حكم بالإعدام على أرملة زعيم داعش السابق أبي بكر البغدادي
- على خطى طالبان، TTP تناشد قطر التدخل لحل “النزاع” مع الحكومة الباكستانية
- خسائر داعش بالقنطار: الحكم بإعدام أرملة البغدادي؛ واعتقال مهندس هجوم كرمان في إيران
- ٣٥٠٠ “متطرف” تقدموا لوظائف في أولمبياد باريس!
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 8 إلى 14 يوليو 2024، ضيفة الأسبوع، الصحفية الاستقصائية ومراسلة الحرب في أخبار الآن صفاء صالح @safa_ss تحدثنا عن الجماعات الجهادية في شرق إفريقيا.
على خطى طالبان
في 13 يوليو، نشرت مؤسسة عمر الجناح الإعلامية لجماعة طالبان باكستان بياناً باسم زعيم الجماعة مفتي نور والي محسود. البيان الذي وُصف بالاستثنائي خاطب السياسيين وعلماء الدين وشيوخ القبائل ممن رفضوا حملة “عزم استحكام” التي أطلقها الجيش الباكستاني في يونيو الماضي ضد جهاديي (تي تي بي) في الشمال غرب، والانفصاليين البالوش في الجنوب غرب. مفتي نور طلب من هؤلاء الانضمام إليه، مؤكداً أن جماعته “ليست عصابة” وإنما جسم قوي مؤسساتي له هيكل تنظيمي واضح.
مفتي نور أكد أيضاً أن ليست لديه “أجندة أجنبية”، وغير معني “بالتعاون مع أي طرف خارجي”، فعنده “آلاف الشباب المسلح الملتزم”، وهو في هذا كان يرد على تقرير الأمم المتحدة الأخير الذي قال إن (تي تي بي) تتعامل مع القاعدة وتتلقى تمويلاً من طالبان أفغانستان. وهكذا ختم بمناشدة قطر التدخل في النزاع الدائر مع الحكومة والجيش الباكستاني. الصحفي المتخصص عبدالسيد علّق بأن هذا البيان يتسق مع التحول في أجندة الجماعة بعد أن تولى مفتي نور الزعامة؛ وهي أجندة محلية تلتزم بباكستان جغرافياً وسياسياً خروجاً على تعاليم “الجهاد العالمي.”
الأمم المتحدة: طالبان جيدة ولكن..
التقرير الذي ذكره مفتي نور كان التقرير الخامس عشر لفريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابع للأمم المتحدة والمتعلق بطالبان وما يرتبط بها من أفراد وكيانات “يشكلون تهديداً للسلام والاستقرار والأمن في أفغانستان.” التقرير المنشور في 8 يوليو يبدأ بالثناء على ما تحقق في أفغانستان بعد فترة تنازع السلطة التي انتهت بتولى طالبان الحكم في أغسطس 2021؛ “فتحسن السلام والاستقرار داخلياً” ووُجدت أسباب “استدامة الاقتصاد الأفغاني الضعيف.” رغم هذا حذر التقرير من أن طالبان وإن “فعلت الكثير لتقييد أنشطة تنظيم القاعدة” إلا أن الجماعتين لا تزال تربطهما علاقة مشبوهة. يقول التقرير إن شخصيات متنفذة في القاعدة تنشط في أفغانستان في التجنيد والتمويل؛ حتى إن للقاعدة معسكرات تدريب خاصة وكتيبة متنامية هي كتيبة عمر الفاروق بقيادة أبي إخلاص المصري الذي “وُضع في الحجز الاحتياطي لدى المديرية العامة للاستخبارات الطالبانية أواخر نوفمبر 2023 … مما يعكس مخاوف طالبان من أن أجهزة استخبارات أجنبية كانت تبحث عنه.” ليس هذا فحسب، بل إن عضواً في مجلس شورى القاعدة في درنة ليبيا اسمه عبدالعظيم بن علي يعمل في وزارة الداخلية التابعة لطالبان “دون وصف وظيفي واضح وبجوازي سفر أفغانيين باسم عبدالعظيم و علي موسى بن علي الدرسي.” يشير التقرير أيضاً إلى أن قياديين عرب في القاعدة وصلوا إلى كُنر ونورستان للتدريب “وتيسير الاتصال مع سيف العدل” زعيم القاعدة الفعلي الذي يسكن طهران.
زوجة البغدادي
أصدرت محكمة جنايات الكرخ العراقية حكماً بالإعدام على أرملة زعيم داعش السابق أبي بكر البغدادي. مجلس القضاء الأعلى ذكر أن أهم سبب في هذا الحكم كان تورط “الإرهابية” أم حذيفة أسماء الكبيسي في مأساة سبي الإيزيديات من قضاء سنجار في 2014. أسماء هي زوجة البغدادي الأولى. احتجزتها السلطات التركية في هاتاي على الأرجح في 2018. تم ترحيلها في الأشهر الماضية إلى العراق. في فبراير الماضي، بثت قناة العربية مقابلة خاصة معها حاولت فيها تبرئة نفسها من جرائم داعش والبغدادي. وربما كانت هذه مناسبة لتوضيح لغط دار في تلك المقابلة تعلق بسؤال عن علاقتها مع أبي محمد العدناني، الرجل الثاني في التنظيم آنذاك. في المقابلة رفضت أسماء الجواب متعللة بأن ذلك سيضرّ أولادها. ومن هنا بدأ اللغط. لاحقاً أوضح الصحفي ماجد حميد أنها أخبرته بعد انتهاء المقابلة أن العدناني كان “شرعاً” زوج ابنتها الطفلة أميمة التي لم تتجاوز الثامنة وقتئذ وهو ما أرادت إخفاءه عن أميمة التي أكد حميد أنها صُدمت عندما علمت أن أباها قرأ فاتحتها على العدناني حتى يحلل تردده على المنزل.
