المرصد| سلسلة هجمات مشبوهة في فرنسا قبل أيام على افتتاح أولمبياد باريس
أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من 15 إلى 21 يوليو 2024 . وأبرز عناوينها:
- المقدسي: هجوم مسقط ”تخبط“ وحسبة فاشلة
- أكاديميون يحذرون من تنامي خطر داعش في العالم
- اعتقال مساعد أسامة بن لادن … محمد أمين الحق
- سلسلة هجمات مشبوهة في فرنسا قبل أيام على افتتاح أولمبياد باريس
وتعليقاً على انتخاب أول مسلم صوفي عمدةً لمدينة برايتون آند هووف البريطانية، نسأل كيف يكون التصوف نقيضاً للتطرف؟ نعيد حديثاً مع الدكتور عمار علي حسن، الأديب والمفكر المصري صاحب كتاب ”قاموس الروح .. التصوف كما يجب أن نعرفه.“
داعشيون يهاجمون مسجداً في مسقط
في حدث مفاجئ من حيث الجغرافيا، شنّ داعش هجوماً على مسجد في سلطنة عُمان هو الأول من نوعه هناك.
مساء الاثنين 15 يوليو، هاجم ثلاثة مسلحين مسجد الإمام علي في منطقة الوادي الكبير في العاصمة العُمانية مسقط حيث كان المصلون يحيون ليلة عاشوراء.
في مساء اليوم التالي، أعلن إعلام داعش الرسمي المسؤولية عن الهجوم، ونشر تسجيلاً صوّره أحد المهاجمين لإطلاق النار على المصلين من مبنى قريب.
بعد يومين، نشر التنظيم تسجيلاً ظهر فيه المهاجمون الثلاثة معلنين البيعة لخليفة داعش المزعوم أبي حفص، ومتوعدين المسلمين من الشيعة.
الهجوم أسفر عن قتل تسعة من بينهم المهاجمون الثلاثة.
صحيفة النبأ الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي في تنظيم داعش وفي نسختها الصادرة مساء الخميس 18 يوليو اعتبرت أن الهجوم يأتي رداً على دور إيران في المنطقة مبررين الضرب في تلك الجغرافيا بدور السلطنة في الوساطة بين إيران وأمريكا، وسياستها في تحقيق ”التعايش المذهبي.“ بطريقة ملتوية، اعتبرت النبأ سلوك التنظيم في استهداف مصلين آمنين في مكان خارج الحساب بأنه ”حسبة طيبة.“
وفيما يبدو أنه تعليق على هذا الرأي، نقلت معرفات مناصرة للقاعدة منشوراً نسبوه إلى المُنظّر أبي محمد المقدسي، يعتبر فيه الهجوم تخبطاً وحسبة خاسرة.
المنشور منقول من قناة بعنوان ”تراث الشيخ المقدسي،“ استحدثت على التلغرام في أبريل الماضي وبدأ النشر فيها في يونيو. في التعريف أنها غير رسمية ”ولا إشراف للشيخ عليها.“ لكن هذا المنشور بتاريخ 20 يوليو أمهر بهاشتاغ #جديد وقُدّم له بجملة ”تعليق شيخنا على استهداف تنظيم الدولة مسجدًا شيعيًا في عمان.“ أتبع المنشور بـ ”تعقيب آخر“ في اليوم التالي خُتم بتوقيع صريح باسم المقدسي.
في المنشور الأول، يعتبر الكاتب أن مرد ما يحدث هو تخبط ”بعض المنتسبين للجهادية“ ووقوعُهم في شرك أنصار إيران في المنطقة خاصة الحوثيين الذين ”يختارون“ أهدافاً إسلامية ”مميزة“ – يقصد ادعاء مناصرة الحوثي الفلسطينيين في غزة – بهدف ”ذر الرماد في العيون … (والتغطية) على جرائم(هم) في حق أهل السنة في #اليمن.“
يقول: ”فبينما ترتفع أسهم الحوثي في العالم الإسلامي بضرب مسيراته لقلب #تل_أبيب، ترى بعض الهامشيين يبحث عن مساجد نائية هامشية للشيعة في عمان أو إمارة #الطالبان!المنشور لا يذكر لفظ ”الدولة“ أو داعش؛ ويكتفي بوصف الفاعلين بأنهم متخبطون في اختياراتهم ”السطحية والهامشية؛“.
