى المتطرف” بما يتناسب مع “مبادئ أهل السنة والجماعة”.
في السنوات الأخيرة، ارتفعت الأصوات داخل الجماعة مطالبة بالحلّ بعد خسارة قاعدة شعبية معتبرة. وفيما يعتبر البعض قرار الحل محاولة من الجماعة لتلميع صورتها والعودة إلى حاضنتها الشعبية، ترددت أنباء عن أن الجماعة تميل منذ فترة إلى تعديل نهجها باعتماد الدعوة والتعليم سبيلاً للجهاد. في الجانب الآخر، ترددت أنباء عن أن معارضين داخل الجماعة يرون في قرار الحل خيانة.
هتش والمعارضة: فوضى وتخوين
العلاقة بين تركيا والمعارضة السورية بمختلف أطيافها علاقة معقدة؛ لكن كان يُتوقع من تصاعد الاعتداءات ضد المُهجّرين السوريين في تركيا أن يوحد ذلك الهمّ شمال إدلب؛ إلا أن الحدث الأليم كان سبباً آخر في التباعد بين هيئة تحرير الشام والمعارضة.
الشرعي المنشق عن الهيئة أبو يحيى الشامي ساوى القمع الذي يتعرض له السوري في تركيا بذلك الذي يتعرض له ابن البلد في ظل هيئة تحرير الشام.
كتب: “لأنك سوري فقط لأنك سوري، ولا يوجد أسباب ومبررات أخرى لهجوم الأتراك في ولاية قيصري أو غيرها”. وكرر: “لأنك ضد الجولاني فقط لأنك ضد الجولاني، ولا يوجد أسباب ومبررات أخرى لهجوم شبيحة الجولاني في إدلب”.
في جانب آخر من هذا الملف، وقعت تجاوزات حيث اعتدى سوريون في الشمال على مصالح وأفراد أتراك.. استدرك المعارضون بالتذكير بأن “العنصرية لا تُرد بالعنصرية”. لكنهم اتهموا الهيئة بالتشجيع على هكذا تجاوزات من خلال أذرعها في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون حتى تظهر الهيئةُ الأقدرَ على “ضبط الأمن والأمان” في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
أما الهيئة فربطت بين تلك الاحتجاجات والحراك الشعبي المستعر ضدها منذ أكثر من عام. أقوى رد كان من زعيم الهيئة أبي محمد الجولاني. في بيان له بعنوان “أهلنا السوريين في الداخل والخارج،” وصف ما يحدث بأنه “فتنة” بين الشعبين السوري والتركي؛ وأن المسبب في ذلك هو “تحركات مشبوهة” لحراك إدلب الذي تصفه الهيئة وأنصارها بأنه حراك “الشرّ”.
تزامناً مع الاحتجاجات ضد تركيا، وقع حدث لافت في بنش شمال شرق إدلب عزز رواية الهيئة أن هذا الحراك يتجاوز على المؤسسات الثورية ويهدد السلم الأهلي.
ما حدث في بنش على مدى أيام هو احتجاجات شعبية معتادة على اعتقالات أيضاً باتت معتادة يقوم بها جهاز أمن الهيئة في حق ناشطين وخطباء مساجد. التطور اللافت كان أن شب حريق في المخفر، أتبعه تعرض مسؤول المنطقة التابع للهيئة إلى محاولة اغتيال. الحدثان جُيّرا للمحتجين. المعارضة اتهمت جهاز أمن الهيئة بافتعال ذلك العنف للتشكيك بسلمية الحراك.
إزاحة وزير طالباني فاسد
نقل الصحفي الأفغاني بلال صرواري @bsarwary أن حكومة طالبان عزلت وزير المناجم والبترول الشيخ ديلوار المعروف بالشيخ دولار وذلك بعد رفع شكاوى بالفساد ضده وأخاه وأبناءه.
في الفترة الماضية، تظلم تجار المناجم في كندهار، جنوباً، إلى زعيم طالبان هبة الله أخوندزاده. وعليه قرر أخوندزاده نقل الشيخ دولار إلى الهلال الأحمر الأفغاني، وتعيين مسؤول طالباني ينحدر من الجنوب، لتعود الوزارة الغنية إلى كندهار.
يعلق صرواري: “هذه خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح. على طالبان أن يسعوا دائماً إلى تعزيز الثقة وتجويد الحوكمة باتخاذ إجراءات تحمل مصداقية عالية.”