إيران كرمان داعش
أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية إلقاء القبض على مهندس هجوم داعش في كرمان الذي وقع في يناير الماضي وأسفر عن قتل أكثر من 100 شخص.
الوزارة نشرت صوراً لرجل يدعى عبدالله كويتا قالت إنه اعتُقل في الخارج ورُحّل إلى إيران من دون توضيح المكان أو الزمان، مع التأكيد أن الرجل ادلى بمعلومات مهمة تتعلق بخلايا داعش في البلد.
أولمبياد باريس
أعلنت السلطات الفرنسية رفض 3570 شخصاً تقدموا بطلبات للعمل في أولمبياد باريس. وزارة الخارجية قالت إن هؤلاء ارتبطوا أو اشتبه بارتباطهم بجهات إرهابية إما جهادية أو يسارية متطرفة أو يمينية متطرفة. فرنسا لا تزال في أعلى درجات التأهب إستعداداً لاستضافة الأولمبياد في 26 يوليو الجاري. الشهر الماضي أحبطت السلطات مخططين لتنفيذ هجمات ضد الأولمبياد. العنصر البشري حاسم في تأمين نشاطات ومرافق الحدث العالمي؛ فمن ناحية لا تزال فرنسا تحتاج إلى ثمانية آلاف شخص للعمل في الأمن فقط؛ فيما سيُمنح مليون آخرون تصاريح لدخول مواقع حساسة.
داعش ليبيا
تسرب الدواعش في الشقوق المعتمة أمر لا يُستهان به. هذا الأسبوع لفت خبر يتعلق بفرع داعش في ليبيا ولكن في الهند! السلطات الهندية وجهت تهم التجنيد والتآمر لتنفيذ هجمات هناك إلى رجلين أحدهما يعمل مع داعش ليبيا. الرجلان هما محمد شعيب خان وهو ليبي ومحمد زهيب خان. الباحث آرون زيلين لفت إلى أنه مضى وقت طويل لم يطفُ داعش ليبيا على السطح. في يناير الماضي ألقت السلطات الليبية القبض على أمير داعش هناك وهو هاشم أبو سدرة المسؤول عن مجزرة الأقباط في 2015.
“البلوى” في إعلام داعش المناصر
في حدث نادر، اعترف داعش الرسمي بخلل في الإعلام المناصر، الذي يعد مكملاً للرسمي.
في افتتاحية صحيفة النبأ في نسختها الأولى للعام الهجري الجديد 1446، دعا التنظيم مقاتليه إلى “ضبط النية وتجريدها … (من) كثرة ما يعلق بها من العوالق الأرضية السفلية فتفسدها وتحجبها عن غايتها السماوية؛” بمعنى ألا يكون هدف المقاتل هو “الشهرة” بين أقرانه أو الملأ. اللافت أن الافتتاحية سحبت هذه الدعوة على “الإخوة المناصرين في ميدان الإعلام؛” وبلغ المقال الذروة عندما وصف هذا “الميدان” بالفوضى وأزيد “فعمّت به البلوى.”
الصحفية المتخصصة في BBC Monitoring مينا اللامي لفتت إلى أن هذه الدعوة “تبدو إنذاراً إلى أنصار التنظيم الذين علقوا في الأشهر الأخيرة بسجالات حادة فيما بينهم؛” حتى تسببت في انخفاض حاد في إنتاجهم على مدى الأشهر الثلاثة الماضية.
قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي – ملف المناصرين
تزامن هذا مع نشر حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي متابعة لهذه الخلافات متخذاً من ولاية الشام نموذجاً.
يذكر الحساب بأهمية الالتفات إلى الإعلام المناصر باعتباره مرآة لإعلام داعش الرسمي بعد أن ثبتت العلاقة “العضوية” بين المؤسستين. وهكذا فإن الفوضى التي عمّت الإعلام المناصر تمثل فشلاً للمؤسسة الرسمية في إدارة الملف. نعلم من هذا الحساب أن المدعو أبا قتيبة كُلّف بإدارة مؤسسة إنتاج الأنصار إلا أنه تورط في التكفير والوشاية مثل آخرين منضوين تحت هذه المؤسسة.
في هذه الدفعة الجديدة من كشف الخبايا، يضيئ الحساب على إدارة ولاية الشام غير المباشرة لحسابات وقنوات من خارج مؤسسة إنتاج الأنصار. قبل عامين اتُخذ قرار بانتداب ممثلين من إعلام الولايات للإشراف على هذه الحسابات فوقعت “الكوارث الاستخباراتية والأمنية والإعلامية … (وتحوّل) ميدان النصرة إلى حلبة مفتوحة للتكفير والتخوين والنشر غير المنضبط والركض وراء جمع التبرعات (المشبوهة).”
في تعليق أخير، لا ينفي الحساب “نصرة التنظيم في القنوات والمجموعات،” لكنه يقول إن هذا العراك في الأطراف يعود إلى “تأرجح التنظيم بين المذاهب،” فكل يكيل للآخر منه وفيه الاتهامات بالمغالاة والإرجاء “حتى اختلط الحابل بالنابل.”