ووصف قتالهم بأنه”على هامش الزمان؛ لا يراعي آلام الأمة ولا آمالها ولا يستحق التضحيات ولا يفيد الأمة بل يضرها.“
ويشرح انطلاقاً من وصف الجهاد بالتجارة أن ”التاجر الذكي الخبير يدرس أحوال السوق؛ ويبحث عن أفضل السلع وأنفعها وأحوجها للناس؛و يدرس الظروف الملائمة؛ والتوقيت؛ ويُتقن الدعاية والإعلان ليُرَوّج بضاعته النفيسة. وليس هو كبياع البسطات والعربات يبيع الأنتيكة والسكراب ويجني الفُتات!“
يستدرك الكاتب في المنشور الثاني ويوضح أنه ليس ضد قتال الشيعة من حيث المبدأ وإنما من حيث التوقيت.
وهنا يقول المنشور إن ”تكفير“ المسلمين الشيعة وقتالهم ليس أولى من قتال ”اليهود والنصارى.“ ويعتبر أن هذا الخلط في الأولويات يعود إلى حرب الخليج الأولى عندما ”عُبّئ“ العقل السلفي التقليدي“ بفكرة أن ”الشيعة -وأحياناً الصوفية والأشاعرة والماتريدية -أولى بالتكفير والقتال من اليهود والنصاري.“
يقول المنشور إن هذه التعبئة ”المطلقة وغير المنضبطة“ تأتي ”خلاف ما قرره العلماء المحققون.“ ويشرح أن ”قتال اليهود والنصارى“ يجب أن يتقدم على قتال الشيعة ممن انتسبوا إلى الدين ولم يحاربوا ”أهل الملة.“ يقول: ”وكثير من عوام الشيعة في البلدان التي لا يحاربون السنة فيها من هذا النوع؛ ولا نتحدث هنا عن إيران ولا الحشد ولا الحوثي ولا حزبالة وأخواتهم.“ الخلاصة هي أن كاتب المقال لا يقيم وزناً ”لمواطنين وشركاء في الوطن“ فعنده المسلم الشيعي وإن كان مسالماً يُكفر ويُقاتل ولكن قتاله مؤجل.
داعش يسرح ويمرح في موزمبيق
نشر إعلام داعش الرسمي صوراً من ”نشاطات دعوية“ للتنظيم في كابو ديلغادو شمال موزمبيق. هذه النشاطات ليست جديدة في الإقليم المنكوب بداعش الغني بمصادر الطاقة.
لكن لفت تعليق للباحث Paweł Wójcik على منصة إكس يشير إلى أن مواصلة التنظيم هذه النشاطات تأتي رغم نشر آلاف القوات الرواندية في المنطقة خلفاً للقوات الجنوب إفريقية؛ معللاً أن أولوية هذه القوات على الأرجح ليس مكافحة داعش وإنما تأمين الشركات الأجنبية لاستئناف عملها في مشاريع الطاقة هناك والتي تقدر بمليارات الدولارات. الباحث يصف هذه الخطة بأنها ”وصفة كارثية على المدى البعيد.“
زيلين: خطر داعش يتنامى
ومن هنا نأتي إلى خطر داعش المتنامي في العالم. الدكتور آرون زيلين، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، نشر دراسة حظيت بحضور واسع في الأوساط الأكاديمية بعنوان ”دولة إسلامية متكاملة عالمياً.“ زيلين يستعير مصطلح ”متكامل عالمياً Globally integrated“ من عالم الأعمال (البزنس) وهو مصطلح يشير إلى شركة كبرى تدير شبكة من الأعمال والمصالح التجارية التي تكمل بعضها بعضاً. وهكذا يرى زيلين داعش الذي يشير إليه بلفظ ”الدولة الإسلامية.“
خلاصة البحث المنشور على موقع War On The Rocks هي التحذير من أن الفهم الخاطئ لحركة التنظيم الداخلية والخارجية سيؤدي حتماً إلى خطأ تقدير خطر التنظيم. والماضي القريب جداً فيه نماذج عديدة على كوارث نشأت من خطأ التقدير.
يقول زيلين إن التنظيم اليوم مختلف عما كان عليه قبل خمسة أعوام عندما اندحر وانحسر في العراق وسوريا. فهو اليوم تنظيم ”متكامل عبر شبكة عالمية“ لا يشبه أي تنظيم آخر كالقاعدة ولا يشبه ذاته عندما كان في أوجه في 2014 مثلاً.
وبالتالي على أصحاب القرار أن يفهموا آلية عمل التنظيم من خلال دراسة ”الإدارة العامة للولايات“ التي حافظت على أصوله ممثلة بالحوكمة وحشد المقاتلين الأجانب وتنفيذ العمليات الخارجية وزادت عليها أن نقلتها من موقعها الأصلي في العراق وسوريا إلى شبكة من الولايات عبر العالم. وبالمنطق نفسه، ظلت أهداف التنظيم كما هي ولكنها ”تكيفت مع بيئة متغيرة“ الأمر الذي يفسر تنامي خطر التنظيم حتى بعد خمسة أعوام من هزيمته في العراق وسوريا؛ بل إن التنظيم اليوم أصبح أخطر مما كان عليه.
اعتقال مساعد بن لادن
أعلنت السلطات الباكستانية اعتقال محمد أمين الحق الذي كان مقرباً من أسامة بن لادن ومنسقه الأمني. بحسب الصحفي المتخصص عبد السيد، برز اسم أمين الحق عندما ساعد زعيم القاعدة على الهروب من جبال تورا بورا في 2001 .
وعليه اعتُقل الرجل، المدرج على قوائم الإرهاب الأممية، في باكستان في 2007 مع اثنين آخرين. لكن السلطات لم تسلمه إلى أفغانستان أو أمريكا؛ وأطلقت سراحه بعد أربع سنوات من السجن في ٢٠١١. ظهر في أفغانستان في أغسطس 2021 بعد أيام من سيطرة طالبان على كابول. يلفت في هذا الملف ما قاله أمين الحق عن القاعدة بعد أسامة بن لادن في مقابلة خاصة نقلها الصحفي الباكستاني طاهر خان لموقع Nikkei Asia في مايو 2021 .
وقتها قال أمين الحق إن القاعدة تتراجع كل يوم وإن قادتها خاصة من الجناح المصري فشلوا في تحقيق أي نجاح أو اختراق بعد بن لادن.
منشقون: إعلام داعش أهم جهاز في ”الدولة“
يواصل الحساب المتخصص في كشف خبايا داعش، قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي، تشخيص حالة إعلام داعش المركزي والمناصر.
عن ديوان الإعلام المركزي يقول الحساب هذا الأسبوع إنه ”أهم ديوان في تنظيم الدولة بدون منازع، فإن كانت اللجنة المفوضة هي العقل المدبر للتنظيم فإن ديوان الإعلام هو قلبه النابض وجهازه العصبي وواجهته للعالم الخارجي.“تأتي هذه الأهمية من تواصل الديوان مع الولايات ”بشكل يومي“ ما يخوله معرفة ”كل كبيرة وصغيرة عن الولايات الرسمية للتنظيم وعن العمليات التي تقوم بها الذئاب المنفردة.“
كما أن ديوان الإعلام ”هو منظومة الطوارئ التي يلجأ إليها أمراء الصف الأول في التنظيم عندما يفقدون الإتصال مع أمراء المكاتب أو أمراء الولايات.“ وعلى هذا النحو، يعتبر الحساب أن الديوان لعب دوراً ”محورياً“ في إعادة هيكلة الصف الأول في التنظيم بعد الخسائر البشرية التي مُني بها في العام الأخير.
الإرهاب يتهدد أولمبياد باريس 2024
قبل أيام من افتتاح أولمبياد باريس في 26 يوليو الجاري، انشغلت السلطات الفرنسية بالتحقيق في هجمات قد تكون مرتبطة بالإرهاب. حالة التأهب في فرنسا في أعلى درجاتها إذ يواجه منظمو الحدث العالمي تطرفاً جهادياً ويسارياً ويمينياً دفعة واحدة.
يوم الإثنين 15 يوليو، طُعن جندي قرب محطة للقطار. يوم الأربعاء، صدم رجل سيارته بشرفة مقهى. يوم الخميس هوجم شرطي في الشانزليزيه. ويوم الجمعة 19 يوليو، حاول رجل قتل سائق تكسي بالسكين.
المواجهة … هتش X الحراك
في تطورات المواجهة بين هيئة تحرير الشام والحراك الشعبي الذي وصل ذروة جديدة في بنش شمال شرق إدلب منذ مطلع الشهر الجاري، أعلن عن اتفاق بين إدارة المنطقة الوسطى وممثلي الحراك لإنهاء المواجهة. الأحداث بدأت باحتجاجات شعبية معتادة، تطورت إلى إحراق مخفر بنش ومحاولة اغتيال مسؤول المنطقة – وكلاهما يتبع للهيئة. الهيئة ومعارضوها تبادلوا الاتهامات حول المسؤولية عن هذه التطورات. معارضو الهيئة اعتبروا أن الاتفاق لا يمثل الحراك، وكأن ”الجولاني (زعيم الهيئة) اتفق مع نفسه.“ أما أنصار الهيئة فاعتبروا أن ”تجربة بنش“ تمثل ”صبر الهيئة الاستراتيجي“ وأنها تجربة يمكن أن تعمم ”لتنهي حالة التأزم والتشتت وحل القضايا العالقة … والتفرغ لاستكمال عجلة الإصلاح وتطوير التجربة الحكومية.“